سودانايل:
2025-01-11@08:21:58 GMT

سابا الجنجويدية؟ ٢: يا يا سر يوسف ياخ حقو تخجل

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

محمود المعتصم - مدونة ظَلام

لقراءة المقال على المدونة https://www.zalam-blog.com/p/1c7
أو يمكنك الحصول على الروابط في نهاية المقال
للجزء الأول من المقال (١)
ياسر "الخازوق":
في تعليق لياسر يوسف الامين في ١٢ يونيو ٢٠١٩، على بوست لشذى المهدي (٢)، جاء ياسر يوسف على ذكر من سماهم "الجنجويد"، بالآتي:
"الجنجويد خازوق السودان الأكبر، وحله مصلحة وطنية عظمى، لكن النقاش حقو يكون حول السبيل إلى ذلك، وتكلفة عمل ذلك، وإمكانية عمل ذلك.

..وحيكون في موت ولا لا؟ وقدر شنو؟ وحياخد كم؟"
هذه النظرة للجنجويد كانت معروفة في اوساط النخبة ال(قحت/تقدمية) التي لياسر يوسف علاقات معها، في مجملها غير رسمية حاليا فيما يظهر، لكنها مبنية على فترة سابقة كان فيها ياسر، حسب علمي، جزءا من جيل من القيادات الشابة لقوى المعارضة في جامعة الخرطوم.
إلا أن تحولا ما، قد طرأ على الخطاب العام لياسر يوسف الفرد، مماثل، للتحول الذي طرأ على المنظمة التي يقودها ياسر لدورتين (كل دورة عامين) منذ ٢٠٢٢، وهي تجمع الأطباء السودانيين في الولايات المتحدة (سابا). ف "خازوق السودان الاكبر" أصبح مما يكتب عنه ياسر يوسف نادرا، إن حدث، على صفحته في الفيسبوك، في أثناء تحرك الخازوق على الارض منذ البداية كتهديد وجودي للامن القومي، إلى أن تحول الخازوق بمرور الوقت لما نحن بصدده الآن من تكتيكات الابادة الجماعية لأقوام وشعوب سودانية بأكملها. ويمكن القول أن ياسر ليس كاتبا غزير الانتاج (كما يتضح من مقالاته الثلاث فقط في مجلة العربي الجديد وقلة وجوده على صفحات مواقع الكتاب السودانيين المعروفة في الانترنت). إلا أن موقف ياسر الغريب من "الخازوق" ظهر جليا في نمط أدارته لمؤسسة كانت سابقا نبراسا للخطاب السوداني المدني ضد الانتهاكات وضد الجنجويد تحديدا. فما الذي حدث؟
في بدايات الحرب. عندما بدأ الرئيس السابق ل(سابا) محمد نقد، و معه نفر أخرون منهم كاتب المقال، بالضغط على المكتب التنفيذي لآخذ موقف واضح في الحرب ضد الجنجويد باعتبارهم تهديدا وجوديا لنا كسودانيين (ثبت لاحقا، عبر التسجيلات، التي تولى عناصر الدعم السريع أنفسهم تسجيل أغلبها، وعبر تقارير الامم المتحدة، وعبر صور الاقمار الصناعية، صحة توقعنا ودعوانا)؛ في خلال تلك النقاشات في أول الحرب، وقف ياسر يوسف في صف النقابة التمهيدية وبياناتها المحايدة. بأعتبار أن الوضع كان خطرا على الكادر الصحي. (لا يفسر ذلك بأي صورة من الصور موقف سابا المتواري بصورة كاملة، لكنني شخصيا صدقت تخوف ياسر النبيل على سلامة زملائه الأطباء)، بعدها بدأ ياسر يوسف في قيادة (سابا) بصورة واضحة نحو التركيز على الانساني حصريا. الأمر المفهوم جزئيا إذا نظرنا للأثار الانسانية بالغة الضرر على الشعب السوداني وأن تخفيفها هو عمل نبيل بالطبع.
إلا أن أستمرار "الخازوق" في توسيع دائرة كارثته وأحداث تهجير المساليت ثم القتل على الهوية في دارفور والجزيرة وحرق القرى وتهجير الاهالي بالكلية، استمرت في وضع علامة استفهام على فكرة (التفرغ للعمل الانساني) التي أصبحت مثل "التبرير" أكثر منها سببا.
