في ذكرى وفاته.. تعرف على مسيرة العالم الفقيه عطية صقر
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
يحيي الأزهر الشريف ذكرى وفاة العالم الجليل الشيخ عطية صقر، الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، والذي وافته المنية في التاسع من ديسمبر عام 2006.
وقد ترك الشيخ عطية صقر إرثًا علميًا ودعويًا خالدًا، وشغل العديد من المناصب المهمة التي أسهم من خلالها في تعزيز مكانة الأزهر الشريف عالميًا.
النشأة والتكوين العلمي
وُلد الشيخ عطية صقر في 22 نوفمبر عام 1914 بقرية "بهنا باي" بمحافظة الشرقية، ونشأ في بيئة أزهرية أصيلة، حيث حفظ القرآن الكريم منذ صغره.
تخصص الشيخ عطية في فروع العلم الشرعي المختلفة، مما أهّله ليكون أحد أبرز العلماء في عصره، حيث كان معروفًا بجمعه بين العمق العلمي والقدرة على تبسيط المعلومات وإيصالها للناس.جهوده العلمية والدعوية
تميز الشيخ عطية صقر بأسلوبه الموسوعي في تناول قضايا الفقه والإفتاء، وبراعته في الإجابة على الأسئلة الدينية وتوجيه النصائح للناس بأسلوب قريب من قلوبهم وعقولهم.
كان له إسهامات كبيرة في مجال التأليف، حيث ترك خلفه ما يقارب الأربعين مؤلفًا، تناولت مختلف الجوانب الشرعية والعلمية، بالإضافة إلى جهوده الدعوية داخل مصر وخارجها من خلال مهام رسمية وزيارات عديدة.
شغل الشيخ عطية صقر منصب الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، ورئاسة لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، بالإضافة إلى رئاسته للمركز الدولي للسُنة والسيرة النبوية. كما كان عضوًا في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، حيث أسهم من خلال هذه المناصب في تعزيز الوسطية ونشر القيم الإسلامية الصحيحة.
في التاسع من ديسمبر، رحل عن عالمنا الشيخ عطية صقر، لكنه بقي حيًا بيننا بعلمه الغزير وإسهاماته البارزة. ولا تزال مؤلفاته وأفكاره مصدر إلهام للأجيال القادمة، داعيةً للوسطية والاعتدال، ومشيرةً إلى مكانة العلماء ودورهم في نهضة الأمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صقر عطية صقر الأزهر لمجمع البحوث محافظة الشرقية الأزهر الشريف
إقرأ أيضاً:
البحوث الإسلامية ينعي الشيخ سلامة كامل جمعه عضو لجنة مراجعة طباعة المصحف
ينعى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بمزيدٍ من الرضا بقضاء الله وقدره الشيخ سلامة كامل جمعه؛ عضو لجنة مراجعة طباعة المصحف الشريف، والذي أسهم بكثير من الجهود في خدمة القرآن الكريم.
ويتقدَّم المجمع بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الأسرة الكريمة للفقيد، داعيًا المولى -عز وجل- أن يتغمَّد الراحل العزيز بواسع رحمته ومغفرته، وأن يجعل ما قدَّمه في خدمة القرآن الكريم في ميزان حسناته، وأن يرزق أهلَه وذويه الصبر والسلوان.
وشارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. محمد الجندي في فعاليات تكريم حفظة القرآن الكريم، الذي نظمه رواق الجامع الأزهر فرع أسيوط، وذلك بمدينة العدوة تحت رعاية الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب - شيخ الأزهر، وبإشراف وكيل الأزهر أ.د. محمد الضويني.
وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها بالاحتفال، إن فضائل القرآن كثيرة جدًّا لا تعد ولا تحصى؛ فالقرآن الكريم عند المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هداية ورحمة للناس جميعًا، وهو كتاب الله الخالد، وحجته البالغة، وهو باق إلى أن تَفنى الحياة على الأرض، وأن قراءة القرآن فضلها عظيم، فبها يحصل المسلم الحسنات، وينال الأجر العظيم، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (آلم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف»، ولحافظ القرآن أجر عظيم عند الله؛ فإن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، ويعلي منزلته ودرجته في الجنة؛ فيكون مع الملائكة السفرة الكرام البررة.
