ماذا أعدت وزيرة الأسرة لمحاربة ظاهرة أطفال الشوارع مع استعدادات المغرب لاحتضان المونديال ؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
زنقة 20 ا عبد الرحيم المسكاوي
في سياق استعداد المغرب لاحتضان كأس العالم إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال في سنة 2030، وتسريع تشييد البنية التحتية تطرح العديد من الأسئلة حول كيفية التعامل مع المجموعة من الظواهر المنتشرة بمدن المملكة وعلى رأسها مدينة الدار البيضاء التي تعرف ظاهرة أطفال الشوارع والتسول اللتان إن لم يتم مواجهتهما منذ الآن فستتحولان إلى أداة للإضرار بصورة المغرب الذي سيستضيف كأس العالم 2030.
ورغم الجهود المبذولة للحد من هذه الظاهرة، فإن المغرب، وهو يستعد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030، يجد نفسه أمام تحد كبير يتمثل في حماية صورة البلاد وحقوق الأطفال، خصوصا أن الصحف العمالية ستسلط كاميراتها وتقاريرها على كل كبيرة وصغير خلال هذا الحدث الكروي العالمي.
وهو ما يتطلب من وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة نعمية بنيحيى الكشف عن خطة استراتيجية شاملة لمواجهة هذه الظاهرة بتنسيق مع باقي القطاعات الوزارية للتأسيس عليها مستقبلا للحفاظ على صورة البلاد في مونديال وعدم منح الفرصة للمتربصين للتشويش على المملكة.
وفي سياق متصل، كشف النائبة البرلمانية لبنى الصغيري عن حزب التقدم والإشتراكية بمجلس النواب، أن الآلاف من أطفال الشوارع اجتاحوا شوراع جهة الدار البيضاء سطات وخاصة مدينة العاصمة الإقتصادية للمملكة.
وأوضحت البرلمانية في سؤال كتابي موجه لوزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة نعيمة بن يحيى، أن ظاهرة أطفال الشوارع، أضحت بجهة الدار البيضاء سطات عامة، وبدرب السلطان خاصة، في السنوات الأخيرة، من الظواهر التي تؤرق المجتمع المغربي، حيث بات الشارع الملاذ الاضطراري الوحيد لآلاف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و16 سنة”.
وأكدت أن “المئات من الأطفال ينتشرون في جنبات الشوارع، وتحت العربات أو السيارات المركونة، وداخل البيوت المهجورة، وقرب المطاعم، وفي الحدائق العمومية، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، فلا ملجأ ولا مسكن لهم”.
وأبرزت أنه “لم تعد الظاهرة تقتصر على الذكور فقط، بل أصبحت تشمل الإناث أيضا، مما يعني أن هناك أطفالا سيولدون في الشارع مستقبلا، وزد على ذلك، أصبح هذا الوضع ينتج انحرافات سلوكية وأشكالا مختلفة من الجرائم والعنف والتحرش الجنسي والاغتصاب عند الإناث والذكور، ناهيكم عن مشكلات صحية ناتجة عن الأوساخ والتعفنات وعن استعمال المخدرات عن طريق الحقن التي يتم تمريرها بين مجموعة من الأطفال، مما ينتج الأمراض المنقولة جنسيًا”.
وتابعت أن “أطفال الشوارع يجدون أنفسهم عادة، يتخبطون في مشاكل نفسية عدة، فلا يوجد أي طرف يسمع مشاكلهم ولا أحد ينظر إليهم، مما يجعلهم فريسة سهلة للاستغلال المادي والجنسي، حيث يمكن إقحامهم بيسر، ودون عناء في عالم الجريمة بأشكالها كافة، فهم ضحايا عوامل مجتمعية واقتصادية لم ترحمهم، ولم تترك لهم فرصة للخيار أمام صعوبة الظروف التي يعيشونها”.
