غزة - صفا

طالب ناشطون شباب وخبراء وأكاديميون، بضرورة وضع خطة وطنية من أجل تحسين واقع الشباب الفلسطيني في ظل التحديات التي يواجهونها على كافة المستويات، وبخاصة ضمان مشاركتهم الفاعلة في صنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وشددو الناشطون خلال ورشة عمل نفذتها الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي الجاد من أجل وقف انتهاكات الاحتلال ورفع الحصار عن قطاع غزة، محملين كافة الجهات المسؤولية تجاه تطوير وتنمية قدرات ومهارات الشباب ليكونوا فاعلين بالمجتمع.

وناشدوا بأهمية انهاء الانقسام الفلسطيني، وإشراك الشباب في اتخاذ وصنع القرار على كافة المستويات، ودعم المشاريع الشبابية، مع ضرورة إنشاء صندوق وطني لدعم الشباب، وتغير توجهات التعليم والتركيز على التعليم المهني والتقني، مع أهمية وجود حراك شبابي مطلبي مستمر لتعزيز مشاركة الشباب.

وجاءت الورشة بعنوان "الشباب الفلسطيني تحديات وبدائل".

وأكدت الناشطة ريم منصور أن الشباب هم الركيزة الأساسية في بناء المجتمع، وأن دعمهم يحتاج لتكاثف الجهود من أجل تطوير مهاراتهم وقدراتهم، مشيرةً إلى أن الحصار واعتداءات الاحتلال أثرت بشكل كبير على الفلسطينيين بشكل عام وفئة الشباب بشكل خاص، وأدت إلى أوضاع اقتصادية صعبة ومأساوية.

ولفتت إلى استمرار حالة الانقسام الفلسطيني الذي ألقى بظلاله الثقيلة أيضًا على كافة القطاعات الاقتصادية وكافة شرائح المجتمع وبخاصة الشباب، ومنها ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، واتساع دائرة الفقر في أوساط الشباب، وتزايد الرغبة في الهجرة.

ومن جانبه، قال مدير عام بالهيئة العامة للشباب والثقافة خليل مطر: "إن كلوزارة تستهدف فئة معينة، ولكن فئة الشباب تتقاطع مع عدد كم الوزات، فقضايا الشباب تقع في صميم عملنا خاصة وأن شريحة الشباب تمثل % من مجمل السكان، حيث عملت الهيئة العامة للشباب والثقافة منذ تأسيسها على توفير البيئة القانونية، وتمكين الشباب من شتي المجالات".

وبين أن الهيئة تمارس العديد من الأدوار، ودورها الرئيس هو السعي لإقرار القوانين والأنظمة والتشريعات التي تخدم فئة الشباب في كل المجالات، مستعرضاً أهم إنجازات الهيئة خلال السنوات الماضية.

وأوضح أن سياسة الهيئة تمثلت في تمكين الشباب في ثلاث مجالات رئيسية، وهو المجال السياسي من خلال انتخاب المجالس الشبابية المحلية للبلديات، وتقديم مقترحات لإجراء انتخابات البرلمان الشبابي، وزيارة الفصائل لحثها على تمكين الشباب في تقلد المواقع القيادية، والمجال الاقتصادي من خلال التدريب الموجه، وتوفير بيئة العمل الحر، والعمل عن بعد، والمشاريع الصغيرة، وتوجيه المؤسسات الشبابية، والمجال الاجتماعي من خلال القروض ومنح الزواج، والإسكان، وتقديم مقترح لمدينة الشباب.

ونوه إلى أن هناك تكامل بين الوزارات وتنسيق للجهود لخدمة الشباب الفلسطيني بين وزارة العمل والشباب والثقافة والاقتصاد، ووزارة التنمية، ووزارة العمل لإعداد البرامج التي تخدم هذه الشريحة.

بدوره، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أحمد الغول: أن الشباب الفلسطيني يوجه جملة من التحديات أبرزها الاحتلال والحصار المفروض على قطاع غزة، الانقسام الفلسطيني، غياب الديمقراطية، وعدم إجراء الانتخابات، وتفاقم الأزمات، وغياب الرؤية والاستراتيجية الشاملة للشباب الفلسطيني.

وأضاف إلى ما سبق غياب الرؤية التنموية وليس الاغاثية لتعزيز صمود الشباب لمواجهة التحديات، مع وجود حالة من التيه التي انتجتها المحسوبية والوساطة والفساد والانقسام، إضافة إلى تراجع الوعي الثقافي.

وبين أن العالم يعتمد بشكلٍ أساسي ورئيسي على الشباب باعتبارهم العمود الأساسي في المجتمع والطاقة الكامنة، كما أنهم القوة الأساسية وأداة التغير، مضيفًا أنه يجب على الجميع العمل من أجل توفير كل الاحتياجات اللازمة لهم، وهذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع.

