اختتم بمحافظة ظفار فعاليات موسم اللبان في نسخته الثالثة التي نظمتها وزارة التراث والسياحة في مواقع أرض اللبان بمُتنزّهَي البليد وسمهرم الأثريين، ومحمية وادي دوكة الطبيعية، وبلغ عدد زوار فعاليات موسم هذا العام أكثر من 51 ألف زائر من مختلف الأعمار والجنسيات أي بزيادة بلغت 89% مقارنة بعام 2023 البالغ عددهم نحو 27 ألف زائر.

وشاركت في فعاليات موسم اللُّبان أكثر من 40 مؤسسة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة شملت الشركات التخصصية والمشروعات الريادية في مجال إنتاج مشتقات اللبان العُماني مثل الزيوت العطرية ومستحضرات التجميل والبخور والصناعات الغذائية المشتقة من اللبان العُماني.

وقال خالد بن عبدالله العبري مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار: إنّ موسم اللبان الثالث الذي استمرت فعالياته 10 أيام يهدف إلى التعريف بمواقع أرض اللبان المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، من خلال تنظيم العروض الحيّة لكيفية تصنيع منتجات اللبان ومستخلصاته قديما وحديثا، إلى جانب الفعاليات والمعارض والمسابقات العلمية والثقافية المخصصة لمختلف فئات المجتمع.

وأضاف: يهدف الموسم، الذي تنظمه وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع مختلف الجهات، إلى إبراز الأهمية التاريخية والتراثية لشجرة اللبان ودورها في تعزيز الجوانب الاقتصادية والسياحية والثقافية لسلطنة عمان.

وأوضح أن الفعاليات اشتملت على سوق الحضارات الذي مكن الزوار من التعرف عن قرب للكثير منها الشرقية والغربية، مثل الصين والهند ومصر واليونان، إضافة إلى فعالية "مملكة اللبان" التي قدمت عرضا للأزياء القديمة المرتبطة بتاريخ اللبان. وموضحا أن البرنامج احتوى على معارض متخصصة لبيع منتجات العطور ومشتقات اللبان، وعروض ترفيهية ومسابقات مخصصة للأطفال، فضلا عن وجود ركن للمطاعم والمقاهي وتجارب سياحية شيّقة، أما محمية وادي دوكة فكانت محورا آخر لهذا للموسم.

من جانبه قال أسامة الرواس مدير متحف أرض اللبان: إن النسخة الثالثة من موسم اللبان تميزت بفعاليات جديدة تهدف إلى إبراز التراث الثقافي والحضاري لهذه الأرض. ومشيرا إلى أن أبرز هذه الفعاليات هو "سوق الحضارات"، الذي يعكس ارتباط أرض اللبان بحضارات العالم القديمة، مثل اليونان ومصر والصين والهند، من خلال منتجات وشخصيات تعكس هذا الترابط التاريخي.

وأضاف الرواس: "حرصنا هذا العام على تقديم تجربة استثنائية للزوار من خلال إقامة معرض مملكة اللبان بالتعاون مع شركة أوسارة للأزياء وبدعم كامل من وزارة التراث والسياحة. يتضمن المعرض نماذج أزياء تمثل حضارات متنوعة، بالإضافة إلى تجسيد شخصية الملك أواسيس، ملك أرض اللبان في القرن الأول الميلادي، وتقديم عرض "تجسيد حي لمنازل اللبان"، التي كانت تُستخدم من قبل العائلات والتجار في محافظة ظفار لتوثيق معاملات تجارة اللبان. ويتيح هذا التجسيد للزوار فرصة التعرف على مراحل استخراج اللبان وتوثيق العقود ومقايضته بسلع أخرى، في تجربة تأخذهم إلى عمق التاريخ التجاري لهذه المنطقة".

من ناحيته أشاد أحمد معروف اليافعي مخرج وصاحب مؤسسة فنون ظفار لتنظيم الفعاليات والمهرجانات، بالدعم الكبير الذي تقدمه وزارة التراث والسياحة ممثلة بالمديرية العامة للتراث الشعبي، قائلا: "الدعم الذي نحظى به يعكس حرص الوزارة على تعزيز السياحة والترويج لمحافظة ظفار، وبالأخص خلال موسم اللبان. شجرة اللبان ليست مجرد مورد طبيعي، بل هي رمز حضاري يرتبط بجميع الحضارات العالمية".

