مع استمرار أزمة الكهرباء بالمناطق المحررة وخاصة العاصمة عدن، كشف مصدر حكومي عن ترتيبات تجري للإعلان عن منحة وقود سعودية جديدة لمحطات توليد الكهرباء.

المصدر أكد لـ"نيوزيمن" الاثنين، بأن المنحة التي من المتوقع أن تصل يوم الجمعة القادم وستشمل مادتي الديزل والمازوت، تعد امتداداً للمنحة السابقة التي تمنح الحكومة الوقود بسعر السوق المحلية في السعودية، وسيتم دفعها من الدعم السعودي الأخير للحكومة اليمنية.

وبحسب المصدر فإن تقديم منحة الوقود جاء بناءً على طلب تقدم به مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة تدهور خدمة الكهرباء التي تتفاقم يوماً بعد يوم بسبب شحة الوقود، جراء الأزمة المالية الحادة التي خلفتها توقف عملية تصدير النفط جراء هجمات مليشيات الحوثي.

وقدمت السعودية خلال العاميين الماضيين منحتي وقود لمحطات توليد الكهرباء بالمناطق المحررة بقيمة تجاوزت الـ600 مليون دولار، وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة التي تمثلها منح الوقود السعودية في تقديم خدمة الكهرباء بحدها الأدنى بالمناطق المحررة (8- 10 ساعات يومياً)، إلا أنها تظل حلاً مؤقتاً لا يعالج جذر المشكلة في ملف الكهرباء.

مشكلة تتلخص في ببقاء الاعتماد على توليد النسبة الأكبر من الكهرباء بمولدات تعمل بوقود الديزل الأعلى تكلفة بين باقي مصادر التوليد ويأتي بعده وقود المازوت، وهو ما يعكسه رقم المنحتين المقدمتين من السعودية خلال عام ونصف وهي الفارق فقط بين سعر وقود الديزل والمازوت بالسعر العالمي والسعر المحلي السعودي الذي تشتري به الحكومة الكميات المخصصة بالمنحة، وليست قيمة الوقود.

رقم مهول مقارنة بحجم الإنتاج الكهربائي المتواضع للمحطات العاملة بوقود الديزل والمازوت بالمناطق المحررة والذي لا يتجاوز 500 ميجاوات، وهي حقيقة تقر وتعترف بها الحكومة على لسان وزير الكهرباء في أحدث تصريح له أكد فيه أن تكلفة إنتاج الكيلووات تصل إلى 350 ريالاً، ما يعني أن فاتورة الوقود السنوية تتجاوز المليار دولار.

تكلفة باهظة تبين مدى الحاجة إلى إيجاد بدائل اقتصادية في توليد الكهرباء كالغاز الطبيعي، وهو ما سيخفض من كلفة إنتاج الكيلووات بنحو 30% مقارنة بوقود الديزل، هذا في حالة عجز الحكومة عن توفير مادة الغاز محلياً من حقول الإنتاج بالمحافظات المحررة لتوليد الكهرباء ولجوئها إلى استيرادها.

كما أن تكلفة هذا الانتقال (من وقود الديزل إلى الغاز مثلاً) لا تتجاوز كثيراً قيمة آخر منحة وقود قدمتها السعودية أواخر العام الماضي، فتكلفة إنشاء محطة غازية بقوة 500 ميجاوات لا تتعدى الـ250 مليون دولار، في حين أن قيمة المنحة الأخيرة (قيمة فوارق السعر) كانت 200 مليون دولار.

وعلى الرغم من كون مسئولية حل ملف الخدمات وعلى رأسه خدمة الكهرباء تقع على عاتق الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، إلا أن التدخل المباشر للتحالف وتحديداً السعودية في هذا الملف والعمل على حله بشكل جذري يجنبها تبعات مخاطر استمرار الفشل الحكومي في هذا الملف.

فمع حلول كل صيف من كل عام يتحول الفشل الحكومي في ملف الخدمات وتحديداً الكهرباء إلى تهديد حقيقي للاستقرار الهش الذي تعيشه المناطق المحررة، بل ويهدد بنسف الشراكة القائمة حالياً تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي كما حصل مؤخراً.

كل ذلك بطبيعة الحال يهدد بمحصلته كل المكاسب التي تحقق جراء تدخل التحالف في اليمن منذ عام 2015م، وهو ما يضع التحالف وتحديداً السعودية في وضع أشبه بالابتزاز بالاستجابة لطلبات الحكومة الشرعية لمنع انهيار خدمة الكهرباء بالاستمرار في تقديم الدعم لوقود الكهرباء والذي تحول إلى ثقب أسود يلتهم كل الموارد والدعم السعودي دون أي فائدة ملموسة للمواطن بالمناطق المحررة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: بالمناطق المحررة تولید الکهرباء خدمة الکهرباء

إقرأ أيضاً:

