طرحت مجلة «الموروث » الإماراتية الفصلية والتي يُصدرها معهد الشارقة للتراث وتُعنى بالتراث العربي والإنساني، موضوعاً نادرًا في الدراسات العربية في عددها الجديد للكاتب محمد ناسمي تحت عنوان "اللغة السرية.. الجنس الأدبي الشعبي المُهمّش"، تناول فيها قضية المصطلح والقواعد التي يعتمد عليها لتشفير الكلام والأدوار التي تؤديها اللغات السرية.

العدد الجديد احتوى على مجموعة من الموضوعات التي تدور في فلك التراث، والتي تناولها الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس التحرير بالنقاش في مقاله الافتتاحي الذي تصدر صفحات المجلة.

وفي افتتاحية العدد، لفت رئيس التحرير الدكتور عبد العزيز المسلم إلى أن صدور هذا العدد من مجلة "الموروث " يتزامن مع انطواء عام ومشارف حلول عام جديد، متمنيا أن يكون عام خير وسلام، داعيا إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، وتحقيق السلام العالمي.

ونطالع على صفحات العدد دراسة لبوخال لخضر بعنوان "مفاوضات النص والسياق في "بنات واق واق.. وحكايات أخرى للدكتور عبد العزيز المسلّم"، قدّم فيها تحليلاً عميقا لتلك الحكايات، مُسلطاً الضوء النقدي عليها، وغائصا عل بنيتها العميقة، مُقلباً النظر في تداخل متون هذه الحكايات مع المتون السردية، ليكشف لنا عن نواحي الثراء ودلالات الحملوة السوسيوثقافية والرمزية.

وفي ملف الدراسات أيضاً، نقرأ دراسة لمحمد الإدريسي بعنوان "في الشروط الموضوعية لتشكيل الاقتصاد الرقمي للموسيقى الشعبية"، حيث يُناقش تأثير التكنولوجيا على الموسيقى الشعبية، متوقفا عند منصات التواصل الاجتماعي مثل "يوتيوب" وما تركته من أثر على الموسيقى الشعبية و وتحولها إلى منتج تجاري.

ونبقى في ملف الدراسات، حيث يُقدم أسعد عبد الرحمن عوض الله دراسة بعنوان "متحف البيت الخندقاوي للتراث المادي في شمال السودان"، اضاء فيها على المتحف وتاريخه ومقتنياته، كما توقف عند تجارب المتاحف السودانية الأخرى".

وفي ملف الدراسات أيضاً، نتابع دراسة أحمد سعد الدين عيطة عن "فنون أداء الموّال"، والتي سلط فيها الضوء على فن أداء الموّال وتطوره وأهميته الثقافية والاجتماعية. فيما تناولت سناء غيلان موضوع "جماليات التخييل في بنية القصص الشعبي"، لتختتم المجلة ملف الدراسات بما كتبه إبراهيم البوعبدلاوي تحت عنوان " التراث المعماري عند المرينيين.. دراسة سيمائية في عمارة المدارس"، قدّم من خلالها الباحث دراسة معمقة لفن العمارة المرينية في المغرب، وكشف عن البني الأيديولوجية الكامنة وراء هذه المنشآت.

كما يتوقف بنا عصام الجودر عند موضوع "التناص الموسيقي.. إطلالة السابق في إبداع اللاحق "، مقدما دراسة حول التناص في الموسيقى، مستعرضًا بعضاً من التجارب العربية والعالمية في هذا المجال.

ويستعرض محمد عبد المقصود "محاولات مصر استرداد راس نفرتيتي من ألمانيا"، حيث يُضيىء على ما تقوم به مصر من جهود من أجل استعادة تمثال الملكة نفرتيتي من جمهورية ألمانيا، ويتوقف عند أهم المحطات في هذا الملف، كما يُسلّط الضوء على الجوانب القانونية، والأهمية التاريخية والثقافية لتلك القضية، ويستحضر تاريخ تهريب التمثال لخارج مصر بطريقة غير شرعية.

واختتمت المجلة مقالات العدد بما كتبه محمد رمصيص بعنوان "السبع بوالبطاين.. أو رقصة الأقنعة الساخرة"، وهي رقصة تتعدد مسمياتها بين البلدان، وتتم في حفل تسجيدي لأصحاب الأقنعة في ظهيرة يوم عيد الأضحى، حيث يرتدي بعضهم أزياء تنكرية من جلود الأضاحي من الماعز أو الأغنام، وتشاركهم في رقصتهم تلك فرق فلكلورية تُغني بعض الأهازيج وسط أجواء كرنفالية بروح صوفية.

