حافظ السوريون على بلادهم طوبة طوبة
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
محمود عثمان رزق
المعارضة السورية لم تغير النظام فقط وانما غيرت شعوب المنطقة وانظمتها جميعا.
والشعب السوري من جهته ضرب للناس مثلاً في الرقي والحضارة والانسانية.
وفي الحقيقة هذا الشعب يتميز بعدة صفات تجعله على قمة هرم الشعوب المتحضرة.
هو شعب صبور على الأذى يقدم الكلمة الطيبة والجميلة في حديثه، ويبتسم عندما يتحدث، وحديثه مختصر ولكنه جامع وشامل، ولسانه يحذر الخطأ في الكلام حتى لا يجرح احدا او يقود كلامه لفتنة.
وحتى الحكومة البعثية المنهارة كانت راقية في هروبها وفرارها، ونقول هذا لنكون منصفين للخصم.
فحكومة البعث لم تصر على حرب خاسرة، ولم تدمر المؤسسات التي بنتها من اموال الشعب ولم توغل في الدماء انتقاما من المعارضة.
وفي الحقيقة سرني موقف رئيس الوزراء الذي لزم بيته، ورفض الفرار لدولة اجنبية او عربية بالرغم من أن الرئيس الاسد قد هرب، وابدى استعداده لتسليم الملفات لخلفه في المنصب بصورة سلمية متحضرة وهو باق في وطنه.
اذن يمكننا ان نقول إن كل سوريا بلد متحضر، معارضته وحكومته وشعبه كلهم سواء في السلوك الحضاري بدرجات متفاوتة.
وللأسف قد شذّ منهم البعث لفترة من الزمن وكان عنيفا متجبرا، الا انه في لحظة موته مات مسالما ومستسلما بعد ان عرف مكانته في قلوب هذا الشعب العظيم المتحضر الذي أجبره للسير في نفس الخط وهو مهزوم ذليل، فاستسلم بصورة حضارية لا تليق بتاريخه الدموي، ولكنها تليق بشعبه العظيم.
ولو قارنا هذا السلوك بما جرى ويجري في السودان الآن، لدسسنا وجوهنا في التراب خجلا.!
وقد صدق الصحفي الفلسطيني المناضل عبد الباري عطوان عندما قال: " إن اوسخ المعارضات السياسية في الوطن العربي توجد في العراق والسودان".
ولكي تستوعبوا كلام عبد الباري قارنوا بين هذه المواقف الحضارية لجبهة سورية ثورية مع مواقف الكتلة الثورية السودانية التي يقود رسنها اليسار بواجهته المختلفة.
انظروا كيف صفقت قوى الثورة بحرارة لذلك السياسي اليساري المتطرف الذي قال:
" البلد دا حا نفرتقوا طوبة طوبة ونبنيهو تاني"
وبالفعل قد تمت فرتقته طوبة طوبة، واصبح بنيانه حلما يحتاج لجهد عظيم وسنين طويلة وأموال كثيرة، وأصلا لم تكن هناك حاجة لهذا كله لو كانت المعارضة عاقلة والشعب متحضر اذا كانت الحكومة مجنونة.
وقم عزيزي القاريء بارجاع شريط الذكريات قليلا وسوف ترى الجيوش الشبابية الثورية وهي تصرخ وتسب وتلعن وتصيح وتترس الشوارع وتحطم المؤسسات العامة والخاصة، وهناك جزء آخر من الشعب يستغل الظروف فيسرق وينهب ويقتل ويهدد.
هذا هو الفرق بين الشعب المتحضر الذي يعيش الحضارة فعلا وقولا مستندا على ماض تليد، وبين الشعب الذي فقد الحضارة ويتكيء على ذكريات من ماض سحيق.
قوموا لسودانكم لتبنوه طوبة طوبة يرحمكم الله، وإياكم للرجوع لفرتقته مرة أخرى فلن تسلم الجرٓة في كل مرة!
التحية للشعب السوري في انتصاره المتحضر، والتحية للشعب السوداني المنكوب بسبب ساسته ومعارضته ومثقفيه وعوامل أخرى كثيرة..
والعشم والرجاء في الله لن ينقطع باذنه وفضله وعونه
mahmoudrizig3@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: طوبة طوبة
إقرأ أيضاً:
المومني: 37 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم من الأردن طواعية
أكد وزير الاتصال الحكومي، الناطق باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني، أن 37 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن طوعيا إلى بلادهم.
ووفق تصريحات الوزير الأردني، بدأ اللاجئون السوريون بالعودة من الأردن إلى بلادهم بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وتولي الرئيس الجديد أحمد الشرع.
وقال المومني ، خلال مؤتمر صحفي من المفرق، اليوم الثلاثاء، إن الأوضاع في سوريا الشقيقة اختلفت اليوم، والأردن يأمل رؤية المزيد من العودة الطوعية للاجئين السوريين.
وبدوره، قال وزير الداخلية مازن الفراية، إن 34960 لاجئا سوريا غادروا المملكة طوعا إلى سوريا منهم 4840 من المخيمات.
يذكر أن عدد السوريين الذين عبروا الحدود البرية الأردنية السورية منذ تاريخ السابع من ديسمبر 2024 حتى مطلع فبراير الحالي بلغ 102 ألف سوري، أغلبهم من السوريين الذين يقيمون خارج الأردن.