أضاف الأمين العام أن من فضائل تعلم القرآن وتعليمه أن جعل الله مَن تعلم القرآن وعلمه غيره خير الناس وأفضلهم، مضيفًا أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم، هداية ورحمة للناس جميعًا، وفيه سعادتهم وفلاحهم، وهو كتاب الله الخالد وحجته البالغة، وهو باق إلى أن تفنى الحياة على الأرض، وفيه أنزل الله شريعته وحُكمه التام الكامل؛ ليتخذه الناس شرعة ومنهاج حياة، وهو معجزة محمد صلى الله عليه وسلم التي عجز الجن والإنس جميعًا عن أن يأتوا بمثلها بعد أن تحداهم الله بذلك؛ فقال الله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}، والقرآن الكريم له منزلة عظيمة جدًّا عند الله، حتى أنه تبارك وتعالى أقسم به فقال: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}.
أوضح الجندي أنه يستحب للمسلم أن يداوم على تلاوة القرآن الكريم، وأن يكثر منها، وهو بذلك يتبع سنة جليلة من سنن الإسلام، وقد بين الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم فضل تلاوة القرآن، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [سورة فاطر، آية: 29] وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده"، وكذلك من فضل قراءة القرآن: تحصيل الحسنات، ونيل الأجر العظيم، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"، وأيضًا علو شأن قارئ القرآن، ووصوله إلى المكانة العالية والدرجة الرفيعة التي لا تُعطَى لغيره، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يُقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارْقَ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها"، مشيرًا إلى أن حفظ القرآن الكريم له فضل كبير وأجر عظيم عند الله؛ فإن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، ويُعلي منزلته ودرجته في الجنة؛ فيكون مع الملائكة السفرة الكرام البررة، ويتعدى نفعه لغيره في الدنيا والآخرة، ويكون له عظيم الأثر في حياته وبعد مماته، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة"، وغيرها من الفضائل العظيمة التي تناله.
وبين الأمين العام أن علماء المسلمين ذهبوا إلى أن حفظ القرآن الكريم واجب كفائي على الأمة، حتى لا تدخله يد التحريف، فإن حفظته فئة من المسلمين سقط الواجب عن الباقي، وإن لم يحفظه أحد أثموا جميعًا، وكذلك تعليم القرآن للناس له نفس الحكم، ومن فضائل تعلم القرآن وتعليمه أن جعل الله من تعلم القرآن وعلمه غيره خير الناس وأفضلهم، وأن المعرفة بفضل القرآن الكريم تجعل المسلم مقبلًا على مصاحبة القرآن؛ فمعرفته بثمرة تعلم القرآن يزيد تعظيمه لكتاب الله، ومراعاته لحرمته، ومعرفته بمكانته، والمؤمن الحق يتخذ القرآن هاديًا ومنيرًا ليميز به بين الحق والباطل؛ فيطمئن إليه وتسكن روحه عند تلاوته، وإذا وسوس له الشيطان ليصرفه عن تلاوته، فإن تذكره لفضل القرآن يجعله أكثر تمسكًا به؛ لرسوخ القرآن في قلبه، وهذا يجعله حريصًا على تعلم علومه؛ فيزيده فقهًا في الدين، ويجعله أعظم دراية بأحكامه، مشيرًا إلى إن الهدف من المداومة على قراءة القرآن هي الوصول إلى فهمه وتدبر آياته والعمل بما فيها من أوامر واجتناب ما فيها من نواهي في واقع الحياة حتى نكون من المهتدين إلى طريق الحق. وقد دلنا الله على صفات من هداهم إليه تعالى، فقال: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾.