رئيس الوزراء يتفقد المرحلة الثالثة بمدينة الجلود في الروبيكي
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
عقب انتهاء فعاليات مؤتمر الطرح الأول للمصانع الجاهزة بمدينة الجلود بالروبيكي، توجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يرافقه الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل؛ لتفقد المرحلة الثالثة التي يشملها الطرح الجديد.
وتقام هذه المرحلة على مساحة 111 فدانا مكتملة المرافق والطرق؛ حيث تفقد رئيس الوزراء عددا من المصانع الجاهزة المطروحة للمستثمرين بالمدينة، للتأكد من جودة منظومة الخدمات المتاحة والمرافق، مما جعلها مهيأة لاستقطاب كبرى الشركات لتصنيع منتجات جلدية راقية تحمل شعار "صنع في مصر" قادرة على النفاذ والتصدير لكبرى الأسواق العالمية، كما تفقد إحدى المدابغ العاملة بالمرحلة الأولى من مدينة الروبيكي.
وأشاد رئيس مجلس الوزراء بكفاءة وخبرات الأيدي العاملة المصرية، وقدرتها على تصنيع منتج قادر على المنافسة بالأسواق العالمية الكبرى، مؤكدا أن المرحلة الأولى من الروبيكي، المقامة على مساحة 176 فدانا، تأتي في إطار إنشاء منظومة متكاملة بأحدث التكنولوجيا العالمية في مجال دباغة الجلود، وتقليل الآثار البيئية السلبية الناتجة عن طبيعة الإنتاج في مجال دباغة الجلود، وهو ما لمس تحققه بالفعل خلال تفقده لمختلف المراحل التصنيعية للدباغة بالمصنع.
وفي أثناء ذلك، أكد المهندس محمود محزر، المدير التنفيذي والعضو المنتدب لشركة القاهرة للاستثمار والتطوير، أن مدينة الجلود بالروبيكي تعد من أهم المشروعات القومية ذات البعد التنموي؛ اقتصاديا، وصناعيا، وبيئيا، واجتماعيا؛ حيث روعي في تصميمها وتخطيطها توافر المساحات المختلفة والمرافق المطلوبة للصناعات المتكاملة و الخدمات العصرية، طبقا للمعايير الدولية، وهي واحدة من أهم التجمعات الرائدة في الشرق الأوسط، التي تم تصميمها وتخطيطها على أعلى مستوى عالمي.
و أوضح أنه تم تخصيص مساحة 506 أفدنة لمدينة الجلود بالروبيكي بالإضافة إلى 282 فدانا محطات المعالجة، وتم تنفيذ المدينة على ثلاث مراحل؛ حيث تم في المرحلة الأولى تسكين وتشغيل 213 مصنعا تشمل (مدابغ – مخازن كيماويات – مخازن جلود، وغيرها)، بينما تم في المرحلة الثانية بناء وتخصيص 135 مصنعا (40 مصنع غراء – 95 مصنع دباغة ومخازن جلود وكيماويات)، وجار الانتهاء من الأعمال الداخلية لهذه الوحدات؛ تمهيدا لتشغيلها خلال الربع الأول من عام 2025.
أما المرحلة الثالثة، فأشار إلى أنها شهدت إنشاء منطقة للصناعات الجلدية النهائية (100 مصنع – 68 وحدة إنتاجية صغيرة - مبان للخدمات متمثلة في المركز التكنولوجي ومركز التدريب، ومبنى المعارض، ومحلات لمستلزمات الإنتاج، ومبنى إداري وخدمي)، بالإضافة إلى 282 فدانا محطات معالجة بسعة حالية 8000م3/يوم وجار أعمال التطوير والتوسعات لتصبح إجمالي سعة المحطات 24000م3/يوم.
وأشار المهندس جمال السمالوطي، رئيس مجلس إدارة عرفة صناعة الجلود، إلى أن قطاع صناعة الجلود يعد من القطاعات المهمة في الاقتصاد المصري، حيث تمثل صناعة المنتجات الجلدية 5% من الإنتاج الصناعي في مصر، مؤكدا في الوقت نفسه أن مشروع مدينة الجلود بالروبيكي يعتبر بمثابة الأمل والمستقبل لصناعة الجلود في مختلف قطاعاتها من دباغة لصناعة أحذية، ومنتجات جلدية، لمستلزمات المصنوعات الجلدية، لمركز للموضة والتصميم، وأيضا لمعامل اختبارات وجودة أي مدينة صناعية متكاملة ومتطورة ومتخصصة في دباغة الجلود.
