تناولت وسائل إعلام إسرائيلية بقلق واضح سقوط نظام الأسد في سوريا، مركزة على التداعيات الإستراتيجية والأمنية للتغيير المفاجئ في دمشق، وسط تساؤلات عن مستقبل المصالح الإسرائيلية في المنطقة والتحديات الأمنية الجديدة التي قد تنشأ عن هذا التحول.

واعتبر المؤرخ المتخصص بالشؤون الفلسطينية في جامعة تل أبيب، الدكتور هارائيل حوريف، أنها تمثل تحولا تاريخيا غير مسبوقا، واصفا الأحداث الجارية في سوريا بأنها استثنائية تاريخيا، مشيرا إلى أن طريقة تسلم مؤسسات الحكم تجري بشكل غير نمطي في بلاد الشام.

ومن جهته، لفت المسؤول السابق في الاستخبارات البحرية، العميد احتياط عميد يغور، إلى إخفاق منظومة الإنذار المبكر الإسرائيلية في توقع هذا التحول، معتبرا ذلك ضربة لإحدى ركائز العقيدة الأمنية الإسرائيلية، إضافة إلى فشل التصور القائم على إمكانية إقناع نظام الأسد بالخروج من المحور الإيراني.

وفيما يتعلق بالأولويات الأمنية العاجلة أشار مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13، أور هيلر، إلى أن مراقبة الأسلحة الإستراتيجية، خاصة صواريخ أرض-أرض والسلاح الكيميائي، تتصدر أولويات الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى تقارير عن عشرات الغارات الإسرائيلية على مستودعات الأسلحة في سوريا.

إعلان

ومن ناحيته حذر الصحفي في يديعوت أحرونوت، بن درور يميني، من الدور التركي المتنامي، مشيرا إلى ارتباط تركيا بجماعة الإخوان المسلمين وتحولها إلى قوة سنية إقليمية في ظل قيادة أردوغان.

التعامل بحذر

بينما أوضح المسؤول السابق في الدفاع الجوي، اللواء احتياط غاي عموسي، أن انشغال القوى الدولية بمشاكلها الخاصة –روسيا في أوكرانيا، وإيران مع برنامجها النووي- أدى إلى عدم مساندة نظام الأسد.

وفي قراءة إستراتيجية للأحداث يرى العميد يغور أن ما يجري يمثل تفككا للترتيبات الإقليمية القائمة منذ اتفاقية سايكس بيكو، التي رسمت حدود دول المنطقة وجمعت مجموعات عرقية مختلفة داخل حدود كل دولة.

وفي السياق نفسه يشير رئيس شعبة العمليات السابق في الجيش، يسرائيل زيف، إلى أن هذا التغيير يمثل تحولا دراماتيكيا من سيطرة المحور الإيراني الشيعي إلى المحور السني التركي، محذرا من أن هذا التحول قد لا يكون في صالح إسرائيل.

ولم يخف مراسل الشؤون العسكرية في القناة 14، هيل بيتون روزين، تخوفه من المستقبل، وقال محذرا من أن "البديل عن نظام الأسد ليس بالضرورة أفضل لإسرائيل"، مشددا على أن المتمردين الجدد يكنون العداء لإسرائيل ويجب التعامل مع هذا الواقع الجديد بحذر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات نظام الأسد

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: حكومة نتنياهو لن تستعيد كل الأسرى

واصلت وسائل إعلام إسرائيلية مناقشة آخر التطورات بشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واحتمال إبعاد بعض الأسرى الفلسطينيين إلى خارج بلادهم، والصعوبات التي تعيق إبرامها.

وقال المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال رونين مانيليس إن المطالب حول صفقة تبادل الأسرى مع حماس واضحة، مطالبا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ"التحلي بالجرأة ولمرة واحدة".

وطالب مانيليس الحكومة بالتوقف عن إطلاق تصريحات تتعهد بإعادة الأسرى من دون تحرك فعلي، معربا عن قناعته بأن رئيس الوزراء لا يتخذ قرارا؛ لذلك لا تستجد تطورات بشأن الصفقة.

