أسرار غامضة وراء أغرب علم وطني في العالم
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما هو العلم الوطني الوحيد في العالم الذي لا يتخذ شكل مستطيل أو مربع؟
تكمن الإجابة بعلم نيبال. وبعيدًا عن حقيقة شكله غير المعتاد، فإن علم نيبال يشكل لغزًا إلى حد ما.
ويمثل العلم حركة السماوات، وبناء الأمة الحديثة، والتراث البوذي والهندوسي، والفخر الآسيوي، والمناورات السياسية، أو مزيجًا من كل ذلك.
ويمكن بسهولة التعرّف إلى العلم، إذ يتألف من مثلثين بساقين متساويين يتخذان اللون القرمزي، وزُينا بحدود زرقاء داكنة، وشكلين أبيضين يمثلان الشمس (في النصف السفلي) والقمر (في النصف العلوي).
ويقول سانجوج روباخيتي، وهو أستاذ التاريخ في كلية الصليب المقدس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، وأحد مواطني نيبال إن "هذا الشكل الخاص، ليس فريدًا من نوعه في نيبال. بل له تاريخ طويل وعميق في جنوب آسيا وشبه القارة الهندية".
وأضاف روباخيتي:"لقد تعلّمنا في المدرسة أن الشمس والقمر يمثلان أبدية الأمة، وأن المثلثات تمثل الجبال (الهيمالايا) التي تشتهر بها نيبال. وبصفتي مؤرخًا، أعتقد أن التفسير الأفضل والأكثر إقناعًا هو رؤية هذه الرموز على أنها تمثل تلك السلالات الأسطورية القديمة والمشهورة التي غالبًا ما كانت النخب الحاكمة في المنطقة تربط أنسابها بها".
ويعتقد بعض الأشخاص أن اللون الأحمر يرمز إلى الزهرة الوطنية في نيبال، وهي زهرة "الرودودندرون"، بينما يقول آخرون إنه يرمز إلى الحرب والشجاعة.
وسارع روباخيتي إلى الإشارة إلى أن علماء التاريخ النيباليين ليسوا متأكدين تمامًا من القصة الكاملة وراء تصميم العلم الوطني.
نسج التاريختأتي إحدى أقدم صور العلم من رسومات هنري أمبروز أولدفيلد، وهو طبيب وفنان بريطاني عاش في نيبال خلال منتصف القرن التاسع عشر.
وتحدث الصحفي والكاتب الإنجليزي بيرسيفال لاندون كذلك عن علم مزدوج في كتابه "نيبال"، الذي نُشر عام 1928.
ورغم أن صورة لاندون للعلم كانت باللونين الأبيض والأسود، إلا أنه أضاف ملاحظة توضيحية تشير إلى أن حدود العلم كانت خضراء وليست زرقاء.
وتُظهر النسخ السابقة للعلم، بما في ذلك تلك التي رسمها لاندون، الشمس والقمر بوجوه بشرية.
وقبل تأسيس الديمقراطية في نيبال، في بداية عام 1990 ثم مرة أخرى في عام 2008، كان من المحظور على غالبية النيباليين العاديين رفع الأعلام في منازلهم.
يوضح روباخيتي: "كانت الأعلام الوطنية تُرفع فقط ويمكن عرضها فقط في الأماكن الحكومية. كانت هناك بالتأكيد إرشادات صارمة للغاية، ليس فقط بشأن الشكل والحجم، ولكن أيضًا حول متى وكيف ومن يمكنه رفع العلم. لكن ذلك بدأ يتغير تدريجيًا مع إتاحة التجربة الديمقراطية. والآن أصبح العلم موجودًا في كل مكان".
ويعد علم نيبال واحدا من أكثر الأعلام شعبية بين محبي الأعلام الذين يطلقون على أنفسهم اسم "المهووسين بالأعلام" أو "علماء الأعلام" (vexillologists).
ويقول تيد كاي، وهو سكرتير الجمعية الأمريكية الشمالية لعِلم الأعلام، إن تاريخ العَلم وشكله يجعلان منه موضوعًا شائعًا للنقاش.
ويضيف كاي: "الخرائط والأعلام تمتلك تداخلًا ثقافيًا وجغرافيًا مثيرًا للاهتمام. بينما خضعت بقية آسيا للرؤية الاستعمارية التي ترى أن العلم يجب أن يكون مستطيلًا، تُعد نيبال استثناءً مميزًا مرتبطًا بتاريخ أعلام آسيا."
