كشفت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أنه بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الصراع في لبنان، يجد حزب الله نفسه أمام واقع قاسي ومليء بالتحديات، ويختلف كثيرا عن أبعد أحلامه مع بداية الحرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وبينت الصحيفة أن حزب الله دخل الحرب مع إسرائيل ولديه أهدف واضحة: توحيد الجبهات، وإعادة ترسيم الحدود، وإقامة معادلة ردع بين بيروت وتل أبيب، ومع ذلك، ترسم النتائج على الأرض صورة مختلفة، تتميز بالانتكاسات الاستراتيجية والخسائر الكبيرة، لا سيما مع فقده الجبهة السورية في الوقت الحالي.

وعن الأهداف غير المحققة للحزب خلال العام الأخير، أوضحت الصحيفة أن زعيم حزب الله السابق، حسن نصر الله أعلن أن القتال في لبنان سيستمر ما دام استمر الصراع في غزة. بقي هذا الوعد دون تحقيق عندما تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بينما استمرت الأعمال العدائية في غزة بلا هوادة. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم معالجة مطالب الحزب بتصحيح 13 نقطة حدودية متنازع عليها.

ووفق الصحيفة، فشلت معادلة الردع الموعودة، والتي سعت إلى معادلة الهجمات على بيروت بضربات انتقامية على تل أبيب. في حين تعرضت بيروت لقصف لا هوادة فيه، ظلت تل أبيب إلى حد كبير بمنأى عن الأذى، محمية بأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

تشير الصحيفة إلى أن حزب الله تعرض لخسائر فادحة، بما في ذلك اغتيال نصر الله وخلَفه، هاشم صفي، إلى جانب إبادة قادة ميدانيين كبار. كما تم استهداف البنية التحتية العسكرية للحزب، بما في ذلك مراكز القيادة ومستودعات الأسلحة، بشكل كبير. 
وعلى الصعيد الإنساني، نزح أكثر من مليون شخص - معظمهم من الطائفة الشيعية - بسبب الضربات الجارية في جنوب لبنان. ألحقت الحرب أضرارًا اقتصادية تجاوزت 15 مليار دولار، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة وشلّ القطاع الزراعي.

توضح الصحيفة إلى أنه داخليا، تراجعت مكانة حزب الله، وارتفعت الأصوات الداعية لنزع سلاح الحزب، مما يعكس الإحباط الواسع النطاق من خسائر الصراع، كما تآكلت التحالفات السياسية مع شخصيات رئيسية مثل جبران باسيل ووليد جنبلاط، حيث ابتعد كلا الزعيمين عن الحزب ودعوا إلى فرض سيطرة أشد على الفصائل المسلحة.
تلفت الصحيفة إلى أنه استجابةً لهذه الانتكاسات، أعاد حزب الله صياغة روايته، مشيرًا إلى أن مجرد البقاء يشكل انتصارًا. ومع ذلك، يثير هذا الموقف الجديد تساؤلات حول مبررات الحرب. يشير اتفاق وقف إطلاق النار، الذي لم يحقق أي مكاسب ملموسة، إلى أن الدخول في الصراع ربما كان خطأً استراتيجيًا.

واختتمت الصحيفة بالقول إن حزب الله وجد نفسه يدفع ثمن باهظ بلا مكاسب واضحة، إذ كشفت الحرب عن مستوى من الفشل الاستراتيجي لحزب الله، يتجاوز الخسائر في ساحة المعركة ليشمل تداعيات سياسية واجتماعية، وعلى الرغم من الدعم المالي واللوجستي الكبير من إيران، انتهى الصراع دون تحقيق أي من أهداف المجموعة المعلنة، تاركًا لبنان مثقلًا بعواقب باهظة قد يستغرق التعافي منها سنوات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

صحافة عالمية: تقديرات بتحول حرب غزة إلى نزاع مفتوح وسط تعثر المفاوضات

تناولت صحف عالمية تطورات الأزمة في قطاع غزة، مشيرة إلى احتمال تحول الصراع إلى حرب مفتوحة في ظل تعثر المفاوضات وتباين المواقف بين الأطراف المعنية.