ما الذي كان يمكن فعله؟
في الازمة كان يمكن لياسر يوسف منذ البداية تقديم تصور هجين لعمل (سابا) مثلما كانت المنظمة تفعل دائما. فالتركيز على مسألة الانتهاكات والوقوف ضد الجينوسايد كان يمكن أن يحدث مترافقا مع عملية توسيع العمل الانساني. بحيث لا يكبل أحدهما الاخر. لأنه ليس من المعقول لمنظمة سودانية (ليست مثل منظمات الاغاثة الاجنبية) أن تقول بأنها تسكت عن ابادة السودانيين جماعيا لانها تسعى لإغاثتهم!
ثم كان يمكن لياسر يوسف، حال أحسّ أن وضع فريق (سابا) على الأرض صار عائقا أمام قيام (سابا) بمهامها كمنظمة معنية بحقوق الانسان وأدانة الإنتهاكات وفضحها، كان بإمكانه أن يقوم بنقل هذه الحقيقة بلا مواربة وبصراحة للعضوية وللرأي العام بين الأطباء في المهاجر بحيث إما تقوم (سابا) بإنشاء قسم آخر أو تنشأ منظمة أخرى بالكلية بحيث لا تتعارض المهمتان. وهذا لم يحدث.
كل ذلك في أطار من الإنقسام، يقف فيه طرف بصورة واضحة في صف التصور القحت/تقدمي: علينا أن نعمل على أبقاء المجتمع المدني على الحياد في هذه الحرب. الأمر الذي سيكون دائما، للأسف، دليلا على أن ياسر يوسف في نهاية المطاف، قد وقع تحت تأثير هذا التيار. وبالتالي أبتلع كلامه عن "الخازوق" في وقت الحارة متقيا بذلك أن يكون على الجانب الخاطيء من التاريخ حسب تصور الكوادر القحت/تقدمية.
وجاء، بصورة محزنة، في هذا السياق، استعمال منجز (سابا) الانساني كنوع من الابتزاز العاطفي لاسكات راي المخالفين. ولم يكن خلق هذا التعارض (العمل الانسان في مقابل السكوت عن الانتهاكات وتقليل الدور الحقوقي لسابا)، لم يكن خلقه ضروريا البتة.
لماذا لا يريد ياسر يوسف الوقوف ضد تيار قحت/تقدم، أو بالأصح يريد أن يظهر لخادم مطيع له، وهم يتحالفون عمليا مع من يراه ياسر "خازوقا" على السودان؟
في هذا الفيديو (٣) أجابة على السؤال (فيديو يوضح وجود ياسر معية رموز قحت/تقدمية مثل نور الدين ساتي أخرى، مشاركا في مؤتمر باريس في ابريل ٢٠٢٤).
للنخبة السياسية، ومؤسساتها، قوة رمزية: فمثل الدعوة التي تلقاها ياسر يوسف، الظاهر في الفيديو أعلاه، مدعوا للمشاركة في مؤتمر باريس في أبريل ٢٠٢٤ حول السودان. المؤتمر الذي أعتبرته حكومة السودان عملا دبلوماسيا ضدها (٤)، وهي في حالة حرب وجودية ضد مجموعة أرهابية؛ مثل هذه الدعوة لتكون عضوا في الطبقة السياسية ذات النفوذ هو مما يتم سحبه منك حالما شققت عصا الطاعة.
فلهذه الطبقة السياسية قدرة على محاصرة وتشويه سمعة أناس مثل العلامة البروفيسور عبد الله علي ابراهيم، والروائي الجزل الطيب صالح، بدعوى أنهم كيزان، و (مؤخرا كاتب حاذق بالسودان مثل كاميرون هادسون)، دعك من شخص بلا رصيد رمزي تقريبا مثل ياسر يوسف الامين.
وإذا لاحظت أنتقال هذه الطبقة السياسية من تبجيل الرئيس السابق لسابا دكتور محمد نقد (كان قد ألتقى في لقاء معروف برئيس الوزراء وقتها عبد الله حمدوك) لتجاهله وتبخيس مساهمته، بل وسعي ممثليها في (سابا) لمقاضاته، سترى أن وسائل السيطرة والتأديب الرمزية، التي تعمل بها أي مؤسسة سياسية (خاصة من كان منها حاكما قبل فترة قصيرة مثل قحت/تقدم)، سترى أن وسائل السيطرة والتأديب الرمزية ربما قد فعلت فعلها في ياسر يوسف حتى بلع كلامه عن الخازوق بلعا خجلت له شخصيا وأحزنني. فياسر يوسف في النهاية صديق تزاملت معه في (سابا) في لحظة ديسمبر، التقاءا على محبة الوطن. وكفى.
