قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد إن موقف إسرائيل من التطورات في سوريا شهد تحولا جذريا، رغم ترحيبها بسقوط حليف إيران، ولكنها تواجه مخاوف حقيقية من المستقبل.

وأوضح أبو عواد، خلال فقرة التحليل السياسي، أن إسرائيل كانت مرتاحة مع نظام الأسد رغم عدائه المعلن، لأنه لم يكن يشكل تهديدًا حقيقيا لها، لاعتماده على فئة محدودة من الشعب السوري وانشغاله بمشاكله الداخلية.

وكانت المعارضة السورية تمكنت في فجر يوم 8 ديسمبر/كانون الأول من السيطرة على العاصمة دمشق، ودخول كل المؤسسات الإستراتيجية والحيوية مثل مطار المزة العسكري، وقصر الشعب، ومبنى الإذاعة والتلفزيون، ورئاسة الأركان.

ولكن أبو عواد يرى أن المخاوف الإسرائيلية تتركز الآن على احتمال ظهور نظام ديمقراطي قوي يستند إلى دعم شعبي واسع.

وفي سياق الإجراءات العاجلة التي اتخذها الجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على المنطقة العازلة مع سوريا وإلغاء "اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974″، أشار الخبير إلى تناقض في الخطاب الإسرائيلي حول المنطقة العازلة على الحدود.

ففي حين يصرح المسؤولون الإسرائيليون للخارج بأن الإجراء مؤقت، "يؤكد نتنياهو في خطابه الداخلي أنه دائم ومستمر".

إعلان

صدمة مزدوجة

وحول دوافع إسرائيل للسيطرة على المنطقة العازلة، أوضح أبو عواد أن إسرائيل تتذرع بمنع وصول الجماعات المسلحة وتكرار أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ومنع وصول أسلحة إستراتيجية للمعارضة أو الحكم السوري الجديد، مؤكدا أن الهدف الحقيقي هو فرض واقع جديد وتقسيم سوريا.

وأشار إلى أن الحديث الإسرائيلي عن حماية الأقليات من دروز وعلويين وأكراد يأتي في سياق مخطط التقسيم، معتبرًا أن إسرائيل ترى في تفتيت سوريا مصلحة إستراتيجية لها، خاصة مع دعم أميركي محتمل لهذا التوجه.

وفي ما يتعلق بنظرة إسرائيل إلى القوى الجديدة في دمشق، استذكر أبو عواد تحليلًا سابقًا للمحلل الإسرائيلي أبراموفيتش الذي توقع أن سقوط نظام الأسد قد يحول المقاومة من كلامية إلى فعلية، خاصة إذا نجحت هذه القوى في إقامة نظام ديمقراطي قوي.

ولفت أبو عواد إلى أن الصدمة الإسرائيلية كانت مزدوجة: الأولى في سرعة سقوط نظام الأسد، والثانية في قدرة القوى الجديدة على الحفاظ على المؤسسات السورية وضمان استمرار عملها بسلاسة، الأمر الذي تعدّه إسرائيل تطورًا خطيرا عليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أبو عواد

إقرأ أيضاً:

هكذا تحول نظام الحكم في سوريا من الحزب الواحد إلى آل الأسد

يرصد هذا التقرير مراحل تطور نظام الحكم في سوريا، حيث تحول من الحزب الواحد إلى "حكم الفرد الذي لا يقبل التغيير، ويفضل ارتكاب المجازر لقمع أي تمرد".

تقرير: محمود الكن

9/12/2024

مقالات مشابهة

  • المعارضة السورية تتجاهل العربدة الإسرائيلية
  • إسرائيل تحلم بالعودة لما قبل 1973.. بعد غزة.. تزايد معدلات سيطرة الجيش الإسرائيلي على الحدود السورية
  • حكومة تصريف الأعمال: عودة تدريجية للحياة الطبيعية في سوريا وبدء عودة النازحين
  • محلل سياسي: العمليات الإسرائيلية في سوريا تخالف مواثيق الشرعية الدولية
  • خبير سياسي: يوجد غطاء أمريكي للعمليات الإسرائيلية في الأراضي السورية
  • محلل سياسي: الفراغ السياسي يسود سوريا والحل في إنشاء حكومة مؤقتة سريعا
  • محلل سياسي: الفراغ السياسي يسود سوريا.. والحل في إنشاء حكومة مؤقتة سريعا
  • هكذا تحول نظام الحكم في سوريا من الحزب الواحد إلى آل الأسد
  • محلل سياسي: تفاؤل في سوريا بعد رحيل النظام