فضيلة الشيخ الدكتور علي
محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،

فضيلة الشيخ الدكتورعلي بن محمد الصلابي، الأمين العام للاتحاد،

الشيوخ الأفاضل أعضاء مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

السلام عليكم ورحمة الله. اما بعد...

لا شك انه قد بلغكم ماورد على لسان عضو الاتحاد المقيم في تركيا، عبد الحي يوسف، خلال استضافته من قِبل مركز مقاربات للتنمية السياسية مؤخرا، حيث كشف عبد الحي أن وفدا من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وذكر من الوفد اسم نائب رئيس الاتحاد “محمد الددو”، التقى بالحكومة التركية لحثها على الدعم والمساندة بالسلاح في الحرب ضد قوات الدعم السريع.

إلا أن الحكومة التركية، ممثلة في وزير خارجيتها، لم تستجب، ورفضت – بحسب قوله – بحجة أن مايجري في السودان فتنة وان بيع السلاح في الفتنة حرام ولأسباب اخري ذكرها تتعلق بشخصية البرهان، قائد الجيش السوداني، واصفة إياه بأنه “غير محترم” وكذاب “غير ملتزم بالعهود”. نحن كسودانيين/مسلمين لا يعنينا ما ذكر من أسباب تتعلق بشخصية البرهان، رغم انها فتنة بإفشاء أسرار المجالس ورغم تناقض ذلك مع الفتاوي التي ظل عبد الحي يوسف يصدرها ويلقيها، من على منبر مسجده في الخرطوم والمنابر الاعلامية الاخرى، بحرمة الخروج على الحاكم وحتى مناصحة الحاكم لاتكون الا سرا ، لكن الذي يهمنا ويعنينا هو محاولة وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين استجلاب السلاح لاحد طرفي الحرب وكلاهما مسلمين لزيادة نار الفتنة، وقد احسنت الحكومة التركية بوصف الحرب في السودان بانها فتنة بين مسلمين وهي كذلك، وذلك ممايثير الاستغراب والدهشة ويتناقض بصورة صارخة مع رسالة الاتحاد ومبادئه حسب مايعبر عنه في ادبياته المعلنة، خاصة الوثيقة التعريفية بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومبادئه ،التي لم يرد فيها ان من مهام الاتحاد الإتجار بالسلاح او السمسرة فيه او التوسط لجلبه للمتقاتلين، بل يتناقض ذلك تماما مع ماورد في الوثيقة المذكورة، حيث تنص على "أهمية تحقيق التعايش السلمي ونبذ العنف، ونشر ثقافة التسامح..." كما نصت على "توجيه النصح المتسم بالحكمة والرفق، والالتزام بمنهج الحوار والتعاون ..." كما تنص ذات الوثيقة على أن الاتحاد "وضع لنفسه محدداتٍ منهجيةً ومعالمَ يحافظ فيها على التوازن والموضوعية والمصداقية والاستقلالية فيما يصدر عنه، ويضمن قبوله مرجعيةً يعتمد عليها المسلمون في النوازل ..." فكيف يستقيم ذلك ووفده, حسب رواية عبد الحي يوسف، يسعى لجلب السلاح لاحد طرفي الحرب وكلاهما مسلمين؟ وكيف يتم قبوله كمرجعيةً يعتمد عليها المسلمون في