وأكد ضرورة أن يتم العمل من خلال مسارين الأول هم الشباب أنفسهم من كل قيامهم بحراكات مستمرة لنيل حقوقهم في كافة المجالات، وخاصة أماكن صنع القرار، وأن يكونوا نماذج جيدة لتحدث الاختراقات سواء على المستوى الرسمي أو الأحزاب، أو المجتمع المدني، والمسار الثاني يتمثل بالرسمي حيث يجب على النظام الفلسطيني بكافة مؤسساته أن يضع استراتيجيات تضمن مشاركة الشباب، ووصولهم إلى مواقع صنع القرار.

من جهته قدم أ. وائل بعلوشة مدير ائتلاف أمان بغزة: شرحاً حول تصنيفات الشباب باختلاف الجهة المصنفة، حيث أن الأمم المتحدة تصنف هذه الشريحة من 18-24 عام، أما القانون الفلسطيني فهم من 18-29 عام، وجامعة الدول العربية من 18-40 عام، مؤكداً أن هذا اختلاف التصنيفات يخلق حالة من الالتباس على مستوى الحقوق والواجبات.

وحول رؤية مؤسسات المجتمع المدني، أكد بعلوشة أنه لا يمكن لها أن تضع رؤية استراتيجية شاملة في ظل غياب الرؤية الرسمية، منوهاً إلى أن قيمة الموازنة العامة للسلطة الفلسطينية، أو السلطة بغزة تعكس مدى الاهتمام لصالح الشباب على صعيد الصحة، والتعليم والخدمات الاجتماعية.

وشدد على السياسة الوطنية للطلائع والشباب، لو تم تنفيذها كان واقع الشباب ممتاز، وأكثر تنظيماً من الواقع الحالي، موضحاً أنه من المشاريع التي قتلها الانقسام الفلسطيني، فهي ثمرة جهود نخبة من رواد العمل الشبابي واللجنة الوطنية للشباب والطلائع بالتعاون مع اللجنة التوجيهية للشباب والطلائع، إلى جانب جهود وزارة الشباب والرياضة.

فيما تحدثت أ. رنا هديب مديرة الدائرة القانونية بالهيئة حول واقع الشباب الفلسطيني والانتهاكات التي يتعرضون لها، وأبرز التحديات التي تواجههم والتي تمثلت في التحديات السياسية، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية.

وأكدت أن الشباب الفلسطيني بحاجة إلى تعزيز المشاركة السياسية، واشراكهم في وضع السياسات واتخاذ القرارات وتخطيط النشاطات، ودعم المشاريع الشبابية الفردية والجماعية، وإعادة تأهيل الاتحادات والأندية، والمؤسسات الثقافية، وتخفيض الضرائب، ووقف سياسة الجباية، وسرعة إتمام المصالحة الفلسطينية، وانهاء الانقسام.

وفي ختام كلمتها وجهت رسالة لجميع الشباب وبصوت الشباب لكل الأحزاب السياسية والفصائل وفي مقدمتها السلطة الفلسطينية كونوا عوناً لنا لا علينا، ووجهت رسالة أخرى للشباب كونوا كما أنتم الصابرين المثابرين والجدار الصلب في حماية مشروعنا الوطني.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: ناشطون غزة شباب خطة الانقسام الفلسطینی الشباب الفلسطینی الشباب فی من خلال

إقرأ أيضاً:

الأسرة والمجتمع.. القيم الراسخة في وجدان شباب دبي

دينا جوني (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة مكتوم بن محمد يترأس اجتماع المجلس القضائي بدبي «عام المجتمع» يرسخ القواعد التعليمية الإيجابية للطالب والأكاديمي

