وول ستريت جورنال تكشف استعدادات المعارضة السورية في 4 سنوات
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن هيئة تحرير الشام كانت تبني قدراتها العسكرية في السنوات الأربع الماضية، استعدادا لمواجهة نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد عندما يحين الوقت المناسب.
وأشارت الصحيفة إلى أن فصائل المعارضة السورية بقيادة أحمد الشرع -المعروف بأبو محمد الجولاني- استغلت التغيرات الجيوسياسية والضعف المتزايد للنظام، ليحققوا انتصارا سريعا وغير متوقع بعد 13 عاما من القتال الدامي.
وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، أنشأت هيئة تحرير الشام أكاديمية عسكرية وبدأت تصنيع أسلحة متطورة، بما في ذلك الطائرات المسيرة التي لعبت دورا حاسما في الهجوم الأخير، بحسب الصحيفة الأميركية.
وجاءت اللحظة الحاسمة عندما شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة في لبنان، ودمرت مستودعات أسلحة حزب الله -أحد أعمدة دعم الأسد- وأضعفت قدراته القتالية.
واستغلت المعارضة المسلحة هذا الوضع، فضغطوا على النظام من الشمال والجنوب. بدءا من السيطرة على حلب، ثم التقدم نحو حماة وحمص، وانتهاء بالاستيلاء على دمشق، فقطعوا معاقل النظام الساحلية وأحكموا قبضتهم على العاصمة.
لم يُظهر الأسد أي علامات على التخلي عن السلطة، حتى مع اقتراب قوات المعارضة المسلحة من العاصمة دمشق بحلول نهاية الأسبوع. ولكن في مساء السبت، اختفى الأسد فجأة، ولم يظهر ليلقي خطاب التنحي، ولم يكن لدى حكومته أي فكرة عن مكان وجوده.
إعلانوتبين لاحقا أنه فر من البلاد قبل وصول المعارضة، مما أدى إلى انهيار نظام حكم عائلته المستمر منذ نصف قرن.
كشف سقوط دمشق بيد المعارضة عن ضعف الجيش السوري، الذي أنهكته سنوات من الفساد والانشقاقات والأزمة الاقتصادية، فضلا عن اعتماد النظام على قوى خارجية مثل روسيا وإيران وحزب الله.
يذكر أن إيران قدمت في السابق الدعم لنظام الأسد بطرق مختلفة، من إرسال آلاف المقاتلين من الحرس الثوري، إلى تقديم مساعدات مالية مباشرة وائتمانات بمليارات الدولارات، إلى تجنيد مقاتلين شيعة أجانب لمساعدة النظام في استعادة السيطرة.
وتخلى حلفاء الأسد عنه في الساعات الأخيرة، حيث رفضت إيران إرسال تعزيزات عسكرية بسبب الضربات الإسرائيلية المكثفة، في حين اكتفت روسيا بتقديم دعم محدود.
وتمكنت فصائل المعارضة السورية، بقيادة الجولاني من الاستفادة من الظروف الإقليمية المتغيرة. إذ استغل الجولاني ضعف النظام وتصاعد التوترات الإقليمية، بما في ذلك الضربات الإسرائيلية على حزب الله، مما أدى إلى تقويض الدعم الإيراني للأسد.
ومع سيطرة المعارضة على دمشق، أعلن الجولاني دخول سوريا عهدا جديدا، مؤكدا استمرار المسار الثوري الذي بدأ في عام 2011، وأن الأحداث الأخيرة ليست نهاية حكم عائلة الأسد فحسب، بل بداية جديدة لسوريا ولشعبها الذي عانى من جرائم نظام الأسد 5 عقود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
جدل بشأن منشور منسوب لنجل الأسد يرد على قصة "الهروب"
نشر حساب منسوب لحافظ نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الاثنين، منشورا على مواقع التواصل الاجتماعي يكشف اللحظات الأخيرة قبل سقوط النظام وتوجه الأسرة نحو موسكو، وفيما لم يتم التأكد من موثوقية الحساب وانتمائه لنجل الأسد من مصدر مستقل، ثارت عاصفة من الجدل بشأنه.
منصة إكس حذفت المنشور بعد أقل من ساعة من نشره وأغلقت الحساب دون تعليق رسمي لكن الناشطة والصحفية الكندية الأميركية المشهورة بدعمها لنظام الأسد إيفا كارين بارلتليت أكدت أن الحساب الذي نشر هذه التفاصيل على منصة إكس وتليغرام يعود بالفعل لحافظ الأسد.
بارتليت كتبت على حسابها في فيسبوك: "يمكنني تأكيد أن هذا الحساب يعود له وليس لمنتحل شخصية: لقد كنا على تواصل مؤخرا، وكنت على علم بأنه سيقوم بإنشاء هذه القناة على تيليغرام وكذلك حسابه على منصة إكس".
واشتهرت بارتليت بترويج نظريات المؤامرة حول الحرب في سوريا، وأبرزها الادعاء الذي تم دحضه بأن منظمة الخوذ البيضاء تقوم بتزييف عمليات الإنقاذ و"إعادة تدوير" الأطفال في مقاطع الفيديو الخاصة بها.
