سوريا بعد سقوط الأسد.. فجر جديد في دمشق وتحولات جذرية بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
في تحول دراماتيكي طال انتظاره، استفاق السوريون يوم الاثنين 9 ديسمبر 2024 على واقع جديد، حيث أصبحت العاصمة دمشق تحت سيطرة الفصائل المسلحة، بينما فر الرئيس بشار الأسد إلى روسيا في نهاية حرب أهلية دامت 13 عامًا، ولحكم أسرة استمر لأكثر من 50 عامًا، هذا التغيير التاريخي يُعد أحد أبرز التحولات في منطقة الشرق الأوسط، ويترك المنطقة أمام مستقبلًا ضبابيًا محفوفًا بالتحديات.
لقد كان سقوط الأسد بمثابة نهاية للنظام الذي لطالما فرض سيطرته بالقوة والبطش، وهو ما شهدته مدينة دمشق بشكل خاص، حيث تمركزت قوات "هيئة تحرير الشام"، التي كان لها دور بارز في العمليات العسكرية.
هذه الجماعة التي كانت في يوم من الأيام على علاقة مع تنظيم القاعدة، تمكنت من فرض واقع جديد في سوريا، في تحول غير مسبوق.
وبعد إعلان موسكو منح الأسد وعائلته حق اللجوء السياسي، بدا العالم بأسره يراقب بحذر تطورات هذا الحدث الكبير.
فبينما رحبت العديد من الدول بنهاية حكم الأسد، تساءل الجميع عن آفاق الاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام.
سوريا في عهد ما بعد الأسدإن سقوط النظام السوري يفتح المجال أمام مرحلة جديدة من البناء والإعمار، إلا أن الطريق نحو استعادة الاستقرار سيكون طويلًا وشاقًا.
إذ ستحتاج البلاد إلى مليارات الدولارات لإعادة بناء ما دمرته سنوات من الحرب، بالإضافة إلى التعامل مع الاقتصاد المتدهور والدمار الكبير الذي حل بالمدن والبنية التحتية.
من جانب آخر، كان سقوط الأسد بمثابة انتصار للفصائل التي قادت العمليات العسكرية، حيث أشار أحمد الشرع، زعيم "هيئة تحرير الشام"، إلى أن "تاريخًا جديدًا يُكتب" وأن سوريا الجديدة ستكون "منارة للأمة الإسلامية".
هذه التصريحات تأتي في وقت تواجه فيه سوريا تحديات كبيرة، بما في ذلك ضرورة إيجاد حلول لملايين اللاجئين السوريين الذين تشتتوا في مختلف أنحاء العالم، خاصة في تركيا ولبنان والأردن.
الاهتمام الدوليعلى الصعيد الدولي، أثار سقوط الأسد العديد من التساؤلات بشأن كيفية تأثير هذا التحول على توازن القوى في الشرق الأوسط.
فعبر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقه من المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن سوريا تمر بمرحلة من الخطر والضبابية، وأنه لأول مرة منذ سنوات لا يوجد أي دور مؤثر لروسيا أو إيران أو حزب الله اللبناني في الوضع السوري.
في الوقت نفسه، تصاعدت المخاوف من حدوث عدم استقرار في المنطقة، في ظل التوترات المستمرة بين إسرائيل وإيران، والهجمات في قطاع غزة، هذه التطورات كانت محور اهتمام القيادة العسكرية الأمريكية، التي أطلقت ضربات ضد مواقع لتنظيم "داعش" في سوريا، بالتزامن مع جهود دبلوماسية لتعزيز الاستقرار.
تحديات إعادة بناء سوريامن الواضح أن المرحلة المقبلة ستكون محورية في تحديد مستقبل سوريا، سيكون هناك ضغط هائل على الفصائل المنتصرة لتحقيق أهدافها المعلنة بشأن بناء سوريا جديدة، في وقت تسعى فيه القوى الدولية إلى تقييم مدى تأثير هذه التغيرات على الاستقرار الإقليمي.
وستحتاج الحكومة السورية الجديدة إلى دعم دولي واسع لإعادة بناء البنية التحتية، وإيجاد حلول سياسية تضمن مشاركة كافة أطياف الشعب السوري في حكم البلاد.
إن سوريا بعد الأسد هي سوريا مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا سوريا مفتوحة على أفق جديد من الفرص، التي قد تساهم في إنهاء سنوات من العنف والمعاناة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: 9 ديسمبر 50 عام الإثنين استقرار الاستقرار في سوريا الاستقرار التاريخي البنية التحتية الهجمات الجماعة التوترات التصريحات الرئيس بشار الأسد الدولارات العاصمة دمشق الشرق الأوسط الفصائل المسلحة العمليات العسكرية سقوط الأسد
إقرأ أيضاً:
الصحة : إنشاء أول مركز أبحاث في علم الأورام بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا
التقى الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، ممثلي إحدي الشركات المتخصصة في الرعاية الصحية، لبحث تعزيز سبل التعاون المشترك في القطاع الصحي، وذلك على هامش فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025، المنعقد في الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 15 إلى 17 أبريل الجاري.
استهل نائب رئيس الوزراء اللقاء بالترحيب بوفد الشركة، وتوجيه الشكر على جهودهم المستمرة وتعاونهم المتواصل مع برامج الوزارة الهادفة للارتقاء بالمنظومة الصحية المصرية، من خلال تعزيز الشراكة، وتبادل المعرفة ودمج التقنيات الجديدة في نظام الرعاية الصحية.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن اللقاء استعرض مجالات التعاون في أنشطة التوعية، حول مقاومة مضادات الميكروبات، والإقلاع عن التدخين، ولقاحات البالغين والأطفال، وأيضا تطوير عيادات ومراكز اللقاحات التابعة لوزارة الصحة والسكان.
وأوضح «عبدالغفار» أن المناقشات تطرقت لمقترح إنشاء أول مركز أبحاث «MULTI OMICS» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للاستفادة من الآليات الجديدة في علم الأورام عبر تحديد المؤشرات الحيوية للسلامة، وتحسين النتائج السريرية للمرضى من خلال تحليل العينات قبل وبعد العلاج، لقياس تأثير العلاج، وتقديم الأدوية الأكثر ملائمة للمرضى، مشيرا إلى أن الهدف الأول لمركز الأبحاث هو التركيز على علم الأورام، إلى جانب مجالات صحية، منها تليف الكبد، والاضطرابات العصبية، والتهابات الجهاز التنفسي.
مناقشة خطة البحث العلميوأضاف «عبدالغفار» أن اللقاء تضمن مناقشة الاستفادة التي ستعود على القطاع الصحي في مصر من هذا المشروع، والفرص المستقبلية، وهيكل التعاون بين الجانبين، وأيضا مناقشة خطة البحث العلمي، ومراحل الإنشاء، ونموذج لخطة التشغيل، بالإضافة للخطة المالية للمشروع والتكلفة التقديرية، والعمل على وضع جدول زمني للتعاون المستقبلي.
جدير بالذكر أن مركز أبحاث «MULTI OMICS» سيساهم بدور محوري في تطوير الطب التشخيصي، وتحسين نتائج الرعاية الصحية، وتعزيز النمو الاقتصادي، من خلال الجمع بين نقاط قوة القطاعين العام والخاص، بما يتيح تهيئة بيئة تُشجع الابتكار والاستثمار وتبادل المعرفة في هذا المجال الحيوي.