النوازل

؟ ومن المفارقات ايضا حسب نص الوثيقة ان الاتحاد يبرز نفسه كمظلة علمائية مرجعية جامعة للأمة دون إقصاء أو تمييز، متوازناً في علاقاته معها، داعياً إلى السّلم والوفاق، في تناقض بين بين القول والفعل ومن المبادئ التي تضمنتها وثيقة الاتحاد "الدعوة إلى إصلاح ذات البين، وحل النزاعات بالحسنى والاجتماع على كلمة سواء" وماورد على لسان عبد الحي يوسف بسعى وفد الاتحاد لجلب السلاح لاحد طرفي الحرب يعد مخالفة صريحة لهذا المبدأ الشرعي الأصيل والأدهى والأمر أن ماورد على لسان عبد الحي يوسف، يظهر الاتحاد وكأنه يتحدث بلسانين، حيث يسعى وفده سرا لجلب السلاح لاحد طرفي الحرب في الوقت الذي يدعو فيه الأمتين العربية والإسلامية للتحرك العاجل لإنقاذ السودان باعتباره واجب أخلاقي وديني، حسب ماصرح به الأمين العام للاتحاد الشيخ الدكتورعلي بن محمد الصلابي، بتاريخ 6 ربيع الأول 1446هــ الموافق: 9 سبتمبر 2024م، مستندًا في تصريحه إلى التوجيه القرآني الكريم: [وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]. (سورة الحجرات: 9-10). وهو التوصيف السليم لهذه الحرب الفتنة وكان ينبغي معالجتها بالاصلاح بين الطائفتين المتقاتلتين بالعدل والقسط وفقا لهذا التوجيه الرباني الكريم وليس بالإنحياز الي احد طرفي القتال بسعي وفد الاتحاد سرا لجلب السلاح لهذا الطرف او ذاك.

حفظ الله الجميع من الفتن ماظهر منها ومابطن.

والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل،،،

ولكم فائق الاحترام والتقدير،

المواطن السوداني المسلم/ إسماعيل حسين

٥ ديسمبر 2024م.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاتحاد العالمی لعلماء المسلمین عبد الحی یوسف فی الحرب

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يُعقّب على تعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني

عقّب الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، 29 إبريل 2025، على تعيين  حسين الشيخ ، نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، نائبًا لرئيس دولة فلسطين.

ورحّب الاتحاد الأوروبي في بيان بهذا القرار، مُعتبرا هذا التعيين بمثابة خطوة مهمة في عملية الإصلاح التي تنفذها السلطة الفلسطينية، إذ يأتي ذلك في لحظة حاسمة بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني.

وأكد أن السلطة الفلسطينية كانت ولا تزال شريكا أساسيا للاتحاد الأوروبي، كما تم التأكيد على ذلك خلال الحوار السياسي رفيع المستوى الأول بين الاتحاد الأوروبي وفلسطين الذي عُقد في 14 نيسان/إبريل 2025.

وشدد على أنه سيواصل دعم السلطة الفلسطينية لمساعدتها على تلبية احتياجاتها الأكثر إلحاحًا، وبناء قدراتها المؤسساتية، وتنفيذ أجندة الإصلاح الخاصة بها، وأنه سيبقى -بصفته جهة مانحة رئيسية للسلطة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني-، ملتزمًا بدعم جهود بناء الدولة الفلسطينية، في إطار السعي إلى حل تفاوضي على أساس الدولتين.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين وصول 6 أسرى محررين إلى تركيا بينهم نائل البرغوثي مجلس الأمن يعقد جلسة اليوم بشأن القضية الفلسطينية العفو الدولية: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة على مرأى العالم الأكثر قراءة داخلية غزة تصدر بياناً بشأن مكالمات ورسائل تصل هواتف المواطنين الكابينيت الإسرائيلي يناقش ملف غزة في ظل مقترح جديد هذه تفاصيله اغتيال قيادي بالجماعة الإسلامية في غارة إسرائيلية استهدفت مركبته جنوب بيروت صحة غزة: الاحتلال لا زال يمنع ادخال تطعيمات شلل الأطفال عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الجبلاية تهنئ الحسيني برئاسة الاتحاد الدولي للسلاح
  • اتحاد كرة القدم يهنئ الحسيني برئاسة الاتحاد الدولي للسلاح
  • حسين عموتة يرفض عرض تدريب منتخب العراق
  • عبد المنعم الحسيني رئيسًا للاتحاد الدولي للسلاح في انجاز تاريخي للرياضة المصرية
  • مشيرة إسماعيل تلقي كلمة مصر في احتفالية اليوم العالمي للرقص الشعبي
  • أحدث ظهور لـ مشيرة إسماعيل في اليوم العالمي للرقص الشعبي
  • «الشعبة البرلمانية الإماراتية» تشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي
  • الحرب و تداعياتها المتصاعدة
  • السوداني للسيسي: باب العراق مفتوح للاستثمارات المصرية
  • الاتحاد الأوروبي يُعقّب على تعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني