قالت شركة غوغل إن عائلتها الجديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي تتمتع بميزة مثيرة للفضول وهي القدرة على تحديد المشاعر. وقد أعلنت عن عائلة "بيليجيما 2" (PaliGemma 2) التي تملتك قدرة تحليل صور الأشخاص وإنشاء تسميات توضيحية والإجابة على الأسئلة حول الأشخاص الموجودين في الصورة. وفقا لموقع "تيك كرانش".

وكتبت غوغل في منشور مدونة أن نماذج "بيليجيما 2" تولد تسميات توضيحية مفصلة عما يجري في الصورة، وتتجاوز التعرف البسيط على الأشياء لوصف الأفعال والمشاعر والسرد العام للمشهد.

ومن الجدير بالذكر أن تقنية التعرف على المشاعر لا تعمل بشكل تلقائي وتحتاج لضبط. ورغم ذلك، فقد أبدى الخبراء قلقهم من احتمال وجود تقنية لكشف المشاعر متاحة للعلن.

وقالت ساندرا واتشر أستاذة أخلاقيات البيانات والذكاء الاصطناعي في معهد أكسفورد للإنترنت لموقع "تيك كرانش":  "إنه أمر مزعج للغاية، ومن غير المنطقي الافتراض بأننا نستطيع قراءة مشاعر الناس".

وعلى مر السنين حاولت الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا العملاقة على حد سواء بناء الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه اكتشاف المشاعر في كل شيء من تدريب المبيعات إلى منع الحوادث. ويدعي البعض أنهم حققوا ذلك، لكن العلم يقف على أرض تجريبية غير مستقرة.

إعلان

وتستند غالبية تقنيات كشف المشاعر إلى الأعمال السابقة لبول إكمان، وهو عالم نفس افترض أن البشر يشتركون في 6 مشاعر أساسية وهي الغضب والدهشة والاشمئزاز والاستمتاع والخوف والحزن. ومع ذلك، فإن الدراسات اللاحقة أثارت الشكوك حول فرضية إكمان، حيث أظهرت أن هناك اختلافات كبيرة في الطريقة التي يعبر بها الأشخاص عن مشاعرهم.

أنظمة كشف المشاعر عادة ما تكون غير موثوقة ومتحيزة لفرضيات مصمميها (غيتي)

ويقول مايك كوك الباحث في جامعة كوين ماري والمتخصص في الذكاء الاصطناعي في تقرير "تيك كرانش":"اكتشاف المشاعر ليس ممكنا في الحالة العامة، لأن الناس يختبرون المشاعر بطرق معقدة". وأضاف "نعتقد أنه يمكننا معرفة ما يشعر به الآخرون من خلال النظر إليهم، وقد حاول الكثيرون على مر السنين القيام بذلك، مثل وكالات التجسس أو شركات التسويق. وأنا متأكد من إمكانية اكتشاف بعض العلامات في بعض الحالات، لكن هذا ليس شيئا يمكننا حله بشكل كامل".

والنتيجة المتوقعة هي أن أنظمة كشف المشاعر عادة ما تكون غير موثوقة ومتحيزة لفرضيات مصمميها. وفي دراسة أجريت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2020، أظهر الباحثون أن النماذج التي تحلل الوجوه يمكن أن تتطور لتفضيل تعابير معينة، مثل الابتسامة. وتشير أبحاث أحدث أن نماذج التحليل العاطفي تعطي مشاعر سلبية أكثر لوجوه الأشخاص السود مقارنة بوجوه الأشخاص البيض.

وبالمقابل تقول غوغل إنها أجرت اختبارات موسعة لتقييم التحيزات الديمغرافية في نماذج "بيليجيما 2" ووجدت مستويات منخفضة من الأخطاء والشتائم مقارنة بالمعايير المهنية. ولكن الشركة لم تقدم القائمة الكاملة للمعايير التي استخدمتها، كما لم توضح أنواع الاختبارات التي أجرتها. وفقا لتيك كرانش.

والمعيار الوحيد الذي كشفت عنه هو "فير فيس" (FairFace)، وهو عبارة عن مجموعة صور لوجوه عشرات الآلاف من الأشخاص. وتدّعي الشركة أن "بيليجيما 2" حقق نتائج جيدة في هذا المعيار. ولكن بعض الباحثين انتقدوا هذا المعيار باعتباره مقياسا متحيزا، مشيرين إلى أن "فير فيس" يمثل فقط عددا قليلا من المجموعات العرقية.