وأفاد اليافعي أن تقديم تجسيد واقعي للحضارات، يهدف لاسترجاع الماضي وربطه بالحاضر باستخدام تقنيات حديثة، مما جعل التجربة مزيجًا مميزًا بين الأصالة والابتكار،ومشيرا إلى أن سوق الحضارات يعكس التبادل التجاري التاريخي لشجرة اللبان التي كانت جسرًا للتواصل بين الشعوب، واستطرد بقوله: "من خلال هذه الفعالية، نجحنا في تقديم رؤية حية لتاريخ التبادل التجاري المرتبط باللبان، وإبراز دور ظفار كمركز حضاري عالمي".

وبين اليافعي أن ما يميز الموسم هو تبني أفكار الشباب والعمل على تطويرها، مما يفتح المجال أمام رؤى مستقبلية يمكن أن تجعل موسم اللبان علامة بارزة في أجندة المهرجانات العالمية، آملا أن يستمر تطوير موسم اللبان ليصبح منصة تجمع بين التراث والحداثة، وأن نتمكن من إبراز ما تمتلكه محافظة ظفار من مقومات ثقافية وسياحية فريدة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة التراث والسیاحة موسم اللبان أرض اللبان من خلال

إقرأ أيضاً:

رئيس دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي لـ« الاتحاد»: قطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية قاطرة اقتصاد المعرفة

رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، أن إمارة أبوظبي تستهدف الارتقاء بقطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية ليكون قاطرة اقتصاد المعرفة، مع النمو الملحوظ الذي يشهده القطاع من خلال استقطاب وتنمية المواهب المحلية والعالمية والشركات المتخصصة وإنشاء قاعدة متوازنة من مطوّري الألعاب الإلكترونية في أبوظبي.

وقال معاليه لـ«الاتحاد» إن الإمارات تساهم بنسبة 30% من إجمالي إيرادات قطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما تحتضن أبوظبي في الوقت الراهن أكثر من 80 شركة متخصصة بألعاب الفيديو ليكون العدد الأكبر من الشركات على مستوى المنطقة.
وقال معاليه، إن أبوظبي تسعى في ظلّ الظروف المتغيرة بشكل سريع إلى ترسيخ مكانتها الرائدة في عالم بات فيه الابتكار من الركائز الأساسية للتقدّم والنمو، مؤكداً أن إمارة أبوظبي قادرة على مواجهة التغيّرات السريعة في الاقتصاد القائم على المعرفة، خصوصاً تلك المتغيرات التي يشهدها قطاع الألعاب الإلكترونية بصفته من القطاعات القادرة على إحداث تحوّل إيجابي ملحوظ في تحفيز التقدّم والابتكار.

 

 

 

أخبار ذات صلة أبوظبي.. وجهة مثالية للسياحة واستكشاف الطبيعة ياس والسعديات.. إنجاز استثنائي

مستقبل جديد
أكد معاليه «انطلاقاً من قدرته على رسم مستقبل جديد لقطاعات الترفيه والتعليم والتكنولوجيا، يوفر قطاع الألعاب الإلكترونية لأبوظبي فرصة استثنائية للازدهار والنمو في عالم رقمي يتزايد ترابطاً يوماً بعد يومٍ»، مؤكداً أن المستقبل يعتمد على قطاع الألعاب الإلكترونية حيث تملك أبوظبي القدرة على تأدية دور محوري في تحويل هذا المستقبل إلى واقع ملموس.
وأكد «سنتمكّن من خلال ترسيخ مكانتنا الرائدة في هذا المجال من استقطاب ذوي المواهب من كل أنحاء العالم إلى إمارة أبوظبي، حيث نسهم في توفير فرص عمل جديدة للمواهب المحلية الطموحة وتمكينها من تحقيق أحلامها وبناء مسار مهني واعد».
وأشار معاليه إلى أن أبوظبي تواكب مسيرة نمو قطاع الألعاب الإلكترونية خطوة بخطوة، حيث تعود نشأة هذا القطاع إلى اليوم الذي بادرت فيه شركة «يوبي سوفت» إلى افتتاح مقرّها الإقليمي في أبوظبي في عام 2010. وأضاف «مع نمو سوق الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط بوتيرة سريعة وانعكاس هذا النمو جلياً من خلال البيانات والإحصائيات، بادرت المزيد من الشركات إلى الاستفادة قدر المستطاع من هذا النمو وإنشاء فروع جديدة لها في إمارة أبوظبي».
خلق الوظائف 
وبين أن القطاع الآن يزدهر وينمو بوتيرة سريعة، مع خلق وظائف عالية المهارة تشمل أحدث الاتجاهات في تكنولوجيا تطوير الألعاب، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتحليلات الألعاب. وشدد معاليه «جميع المبادرات مهمة وأولوية في رحلتنا، فأبوظبي تقود الطريق في دفع نمو الاقتصاد القائم على المعرفة إلى الأمام».
وبين معاليه «مع توقع ارتفاع الإيرادات العالمية بالقطاع من 455 مليار دولار في عام 2024 إلى 625 مليار دولار بحلول عام 2028، تواصل صناعة الألعاب العالمية النمو بمعدل صحي». وأكد معاليه «إيماننا العميق بالإمكانات والفرص الواعدة لقطاع الألعاب الإلكترونية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، لطالما بادرنا بشكل فاعل إلى وضع وتنفيذ الاستراتيجيات الهادفة إلى تسخير تلك الإمكانات بما يعود بالفائدة على إمارة أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام».

