قرأت بعض تفاعلات الجنجويد حول الأوضاع في سوريا وربطهم الغريب بوجود تشابه بينهم وبين الثوار ، وهو ربط يعكس طريقة تفكيرهم المحدودة ونظرتهم الضيقة للعالم . فالعقل الجنجويدي عقل قاصر ينظر إلى الأحداث بصورة مختلفة عن الطريقة التي ينظر بها الآخرون. فهو يراها كفعل مشهدي يركز فقط على القتال دون أي اعتبار للمدنيين.

فهو عندما ينظر للحالة السورية لا ينظر إليها من منظور شامل، بل يركز على سقوط المدن التي يظن في مخيلته أنها تشبه سقوط المدن التي سيطر عليها في السودان ..

هذا العقل المعدوم التفكير يبني مقارناته على مشاهد سطحية كجزء من ثقافته الاجتماعية التي تفتقد إلى الاعتبارات الإنسانية. تنتهي حدود هذا التفكير عند مواجهة معايير مختلفة ومفاهيم لا يستطيع استيعابها مثل “المواطنين، المدنيين، الأبرياء، الأطفال والنازحين” هنا يظهر قصوره ، فهو لا يقارن بين أوضاع النازحين السوريين الذين يستعدون للعودة إلى مناطقهم ولا ينظر إلى تدفق النازحين من المدن التركية إلى الداخل السوري ولا إلى الفرحة الشعبية والخطاب السياسي المسؤول لقادة فصائل المعارضة السورية ، ولا إلى التزامهم وسلوكهم تجاه المواطنين وحرصهم على حفظ ممتلكاتهم ، وهي مفاهيم كان يمارس عكسها تماماً بل يشجع مننتسبيه على القيام بها ، كل هذه الأشياء غائبة عن وعيه وثقافته، فما يعرفه فقط هو القتال والمقارنات السطحية لأشياء لا تجتمع إلا في وعي جنجويدي متخلف .
#السودان

Hasabo Albeely

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أَرْكُمَانِي: الجنجويد على مشارف (كوش)!!

و( أَرْكُمَانِي ) هُوَ أَحَدُ مُلُوكِ كُوشْ اَلْقَلَائِلِ اَلَّذِينَ ذَكَرَهُمْ بِالِاسْمِ اَلْمُؤَرِّخُونَ اَلْإِغْرِيقُ كَمَا عَاصَرَ مَلِكَ مِصْرَ بَطْلَيْمُوسْ اَلثَّانِي فِي اَلْفَتْرَةِ (285 - 246 ق . م) . وقِبَلَ أَنْ يُصْبِحَ (أَرْكُمَانِي) مِلْكًا كَانَ لِكَهَنَةِ آمُونْ اَلسُّلْطَةِ اَلْمُطْلَقَةِ فِي إِقْصَاءِ اَلْمُلُوكِ . كُلُّ مَا عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْعَلُوهُ إِذَا مَا اِخْتَلَفُوا مَعَ اَلْمَلِكِ ، أَوْ بَدَا لَهُمْ أَنَّهُ لَا يَسْتَجِيبُ لِسُلْطَتِهِمْ؛ هُوَ بَعَثَ رِسَالَةٍ إِلَى اَلْمُلْكِ يَأْمُرُونَهُ فِيهَا بِالِانْتِحَارِ. وَكَانَتْ تِلْكَ اَلرَّسَائِلِ تَكْتُبُ بِتَوْقِيعِ اَلْإِلَهِ.
اِحْتَدَمَ اَلْخِلَافُ بَيْنَ اَلْمَلِكِ (اَرْكَمَانِي) وَكَهَنَةَ اَلْمَعْبَدِ، فَتَسَلَّمَ اَلْمَلِكُ (اَرْكَمَانِي) رِسَالَةً مِنْ كَهَنَةِ اَلْمبْعَدِ مُفَادَهَا بِأَنَّ عَلَيْهِ اَلِانْتِحَار، فَقَرَّرَ اَلْمَلِكُ اَلزَّحْفَ عَلَى اَلْمَعْبَدِ وَقَتْلِ جَمِيعِ اَلْكَهَنَةِ
حِين قَضَى أَرْكُمَانِي عَلَى اَلْخُرَافَةِ، فَإِنَّهُ أَسَّسَ لِحِقْبَةٍ جَدِيدَةٍ مِنْ مَمْلَكَةِ (كُوشْ) فِي بِلَادِ اَلنُّوبَةِ (حَضَارَةُ مَرْوِيٍّ) وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ شَيَّدَ هَرَماً فِي مَرْوِيٍّ. وَفِي عَهْدِهِ ، وَبَعْد أَنْ تَخَلَّصَ مِنْ سُلْطَةِ اَلْخُرَافَةِ اَلْمُسْتَنِدَةِ عَلَى اَلدِّينِ، وَتحرر مِنْ قَيْدِ اَلْجَهْلِ وَالظَّلَامِ، بَدَأَ عَصْرُ اَلتَّنْوِيرِ فِي فَتْرَةِ حُكْمِهِ، فَعَلَى سَبِيلِ اَلْمِثَالِ، بَدَأَ اَلسُّودَانِيُّونَ فِي تَطْوِيرِ أَسَالِيبِهِمْ اَلْفَنِّيَّةِ وَالْمِعْمَارِيَّةِ اَلْخَاصَّةِ وَاَلَّتِي كَانَتْ تَخْتَلِفُ عَنْ اَلْأَسَالِيبِ اَلْمِصْرِيَّةِ. وَاخْتَرَعُوا اَلْكِتَابَةَ اَلْمَرْوِيَّةَ وَاَلَّتِي حَلَّتْ مَحَلَّ اَلْمِصْرِيَّةِ فِي تِلْكَ اَلْفَتْرَةِ .

آرْكُمانِي!!
أيُها الملكُ السعيد
أَنْتَ لَمْ تُصَدِّقْ يَوْماً فِرْيَةَ اَلْكُهَّانِ
وَالْيَوْمَ لَسْتَ بمُلْزَمٍ، بِسِيَاسَةِ (اَلْبُرْهَانِ والكيزانِ)
بهَؤُلَاءِ اَلْحُكَّامِ اَلْخَائِنِين

فَانْهَضْ مِنْ نَوْمِكَ اَلطَّوِيلْ
أيها الملكُ الجليلْ
يكفيك ثَلَاثُ آلَافِ مِنْ اَلسِّنِينْ
فِي قَبْرِكَ اَلْأَمِينِ، كنتَ مسْتَكِينْ

أَمَّا كَفَّاكَ نَوْماً أَيُّهَا اَلْمَلِكُ اَلْمُبَجَّلْ؟
فاِنْفَضَّ عَنْكَ هذه السِّنِينَ،
قُمْ، تعَجّلْ
فَالِجْنِجُويدُ عَلَى أَبْوَابِ مَرْوِي اَلْعَظِيمَةِ!!
هَذِهِ اَلْوُحُوشْ،،
الآنَ، عَلَى أَطْرَافِ (كُوشْ)
وَقَدْ دَخَلُوا اَلْمُصَوَّرَاتْ
مُسَلَّحِينَ بِكُلِّ مَا يَكُونُ،
يَمْتَطُونَ اَلتَّاتْشِرَاتْ
جَاءُوا يَقْتُلُونَ
وَيَسْرِقُونَ
وَيُنْهَبُونَ
وَسَيَنْهَبُونَ مِنْ اَلنِّيلِ لِلْفُرَاتْ!

