في خطوة تصعيدية مهمة، أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، عن شن ضربات جوية أمريكية دقيقة داخل الأراضي السورية، مؤكدًا أن هذه الضربات تستهدف المعسكرات والمجموعات الإرهابية في إطار استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب وضمان عدم استفادة تنظيمات مثل "داعش" من الوضع المضطرب في سوريا.

كما أكد بايدن التزامه بـ "إدارة المخاطر" الناتجة عن التغيرات السياسية والعسكرية التي تشهدها سوريا، مع تقديم الدعم لدول الجوار في الفترة الانتقالية التي تلي سقوط نظام بشار الأسد.

الضربات الجوية الأمريكية

في تصريحات أدلى بها مساء الأحد، أوضح الرئيس بايدن أن القوات الأمريكية نفذت سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة ضد معسكرات تنظيم "داعش" في وسط سوريا.

وبيّن أن هذه الضربات تأتي في إطار جهود واشنطن لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع عودتها للظهور في المنطقة.

وأشار بايدن إلى أن بعض الفصائل السورية المسلحة التي كانت تصنف على أنها معتدلة قد شاركت في أنشطة إرهابية، مما يتطلب مراجعة دقيقة للأفعال لا الأقوال.

وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل تقييم هذه الفصائل بشكل متواصل، لضمان عدم تكرار الأخطاء السابقة في دعم جماعات قد تسهم في استمرار الإرهاب في المنطقة.

وفي نفس السياق، قالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان رسمي إن هذه الضربات تأتي ضمن استراتيجية محورية تهدف إلى منع "داعش" من استغلال الفوضى الحالية في سوريا.

وأكدت أن ضمان استقرار المنطقة وعدم عودة التنظيم الإرهابي للظهور يعد أحد أولويات الولايات المتحدة في المرحلة الحالية.

انهيار الدعم للأسد وتراجع تأثير القوى الإقليمية

واحدة من النقاط البارزة التي أثارها بايدن في تصريحاته كانت تراجع تأثير القوى الإقليمية والدولية التي دعمت بشار الأسد على مدار سنوات.

وأوضح الرئيس الأمريكي أن النظام السوري يمر حاليًا بمرحلة من الضعف، إذ لم يعد لإيران وروسيا وحزب الله نفس التأثير الذي كانوا يتمتعون به في السنوات السابقة.

وذكر بايدن أن هذا الانهيار في الدعم للأنظمة الداعمة للأسد يعكس تراجعًا كبيرًا في قدرة هذه الأطراف على التأثير في مجريات الأحداث في سوريا، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن يوفر فرصًا جديدة للولايات المتحدة للعمل مع الشركاء في المنطقة، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية، لضمان استقرار الوضع وإدارة المخاطر.

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة بتقديم الدعم لجيران سوريا خلال هذه الفترة الانتقالية، حيث ستعمل على تجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية أو يفتح المجال أمام تنظيم "داعش" للعودة.

موقف واشنطن من بشار الأسد

وفيما يتعلق بمصير بشار الأسد، فقد أكد بايدن أن الولايات المتحدة لا تمتلك معلومات رسمية حول مكان تواجده، ولكنه أشار إلى تقارير تفيد بأن الأسد قد يكون موجودًا في موسكو.

ورغم هذا الغموض، شدد بايدن على أن الأسد يجب أن يُحاسب على الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب السوري.

وبهذا الصدد، قال بايدن: "الأسد يجب أن يُحاسب"، مما يعكس السياسة الأمريكية المستمرة في الضغط على النظام السوري.

إجراءات أمريكية لحماية الأسلحة الكيميائية السورية

من جانب آخر، تناول المسؤولون الأمريكيون قضية الأسلحة الكيميائية السورية، حيث أكد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة تبذل كل جهد ممكن لضمان عدم وصول أي أطراف إلى مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة تملك معلومات دقيقة عن هذه المخزونات، وأنه لا دور لقوات أمريكية على الأرض لمعالجة هذه الأسلحة بشكل مباشر.

وهذا يشير إلى التزام واشنطن بتأمين الأسلحة الكيميائية في سوريا دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر في مواجهة هذه القضية.

الاستراتيجية الأمريكية في سوريا

أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا ترتكز على ضمان عدم استخدام النزاع الحالي كفرصة لعودة ظهور "داعش"، أو التسبب في "كارثة إنسانية".

وأكد سوليفان أن واشنطن ستتخذ خطوات حاسمة، سواء بشكل مباشر أو عبر التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، لضمان عدم حدوث ذلك.

وتابع بأن الأوضاع في سوريا تتطلب التدخل الحذر والواعي لضمان استقرار المنطقة، خصوصًا في ظل غياب الاستقرار السياسي في سوريا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ادارة المخاطر استراتيجية استقرار المنطقة استمرار الاراضي السوري الأراضي السورية الأمريكية التغيرات السياسية الرئيس بايدن الرئيس الأمريكي الضربات الجوية الأمريكية الضربات الجوية أن الولایات المتحدة الأسلحة الکیمیائیة بشار الأسد بایدن أن فی سوریا

إقرأ أيضاً:

بايدن يصدّر الأزمات لترامب بقرار جديد بشأن المهاجرين في الولايات المتحدة

قالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية اليوم الجمعة إن حوالي 600 ألف فنزويلي وأكثر من 230 ألف سلفادوري يعيشون بالفعل في الولايات المتحدة يمكنهم البقاء بشكل قانوني لمدة 18 شهرًا أخرى، وذلك قبل 10 أيام فقط من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه بوعود بسياسات هجرة صارمة.

وقالت وكالة أسوشيتد برس" الأمريكية، إن إدارة الرئيس جو بايدن دعمت بقوة الوضع المحمي المؤقت، والذي وسعه على نطاق واسع لتغطية حوالي مليون شخص. 

ويواجه الوضع الحالي مستقبلًا غير مؤكد في عهد ترامب، الذي حاول الحد بشكل حاد من استخدامه خلال ولايته الأولى كرئيس، ستسمح اللوائح الفيدرالية بإنهاء التمديدات مبكرًا، على الرغم من أن هذا لم يحدث من قبل.

كما مددت وزارة الأمن الداخلي برنامج الحماية المؤقتة لأكثر من 103000 أوكراني و1900 سوداني يعيشون بالفعل في الولايات المتحدة.

وقالت الوزارة الأمريكية إن إعلان يوم الجمعة، الذي جاء في الوقت الذي تولى فيه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو منصبه لولاية ثالثة مدتها ست سنوات في كاراكاس وسط إدانة دولية واسعة النطاق، "يستند إلى حالة الطوارئ الإنسانية الشديدة التي لا تزال البلاد تواجهها بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية في ظل نظام مادورو".

واستشهدت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية "بالظروف البيئية في السلفادور التي تمنع الأفراد من العودة"، وتحديدًا الأمطار الغزيرة والعواصف في العامين الماضيين.

ويتمتع حوالي مليون مهاجر من 17 دولة بالحماية بموجب برنامج الحماية المؤقتة، بما في ذلك الأشخاص من فنزويلا وهايتي وهندوراس ونيكاراجوا وأفغانستان والسودان وأوكرانيا ولبنان. 

والفنزويليون هم أحد أكبر المستفيدين ويمتد تمديدهم من أبريل 2025 إلى 2 أكتوبر 2026.

مقالات مشابهة

  • بايدن يهنئ عون على انتخابه رئيسًا للبنان ويؤكد دعم الولايات المتحدة
  • بايدن يصدّر الأزمات لترامب بقرار جديد بشأن المهاجرين في الولايات المتحدة
  • عين الأسد تغذّي الحسكة.. أمريكا تتذرع بـمكافحة داعش لإدامة وجودها في سوريا
  • عين الأسد تغذّي الحسكة.. أمريكا تتذرع بـمكافحة داعش لإدامة وجودها في سوريا - عاجل
  • ما هو مستقبل السياسة الخارجية لإيران بعد سقوط الأسد؟
  • تركيا بديلة إيران.. قلق إسرائيلي من عدو جديد بعد سقوط الأسد
  • بعد شهر من سقوط نظام الأسد..وفد بحريني يبحث في سوريا العلاقات بين البلدين
  • مسعى حثيث لاستقطاب سوريا لخدمة المصالح الأوروبية بعد سقوط نظام الأسد.. فيديو
  • ردود حذرة ومتأنية.. ماذا يعني سقوط الأسد لدول الخليج؟
  • أمريكا المكسيكية..شينباوم تذكر ترامب بملكية بلادها لجنوب الولايات المتحدة