لطالما كان الشباب هم القلب النابض لأي مجتمع، والركيزة التي تقوم عليها نهضته وتقدّمه. وفي الإمارات، يمثل الشباب نموذجاً مشرفاً للانتماء والولاء، فهم الامتداد الطبيعي لقيم المؤسِّسين، ونهج القيادة الرشيدة. 
ومع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2025 «عام المجتمع»، تتجلى أهمية تعزيز قيم التماسك الأسري والتكافل الاجتماعي في بناء مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال المقبلة. فشباب الإمارات يدركون أن ازدهار الوطن يبدأ من نواة المجتمع، وهي الأسرة، وأن القيم الأصيلة التي نشأوا عليها تشكل أساس تماسكهم وقوّتهم في مواجهة تحديات المستقبل.
وفي هذا الإطار، أطلق مجلس دبي للشباب وثيقة «قيم شباب دبي» للمرة الأولى، بعنوان «قيَمي مستقبلي»، بهدف ترسيخ منظومة القيم التي تُعزز دور الشباب في مسيرة التنمية المستدامة، وتقدّم رؤية واضحة لقيم العمل الجماعي، الابتكار، والمسؤولية التي تمكّن الشباب من بناء مستقبل أكثر إشراقاً لدبي، مع الحفاظ على أصالة مجتمعنا.
وشملت الوثيقة خمس قيم رئيسية تمثل الأساس والمرجع الذي يحدد شخصية شباب دبي، والصورة النمطية الصحيحة لهم، والأسس التي توجه سلوكهم الاجتماعي والاقتصادي، داخل وخارج الدولة.
رمز الانتماء
جاءت القيمة الأولى: «شباب دبي... عيال زايد وإخوان شما»، وفيها: نحن شباب دبي «عيال زايد»، و«إخوان شما»، نحن أبناء دولة الإمارات الأوفياء، وفداء لها... نحن رمز الانتماء والولاء للوطن... أصل الشهامة ومَثل العروبة... الشباب فينا «شهم» والشابة فينا «حشيمة»... نحن مثال النخوة والكرم والأخلاق العالية... لوطننا سفراء الأصالة والخير والعلم... وفي تاريخنا وتراثنا حصنٌ حصين... وللدين وعاداتنا وتقاليدنا علم ورعاية.
وفي القيمة الثانية: «الأسرة لشباب دبي... أساس الوطن»، وفيها: شباب دبي... مسؤولون عن ترابط أسرنا واستقرارها وسعادتها... طاعة والدينا واحترامهم سرّ توفيقنا... وصلة أرحامنا تطيل أعمارنا، نحقق أحلام أهلنا ونفرحهم بنجاحاتنا، واجباتنا ومهامنا في أسرنا مسؤولية ودَين نؤديه. وسنشهد بركة هذا البر في أسرنا في المستقبل.
وفي القيمة القيمة الثالثة: «شباب دبي... محور لمجتمع صلب»، وفيها: مجتمعنا في دبي الوصل مجتمع الود والمحبة. ونحن شباب دبي شباب التسامح، والتراحم، والتعاطف... سباقون لفعل الخير، وأول من يفزع للتطوع والمساهمة بالعلم والعمل... في مدينتنا نحرص أن نعيش في تكافل، الأمانة والمعونة في أخلاقنا عنوان، والاحترام والترحيب في سلوكنا أساس، مسؤوليتنا مشتركة... ونحن القدوة المثالية في حفظ أمن وأمان مجتمعنا وتحقيق ازدهاره.
أما القيمة الرابعة: «لمدينتهم دبي... الشباب رُبان النهضة»، فقد جاء فيها: نحن الشباب في دبي واعون صحياً... نمط حياتنا متزن بين المسؤوليات والحياة، نحقق إنجازاتنا ونظل في صحة وعافية وسعادة... نبحث عن المعرفة ونسعى للثقافة والفكر، نقرأ ونتواصل ونتطور... ملهمون للغير، مدينتنا دبي مدينة الحياة، نحافظ على مدينتنا وبيئتها ومرافقها... ونجعلها أفضل مكان للعيش. 
وفي القيمة الخامسة: «الشباب في دبي... المحرك الاقتصادي الفذ»، جاء: دبي هي الدانة... ومعروفة باقتصادها... ومعروفة في العالم بازدهار التجارة. ونحن شبابها أساس النشاط الاقتصادي... نتعلم بشكل مستمر، مهاراتنا متقدمة، وتعليمنا تنافسي، نعمل على تحريك اقتصادنا، محترفون في أعمالنا، محافظون على موارد بلدنا، مثابرون ومخلصون وأمناء.

مقالات مشابهة

  • وزير الشباب يرأس اجتماعاً لمفوضية الكشافة بالعاصمة صنعاء
  • وزير الشباب: العمل الكشفي التطوعي يعزز روح العطاء وخدمة المجتمع
  • اجتماع كشفي برئاسة وزير الشباب يناقش الأنشطة الكشفية الرمضانية
  • توفير 61 فرصة عمل للشباب بمطروح خلال الشهر الماضى
  • مُنتخب الوطني للشباب يحصد لقب بطولة الخليج للجولف
  • الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: نتنياهو يحاول جعل غزة منطقة غير قابلة للحياة
  • 60 مبادرة وفعالية.. مجلس أبوظبي للشباب يختتم دورته السادسة
  • مختار جمعة: الصيام وقاية للشباب.. ورمضان شهر الطاعة والبركة
  • الأسرة والمجتمع.. القيم الراسخة في وجدان شباب دبي
  • آلاف الإسرائيليين يطالبون نتنياهو باستمرار وقف إطلاق النار بغزة لإطلاق الرهائن