أخجل يا ياسر يوسف:
في الأثناء التي يرفع فيها ياسر يوسف قميص عثمان الانساني، والمنجزات الأنسانية لسابا في وجوهنا. (أكرر: لا تعارض، بين العمل الانساني والعمل الوطني العام، مثلما يحاول ياسر وتياره ايهامنا). في أثناء تدثر ياسر مختبئا من الخازوق بالإنسانوية. ستجد الخبر التالي (٥) أو تقرأ على صفحة كاميرون هادسون (٦):
House Republican John James, Chair of the Africa Subcommittee, introduced his resolution calling on the Congress to declare the acts of the RSF in the ongoing war as genocide and calling on the current and future Administrations to do more to prevent it. Very powerful.
ففي أثناء سكوت منظمات سودانية مثل (سابا)، عن الجينوسايد، إلا لماما (كأنهم مجرد مراقبون لا يعنيهم الأمر)، تولى النائب من ولاية ميشيغن المسألة وتراه يتساءل في الفيديو عن صمت البعض. تماما كما نتساءل في هذا المقال عن صمت ياسر يوسف.
عندما يكتب تاريخ هذه الفترة. سيتساءل أبناؤنا وأحفادنا عن ما الذي منع نفر من الأطباء ومنظمة كانت تعمل دائما من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان من الجهر بالنداء والحديث والحشد ضد الجينوسايد. و ستكون الأجابة هي ما قاله دكتور نقد وأزعج ياسر يوسف ومكتبه التنفيذي حد التهديد بالتقاضي: لقد تبعوا قحت/تقدم حذو الحافر بالحافر. وأقول تبعوهم حتى دخلوا وراءهم جحر الضب.
كان أكرم لك الاستقالة:
وضحت في مقالي السابق، أن عضوية (سابا)، بأغلبيتها هي مع أستمرار (سابا) في تتبع المسار الذي رسمته قحت/تقدم (لا للحرب، الحرب بين جنرالين ألخ). وبأغلبية ساحقة. ويمكن لياسر يوسف أن يتعذر لاحقا بذلك. لكنني وجب أن أقول بأنه حال التواجد على رأس منظمة على درجة من البؤس في وعيها العام، بحيث سكتت منهجيا، أبان أحداث أبادة جماعية في بلدها، في هذه الحال فإنه أكرم لمثل ياسر يوسف الاستقالة إن كان صادقا في كلامه في الأعلى عن "الخازوق". لكن على العكس من ذلك تشبث ياسر بالرئاسة وعلى نفس النهج حتتى جددها في دورة ثانية.
على صعيد آخر، وجب القول في النهاية أنه هنالك في السودان، كما هو واضح، خوازيق أخرى، و(سابا) ليست أخرها. وهذا باب وجب فيه الفتح لا المواربة: على الفاعلين الثقافيين والاجتماعيين والسياسيين في الخارج الاستفاقة من غيبوبة انتظار نخب متعلمة منفصلة عن الواقع مثل أطباء (سابا) وأعادة ترتيب صفوفهم بصورة تلامس مستوى الأزمة.
أذكر أنه في بدايات احتدام الحوار في (سابا) حول الحرب. طلبت منا أحدى الزميلات أن نهدأ ولا نقسوا على بعضنا البعض بالكلمة. وتوسلت في مسعاها لعبارة سائرة بين النخبة ذات التعليم الفائق مثل أطباء سابا: أنتو يا جماعة La Creme De la Creme. أي نخبة النخبة. ولم أعلق عليها فكان امامنا أمر شائك. لكن في سري قلت: أذا بتقصدي البناقش فيهم ديل هم نخبة النخبة، فسجمنا. نخبة النخبة في السودان هم أمثال الشهيد دكتور بابكر عبد الحميد والشهيد وليد وغيرهم من صناع السودان الأمل. أما أنتم فالذي لا يدري ولا يدري أنه لا يدري.
ما كان تخليهم يعملوا فيك كدا يا ياسر. شلت وش القباحة. حرفيا.