وفي عروض الكتب، يتنقل بنا الإعلامي حجاج سلامة بين فصول وصفحات كتاب "الأخضر المعبود: النبات في الأساطير العالمية"، للدكتورة رؤى قداح، والي اشتمل على سبعة فصول تـروي علاقة الإنسان القديم بالنبات وتجلياته في أساطير نشأة الكون والآلهة وخلق الإنسان، وأسرار الخلود قداسة النخلة.

يُذكر أن مجلة "الموروث "هي مجلة فصلية تعني بالموروث الثقافي وتصدر عن معهد الشارقة للتراث، ويرأس تحريرها الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس المعهد، ومدير التحرير الدكتور صالح هويدي، وتضم الهيئة الاستشارية للمجلة الدكاترة: حمد بن صراي، وخزعل الماجدي، وسعيد يقطين، وضياء الكعبي، وعبد الحميد بورايو، ومحمد الجويلي، ومحمد حسن عبد الحافظ، فيما تضم هيئة التحرير الدكاترة: راشد المزروعي - عبد الله المغني، عبد الله يتيم - مبروك بوطقوقة - فيما تتولى لطيفة المطر وشي السكرتارية التنفيذية، والتصميم والإخراج لمنير حمود، والتدقيق اللغوي لبسام الحفل.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإمارات طرح جديد ملف الدراسات عبد العزیز

إقرأ أيضاً:

الجناح المغربي في «مهرجان الشيخ زايد».. أصالة الموروث

لكبيرة التونسي  (أبوظبي) 
عبر بوابته الشامخة وهندسته المعمارية العريقة، يتميز جناح المملكة المغربية في «مهرجان الشيخ زايد» وسط تفاعل كبير، بما يعكسه من منتجات وممارسات حية للكثير من الحرف التقليدية المغربية والفنون الشعبية ومطبخه المتنوع.
يمنح الجناح المغربي في الحدث الثقافي والتراثي العالمي طابعاً خاصاً بين أجنحة المهرجان الذي يشهد إقبالاً كبيراً، لما يحتوي من حرف يدوية التي يتميز بها التراث المغربي الأصيل الذي يحافظ على صورته المضيئة على مر العصور. واستطاع الاندماج مع الفضاء العصري المفتوح، مثل النحاسيات وصياغة المجوهرات، الخياطة التقليدية كالقفطان المغربي والفخار والصناعة الخشبية، وسواها من الحرف المتوارثة عن الأجداد، وحافظ على استمراريتها الأبناء وما زالت تحظى بإقبال كبير من هذا الجيل؛ نظراً للتشجيع الذي تحظى به، حيث تنظم المسابقات وتبنى الأكاديميات والمعاهد لتدريس هذا المجال الحيوي لضمان نقله للأجيال. وهو ما مكنه من الحفاظ على طابعه التقليدي، على الرغم من التطورات التقنية والتكنولوجية على مستوى طرق الإنتاج.

فن العيش
يدخل الزائر إلى عالم مختلف ليجد مزيجاً متناغماً من ثقافة أبناء المغرب، من خلال طيف من المنتجات والحرف والأزياء والمطبخ المغربي، عاكساً جانباً من فن العيش، وما يزخر به من حرف في مختلف ربوع المملكة. وتعطي واجهة الجناح المغربي في «مهرجان الشيخ زايد» لمحة بسيطة عما تزخر به جدران المساجد والكتاتيب القرآنية في مختلف المدن العتيقة المزينة بالنقوش والزخارف الإسلامية الدقيقة، والزليج المغربي العريق المنحدر من مدينة فاس مدينة أول جامعة في التاريخ «جامعة القرويين» التي صنفتها «اليونسكو» وموسوعة جينيس للأرقام القياسية كأقدم جامعة لا تزال تعمل من دون توقف على مستوى العالم، إلى جانب ديكوراته ومبانيه التي تعكس مهارات فن العمارة المغربية، وما يزخر به المغرب من صناعات تعود جذورها إلى آلاف السنين. 