وقد ينجذب عشاق المعلومات العامة إلى علم نيبال بسبب شكله غير الرباعي. ولكن العلم أيضًا يُدرّس من قِبل علماء الرياضيات.
في عام 1962، طلب الملك مهندرا من عالم رياضيات وضع مواصفات دقيقة لحجم وشكل علم نيبال بهدف توحيد العلم. وتم تضمين هذه المواصفات في دستور نيبال.
ومن بين تلك القواعد: يجب أن تحتوي الشمس على 12 شعاعًا، ويجب أن يكون كل من الشمس والقمر باللون الأبيض، كما تم تحديد لون الإطار ليكون "أزرق داكن".
كما أن الشكل غير المعتاد لعلم نيبال أصبح تحديًا في الفعاليات الدولية. ورغم أن بعض منظمي الألعاب الأولمبية في السابق حاولوا توحيد علم نيبال بوضعه على خلفية بيضاء مستطيلة، إلا أن اللجنة الأولمبية الدولية قررت أن يبقى علم نيبال بشكله الأصلي.
نيبالنشر الاثنين، 09 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
«التحديات الإقليمية تتطلب اصطفافًا وطنيًا قويًا»
ستظل الوحدة الوطنية والتكاتف الشعبى هى السبيل الأمثل لضمان أمن واستقرار أى دولة، فالتلاحم والتكاتف بين جميع أفراد المجتمع، بغض النظر عن انتماءاتهم المختلفة، حول قضايا الوطن المصيرية، واتفاق جميع أفراد المجتمع على الأهداف الوطنية الكبرى، وتضافر جهود المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع المدنى، والاصطفاف الشعبى خلف القيادة السياسية والقرارات الوطنية فى الظروف الصعبة هى الضمانة المثلى للاستقرار.
ولعل المتابع لما يجرى فى منطقتنا العربية يجد أن الأحداث تتصاعد سريعًا، وتزداد توترًا، لتجعل هذه التطورات السريعة مليئة بالتحديات، حيث تعانى بعض الشعوب العربية وعلى رأسها ليبيا والسودان واليمن وسوريا مجددًا، تحولات وتطورات متسارعة، من بينها انتشار الصراعات المسلحة، والأزمات السياسية والاقتصادية، والانقسامات الاجتماعية، مما يؤدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية وتدمير البنية التحتية، وتهديد الأمن والاستقرار ليس فقط داخل حدود هذه الدولة، وإنما تمتد لتشمل المنطقة بأكملها.
هذا التدهور الكبير يؤثر على أوضاع الشعوب، ويختلق أزمات إنسانية كبرى، وذلك إثر تدمير المستشفيات والمدارس والبنية التحتية، مما يؤثر على حياة المواطنين اليومية ويجعلهم عرضة للأمراض والمجاعة وحتى الموت، كما تسود حالات الفوضى وغياب الأمن وانتشار كافة أشكال الجرائم من خطف للنساء والأطفال وقتل الشباب جميعها أعمال عنف تشكل تهديدًا مباشرًا على حياة المدنيين.
ولا يزيد التدخل الخارجى الأمور إلا تعقيدًا وتفاقمًا وتزايدًا فى الصراع، ويتسبب فى تقسيم المجتمع، مما يعيق جهود المصالحة الوطنية وإعادة بناء الدولة وتدهور المستوى المعيشى للمواطنين، الأمر الذى يستدعى ضرورة وحتمية أن تتحلى كافة الشعوب العربية بالوعى والوطنية للحد من فرص استغلالها وتحويلها إلى ساحة صراع كبيرة، ومنبعًا للإرهاب والتطرف.
والحقيقة أنه لولا وعى المصريين الكبير، ووطنيتهم التى لا مثيل لها، ووقوفهم خلف مؤسساتهم الوطنية لما كان لمصر أن تبقى قوية كهذا، تحاصرها النيران من كل جانب، وتشتعل الحدود اشتعالًا شديدًا، إلى أن الاصطفاف الوطنى الشعبى الذى صنع نسيجًا مجتمعيًا قويًا وفر لها القوة اللازمة لمواجهة التحديات والمخاطر والصراعات التى تحيط بها، وساهم فى تحقيق الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى للدولة المصرية، يمكنها من الحفاظ على هويتها الوطنية، وهو الدافع الذى زاد من تماسكها حتى الآن وسيظل بإذن الله، لتكمل طريقها فى تحقيق التنمية والاستقرار فى ظل قيادة وطنية رشيدة بزعامة الرئيس عبدالفتاح السيسى.