لَنْ يَتَوَقَّفُوا أَبَداً
وَغَداً؛
سَيَهْدِمُونَ اَلْهَرَمَ اَلَّذِي شَيَّدَتْ يَدَاكَ،
عَلَى رَأْسِكَ اَلْمَلَكِيِّ
ولَنْ يُفِيدَكَ تَاجُكَ اَلذَّهَبِيُّ
وَلَنْ يقمْ فَدَاكَ

فَازْحَفْ عَلَى اَلْمَعْبَدِ وَحَارَبِ اَلْكُهَّانَ
لَا يَغُرُّكَ مَا يَقُولُ (اَلْجَنْجَوِيدُ)
لا يَغُرُّكَ ما يقولُه العُربانْ
وَلَا تُصَدِّقْ مَا يَقُولُهُ (اَلْبُرْهَانُ والكيزانُ)
كُلُّهُمْ مِنْ زُمْرَةِ اَلْكُهَّانِ اَلْخَائِنِينَ
قَادَةِ اَلْجُيُوشِ اَلْهَارِبِينَ

آرْكَمَانِي . . .
أَيُّهَا اَلْمَلِكُ اَلْمُهَابْ
ضعْ على إهابك درعَكَ المرويّ
وامتشقْ كِنانَتكْ وجردْ سهمَك (النوبيّ)*
فَالِجْنِجُويدُ عَلَى أَبْوَابِ (تاسيتي) العظيمة.*

(مَرْوِيّ) تَسْتَغِيثُ بِالرَّحْمَنِ مِنْ قَبْضَةِ اَلشَّيْطَانِ
وبحسامِك اَلْمَصْقُولِ مِنْ حَدِيدِكَ اَلْمَرْوِيِّ*
وَبِسَيْفِكَ اَلْيَمَانِي

أَيُّهَا اَلْأَمِيرْ، ودَعْ مَرْقَدَكَ اَلْوَثِيرْ
فَبِلَادَ (كُوشْ) فِي قَبْضَةِ اَلْعُرْبَانْ
وَكُلَّ مُدُنِ اَلسُّودَانْ

فَقُمْ أَعَدْ لَنَا أَمْجَادَنَا ا(َلْكُوشِيَّة)
اعِد لَنَا اَلْكِتَابَةَ اَلْمَرْوِيَّة
وعَرَّجَ عَلَىى (الشلاتين والحَلَايِبْ)
ثم (النوبةَ المسلوبةَ)
لتُعدْ لنا أمجادَنا المنهوبهَ
ومَجْدَنَا اَلْمَطْمُورَ تَحْتَ اَلنِّيلِ،
مِنْ زَمَنٍ بَعِيـــــــــــــــــــــــــدْ
وَاكْتُبِ اَلتَّارِيخَ مِنْ جَدِيدٍ !!
طِبْتَ (آركماني) أَيُّهَا اَلْمَلِكُ اَلسَّعِيدْ

* اشتهرت مروي قديماً باستخراج وصناعة الحديد وتعرف ب(بيرمنجهام) أفريقيا.
*اشتهرت شعوب (النوبة) برماة الحدق، فهم يصيبون بسهامهم التي لاتخطئ حتى (حدقات) عيون الأعداء المحمية بالدرع من مكان بعيد.
* تاسيتي اسم للسودان القديم وتعني أرض القوس وكان مينا أشهر ملوكها.


aahmedgumaa@yahoo.com

   

مقالات مشابهة

  • عبد العاطي: ننسق مع أشقائنا العرب وتركيا بشأن الأوضاع في سوريا
  • محلل سياسي لـ "الفجر": الأوضاع في سوريا ستؤثر على اليمن والمنطقة العربية
  • وزير الخارجية يشيد بالعلاقات الوطيدة التي تجمع مصر وإريتريا
  • دعاء الامتحانات.. «اللهم إني أستودعك ما قرأت وما حفظت»
  • أَرْكُمَانِي: الجنجويد على مشارف (كوش)!!
  • سلطة وحكومة الجولاني في سوريا تفرض حذراً إقليمياُ أبرزها الإمارات التي تتبع سياسة التريث
  •  الجزائر تدعو إلى مشاورات مغلقة حول الأوضاع الخطيرة التي تواجهها الأونروا بفلسطين
  • قريبا سيكون على الجنجويد الدفاع عن جنوب الخرطوم أمام نفس القوات التي هزمتهم في الجزيرة ولن يصمدوا
  • حراك أوروبي لرفع سريع للعقوبات التي تعيق تعافي سوريا
  • مرثية الفارس الغريب نموذجا