من جهته، أوضح المهندس محمود سرج ، رئيس المجلس التصديري للجلود، أن تطوير مدينة الروبيكي يهدف إلى مضاعفة إنتاج الجلود ليصل إلى 250 مليون قدم سنوياً بنسبة زيادة قدرها 280%، وزيادة إنتاج الجلود المشطبة لزيادة القيمة المضافة، وخلق فرص العمل مع مضاعفة الصادرات لما يزيد على 300 مليون دولار سنوياً.
وفي ختام جولته، شهد الدكتور مصطفى مدبولي والفريق مهندس كامل الوزير تسليم عقود عدد من المصانع للمستثمرين بالمرحلة الأولى بالمدينة المخصصة لدباغة الجلود، تقنينًا لأوضاعهم ومساندتهم في رفع انتاجيتهم ورفع قدراتهم التنافسية.
وعقب تسليم العقود، أوضحت الدكتورة ناهد يوسف، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، حرص الهيئة، ممثلة في شركة القاهرة للاستثمار والتطوير، على أن تتكامل جميع مراحل المشروع الثلاث للروبيكي كمجمع عنقودي يعد مثالًا يُحتذى به في اكتمال سلاسل القيمة، لافتة إلى أن المدينة تشمل في مرحلتها الأولى أنشطة الدباغة والمعالجات الأولية للجلود الخام، مرورًا بالصناعات المغذية والمكملة للمنتج مثل: الغراء والجيلاتين بالمرحلة الثانية، انتهاءً بتصنيع منتج تام قادر على النفاذ لكبرى الأسواق العالمية بالمرحلة الثالثة للمدينة، التي نشهد الطرح الأول لها اليوم للمصانع الجاهزة للمنتجات الجلدية والصناعات المكملة للمنتج النهائي والاكسسوارات الخاصة به.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس الوزراء المرحلة الثالثة الروبيكي مجلس الوزراء مدینة الجلود بالروبیکی المرحلة الثالثة المرحلة الأولى دباغة الجلود رئیس مجلس
إقرأ أيضاً:
«تقي رؤوف» .. شابة شرقاوية تبدع في صناعة المنتجات الجلدية اليدوية
منذ آلاف السنين، ظل الجلد عنصرًا أساسيًا في حياة البشر، حيث تحوّل بيد الحرفيين إلى تحف فنية تحمل بصمات الإبداع والمهارة، فصناعة الجلود اليدوية ليست مجرد حرفة، بل هي فنٌ يعبر عن اللمسة الشخصية والذوق الرفيع، إذ يدمج الصانع بين تقنيات قديمة وأسلوب عصري، وكل قطعة جلدية تصنع يدويًا تصبح قصة جديدة، تروي تفاصيل لا تُرى في المنتجات الجاهزة، مما يجعلها الخيار الأمثل لمن يبحث عن التفرد والجودة في عالم يزدحم بالخيارات السريعة والمُصنعة.
ففي عالم يتسارع فيه التقدم التكنولوجي، تبرز بعض القصص التي تعيدنا إلى الجذور الحرفية، حيث تصنع الأيدي البشرية أشياءً لا يمكن أن يصنعها أي آلة، واحدة من هذه القصص هي قصة «تقي رؤوف»، تلك الشابة الثلاثينية التي تبلغ من العمر 37 عامًا، والتي قررت أن تبدأ حياتها لصناعة المنتجات الجلدية، حيث بدأت رحلتها بخطوات صغيرة، ولكن سرعان ما تحولت إلى مشروع كبير يُعبر عن إبداعها وحبها للفن اليدوي.
بداية النجاح
لم تكن بنت مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، قد خططت لهذه الرحلة، بل كانت مجرد محاولة شخصية في البداية، حينما بدأت بتعلم أساسيات صناعة الجلود، رغبًا منها في تحقيق حلم كانت قد حلمت به، ثم انتقلت إلى التجربة العملية في منزلها، فكانت تصنع الحقائب الصغيرة والمحافظ، ولكن مع مرور الوقت، اكتشفت أنها تمتلك مهارة فريدة في التعامل مع الجلود، وأن هذا المجال قد يكون أكثر من مجرد هواية، بعدما نشرت في أواخر عام 2018 صورًا علي مواقع التواصل الإجتماعي لمجموعة من منتجات الجلود تبرز موهبتها، الأمر الذي حظي بإعجاب متابعيها وطالبوها بالإستمرار .
ما يميز «تقي» فى صناعة منتجات الجلود اليدوية، هو إبداعها الفطري في التصميم، فهي لا تقتصر على تطوير التصاميم الموجودة في السوق، بل تسعى دائمًا لتقديم منتجات مبتكرة تمزج بين الطابع العصري واللمسة التقليدية، ففي كل قطعة تصنعها تتسم بالابتكار والتفرد، حتى أن بعض العملاء يطلبون منها تصميمات مخصصة وفقًا لاحتياجاتهم الخاصة، وتقول «تقي»: "أعتبر كل منتج أصنعه بمثابة منتج مختلف جدًا عن غيره، ويروي قصة لا يمكن أن تكررها أي آله".
استطاعت الشابة الثلاثينية، أن تحفر أسمها بحروف من نور في عالم صناعة المنتجات اليدوية من الجلود الطبيعية، وأصبحت قادرة على صنع منتجات مثل: “شنط - ومحفظة - وچواكيت - وسجاد - واكسسوارات - والعديد من المنتجات" بجودة تضاهي مثيلتها من المستوردة التي تغزو الأسواق.
التحديات التي واجهتها
لم يكن طريق «تقي» مفروشًا بالورود، مثل أي مشروع ناشئ، حيث واجهت العديد من التحديات التي كادت أن تُوقف مسيرتها، وكانت البداية صعبة، حيث كان من الصعب عليها إيجاد الخامات الجيدة بأسعار معقولة، بالإضافة إلى التنافس الشديد من المنتجات الجاهزة التي تغزو الأسواق، ولكنها صممت على أن تظل وفية لمبادئها، وحرصت على أن تبقى الجودة و التفرد هما الركيزتين الأساسيتين لمشروعها.
كما أن «تقي» واجهت العديد من الصعاب في بداية عشقها للجلود، حيث واجهها أزمة في كيفية توفير الوقت الكافي لممارسة موهبتها في عشق فنها، لكونها متزوجة ولديها من الأبناء سارة وتبلغ من العمر 14 عامًا، وياسمينا وتبلغ من العمر 9 سنوات .
النجاح والتوسععلى الرغم من تلك التحديات، استطاعت بنت مدينة الزقازيق، أن تبني اسمًا مميزًا في سوق المنتجات الجلدية، وبدأت أعمالها الصغيرة تتوسع تدريجيًا، لتصبح علامة تجارية بأسم «CUERO» تعرف بالتميز والجودة، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي، استطاعت أن تصل إلى جمهور أوسع، وأن تكتسب قاعدة عملاء يقدرون قيمة الأعمال اليدوية، وتخطط لتوسيع نطاق أعمالها إلى أسواق أخرى.
ذاع صيت «تقي» فى الخارج، من خلال تصميماتها الحرفية الفريدة في صناعة منتجات الجلود اليدوية، واستطاعت تصدير منتجاتها إلي عدد من الدول، في إشارة لنجاح بنت الشرقية وثقل موهبتها .
الدعم والمساندة
الداعم الأكبر لبنت الشرقية، كان لوالدتها وشقيقتها، وزوجها وأصدقائها، الذين كانوا لا يتوانون جهدًا في مواصلة دعمها وحثهم لها علي الأستمرار والإيمان بموهبتها في صناعة المنتجات الجلدية اليدوية بطراز عصري وحديث يواكب مثيلتها من الصناعات الجاهزة.
نقل الموهبة للفتيات والسيدات
لم تكتفي ذات الـ 37 عامًا عند هذا الحد فقط، بل قررت نقل خبراتها وموهبتها للفتيات والسيدات وتعليمهم الحرفة من خلال ورش تعليمية، ليدر لهم دخلًا مناسبًا يساعدهم علي المعيشة من جهة، ولنشر الحرفة وحمايتها من الاندثار من جهة آخري، وفي ذات الوقت حرفة تساعدهم من خلال المنازل دون اللجوء للخروج من المنزل وتحمل مشقة ومتاعب فرص العمل في الخارج.
طموح العالمية
في المستقبل، تأمل «تقي» في أن تصبح علامتها التجارية واحدة من الأسماء الكبيرة في صناعة الجلود اليدوية في العالم وتضاهي البرندات العالمية، فطموحاتها لا تتوقف عند حد معين، فهي تخطط لتقديم تصاميم جديدة تشمل الأثاث المنزلي و الشنط والأكسسوارات الجلدية .
الآن «تقي رؤوف» أصبحت احد أهم النماذج الناجحة في محافظة الشرقية، نظرًا لما ضربته من دليل واضح علي تحقيق الذات ومواجهة الصعاب .