الروابط:
١.

https://sudanile.com/%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d8%ac%d9%88%d9%8a%d8%af%d9%8a%d8%a9%d8%9f-%d9%86%d9%85%d9%88%d8%b0%d8%ac-%d9%84%d9%81%d9%87%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7/

٢.

https://www.facebook.com/share/p/14sCufTHTxt/

٣.

https://www.facebook.com/100004655959495/videos/1079915979745368

٤.

https://www.aljazeera.net/news/2024/4/15/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B6%D9%8A%D9%81-%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%A7-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A7-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86

٥.

https://www.theafricareport.com/369045/us-congress-denounces-rsf-genocide-in-sudan/

٦.

https://x.com/_hudsonc/status/1859475226301514163

محمود المعتصم

mahmoud.elmutasim@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: یاسر یوسف فی کان یمکن قحت تقدم

إقرأ أيضاً:

الضرائب: بدء الإلزام بالمرحلة السادسة لمنظومة الإيصال الإلكتروني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، بدء الإلزام بالمرحلة الفرعية الثانية من المرحلة الرئيسية السادسة لمنظومة الإيصال الإلكتروني اعتبارًا من 15 يناير الجاري، حيث يتعين على الممولين والمكلفين الوارد أسماؤهم بالقائمة المرفقة بالقرار رقم (455) لسنة 2024، الالتزام بإصدار فواتير ضريبية إلكترونية (إيصالات ضريبية إلكترونية) على بيئة التشغيل الفعلي عن السلع والخدمات المقدمة للمستهلك النهائي، مضيفة أنه يجب أيضًا على هؤلاء الممولين التسجيل على البوابة الإلكترونية الخاصة ببرنامج التحفيز (فاتورتك – حمايتك وجايزتك) بدءًا من التاريخ نفسه.

وأشارت إلى أن منظومة الإيصال الإلكتروني تهدف إلى إنشاء نظام مركزي إلكتروني يمكِّن مصلحة الضرائب المصرية من متابعة جميع التعاملات التجارية، بما يضمن التكامل الإلكتروني مع أنظمة الحسابات وأجهزة نقاط البيع (POS) لدى التجار ومقدمي الخدمات، على نحو يعزز تحقيق من العدالة الضريبية ويوفر الحماية للممول ويضمن حقوق المستهلك النهائي.

ويمكن الاستعلام عن الممولين الملزمين بالقرار من خلال الرابط: 
https://www.eta.gov.eg/ar/ereceipt-inquiry.

ولمعرفة كافة المعلومات والإرشادات للتعامل مع المنظومة من خلال الرابط: https://www.eta.gov.eg/ar/content/e-receipt-services

وللاستفسارات من خلال مركز الاتصالات المتكامل على الخط الساخن 16395.

مقالات مشابهة

  • دموع الأسر النازحة في لوس أنجلوس بعد كارثة الحرائق .. فيديو
  • هل يهتز الاقتصاد العالمي مع وصول ترامب للبيت الأبيض؟
  • حرائق كاليفورنيا.. انقطاع كهرباء عن 400 ألف منزل
  • «التعليم العالي» تغلق منشأة غير مرخصة في الإسكندرية
  • مخاوف من طوفان أقصى جديد في الضفة.. وجيش الاحتلال ينفذ عمليات مكثفة
  • ياسر المالكي: التقدير للعيون الساهرة من رجال ونساء شرطتنا الوطنية
  • الضرائب: بدء الإلزام بالمرحلة السادسة لمنظومة الإيصال الإلكتروني
  • يوسف سلامه: غدًا يوم آخر
  • النائب ياسر الهضيبي: إطلاق تطبيق "بالشفا" يساهم في توسيع نطاق صيدليات الإسعاف
  • أحمد ياسر يكتب: هل تعود إيران إلى سوريا؟