وأوضح معاليه «ينطوي ذلك على تبنّي نهج شامل يقوم على ثلاث ركائز أساسية، هي تنمية المواهب المحلية واستقطاب المزيد من ذوي المهارات من حول العالم، وإنشاء قاعدة متوازنة من مطوّري الألعاب الإلكترونية في أبوظبي ودعم استوديوهات تطوير هذه الألعاب على المستوى المحلي، وتعزيز الارتباط بمجموعات الرياضات والألعاب الإلكترونية في أنحاء العالم كافة». وأشار معاليه إلى التقدّم الذي تم إحرازه لغاية اليوم على صعيد كلّ من الركائز الثلاث الأساسية لنهجنا المتكامل.
تنمية المواهب
وشدد معاليه أن تنمية المواهب المحلية وتعزيز قدراتها تعد من أولوياتنا القصوى اليوم، إذ إنّنا نُحرز تقدّماً ملحوظاً بخطى ثابتة في هذا الإطار، موضحاً أن الخطوة الأولى التي بادرنا إلى اتخاذها تمثلت في إبرام شراكة مثمرة لأكثر من عقد مع شركة «يونيتي تكنولوجيز»، للارتقاء بمهارات وقدرات القوى العاملة على المستوى المحلي.
وأضاف «بصفتها من الشركات الرائدة في القطاع، تسهم شركة (يونيتي) القائمة في سان فرانسيسكو من خلال مقرّها الإقليمي في أبوظبي ضمن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في تشغيل 80% من الألعاب المثبتة على الهواتف المحمولة في العالم».
وأكد معاليه أنّ تلقّي التدريب اللازم من خلال شركة «يونيتي» يسهم بشكل ملحوظ في تعزيز فرص الحصول على وظائف والاحتفاظ بالمواهب الشابة في أبوظبي وتمكينها من إطلاق مسيرتها المهنية بنجاح.
قاعدة كبرى
قال معاليه «تنجح فعاليات الرياضات الإلكترونية في جذب قاعدة كبرى من الهواة والمحترفين وضمان أعلى نسبة متابعة على مستوى العالم، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى تخطّي هذه النسبة 540 مليون شخص حول العالم».

