كيف يحدد الإنسان مصيره بعمله وسعيه اليومي؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
جاءت السنة النبوية الشريفة محملة بدروس عظيمة ووصايا جامعة تلخص منهج الحياة الإسلامية في كلمات قليلة.
ومن هذه الأحاديث الجليلة ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا» (أخرجه مسلم في صحيحه).
وقد أوضح مجمع البحوث الإسلامية أن هذا الحديث يحمل معاني عميقة ودلالات تربوية شاملة، تدعونا للتأمل في أفعالنا اليومية ومسؤوليتنا تجاه أنفسنا.
يشير النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى أن كل إنسان يبدأ يومه ببيع نفسه في سوق الحياة، فهو إما أن يعتقها بفعل الخير والطاعات، أو يوردها الهلاك باتباع الهوى وارتكاب المعاصي.
وفي بيان مجمع البحوث الإسلامية، يتجلى هنا دور الإنسان في تحديد مصيره، فهو مالك قراره ومسؤول عن أفعاله، وهذا يعكس المنهج الإسلامي الذي يدعو للتوازن بين الحرية الشخصية والمسؤولية الأخلاقية.
الاعتاق والإهلاك: اختياران يوميان
أضاف مجمع البحوث أن الحديث يبرز مفهوم "الاختيار" كركيزة أساسية في حياة المسلم، حيث إن الحياة عبارة عن سلسلة من الخيارات اليومية التي تحدد مصير الإنسان في الدنيا والآخرة.
فَمُعْتِقُهَا: أي أن من يبدأ يومه بسعي صالح وطاعة لله عز وجل فإنه يحرر نفسه من عذاب الآخرة.
أَوْ مُوبِقُهَا: أي أن من يغدو على المعاصي والسيئات فإنه يهلكها ويورطها في الخسران.
دعوة للعمل والإيجابية
يوجهنا هذا الحديث النبوي إلى أهمية استثمار كل يوم في أعمال الخير والسعي لمرضاة الله سبحانه وتعالى، فقد خلق الإنسان ليعمر الأرض ويقوم بواجبه تجاه نفسه ومجتمعه.
وفي هذا السياق، يدعو مجمع البحوث الإسلامية إلى تذكر هذه الحقيقة يوميًا، من خلال استحضار نية العمل الصالح، والإكثار من العبادات، والإحسان للناس، وتحقيق الغاية التي خُلقنا من أجلها.
رسالة من مجمع البحوث الإسلامية
أكد المجمع في بيانه أن هذا الحديث يعد خارطة طريق لكل مسلم، فهو يضع الإنسان أمام مسؤولية عظيمة تجاه نفسه ويدعوه إلى النظر في أفعاله اليومية، ليحقق الاعتاق من خلال الطاعة والإحسان، ويحذر من الهلاك الذي قد ينتج عن الغفلة واتباع الشهوات.
ولذا، فإن المجمع يدعو جميع المسلمين إلى استثمار أوقاتهم في ما ينفعهم ويثقل ميزان حسناتهم، سائلين الله عز وجل أن يجعلنا من المعتقين أنفسهم لا من المهلكين لها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تفسير الحديث النبي صلى الله عليه صلى الله عليه عليه وسلم النبى صلى الله مجمع البحوث الإسلامية البحوث الإسلامية النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسل السنة النبوية الشريفة مجمع البحوث الإسلامیة هذا الحدیث
إقرأ أيضاً: