معركة الحق والباطل: مَنْ يكسب..؟!
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
نحن بإزاء (ترسانة من الضلال) شيدتها الإنقاذ ورعاها الكيزان..! وهم يغدقون عليها اليوم المال الغزير ويستقطبون لها (بالشراء والإغراء) الجمع الغفير..ويتاجرون من أجلها بالدين ويستخدمون فيها أعتى أسلحة الكذب والإفك والتزوير والتشهير والبهتان..!
ومع هذا الحال لا مجال لتمييع هذه المعركة المحتدمة؛ فهي من اظهر سنن الله في كونه.
وما أقبح شأن الذين يناصرون الباطل بالتغاضي عنه وتجاهل وقائعه المشهودة والصمت عن جرائمه الدموية (بالكلام الملولو الخائب) في حين يموت السودانيون بالمئات بين كلمة وكلمة ولحظة وأخرى..ويتمزق الوطن ويتشرد الناس هائمين على وجوههم هم وأطفالهم بغير غذاء ولا دواء ولا كساء نتيجة هذا التزوير والتحوير..!
ومن نماذج هذا الباطل بعض رعاة الشر والفساد الذي يعتمرون بزي الدين..وعبد الحي يوسف من هؤلاء الأدعياء..فهو يفتي بقتل ثلثي الشعب السوداني من اجل استمرار حكم الفساد والطغيان..فهل يمكن التغاضي عن ذلك....؟! وهل هناك فتوى أمعن في الباطل وأفظع في المآلات من هذه الفتوى..؟!
أليس لهذه الفتوى (شق من المسؤولية) عن كل الدماء التي وقعت في السودان قبل ثورة ديسمبر وحتى يومنا هذا..؟! خاصة وان هذا الداعية الكذوب اتبعها بفتوى أخرى عن جواز قتل الأبرياء بالقصف وإعدام المدنيين بغير محاكمة ومساءلة بحجة دعمهم لمليشيا الدعم السريع..!
ظن عبد الحي نفسه عالماً واختلق سؤالاً ثم أجاب عليه..! والسؤال الذي ابتكره "من عندياته" ونشره في صفحته الرسمية على فيسبوك هو: (كيف يكفّر الإنسان عن ذكر احد العلماء بالسوء)..وهو طبعاً يقصد نفسه..!! ثم أجاب على السؤال الذي وجهه لنفسه بالقول: (عليه أن يتوب إلى الله ويُذكر هذا العالم بالخير في المواطن التي ذكره بالسوء فيها)..!
لنفترض إن هذا الرجل من العلماء...وهو ليس بعالم..والصلة الوحيدة التي تربطه بالعلم هو بحث قدمه لمؤسسة علمية وقد تم نقض أطروحته وهدم بنيانها من أهل العلم، حيث أبانوا بالأدلة القاطعة تهافتها ومفارقتها الفادحة لأسس البحث العلمي وكل ما يمت إليه بسبب أو نسب أو صلة..!
ولكن لنفترض أنه عالم..وان احد الناس يريد أن يكفّر عن تعرّضه له؛ ويريد أن يذكره بالخير في كل المواطن التي ذكره فيها بغير ذلك...فما هي المواطن التي يقترحها عبد الحي يوسف..؟
هل هو الموطن الذي التقي فيه بالمخلوع قبيل خلعه وأفتى له بقتل ثلثي الشعب للحفاظ على سلطته..؟
هل هو اليوم الذي قال فيه إن فض الاعتصام (بمذبحته المروّعة) قد أثلجت صدره (وصدور قوم مؤمنين)..؟!
هل هو اليوم والمكان الذي استلم فيه ( 5 مليون دولار) من مال الدولة خفية وبعيداً عن الرقابة وبغير حق قانوني ولا إيصالات ولا توقيع..وهي جريمة اقل توصيف لها (استلام المال المسروق)..ثم لم يعترف به حتى بعد أن اقر رئيسه المخلوع أمام القضاء بتسليمه المبلغ كاملاً..؟!
هل هو اليوم الذي أفتي فيه بجواز قتل المدنيين الأبرياء بالقصف الجوي لأن طبيعة القصف الجوي كما قال (لا تسمح بنجاة المدنيين الأبرياء)..؟
هل هو موقع فتواه بقتل المدنيين بغير محاكمة بحجة دعمهم لمليشيا الدعم السريع..؟!
أليس لهذا الرجل مسؤولية (ولو أخلاقياً) ولا نقول دينياً أو جنائياً..عن جميع ضحايا وقتلى القصف الجوى ومقتلة ميدان الاعتصام حرقاً وغرقاً..علاوة على المصابين والمفقودين..؟!
لقد ورد ذكر مفردة الباطل في القرآن الكريم 20 مرّة..وفي كل المواطن يأتي التحذير من مناصرة الباطل..وضرورة دمغه والحض على عدم إلباس الحق بالباطل..وحُرمة أكل أموال الناس بالباطل ومنها قوله تعالى: (إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل)..وجاء في شرح الآية (ذلك أنهم يأكلون الدنيا بالدين)..!
ومنها الدعوة إلى قذف الباطل بالحق لإزهاقه..ثم التنويه بمصائر السوء الذي تنتظر من يجادلون بالباطل (ليدحضوا به الحق فأخذتُهم فكيف كان عقاب)..!