وقالت هايدي خلف عالمة الذكاء الاصطناعي في معهد "إيه آي ناو" (AI Now) "إن تفسير المشاعر هو مسألة ذات طابع شخصي للغاية تمتد إلى ما هو أبعد من استخدام الوسائل البصرية، وتكون متأصلة بشكل كبير في السياق الشخصي والثقافي، وبحسب الأبحاث فنحن لا نستطيع اكتشاف المشاعر من ملامح الوجه وحدها" بحسب التقرير.

ومن جهة أخرى، أثارت أنظمة كشف المشاعر غضب المنظمين في الخارج الذين سعوا إلى تقليص استخدام التكنولوجيا في الجوانب عالية المخاطر. ويحظر قانون الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي على المدارس وأرباب العمل نشر أجهزة كشف المشاعر (لكن ليس على وكالات إنفاذ القانون).

إعلان

وقالت خلف "إذا كانت نماذج تحديد المشاعر مبنية على افتراضات زائفة علميا، فهناك تداعيات كبيرة حول استخدام هذه القدرة لتعزيز التمييز ضد المجموعات المهمشة مثلما يحدث في إنفاذ القانون والموارد البشرية وإدارة الحدود وما إلى ذلك".

وسُئل المتحدث باسم غوغل عن مخاطر إطلاق "بيليجيما 2" بشكل عام، وقال لموقع تيك كرانش: "إن الشركة تقف وراء اختباراتها الأضرار التمثيلية فيما يتعلق بالإجابة عن الأسئلة البصرية والتوصيف". وأضاف "لقد أجرينا تقييمات دقيقة لنماذج تحديد المشاعر فيما يتعلق بالأخلاق والسلامة، بما في ذلك سلامة الأطفال وسلامة المحتوى".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی فی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما

في أغسطس من العام الماضي، أجرى مركز «إبسوس» الفرنسي لأبحاث السوق وتحليل البيانات، استطلاع رأي، كشف أن "36%" من المصريين يستخدمون تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتزداد النسبة إلى "40%" في الفئة العمرية بين "35 و 44 سنة"، وأكد "21%" منهم، أن هذه التكنولوجيا غيّرت حياتهم اليومية بشكل كبير لم يكن في الحسبان.

وربما لو أجري الاستطلاع مرة أخرى خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، لتقافزت الأرقام بشكل لن يكون، أيضًا، في الحسبان، عقب طفرة تطور "شات جي بي تي"، و"ديب سيك" وإخوتهما في مجال "مساعدي الذكاء الاصطناعي"، وربما لو دقق أحدنا في "يد الآخر"، لوجد هاتفه الذكي يكاد يلوّح له قائلاً: "أهلاً يا صديقي، كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟!".

عندما نقرأ مصطلح "استنساخ"، سرعان ما ترجع الذاكرة، فلاش باك، إلى عام 1997، حينما حدثت الضجة العالمية باستنساخ النعجة "دوللي" اصطناعيا، بتقنيات طبية تكنولوجية غاية في التعقيد "الجيني". وبعيدًا عن إشكالية الخلاف حول توقيت إجراء أول عملية استنساخ، سواء للفئران أو الحيوانات، فوجئ الجمهور بالمصطلح نفسه، لأول مرة، عبر الصفحات الفنية، كـ"اسم فيلم جديد" تم طرحه بعد عيد الفطر مباشرة، داهمته عواصف من الجدل، عقب التأجيل المفاجئ للعرض الخاص، وتراشق التصريحات بين صناع الفيلم، وجهاز الرقابة، وكانت المفاجأة الكبرى هي "بطل الفيلم" نفسه، الفنان سامح حسين، الذي تصدر التريند خلال شهر رمضان، بعد النجاح الكبير لبرنامجه الذي يقدمه عبر "السوشيال ميديا"، بعنوان "قطايف"، في قالب اجتماعي توعوي أخلاقي، وجاء الإعلان عن فيلمه "استنساخ" بمثابة "ضربة حظ" بتوقيت "يبدو مثاليا" عقب نجاحه في رمضان، كما تشارك بطولته الفنانة هبة مجدي، التي تألقت (أيضًا) في رمضان الماضي بمسلسليْ "المداح"، و"منتهي الصلاحية"، ولكن "التألق المزدوج" لبطليْ الفيلم، لم يشفع لهما أمام شباك التذاكر، فما زالت الإيرادات "هزيلة"، وإن كان صناع العمل يراهنون على الفترة المقبلة، بعد "تشبّع الجمهور من أفلام العيد" التي سبقت طرح "استنساخ".

الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما

وكانت "بوصلة" صناع الفيلم تتجه، قبل برنامج "قطايف"، إلى الاكتفاء بالعرض عبر المنصات الإلكترونية، نظرًا لكون بطل العمل ليس "نجم شباك"، وغيابه الطويل عن السينما، وتراجع إيرادات أفلامه السابقة، التي كان معظم جمهورها من "الأطفال"، خاصة أن البطل "يغيّر جلده الذي يعرفه جمهوره"، حيث يجسد سامح حسين دور "يونس العربي"، مريض نفسي سيكوباتي، كما أن فكرة الفيلم الجديد بعيدة تماما عن "اهتمامات الأطفال"، حيث تتناول الأحداث أفكارًا وجودية عميقة بين الفلسفة والهوية، في قالب تشويقي جاد، حول تداعيات الذكاء الاصطناعي والاستنساخ البشري، وآثارها على جوانب حياتنا الإنسانية والاجتماعية، والعلاقة المعقدة بين الإنسان والتكنولوجيا في المستقبل، والطريف، أننا سألنا "شات جي بي تي" عن "رأيه" في هذا الطرح، فكانت إجابته بأن المعالجة الدرامية تبتعد عن الواقع إلى حد كبير، فمساعد الذكاء الاصطناعي لا يستنسخ البشر، وإنما يعالج البيانات ويتفاعل مع المستخدمين بناء على البرمجة والتعلم، وانتقد "شات جي بي تي" ما ينسجه خيال صناع الدراما من "مخاوف" حول سيطرة الذكاء الاصطناعي، و"وصفها" بأنها "مبالغات درامية"، تعكس المخاوف البشرية بشكل عام من المجهول الذي تأتي به التكنولوجيا، وإن كانت "على حد تعبير شات جي بي تي"، مخاوف غير حقيقية، باعتبار أن خروج الذكاء الاصطناعي (أحيانا) عن سيطرة البشر، ليس مرجعه "نوايا خبيثة" من الذكاء الاصطناعي، كما يتوهم البعض، وإنما "قيادة غير حكيمة من البشر"، وإشراف "غير كافٍ"، و"مراقبة غير دقيقة" لتطبيقات حساسة، مما أدى لاتخاذ الذكاء الاصطناعي "قرارات غير متوقعة" بناء على خوارزميات معقدة، لم يتم حسابها بدقة من جانب البشر!!

الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما

ومنذ عام، تقريبًا، فتحت الدراما المصرية، أبوابها أمام قضايا "تقنية"، تتعلق بالتكنولوجيا المتطورة، والذكاء الاصطناعي، وتناول معظمها العلاقة "المريبة" مع بعض البشر "المؤذين" الذين يمارسون "جرائم إلكترونية" في الخفاء، ودارت "الحبكات الجديدة" في قوالب التشويق والإثارة والغموض، حول "توريط الأبرياء" بأساليب التحايل و"النصب" و"التزييف العميق" الذي يتم باستخدام "AI"، هذين "الحرفين باللغة الإنجليزية" اللذين باتا من "أساسيات الحوار الدرامي" لعدد من المسلسلات المصرية التي عرضت مؤخرا، ومنها "رقم سري"، و"صوت وصورة"، وفي دراما رمضان 2025: "أثينا"، و"منتهي الصلاحية"، كما قدم مسلسل "تيتا زوزو"، 2024، معالجة "إنسانية" مبتكرة، للعلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي، عن طريق "تطبيق ذكاء اصطناعي يخلق كائنا افتراضيا"، يتفاعل مع الأبطال، يؤنسهم ويؤثر فيهم، وتتغير به مسارات الأحداث، هذا المزج "العاطفي" بين الإنسان و"الآلة" ظهر منذ 2020، في مسلسل "النهاية" ليوسف الشريف، الذي جسد دور "روبوت"، صنعته البطلة (سهر الصايغ)، لتتغير به الحبكة ويتفاعل معه الأبطال، كما ظهر معه "روبوت يتعاطف مع البشر"، عمرو عبد الجليل، ودار الصراع حول سرقة "الوعي البشري" باعتباره "أعز ما يملك بنو آدم"، وبعده بعام، طرح مسلسل "في بيتنا روبوت"، معالجة كوميدية لفكرة تصنيع "روبوت" يساعد البشر في مهام عملهم، وتعاطف الجمهور مع اثنين من الفنانين جسدا "شخصيتيْ الروبوتين لذيذ وزومبا"، عمرو وهبة وشيماء سيف!

الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما

وشهدت السينما المصرية، فكرة "الروبوت"، في قوالب مختلفة، كان آخرها، في 2021، "موسى" للفنان كريم محمود عبد العزيز، الذي شارك البطولة مع "روبوت" اخترعه لنصرة الضعفاء، والانتقام من قوى الشر، في قالب فانتازي يعكس حلم الإنسانية الأبدي الذي ينشد تحقيق قيم الحق والخير والجمال، وكانت السينما المصرية قد بدأت مشوارها مع فكرة "الروبوت"، منذ خمسينيات القرن الماضي، بمحاولة "بدائية كوميدية"، في فيلم "رحلة إلى القمر"، 1959، بطولة إسماعيل يس، ورشدي أباظة، حول رحلة فضائية قام خلالها روبوت (إنسان آلي) بالسيطرة على الأبطال، وتحويل مساراتهم، ثم مساعدتهم للعودة إلى كوكب الأرض، وفي 1968، عُرض فيلم "المليونير المزيف"، جسد خلاله الأستاذ فؤاد المهندس، شخصية مهندس اخترع "روبوت" يؤدي الأعمال المنزلية، أطلق عليه "ماك ماك"، جسده الفنان حسن مصطفى، وفي 1987، عرض التليفزيون فوازير "جدو عبده زارع أرضه" للفنان عبد المنعم مدبولي، وظهر فيه "روبوت" يعمل كـ"جنايني"، أطلق عليه أهل القرية اسم "العمدة الآلي"، والطريف، أنه في نفس العام، عرض مسلسل "الزوجة أول من يعلم"، شاركت في بطولته الفنانة شهيرة، وجسدت دور مهندسة كمبيوتر، تستعين بما يشبه "المساعد الذكي"، عن طريق توصيل "الآلة الكاتبة بالتليفزيون"، لمساعدتها في العثور على "لوازم البيت". وبشكل عام، في أغلب الأعمال الدرامية التي تناولت الذكاء الاصطناعي، سواء في مصر، أو حتى هوليوود (مع الفارق الرهيب بالطبع)، تتمحور الفكرة الأساسية حول الأسئلة الأخلاقية والفلسفية والوجودية المعقدة، التي تعكس مخاوف مليارات البشر، باختلاف مستويات تطورهم، من المصير الضبابي الذي ينتظر كوكب الأرض، وتقف في مقدمته "جيوش الذكاء الاصطناعي"، وكأنها "تخرج ألسنتها" للجميع، في "سخرية غامضة" لن يكتشف "سرّها" أحد!!

اقرأ أيضاًسامسونج تستحوذ على شركة ناشئة في مجال الروبوتات بـ كوريا الجنوبية

«الجوانب القانونية لاستخدام الروبوت الذكي في المؤسسات الحكومية».. مؤتمر طلابي بـ«حقوق حلوان»

تطور غير مسبوق.. «جوجل» تضيف تحديثات إخبارية إلى روبوت Gemini

مقالات مشابهة

  • الاستثمار في عصر الذكاء الاصطناعي «استراتيجيات، فرص، وحوكمة»
  • OpenAI تطلق أحدث نسخة من نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-4.1
  • غوغل تطور نظارات ذكية تعمل بتقنية «الذكاء الاصطناعي»
  • جامعة صحار تنظم ورشة علمية حول "التطبيقات الموثوقة للذكاء الاصطناعي"
  • OpenAI تفرض خطوات تحقق صارمة على المؤسسات لحماية نماذجها المتقدمة
  • الذكاء الاصطناعي.. رفيق في السفر
  • الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما
  • «ميتا» تعلن اعتزامها تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على المحتوى العام للمستخدمين
  • ميتا تدرب نماذج الذكاء الاصطناعي بمحتوى لمستخدمين أوروبيين
  • أوبن أيه آي تقيد الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المستقبلية