وفي تحليل نشرته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، أشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعد لحرب دائمة في غزة، في وقت يتوعد فيه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بـ"فتح أبواب الجحيم" إذا لم يطلق سراح الأسرى قبل عودته إلى السلطة.

ورأت الصحيفة أن ما يتشكل حاليا هو "هدنة بسيطة" وليس اتفاقا شاملا، مضيفة أن العالم بات يتعايش مع الوضع المأساوي في غزة رغم تزايد أعداد الضحايا.

وفي السياق ذاته، كشفت مجلة "فورين بوليسي" عن وجود انقسام داخل المؤسسة الإسرائيلية حول صفقة التبادل، إذ يدعم كبار القادة العسكريين وغالبية الإسرائيليين صفقة لإطلاق سراح المحتجزين مقابل إنهاء الصراع، في حين يعارض صناع القرار، وعلى رأسهم نتنياهو، هذا الاتفاق.

وأشارت المجلة إلى أن الحجة العسكرية لمواصلة الحرب تستند إلى عدم تمكن إسرائيل من هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى الآن.

وفي تقرير لموقع "أوريان 21″، كتب رامي أبو جاموس من غزة أن سكان القطاع ما زالوا يأملون في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب.

إعلان

بايدن يضيع الوقت

لكنه حذر من أن "الحرب الحقيقية" ستبدأ بعد انتهاء العمليات العسكرية الحالية، مشيرا إلى التحديات الكبيرة المتمثلة في إعادة بناء البشر والعلاقات الاجتماعية وإعادة تشكيل نمط حياة سكان غزة.

وفي واشنطن، نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين انتقاده لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لعدم اتخاذها إجراءات كافية ردا على سلوك الحكومة الإسرائيلية والأزمة الإنسانية في غزة.

كما نقلت الصحيفة عن مساعد ديمقراطي في الكونغرس، لم تكشف عن هويته، اتهامه لإدارة بايدن بمحاولة "إضاعة الوقت" حتى موعد مغادرتها دون التوصل إلى استنتاجات فعلية بشأن الممارسات الإسرائيلية.

وفي تطور لافت، كشفت صحيفة "لو تون" السويسرية عن أزمة تتصاعد داخل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التي تواجه تحديا جديدا في إسرائيل مع دخول قانونين إسرائيليين حيز التنفيذ نهاية الشهر الجاري، مما سيجبر الوكالة على سحب موظفيها الأجانب من القدس وإغلاق مقرها الرئيسي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمميين تأكيدهم أن وكالات الأمم المتحدة الأخرى واللجنة الدولية للصليب الأحمر لا يمكنهم تولي مهام الأونروا، مشيرة إلى أن الأونروا هي "الوكالة الوحيدة القادرة على العمل كشبه دولة مستقلة في الأراضي الفلسطينية".

وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن هناك مؤشرات على نية إسرائيل البقاء لأجل غير مسمى في بعض المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، مما يعزز المخاوف من تحول النزاع إلى حالة مستدامة من الصراع المفتوح.

مقالات مشابهة

  • السودان.. هل تنجح الجهود الدولية في وقف الحرب بالبلاد؟
  • صحافة عالمية: تقديرات بتحول حرب غزة إلى نزاع مفتوح وسط تعثر المفاوضات
  • صحيفة أمريكية تكشف عن الدعم السري للصين للحوثيين
  • صحيفة أمريكية: “إسرائيل” قصفت اليمن عدة مرات دون ردع 
  • حامد فارس: هجوم الاحتلال على اليمن محاولة لقطع الذراع الأخيرة لـ إيران
  • زيلينسكي يريد ضمانات أمريكية وإنهاء الصراع في عام 2025
  • هكذا انتقل نواب من دعم فرنجيّة إلى انتخاب جوزاف عون
  • ماسك: ترامب سينهي الحرب الروسية الأوكرانية بسرعة كبيرة
  • علي جمعة: الكذب محاولة فرض واقع لم يخلقه الله فيتحول لسجن من الوهن
  • اليات مكافحة المعلومات المضللة في الحرب الاهلية في السودان