لا مجال لتمييع هذه المعركة الحاضرة لتي يبذل الكيزان لكسبها (مال قارون وكرتي وبنوك جزر كايمان) عن طريق مناهضة الحق وهزيمته.,..وهيهات...الله لا كسّبكم..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وعد الحق امين يكتب: أشرف الكاردينال (حين يصبح الوفاء موقفاً والغياب فضيحة)
في زمنٍ تهاوت فيه القيم، وتراجعت فيه المواقف، وخابت فيه رهانات كثيرة على من ظنّ الناس فيهم الخير، بزغ نجمٌ سودانيٌّ أصيل، لم يبرح مكانه، ولم يتخلّ عن وطنه، حين اشتدت المحن وتفرّق الناس أيدي سبأ . ذلك هو رجل الأعمال وابن السودان البار الدكتور أشرف سيد أحمد الكاردينال، الرجل الذي وقف ثابتاً، مهيباً، شامخاً كجبال البحر الأحمر، في الوقت الذي غابت فيه أسماء لطالما تغنت بها الأضواء، لكنها خذلت السودان في لحظة الحقيقة. كان هو هناك ، واقفا في قلب المحنة ، شامخا بمبادئه ، متوشحا بحب وطنه رافضا مغادرته ، ظل مقيما بمدينة بورتسودان كأنما وجد في ازمتها رسالته
أنا لستُ ممن يهوى التملق، ولا ممن يبحث عن قرب رجال المال أو الجاه والمسؤولين، فأنا رجلٌ حرّ، أكتب بكامل وعيي، من غير حاجة أو غرض، فقط لأن الحقيقة تستحق أن تُقال، وبعض المواقف لا يجب أن تمر في صمت. فالدكتور أشرف الكاردينال، لم يكن مجرد متواجد في بورتسودان خلال الأزمة الأخيرة، بل كان حجر الأساس في كثير من المبادرات التي أنقذت الموقف، وأسندت الولاية في أحلك الظروف. زرت مقر وزير الصحة الاتحادي ببورسودان اكثر من ثلاثة مرات، وفي كل مرة، صادفت الرجل هناك، واقفاً لا يتكلم كثيراً، بل يعمل بصمت، يُكمل النواقص ويسد الثغرات، وكأنه موظف من قلب الميدان، لا رجل أعمال من أصحاب الملايين.
على مستوى البنية التحتية، لم يكتف بالمشاهدة ، بل وضع يده في يد والي البحر الاحمر، وساهم في صيانة وتأهيل شوارع المدينة، حتى أصبحت اليوم مفخرة يُشار إليها بالبنان، قبلة للضيوف، وعنواناً لحُسن الضيافة والتنظيم. لم يتوقف عند المشاريع الحكومية، بل تعداها للمجتمع نفسه، حضر المناسبات، دعم الاحتفالات، شارك في الأفراح والأتراح، وكان في صلب النسيج الاجتماعي للولاية، متبرعاً بأكثر من ثلاثين عمرة لوزارة الشؤون الدينية، في لفتة لا تُقاس بثمن ، فاتحا الأبواب أمام من حلموا بزيارة البيت الحرام لكن حالت ظروفهم دون ذلك
آخر مشاريعه التي لا يمكن تجاهلها هو إعادة تأهيل فندق مارينا كورال (سابقاً)، وتحويله إلى تحفة معمارية تليق ببورتسودان وضيوفها. الفندق أصبح وجهة رسمية وسياحية لكل زائر، وامتداداً لجمال البحر وثقافة المكان. اللافت في كل ذلك، أن الرجل لم يسعَ يوماً لتسليط الضوء على أعماله. لم نجد إعلاناً ممولاً، ولا تغطيات مكرّرة، ولا خطابات مفعمة بالمصطلحات الرنانة. هو فقط يعمل… ويترك الأثر يتحدث عنه. ومع ذلك، من الواجب أن يُقال، ومن المهم أن تعرف الدولة جيداً من كان معها وقت الشدة، ومن تخلى عنها وقت الحاجة. فالرجل لم يطلب منصباً، ولم يلوّح بشروط، ولكنه استحق كل تقدير، واستحق أن يُعامل كرمز وطني، لا مجرد رجل أعمال. فإذا كان الوطن قد مرّ بمحنة، فإن المحنة أيضاً كانت اختباراً. والدكتور أشرف الكاردينال اجتاز ذلك الاختبار بجدارة، وكتب اسمه بأحرف من نور في دفتر المواقف النبيلة.
في واقعنا اليوم، يخشى الكثيرون الكتابة عن رجال الأعمال والمسؤولين، خوفًا من أن تُفسر كلماتهم بأنها مجاملة أو تملق، وأنا هنا أكتب كإنسان حر، لم أتعامل مع الدكتور أشرف من قبل، ولا أعرفه معرفة شخصية، ولا أسعى وراء منفعة أو مصلحة. أكتب لأن ما رأيته وسمعته ولمسته من أثره الإيجابي في مجتمع البحر الأحمر، يستحق أن يُقال، بل ويُرفع فوق السطور.
ختاماً، لا أُفخّم نفسي حين أقول إنني لست ممن يكتبون تحت الطلب، بل أكتب بإرادتي، ومن باب الواجب الوطني والأخلاقي، أن نقف احتراماً وتقديراً لرمز من رموز الدعم الصادق، وقت الحقيقة. فهو ليس بحاجة إلى من يكتب عنه، فالأعمال الخيّرة أبلغ من أي مقال. لكننا بحاجة إلى أن نحتفي بالقدوة حين تظهر، وأن نقول للمحسن: “أحسنت”، دون خوف أو تردد. فأمثال الدكتور الكاردينال يُكتب عنهم لا لأنهم يطلبون ذلك، بل لأننا نحتاج لصورة الأمل وسط هذا الضباب.
وعد الحق امين
إنضم لقناة النيلين على واتساب