وساءلت البرلمانية الوزيرة “عن التدابير والإجراءات التي ستتخذونها بالتنسيق مع القطاعات والمؤسسات ذات الصلة للحد من هذه الظاهرة، للتكفل بأطفال الشوارع، من خلال إيوائهم وإدماجهم في المجتمع ضمن حياة جديدة، تحفظ كرامتهم وتضمن لهم حقهم الأساسي في الكرامة، والعيش الكريم؟”.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: أطفال الشوارع
إقرأ أيضاً:
عمدة الدار البيضاء تخسر معركتها "حتى الآن" في مواجهة العربات المجرورة بالدواب
رغم الوعود المتكررة بتحويل الدار البيضاء إلى مدينة نظيفة وذكية، يستمر انتشار العربات المجرورة بالدواب في شوارع العاصمة الاقتصادية، متجاهلة حملات المراقبة والوعود بالعقوبات.
ويبدو أن نبيلة الرميلي رئيسة جماعة الدار البيضاء، فشلت إلى الآن في الحد من العربات المجرورة بواسطة الدواب والمواشي وغيرها من الحيوانات بالمجال الحضري، رغم توعدها لهم بعقوبات كبيرة من تحرير محاضر المخالفات، إلى الإحالة على القضاء.
القصة بدأت في تدوينة على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي سنة 2022، قالت فيها « لم نعد نقبل رؤية عربات تجرها حيوانات في شوارع الدار البيضاء، التي يجب أن تكون مؤهلة لتصبح مدينة ذكية ».
غير أنه في الوقت الذي تستعد فيه الدار البيضاء لاستقبال تظاهرات عالمية كبرى، لا يزال مشهد العربات المجرورة بالدواب يسيطر على شوارع المدينة، متعارضاً مع الصورة الحضارية التي تسعى السلطات المحلية إلى تقديمها، وتشكل خطرا كذلك على السلامة المرورية.
ويشار إلى أن عددا من سائقي هذه العربات يطالبون مجلس المدينة ببديل مناسب، لاسيما وأن هذه العربات تعد قوت يومهم الوحيد.
كما أن الجماعة عقدت لقاءات متكررة مع أصحاب العربات التقليدية المجرورة بواسطة الدواب بشوارع المدينة، بهدف إيجاد حلول مناسبة للطرفين، غير أنها فشلت في توحيد صفوف أصحاب هذا النوع من العربات، لاسيما وأن هذا القطاع تمثله جمعيات ونقابات مهنية.
وكانت جماعة الدار البيضاء صادقت في ماي 2023 على مشروع قانون تنظيمي بشأن منع تربية وتجوال الدواب والمواشي وغيرها من الحيوانات بالمجال الحضري للجماعة، لكن هذه العربات تتجول كعادتها في شوارع وأزقة الدار البيضاء.
المشروع يتضمن تنصيب علامة ممنوع مرور العربات المجرورة بواسطة الدواب، وذلك في المناطق والمساحات الخضراء والأماكن المشجرة بالمدينة، بالإضافة إلى الأراضي الفارغة غير المشيدة والواقعة في شوارع وأرصفة المدينة، فضلا عن الطرق العمومية، والحدائق والممرات تحت أو فوق أرضية، والأماكن العمومية داخل الفضاءات المتواجدة بين العمارات والإقامات السكنية والمنازل.
وكل مخالفة لهذا القرار يترتب عنها اتخاذ إجراءات حجز الحيوانات والدواب والبهائم المضبوطة داخل المجال الحضري، منها حجز العربات المجرورة بواسطة الدواب وإيداعها بالمحجز الجماعي، وأداء الغرامات المالية المترتبة عن هذه المخالفة، إلى جانب بيع الدواب والمواشي وغيرها من الحيوانات المحجوزة، وكذا العربات المجرورة بواسطتها بالمزاد العلني، والمتابعات القضائية في حق المخالفين.
ويمنع استعمال الدواب والبهائم كالبغال والحمير والخيل لنقل البضائع والأشخاص أو استعمالها كوسيلة لبيع المواد الغذائية أو غيرها، أو جر العربات أو ما شابهها داخل المجال الحضري لجماعة الدار البيضاء.
كلمات دلالية الدار البيضاء الدواب المواشي عربات مجرورة نبيلة الرميلي