بدوره، أشار محلل الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية عميت سيغال إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قبل في الصيف الماضي إبعاد الأسرى الفلسطينيين إلى الخارج، لكنه يغير موقفه الآن بعد معارضته إطلاق سراح "مخربين ملطخة أيديهم بالدماء".

وشهدت صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط في عام 2011 تحرير أكثر من ألف أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، وتضمنت إبعاد عشرات الأسرى إلى خارج فلسطين.

كذلك واصل وزير الدفاع ورئيس الأركان الإسرائيلي سابقا موشيه يعالون هجومه على حكومة نتنياهو، وقال إنها لن تقوم باستعادة كل الأسرى المحتجزين بغزة.

إعلان

ووفق يعالون، فإن نتنياهو يظن أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وسموتريتش سيسمحان له بتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل المتعلقة بالشق الإنساني.

وفي هذا السياق، أكدت صحيفة هآرتس أن حركة حماس وإسرائيل تقتربان من اتفاق بشأن "صفقة جزئية"، تشهد المرحلة الأولى منها إطلاق سراح النساء وكبار السن والمرضى من المحتجزين بغزة.

وحسب الصحيفة، "سيبقى عدد قليل من المختطفين الأحياء في أيدي حماس ضمانا لاستمرار الصفقة"، في حين ستطلق إسرائيل "سراح مئات الأسرى بعضهم قتلة وستسمح بوقف إطلاق النار وانسحاب جزئي من محوري فيلادلفيا ونتساريم".

وأعرب يعالون عن قناعته بأن مشكلة الأسرى لن تنته في ظل تفكير الحكومة الحالية بـ"النصر المطلق في غزة"، متسائلا في هذا الإطار "هل يتمثل النصر بالقضاء على كل نشطاء حماس حتى الصاروخ الأخير والعبوة الأخيرة؟".

واستدرك بالقول إن هذا الأمر غير ممكن، مستدلا بالحرب التي شنتها إسرائيل ضد حزب الله، ولم تنته بالقضاء الكلي على الحزب اللبناني.

وخلص يعالون إلى أن القيادة السياسية الحالية "حزبية ولا تدير أي إستراتيجية بأي مجال، رغم أن الجيش يوفر لها إنجازات ولا تستغل ذلك".

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نفذت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس هجوما كبيرا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة وقتلت مئات الجنود والضباط الإسرائيليين.

وكذلك أسرت القسام ما لا يقل عن 240 إسرائيليا، وقد أطلق ما يزيد على 100 منهم خلال هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في حين قتل العشرات من الأسرى المحتجزين في غزة بسبب الغارات الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام.

مقالات مشابهة

  • برلمانية تطالب بدراسة مستفيضة قبل تطبيق البكالوريا المصرية لمواجهة «بعبع الثانوية العامة»
  • رسالة مؤثرة من شابين سوريين عاشا في المملكة ويزوران سوريا لأول مرة .. فيديو
  • إعلام إسرائيلي: 20 طائرة شاركت في الهجوم على اليمن وألقت 50 قنبلة
  • سوريا.. إعدام علني لمسؤول سابق في نظام الأسد
  • الأمن والعقوبات.. أولويات سوريا بعد الأسد
  • إعلام إسرائيلي: القوات ستبقي وجودها بعمق 15 كيلومترًا داخل سوريا
  • إعلام عبري يكشف عن مقترح إسرائيلي لعقد مؤتمر دولي لتقسيم سوريا
  • بعد شهر من سقوط نظام الأسد..وفد بحريني يبحث في سوريا العلاقات بين البلدين
  • مسعى حثيث لاستقطاب سوريا لخدمة المصالح الأوروبية بعد سقوط نظام الأسد.. فيديو
  • إعلام إسرائيلي: حكومة نتنياهو لن تستعيد كل الأسرى