الفنون
تشكل الموسيقى أحد عناصر الجذب في الجناح المغربي، عبر المنصة التي تتوسطه ألوان موسيقية أندلسية وصحراوية وأمازيغية وشعبية وعصرية. وتقدم فرقة «شموخ» يومياً عشرات العروض الفنية والوصلات الغنائية والاستعراضات، ملبية ما يطلبه الجمهور، وعاكسة ذلك التميز المتناغم وما يزخر به المغرب من ألوان موسيقية شتى والتي يستحيل تغطيتها في هذا الحيز، نظراً للتنوع الكبير والاختلاف في اللون واللهجة والأداء، حيث تختلف بين الشمال والجنوب والشرق والغرب والساحل والداخل والسهل والصحراء. 

أخبار ذات صلة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تنظم فعاليات الدورة الـ12 لـ«بالعربي» ركن الفنون يستقطب زوار مهرجان الظفرة للكتاب 2024

رمز الأصالة
يزخر الجناح بالمنتجات وبألوان الصناعات التقليدية الكثيرة، وعلى رأسها القفطان الذي يشكل نقطة جذب لمختلف الجنسيات، حيث تتنافس مجموعة من الأروقة في الجناح على عرض أحدث صيحات الموضة، من قفطان وجلابة وكندورة، وما يرافقها من أكسسوارات كالأحزمة الفضية و«البلغة» و«الشربيل». وتعكس هذه المنتجات التي تنتشر على ربوع المملكة المغربية، التنوع الكبير في الصناعات التقليدية المرتبطة بالأزياء، لا سيما القفطان المغربي الذي وصل صيته للعالم، بفضل حرفية الصناع التقليديين المغاربة، حيث يعد القفطان المغربي الزي التقليدي النسائي من أقدم الألبسة التقليدية في العالم يخص المغاربة، ويُعتبر رمزاً للأناقة والتراث والهوية في المغرب، ويحضر في مختلف المناسبات، كالأعياد، وحفلات الزفاف، والحناء والختان، وسواها.

لوحة بصرية
قالت كوثر حدين، مسؤولة الجناح المغربي في «مهرجان الشيخ زايد»، إن الجناح المتكامل يشكل لوحة بصرية ورحلة إلى ربوع المملكة، يقدم لمحة عن الفن المغربي، وجانباً من الصناعات التقليدية اليدوية التي لا يزال يحافظ عليها المغرب ويفتخر بها. وأكدت أن المهرجان أتاح لهم فرصة إبراز جانب من التراث المغربي والترويج لجانب من الصناعات والحرف اليدوية، وما تبرع فيه يد الصانع المغربي منذ القدم، لاسيما «القفطان»، حيث إن معظم الزوار لهم دراية بالقفطان المغربي، ويعشقونه ويبحثون عنه، كما يستعرض الجناح اللباس التقليدي المغربي الرجالي. ونزولاً عند رغبة الزوار، فإن الجناح يقيم عرساً مغربياً ضمن المهرجان للإضاءة على جانب من عادات وتقاليد أهل المغرب في حفلات الزفاف، والتي تختلف من منطقة لأخرى، حيث يتميز المغرب بالتنوع الكبير في عادات وتقاليد إحياء الأعراس والمناسبات السعيدة. 
تذوّق
يستقطب الجناح يومياً عشاق المطبخ المغربي الذي يحظى بشهرة واسعة، ومن الأطباق التقليدية الشعبية التي يوفرها ويقدمها طازجة يومياً: الكسكسي، وطاجين اللحم بالبرقوق، وطاجين الدجاج بالزيتون، الرفيسة، البسطيلة، شوربة الحريرة، والإسفنج، إلى جانب الشاي والحلويات المغربية ذات الشهرة الواسعة، والتي أُعدت وفق الطريقة المغربية التقليدية العريقة ضمن أجواء ذات طابع مغربي أصيل.

مقالات مشابهة

  • الموروث الثقافي الإنساني وقضاياه في العدد الجديد من مجلة تراث
  • صدور العدد الأول من مجلة »تكنولوجيا اليوم«
  • الجناح المغربي في «مهرجان الشيخ زايد».. أصالة الموروث
  • الدكتور حسام صبري والدكتور زياد فروح يفوزان بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي
  • صدور عدد جديد من مجلة “اليمنية”
  • هوية ضائعة!
  • دارة الدكتور سلطان القاسمي تستذكر بصمة بحثية مميزة لحاكم الشارقة في «دورهام»
  • “مجلة الدفاع” تستضيف رئيس هيئة الأركان العامة وتسلط الضوء على التواصل الاستراتيجي كنهج حديث للتواصل المؤثر
  • الدفاع الشعبي: الشعب المصري حائط الصد ضد محاولات زعزعة الاستقرار