الجزيرة:
2024-12-13@04:14:01 GMT

باحث إسرائيلي: تحديات نفوذ إيران بعد سقوط الأسد

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

باحث إسرائيلي: تحديات نفوذ إيران بعد سقوط الأسد

سلطت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الضوء على مستقبل النفوذ الإيراني في المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد على يد المعارضة السورية.

وقال راز تسيمت، الباحث والخبير الإسرائيلي في الشأن الإيراني بمعهد دراسات الأمن القومي "آي إن إس إس" (INSS) بجامعة تل أبيب في مقال له في الصحيفة، بعنوان "صعود الهلال الشيعي وسقوطه"، إن إيران تواجه الآن مخاطر جدية قد تهدد مشروعها الإقليمي، بسبب التحولات الكبيرة في الديناميكيات الإقليمية.

سوريا.. العمق الإستراتيجي

يبدأ الباحث مقاله بخلفية تاريخية، إذ يشير إلى أنه عندما اندلعت الأزمة في سوريا عام 2011، وضعت إيران دعم نظام بشار الأسد في مقدمة أولوياتها.

فقد كان الأسد بالنسبة لطهران أكثر من مجرد حليف، إذ كان يشكل حجر الزاوية في "محور المقاومة" الذي تقوده إيران ضد القوى الغربية وإسرائيل.

ويضيف تسيمت أن إيران استثمرت بشكل كبير في تعزيز وجودها العسكري والسياسي في الدول المحورية التي تقع ضمن ما وصفه بـ"الهلال الشيعي". وهو "تحالف يمتد من طهران مرورا بالعراق وسوريا وصولا إلى لبنان واليمن"، وأشار الكاتب إلى أن الحرس الثوري الإيراني كان من أبرز اللاعبين الرئيسيين في هذه السياسة، فقد ساعد في تدريب وتزويد "المليشيات الشيعية" بأسلحة متطورة، بالإضافة إلى التمويل والمساعدة العسكرية، بحسب الباحث الإسرائيلي.

إعلان

ويرى تسيمت أن "هذا النفوذ كان يُعتبر بمثابة الرد الإيراني على تهديدات أمنها القومي والمشاركة في منع أي تحركات مضادة من قبل القوى الغربية أو إسرائيل".

تحديات تواجه النفوذ الإيراني

وفي حديثه عن التحديات التي واجهها "المحور" الذي تقوده طهران، يشير الكاتب إلى أن احتجاجات جنوب العراق في عام 2018 عبّرت عن رفض التدخل الإيراني، حيث تعرضت القنصلية الإيرانية للحرق. وفي لبنان، شهد عام 2019 مظاهرات حاشدة طالبت بإصلاحات جذرية في الحكومة التي يهيمن عليها حزب الله، مما زاد من الضغوط على نفوذ إيران في المنطقة.

ويقول تسيمت إن تلك الاحتجاجات حملت رسالة واضحة لإيران "بتصاعد الرفض الشعبي لدورها الإقليمي"، كما أنها وضعتها أمام تحديات كبيرة في الحفاظ على مكانتها داخل هذه الدول، ومواصلة تعزيز نفوذها.

كما يتحدث عن محطة أخرى فارقة في النفوذ الإيراني في المنطقة، وهي محطة اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في بداية عام 2020، إذ تعرّضت إيران لضغوط إضافية في إدارة مليشياتها في العراق وسوريا.

ويقول "كان سليماني يشكل حجر الزاوية في تنظيم شبكات الحرس الثوري في المنطقة، وعُرف بدوره البارز في توجيه العمليات العسكرية الإيرانية على الأراضي السورية والعراقية، ولذلك فإن اغتياله قلل من قدرة إيران على التحرك بحرية، رغم أن طهران استمرت في دعم حلفائها في حزب الله وحركات شيعية أخرى".

ويرى أن هذا الحدث فرض ضغوطا إضافية على إيران في إدارة جماعاتها المسلحة في العراق وسوريا، مشيرا إلى أن اغتياله حدّ من قدرة طهران على المناورة بحرية، رغم استمرارها في دعم حلفائها، مثل حزب الله وفصائل أخرى.

التهديدات والضغط الإسرائيلي

ويعتبر الباحث أن إيران قد تكون في مرحلة انتقالية خطرة، مع احتمال انهيار حلفائها بصورة غير مسبوقة، معتقدا أن التحولات الجارية في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين تشكل تهديدا مباشرا لهيمنتها الإقليمية، ويرى أن فقدان السيطرة على سوريا يمثل ضربة قاسية، إذ تعتبرها طهران محورا أساسيا لنفوذها الإستراتيجي.

إعلان

ومع ذلك، يوضح الباحث أن إيران لم تفقد كل نفوذها، مشيرا إلى أنها لا تزال تحتفظ بقدرة على التحرك بسرعة لاستعادة بعض مواقعها، خاصة في اليمن والعراق ولبنان، مضيفا أن حزب الله في لبنان والعناصر الأخرى في العراق يظلون حلفاء إستراتيجيين قادرين على التأثير في المشهد السياسي المحلي.

ويضيف الباحث أن طهران قد أثبتت في الماضي قدرتها على التكيف مع التحديات، وأنه ليس من المستبعد أن تحاول الاستفادة من الفترة الانتقالية وعدم الاستقرار في سوريا للحفاظ على بعض من نفوذها.