وكتب الحساب الذي حمل اسم حافظ بشار الأسد وكان موثقا بالعلامة الزرقاء أنه "لم يكن هناك أي خطة ولا حتى احتياطية لمغادرة دمشق ناهيك عن سوريا".
وأضاف: "على مدى 14 عاما الماضية مرت سوريا بظروف لم تكن أقل صعوبة وخطورة من التي مرت بها في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر الماضيين ومن أراد الهروب لهرب خلالها، وخاصة خلال السنوات الأولى عندما كانت دمشق شبه محاصرة وتقصف يوميا وكان الإرهابيون على أطرافها واحتمال وصولهم إلى قلب العاصمة قائما طوال تلك الفترة".
وتابع: "قبل بداية الأحداث الأخيرة سافرت من دمشق إلى موسكو يوم 20 نوفمبر على متن خطوط أجنحة الشام من أجل رسالة الدكتوراه في 29 نوفمبر، كانت أمي حينئذ في موسكو بعد عملية زرع نقي العظم التي أجرتها في نهاية الصيف وذلك نظرا لمتطلبات العزل المرتبطة بالعلاج".
وأردف: "كان من المقرر أن أبقى لفترة بعد الدكتوراه لاستكمال بعض الإجراءات المرتبطة بالشهادة، ولكن بسبب تدهور الأوضاع في سوريا عدت إلى دمشق على متن الخطوط الجوية السورية يوم الأحد الأول من ديسمبر، لأكون مع أبي وأخي كريم، بقيت أمي في موسكو لاستكمال علاجها وبقيت أختي زين معها".
الحساب استكمل السرد: "أما بخصوص أحداث يومي السبت 7 و8 ديسمبر ففي صباح السبت قدم أخي امتحانا لمادة الرياضيات في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في دمشق حيث كان يدرس وكان يُحضِّر نفسه للعودة للدوام في اليوم التالي، واختي كانت قد حجزت تذكرة للعودة إلى دمشق على متن الخطوط الجوية السورية في اليوم التالي أي الأحد".
كما أوضح: "بعد ظهر يوم السبت، انتشرت إشاعات بأننا هربنا خارج البلاد، واتصل بي عدد من الأشخاص للتأكد من وجودنا في دمشق، ونفيا لذلك، ذهبت إلى حديقة النيربين في حي المهاجرين والتقطت صورة لي نشرتها على، (لم يكن حسابا عاما، وهو الآن مغلق) على منصة "إنستغرام"، وبعدها بفترة قليلة تداولت الصورة بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي".
وبين حافظ: "حتى ذلك الحين بالرغم من أصوات الرمايات البعيدة، لم يكن هناك شيء خارج عن المألوف الذي اعتدناه منذ السنوات الأولى للحرب، واستمر الوضع على هذا الحال، إذ كان الجيش يحضر للدفاع على دمشق، ولم يكن تدهور الأمور حتى خبر انسحاب الجيش من حمص، الذي كان مفاجئا كما كان قبله انسحاب الجيش من حماة وحلب وريف إدلب".
وأشار إلى أنه: "مع ذلك، لم تكن هناك تحضيرات أو أي شيء يوحي بمغادرتنا، إلى أن وصل إلى بيتنا في حي المالكي مسؤول من الجانب الروسي بعد منتصف الليل، أي في صباح الأحد، وطلب انتقال الرئيس إلى اللاذقية".
وأردف: "بعد حين انطلقنا باتجاه مطار دمشق الدولي ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل والتقينا بعمي ماهر هناك، حيث كان المطار خاليا من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حميميم قبل طلوع الفجر".
ولفت إلى أنه: "في ساعات النهار الأولى، أي الأحد، كان من المفترض أن نتحرك باتجاه الاستراحة الرئاسية في منطقة برج إسلام، والتي تبعد عن القاعدة بالطريق أكثر من 40 كيلومتراً، ولكن محاولات التواصل مع أي أحد من باءت بالفشل.
وأكد أنه في ذلك الوقت "كانت جميع الهواتف التي تم الاتصال بها مغلقة، وبدأت ترد المعلومات بانسحاب القوات من الجبهة مع الإرهابيين وسقوط آخر المواقع العسكرية، في نفس الوقت، بدأت الهجمات المتتالية بالطيران المسير تستهدف القاعدة، وتزامن ذلك مع إطلاق نار قريب وبعيد في محيطها، وهذه الحالة استمرت طوال فترة وجودنا هناك".
وأكمل المنشور: "بعد الظهر أطلعتنا قيادة القاعدة على خطورة الموقف في محيطها، وأبلغتنا بتعذر الخروج من القاعدة، نظرا لانتشار الإرهابيين والفوضى وانسحاب الوحدات المسؤولة عن حماية القاعدة، بالإضافة إلى انقطاع الاتصال مع كافة القيادات العسكرية، وأنه بعد التشاور مع موسكو، طلبت موسكو منهم تأمين انتقالنا إلى موسكو، حيث أقلعنا باتجاهها على متن طائرة عسكرية روسية، ووصلنا إليها في الليل، أي ليل الأحد 8 ديسمبر".
ورغم عدم التأكد من صحة المنشور المنسوب لنجل بشار الأسد إلا أنه قوبل بهجوم شديد على مواقع التواصل الاجتماعي التي رفضت ظهوره مرة أخرى بهذه الطريقة.