الشخصية الإنسانية في ضوء الكتاب والسنة.. ندوة دينية لخريجي الأزهر بدلبشان
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
أقامت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف فرع الغربية أمسية دينية بمسجد القبلي بقرية دلبشان مركز كفر الزيات، في إطار جهود فرع المنظمة الدعوي والتواصل الجماهيري الفعال، وخدمة رساله الأزهر الشريف، وجائت بعنوان بناء الشخصية الإنسانية في ضوء الكتاب والسنة.
وحاضر فيها فضيلة الأستاذ الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بالغربية والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطاو عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فضيلةالشيخ محمد عبد الموجود مشرف عام مسجد السيد البدوي وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، فضيلةالشيخ محفوظ المداح المدير عام السابق لمنطقة وعظ الغربية بالأزهر الشريف ، الدكتور حسن محمد عيد مدرس الفقه المقارن بشريعة طنطا وعضو خريجى الأزهر، الشيخ علاء جبرمدير عام سابق بالأزهر الشريف.
وأشار الساده علماء خريجى الأزهر الشريف الحضور إلى أن توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تدعو إلى بناء الإنسان قلبه ومشاعره وإرادته ، حتى إذا استقام حاله على توازن واعتدال واستقر على هدى من الله ، استطاع أن يواجه المصاعب والأزمات وما يتعرض له من امور الدنيا من غنىً او فقر أوصحة ومرض وغير ذلك،قال تعالى ( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ، وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ، إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) و الرحمة هنا هي جميع ما ينتفع به الإنسان أويحتاجه من أموره الدنيوية ،و فحوى الآيات يشير إلى أن هذا الخُلُق هو من طبيعة الإنسان ولايستثنى من ذلك إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات ، هؤلاء الذين تربوا من خلال الدين على تحمل المكاره وشكر النعماء ، وما حملهم على ذلك إلا حب الله والايمان باليوم الآخر، فالمؤمنون على عناية ربهم يتوكلون بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام وأن العاقبة للتقوى، حضر اللقاء لفيف من أهالي القرية، ا. وجيه طه مدير الدراسات العليا وجه بحري السابق بجامعة الأزهر ورواد مسجد القبلي بقرية دلبشان بمركز كفر الزيات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ندوة دينية خريجي الأزهر فرع الغربية الشخصية الإنسانية الكتاب والسنة الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
صفات المتقين .. خطيب الجامع الأزهر: الورع ترك الشبهات ومراقبة الخطرات
ألقي خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور إبراهيم الهدهد، أستاذ البلاغة والنقد ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، ودار موضوعها حول "خلق الورع".
وقال الدكتور إبراهيم الهدهد، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، قيم الإسلام تُربي المجتمعات على الفضيلة، وتَصرف الناس عن الشرور والمعاصي إلى الفضيلة والطاعة، وخير مثال على ذلك الرعيل الأول من المسلمين، فقد رباهم الإسلام على الشرف والفضيلة بعد أن كانوا على جاهلية وشر، وذلك بفضل تمسكهم بقيم هذا الدين الحنيف الذي جاء ليعلي من قيمة الإنسان، لأن القيمة الحقيقة للإنسان، في تمسكه فيما جاء من عند خالقه، لهذا نجد أن من التزم بهدي القرآن الكريم وهدي رسولنا الكريم ﷺ يكون منضبطًا في قوله وفعله وعمله، في ظاهره وباطنه وسره وعلنه، لذلك تمثل فيهم المعنى الحقيقي للورع في كل تصرفاتهم، كما تجسدت فيهم كل معاني الإيثار.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن الورع هو ترك الشبهات ومراقبة الخطرات، فالورع خير هذا الدين وخير ما فيه، لأنه لن يبلغ أحد أن يكون من المتقين حتى يتسم بالورع، إن شك في شيء حرام تركه وتورع عنه عملاً بقوله ﷺ: إنَّ الحلالَ بيِّنٌ وإنَّ الحرامَ بيِّنٌ وبينهما أمورٌ مُشتبِهاتٌ لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرأ لدِينِه وعِرضِه، ومن وقع في الشُّبهاتِ وقع في الحرامِ، كالراعي يرعى حول الحِمى يوشكُ أن يرتعَ فيه، ألا وإنَّ لكلِّ ملكٍ حمًى، ألا وإنَّ حمى اللهِ محارمُه، ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغةً إذا صلُحتْ صلُح الجسدُ كلُّه وإذا فسدتْ فسد الجسدُ كلُّه ألا وهي القلبُ)، فكان أهل الورع إذا التبس الأمر عليهم، ذهبوا إلى الحق.
وأضاف فضيلته أن الخطرة هي ما يخطر بقلب الإنسان، وكان الأولون إذا خطرت خطرة بأنفسهم، تابوا ورجعوا إلى ربهم، فكانوا يراقبون خطرات قلوبهم ولذلك كانوا أرقى الناس وأعلاهم، ولما تركوا الدنيا أقبلت عليهم، واسكنوا الله قلوبهم بحق فلم تنكسر قلوبهم، ولم يروا سوى الله في حياتهم، فكانت الدنيا عندهم لا تساوي شيئاً، ونحن في حاجة ماسة إلى خلق الورع حتى تعود لمجتمعاتنا قيمتها ومكانتها، من خلال التمسك بكتاب الله والالتزام بما جاء في سنة رسول الله ﷺ، والتأسي بأخلاق الأولين، ممن وردت مناقبهم في التاريخ الإسلامي، المليء بالعلماء وأهل الفضل ممن جسدوا القيم الإٍسلامية في واقعهم فشهد الناس لهم بحسن الخلق وحسن العشرة وحسن العلم وحسن العمل، ولقد بلغ الورع مبلغًه من أهل العلم فلا تجد فيهم من يتجرأ على الفتوى إلا بعد أن يتقن منها، على عكس ما نشاهده في هذه الأيام من التجرؤ على الفتوى والعلم.
وبين خطيب الجامع الأزهر، أن القرب من الله ومراقبته في كل عمل وفي كل خاطرة تحدث بها الإنسان نفسه، ضمانة لأن تنجيه من الوقوع في الخطأ، لأن انشغال الإنسان بإرضاء الله، يجعل الله يوفقه لفعل الخير وينجيه من الوقوع في الشرور والخطأ، وهذا أمر ضروري لأمتنا وبخاصة في هذا الزمان، لاستعادة الصفحات المشرقة من حياة هذه الأمة.
وأوصى د. الهدهد بتجنب الورع الشكلي الذي يظهره البعض على سبيل التظاهر به، وهو ما نلاحظه في قصة الرجل الذي أتى إلى الإمام أحمد بن حنبل؛ يقول له قد زنيت بامرأة فحملت، قال له لماذا لم تعزل عنها؟ قال سمعت أن العزل مكروه، فقال عجباً تسألني عن العزل وتتورع عنه وهو مكروه! ولا تسألني عن الزنا وهو كبيرة من الكبائر!، فعلينا أن نتورع لله حق التورع وأن نقي أنفسنا من المعاصي والذنوب، لأن المجتمعات لا تبنى إلا بالصلاح، كما لا ينال رضا الله ببغضه وسوء تصرفاتنا.