وفي هذا السياق، يشير إلى تصريح نائب إيراني سابق الذي لفت إلى أن المتمردين في سوريا، رغم كونهم من "الإسلاميين السنة الذين يعارضون الشيعة، فإنهم يتشاركون في معارضتهم لإسرائيل"، مما قد يتيح لإيران فرصة فتح قنوات اتصال معهم.

ومع ذلك، يشير الباحث إلى صعوبة التقليل من خطورة التطورات الأخيرة على إيران، حيث قد تكون الحوادث مثل "دخول المتمردين السوريين إلى السفارة الإيرانية في دمشق وتخريبها مؤشرا قويا على تداعيات سقوط نظام الأسد على مستقبل النفوذ الإيراني" في سوريا والمنطقة بشكل عام.

ويختتم الباحث حديثه بالتطرق إلى التهديدات والهجمات العسكرية الإسرائيلية التي كانت تهدف إلى إضعاف الوجود العسكري الإيراني في سوريا، بينها الهجمات التي استهدفت منشآت إيرانية وصواريخ متطورة في الأراضي السورية.

ويعتقد الباحث تسيمت أنه "ينبغي على إسرائيل استغلال الوضع الحالي لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتماشى مع مصالحها الإستراتيجية".

ويشير إلى أن ذلك يشمل ممارسة الضغط على الأطراف التي تدعمها إيران في المنطقة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تغيير موازين القوى في المنطقة بشكل كبير، داعيا إسرائيل إلى "الاستفادة من ضعف إيران الحالي لتعزيز واقع إستراتيجي جديد في الشرق الأوسط"، على حد تعبيره.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات النفوذ الإیرانی فی المنطقة حزب الله فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: إسرائيل المستفيد الأكبر بما يحدث في سوريا

أكد الدكتور بشير عبدالفتاح، الكاتب والباحث السياسي بالأهرام، أن إسرائيل تصنف الآن على أنها أكبر المستفيدين مما يجري في سوريا، مشددًا على أن الاحتلال الإسرائيلي سعى لاحتلال والسيطرة على مزيد من الأراضي السورية في تحدي للشرعية الدولية والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وكل المبادئ والمواثيق التي تحكم العلاقات ما بين الدول.

القليوبي: روسيا تسابق الزمن لضمان مصالحها في سوريا بعد سقوط الأسد باحثة دولية: الصين قد تخسر نفوذها في سوريا بعد سقوط الأسد (فيديو) العدو الإسرائيلي

وشدد «عبدالفتاح»، خلال لقاءه مع الإعلامي محمد رضا، عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، على أن العدو الإسرائيلي يجهز ويدمر البنى العسكرية التحتية للدولة السورية، وهو كان مطلبا إسرائيليا منذ زمن لا يرتبط بسقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد من غيره، متابعًا: «بدليل أن إسرائيل حتى في ظل بقاء نظام الأسد ومنذ العام 2011 دابت على توجيه ضربات جوية وغارات استباقية ضد أهداف داخل سوريا، وكان جل هذه الأهداف يتصل بخطوط الامداد اللوجستي للأسلحة والذخيرة واستهداف الخبراء من إيران إلى لبنان وحزب الله عبر الأراضي السورية».

قوات الاحتلال الإسرائيلي 

وأشار إلى أنه وسط هذه الضربات لقوات الاحتلال الإسرائيلي على سوريا كان هناك استهداف لمواقع عسكرية سورية حيوية ومراكز أبحاث ومستودعات أسلحة وذخيرة ومنشآت لتطوير منظومات تسليح في سوريا، موضحًا أنه كانت إسرائيل دائمًا حريصة على إضعاف القدرات العسكرية السورية حتى لا تتمكن الدولة السورية من القيام بعمل عسكري لاستعادة الجولان السوري المحتل، مشددًا على أن ذلك كان مقصدا وهدفا إسرائيلي الآن وبعد سقوط نظام الأسد تريد إسرائيل التأكد بأن سوريا تحتاج لسنوات طويلة لإعادة بناء قدراتها العسكرية بما يطمئن إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • عاجل: الحرس الثوري الإيراني يقر بالهزيمة في سوريا ويدعو إيران الى التعامل وفق هذه التكتيكات
  • باحث سياسي: إسرائيل المستفيد الأكبر بما يحدث في سوريا
  • رئيس البرلمان الإيراني: المنطقة أمام تحول سريع لتشكيل نظام جديد بعد سقوط الأسد
  • باحث بشئون الجماعات الإسلامية: 120 فصيلا مسلحا يعمل على الأرض في سوريا
  • المرشد الإيراني: تحذيراتنا لسوريا "من هاجموا الأراضي السورية لديهم أهداف مختلفة"
  • المرشد الإيراني: المقاومة قوية وستصبح أكثر قوة رغم التحديات
  • هل يتفكك محور المقاومة الإيراني بعد سقوط نظام الأسد؟
  • المرشد الإيراني: طهران حذرت الأسد منذ سبتمبر من التهديدات لكنه أهملها
  • المرشد الإيراني يعلق على سقوط نظام الأسد.. مخطط أمريكي إسرائيلي
  • الحرس الثوري الإيراني: لم يعد لنا أي قوات على الأراضي السورية