 أمّا على المستوى المحلي، فأشار المبارك «تسهم هذه الفعاليات الكبرى في استقطاب قاعدة واسعة من اللاعبين وتسهيل التواصل في ما بينهم، بما يسهم بالتالي في توفير الركائز الأساسية لنجاح المزيد من الفعاليات المشابهة على غرار (جيمينج فور جود) ومهرجان ياس للألعاب الإلكترونية».
وقال معاليه، «يوماً بعد يومٍ، تنجح فرق الرياضات الإلكترونية القائمة في أبوظبي في ترك بصمة ملحوظة على الساحة العالمية».
وقال «نشهد أيضاً ازدياداً في عدد أكاديميات الرياضات الإلكترونية عبر الإمارة بهدف إبراز المواهب المحلية الصاعدة على ساحة الألعاب التنافسية».
وشدد معاليه «تواصل أبوظبي اليوم استقطاب المزيد من فرق الألعاب الإلكترونية، بفضل مبادراتها الوطنية الرائدة مثل (أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية)، إضافة إلى ترسيخ مكانتها لتصبح وجهة إقليمية رائدة للرياضات الإلكترونية، بما يسهم بدوره في تعزيز قدرتها التنافسية في ظلّ توجّه الفرق العالمية نحو تدريب اللاعبين المحليين وتنمية قاعدتها الجماهيرية من خلال بطولات تلقي الضوء على أبرز الوجهات المحلية».
وقال معاليه «إن رؤية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي تتمثل في تعزيز دور مبادرة «أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية» على الساحة العالمية، وإننا نؤمن بأهمية سرد المزيد من القصص التي تعكس إرث منطقتنا الغني من خلال الألعاب الإلكترونية».
وقال «نثق تماماً بأننا سنشهد خلال السنوات القليلة المقبلة المزيد من قصص النجاح المحلية على صعيد تطوير الألعاب الإلكترونية. ونلمس مثل هذه الإمكانات الواعدة من خلال شركات محلية ناشئة».
وشدد معاليه على الدور الكبير الذي يؤديه الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي اليوم في تطوير الألعاب الإلكترونية بشكل ملحوظ.
وأكد معاليه أن تطوير الألعاب الإلكترونية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي سيصبح من المهارات الضرورية التي سيزداد الطلب عليها بشكل ملحوظ مع مرور الوقت، لافتاً إلى حرص أبوظبي على تسخير القدرات الإبداعية وجذب المواهب، لإنشاء منظومة عالمية رائدة للرياضات والألعاب الإلكترونية بالإمارة.


مكانـــة رائــــدة

أضاف معاليه: تواصل أبوظبي بفضل مكانتها الرائدة وإمكاناتها العالية جذب مثل هذه الشركات والمؤسسات، على غرار شركات «ماي.جيمز» و«سبيرا سوفت» و«نينجاز إن بيجاماز»، لافتتاح مقرّات لها في الإمارة.  وبين «وفي العام الماضي، أبرمت مجموعة NIP الرائدة في مجال الرياضات الإلكترونية اتفاقية دعم الألعاب لمدة خمس سنوات مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بهدف تعزيز حضورها في المنطقة».
وأكد معاليه، أن للمبادرات الوطنية الرائدة على غرار مبادرة «أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية» دوراً محورياً في دفع عجلة النمو ضمن هذا القطاع وتعزيز التواصل بين اللاعبين على المستوى المحلي؛ وتسهم هذه المبادرة من خلال برامج التدريب التي توفرها للطلاب في ربطهم بالشركات وتسهيل عمليات التوظيف لمؤسسي الشركات القادرين على إجراء أكثر من مقابلة في أمسية واحدة».
وقال معاليه، «رغم قدرة الابتكار على تحقيق نتائج كبيرة، يتعيّن علينا اتخاذ إجراءات فعّالة لضمان الاستفادة القصوى من إمكاناته، وهنا يبرز دور مبادرة (أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية) في اتخاذ الإجراءات اللازمة لنمو قطاع الألعاب الإلكترونية».

مقالات مشابهة

  • 50 مؤسسة تشارك في معرض الإمارات للمدارس والحضانات
  • تحت مظلة التحالف الوطني.. «راعي مصر» تشارك في قافلة «إيد واحدة» بشمال سيناء
  • الجود الخيرية تشارك في قافلة "إيد واحدة" الشاملة رقم 1 بشمال سيناء
  • ظفار يدعم صفوفه بالمحترفين .. ويستعد لمواجهة مسقط
  • رئيس دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي لـ« الاتحاد»: قطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية قاطرة اقتصاد المعرفة
  • الاحتفال بافتتاح مركز الحلانيات الصحي بمحافظة ظفار
  • بالصور.. افتتاح مركز الحلانيات الصحي بمحافظة ظفار
  • إقبال واسع على فعاليات "مهرجان سناو مقصدنا"
  • 25 ألف شركـة صغيرة ومتوسطة أسسها شباب الإمارات في 2024
  • "التراث والسياحة" تواصل خطط الترويج لتعزيز الحضور في الأسواق العالية