صراع الـ13 عاما بين «الأسد» والفصائل المسلحة.. تاريخ طويل ضم أطراف دولية
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
على مدار 13 عامًا من الصراع المحتدم في سوريا، تحولت البلاد إلى ساحة معركة بين الرئيس بشار الأسد، الذي سقط نظامه في 8 ديسمبر 2024 وفر إلى العاصمة الروسية موسكو، والفصائل المسلحة بخلاف وسطاء دوليين، يحمل كل طرف أجندته الخاصة.
تاريخ الحرب الأهلية السوريةوبالعودة إلى تاريخ ظهور الفصائل السورية وتطورها، فيجب الرجوع إلى الاحتجاجات والاضطرابات التي تحولت إلى حرب أهلية في سوريا عام 2011، كامتداد لموجة أكبر شهدتها المنطقة العربية في إطار ما يُعرف بـ«الربيع العربي»، وعلى مدار 13 عامًا صمد فيها نظام الأسد في أجزاء من البلد، لكن في تطور مفاجئ خلال الأسابيع الأخيرة، نجح تحالف من جماعات المعارضة في قلب موازين الصراع، بعد فترة طويلة من الجمود، وتمكنت هذه الفصائل المسلحة من السيطرة على مدن استراتيجية، منها حلب وحماة وحمص، وصولًا إلى العاصمة دمشق ومن ثم السيطرة على جميع مفاصل الدولة وإعلان سقوط نظام الأسد، في واحدة من أسرع العمليات العسكرية منذ سنوات، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية».
وأدت الحرب السورية إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، إذ لجأ النظام إلى استخدام أساليب قمعية مثل الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، تجاوزت الأزمة حدود سوريا لتخلق أزمة إنسانية عالمية، وسط نداءات مستمرة لإيجاد حل سياسي ينهي المعاناة.
وتمثل الحرب الأهلية السورية مأساة إنسانية وسياسية معقدة، تعكس صراعات المصالح الإقليمية والدولية. وبينما تسود الفوضى، يبقى مستقبل البلاد غامضًا، وسط تساؤلات حول قدرة الأطراف المتصارعة على تحقيق سلام مستدام يعيد لسوريا استقرارها المنشود.
وقدرت الأمم المتحدة عدد الضحايا في سوريا بين 580 ألفًا و618 ألفًا، منهم 306,887 مدني بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، و6.7 مليون نازح داخليا بحلول مارس 2021.
أطراف في الحرب السوريةوفيما يتعلق بالنظام السوري، الذي كان بقيادة الأسد، فهو طرفًا رئيسيًا في الحرب، إذ استند النظام إلى دعم إيراني وروسي قوي لاستعادة أجزاء كبيرة من البلاد، ومع ذلك، أظهرت التحولات الأخيرة ضعف قدرة هذه القوى على تقديم الدعم بالكفاءة السابقة نفسها.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين سوريين وعرب ومصادر مطلعة، أنَّ الحكومة العراقية رفضت طلب نظام الأسد حشد مزيد من القوات، وأن إيران أبلغت سرًا دبلوماسيين عرب أنه من الصعب إرسال قوات لسوريا، والأسد طلب المساعدة من عدة دول دون نتيجة.
أما عن الفصائل المسلحة، فقد تمّ تصنيف بعضها كمنظمات إرهابية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، والهدف الأساسي هو الإطاحة بالنظام السوري، وتحاول الفصائل المسلحة كسب تأييد السكان المحليين عبر تقديم خدمات مدنية في مناطق سيطرتها.
ومن بين النظام السوري والفصائل المسلحة، برزت القوات الكردية، تحت لواء «قوات سوريا الديمقراطية»، كحليف رئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم «داعش»، فيما أطلقت تركيا سلسلة من العمليات العسكرية عبر الحدود السورية، مركزةً على المناطق الكردية، كما تدعم فصائل مسلحة مثل «الجيش الوطني السوري».
وفيما يتعلق بموقف كل من روسيا وإيران من الحرب السورية، فقد أرسلت روسيا قوات ومعدات لدعم النظام السوري، لكن الحرب في أوكرانيا أثرت على قدراتها، أما إيران، فقد لعبت دورًا محوريًا عبر مقاتلي «حزب الله»، لكنها بدأت تخفض وجودها العسكري في سوريا بسبب الضغوط الإقليمية والدولية.
أما الدور الأمريكي في سوريا فقد شهد تطورات عديدة، من دعم الفصائل السورية إلى التركيز على محاربة تنظيم «داعش»، فيما لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بقوات في شمال شرق البلاد لتأمين مناطق النفط ومنع عودة التنظيم الإرهابي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سوريا الفصائل المسلحة نظام الأسد بشار الأسد الفصائل المسلحة الحرب السوریة النظام السوری فی الحرب فی سوریا
إقرأ أيضاً:
حرس الحدود السوري ينتشر على الحدود مع لبنان ويضبط أسلحة ومخدرات
أفادت مصادر في إدارة العمليات العسكرية السورية للجزيرة بأنها نشرت قوات من حرس الحدود التابع لها على الحدود السورية اللبنانية من جهة قرى القصير بريف حمص الغربي، وذلك بعد إخراج فلول النظام وتجار المخدرات منها وتمشيط المنطقة.
وأضاف المصدر أن فلول النظام والمسلحين الذين كانوا يشتبكون معهم انسحبوا بالكامل باتجاه الأراضي اللبنانية بالتنسيق بين إدارة العمليات العسكرية والجيش اللبناني.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن إدارة العمليات ضبطت خلال حملتها الأمنية الأخيرة أسلحة ومعامل لتصنيع المخدرات ومطبعة لتزوير العملة الأجنبية.
في السياق ذاته، قال مدير مديرية أمن الحدود في حمص نديم مدخنة، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "العمليات العسكرية أوشكت على الانتهاء، حيث تركز إدارة أمن الحدود من خلال هذه الحملة على استعادة السيطرة على المناطق الحدودية المحورية التي كانت تشهد صراعات متواصلة مع العصابات المسلحة".
وأوضح أن "إدارة أمن الحدود ما زالت مستنفرة في المنطقة خشية عودة المجموعات المسلحة التي دخلت لبنان".
وقال نديم مدخنة "هناك تنسيق جيد بين الجيش السوري وأمن الحدود والجيش اللبناني لضمان عدم تصاعد النزاع وتفادي أيّ حوادث على الحدود المشتركة".
إعلانويتشارك لبنان وسوريا حدودا بطول 330 كيلومترا غير مرسمة في أجزاء كبيرة منها، وخصوصا في شمال شرق البلاد، مما جعلها منطقة سهلة للاختراق.