السعودية تنتج الكعكة الصفراء.. ما أهميتها لتوليد الطاقة النظيفة؟

قبل سنوات أطلقت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة برنامج تطوير الكوادر الوطنية، والذي استهدف نقل التقنية وتدريب الكوادر الوطنية في مجال استكشاف خامات اليورانيوم، وإنتاج أكسيد اليورانيوم "الكعكة الصفراء" وعمل دراسة الجدوى الاقتصادية القابلة للتمويل.
ربما يكون مصطلح "الكعكة الصفراء" جديد على المسامع، لكنها مادة مستخدمة منذ عقود وأثبتت كفاءة إنتاجية عالية، كما أنها مورد هام لتوليد الطاقة النظيفة.
أخبار متعلقة عسير.. ضبط 3 أشخاص لترويجهم مادتي الحشيش والإمفيتامين المخدرتين"السعودية للكهرباء" تكشف عن سبب انقطاع الخدمة في المناطق الجنوبيةما هي الكعكة الصفراء؟
الشكل الصلب لأكسيد اليورانيوم المختلط، والذي يتم إنتاجه من خام اليورانيوم في عملية استخلاص اليورانيوم عبر"الطحن"، بحسب ما ذكرته لجنة تنظيم الطاقة النووية الأمريكية.
المادة عبارة عن خليط من أكاسيد اليورانيوم، والتي يمكن أن تختلف في النسبة واللون من الأصفر إلى البرتقالي إلى الأخضر الداكن (الأسود) اعتمادًا على درجة الحرارة التي يتم فيها تجفيف المادة (التي تؤثر على مستوى الترطيب والشوائب)، حيث تنتج درجات حرارة التجفيف الأعلى مادة أغمق وأقل قابلية للذوبان. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الكعكة الصفراء ليست مادة مشعة بدرجة خطيرة كما هو الحال مع الوقود النووي - مشاع إبداعي
الاسم العلمي للكعكة الصفراء؟
يشار إلى الكعكة الصفراء عادةً باسم (U₃O₈)، لأن هذا المركب الكيميائي كان يشكل تاريخيًا غالبية الكعكة الصفراء التي تنتجها مرافق استرداد اليورانيوم باستخدام طرق الطحن التقليدية.
تستخدم معظم مرافق استرداد اليورانيوم الحديثة طرق الاسترداد في الموقع وتنتج مركبًا لونه أصفر يتكون في الغالب من ثنائي هيدرات بيروكسيد اليورانيوم، ثم يتم نقل هذه المادة إلى منشأة تحويل اليورانيوم ، حيث يتم تحويلها إلى سداسي فلوريد اليورانيوم (UF 6 )، استعدادًا لتصنيع الوقود للمفاعلات النووية.كيفية إنتاج الكعكة الصفراء؟يتم استخراج خام اليورانيوم من المناجم.يُعالج الخام بعمليات كيميائية لإزالة الشوائب.يُنتج أكسيد اليورانيوم على شكل مسحوق يُعرف بالكعكة الصفراء.استخدامات الكعكة الصفراء؟
تُعد الكعكة الصفراء الخطوة الأولى في سلسلة إنتاج الوقود النووي.
يتم تحويلها إلى أشكال أخرى من اليورانيوم (مثل غاز سداسي فلوريد اليورانيوم) لاستخدامها في مفاعلات نووية أو في تخصيب اليورانيوم.خطة سعودية لإنتاج الكعكة الصفراء؟
أكد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن المملكة تعتزم تخصيب اليورانيوم وإنتاج وبيع الكعكة الصفراء.
جاء ذلك خلال مشاركته في منتدى ومعرض "اكتفاء 2025" بمدينة الدمام، حيث أشار إلى أن السعودية ستستثمر في قطاع المعادن، بما في ذلك اليورانيوم.
وتُعرف "الكعكة الصفراء" بأنها المادة المركزة لليورانيوم الخام، وتمت تسميتها بهذا الاسم نظرًا للونها الأصفر المميز. يتم إنتاجها عبر تنقية خام اليورانيوم من الشوائب وتحويله إلى مسحوق مركّز. ورغم أن الكعكة الصفراء لا تُشكل خطرًا إشعاعيًا كبيرًا، إلا أن التعامل معها يتطلب إجراءات وقائية لضمان السلامة.هل هي خطيرة؟
الكعكة الصفراء ليست مادة مشعة بدرجة خطيرة كما هو الحال مع الوقود النووي المستخدم أو المواد المخصبة، ولكن يجب التعامل معها بحذر لتجنب التعرض المطول لها.

مقالات مشابهة

  • انقطاع الكهرباء في عدن يكشف أزمة إنسانية جديدة ويعكس فساداً مستشرياً في قطاع الكهرباء
  • خطوة جديدة نحو تأمين إمدادات الطاقة| مصر توفر 48 مليار جنيه لتشغيل محطات الكهرباء
  • شاهد.. مأساة جديدة تخطف أرواح 18 شخصاً في نيجيريا
  • ضرورة التمييز بين معاداة الإسلاميين ومعاداة عموم الشعب السوداني الذي يخوض معركة الكرامة!!!
  • افرام: تحيّة إجلال للأرواح التي خسرناها ولاحتواء التداعيات وإيجاد الحلول المناسبة
  • مصرع 18 شخصا في انفجار شاحنة وقود بنيجيريا.. والسلطات تكشف السبب
  • السعودية وقطر تدينان استهداف المستشفى السعودي بالفاشر
  • ونيس: رفع الدعم عن الوقود في مصلحة المواطن الليبي
  • السعودية تنتج الكعكة الصفراء.. ما أهميتها لتوليد الطاقة النظيفة؟
  • الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية