المسلة:
2025-01-11@09:57:02 GMT

سقوط الأسد: هل يغير الميزان المكوناتي في العراق؟

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

سقوط الأسد: هل يغير الميزان المكوناتي في العراق؟

9 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: شهدت الساحة العراقية جدلاً واسعاً حول التداعيات المحتملة لسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مع تباين واضح بين المواقف السياسية والطائفية للقوى المختلفة.

هذا الحدث المفترض أصبح محور النقاشات في الدواوين العشائرية، والاجتماعات السياسية، وحتى منصات التواصل الاجتماعي، حيث تتشابك الآراء بين التفاؤل الحذر والترقب القلق.

في بغداد، عقدت قيادات سنية اجتماعات مكثفة لمناقشة مستقبل المنطقة في حال تحقق السيناريو المفترض.

وقد أكد مصدر سني عراقي أن سقوط الأسد سيكون “بداية لمرحلة جديدة من التوازن الإقليمي”. وأضاف أن التغيير في سوريا يمكن أن يمنح القوى السنية في العراق دفعاً سياسياً، مما يعزز من موقعها في مواجهة النفوذ الشيعي، الذي تصفه بعض القيادات بأنه “متضخم على حساب الشراكة الوطنية”.

وتحدث شيخ عشيرة من الأنبار قائلاً: “ما يحدث هناك سينعكس علينا، نحن وسوريا جسد واحد، فإذا تحررت هناك أيدينا ستصبح أقوى هنا”.

من جهة أخرى، عبرت القوى الشيعية عن تحفظها إزاء هذه التحولات المتوقعة، مشيرة إلى أن سقوط النظام السوري لا يعني بالضرورة انتكاس المشروع الإيراني في المنطقة.

وقال مصدر ان : “التاريخ يعلمنا أن سقوط الأنظمة لا يغير الوقائع على الأرض بسرعة. العراق لن يعود إلى الوراء، وصندوق الاقتراع سيبقى الفيصل، وليس الأحلام الطائفية”.

على منصات التواصل الاجتماعي، تضاربت الآراء حول هذه التطورات. مغرد يدعى “أبو جاسم الأنصاري” كتب قائلاً: “نعم، سنة غرب العراق وشمال سوريا حالة واحدة، وسقوط الأسد يعني استقلال المنطقة من التبعية الإيرانية”.

وفي المقابل، رد عليه مستخدم آخر باسم “علي الهاشمي” قائلاً: “لا تبالغوا في التفاؤل، سقوط النظام هناك لا يعني انهيار نفوذ إيران هنا. نحن أذكى من أن نترك أنفسنا للفراغ”.

التغريدات لم تتوقف عند هذا الحد، بل عكست أيضاً رؤية بعض المراقبين للوضع في سوريا كجزء من إرث البعث المنتهي.

أحد النشطاء كتب: “سوريا الآن تعيش اللحظة التي عاشها العراق عام 2003. هذه نهاية مرحلة الديكتاتورية وبداية ما قد يكون ديمقراطية صعبة، لكنها حقيقية”.

وفي السياق نفسه، قال الباحث الاجتماعي حسام الكبيسي: “التحليل الاجتماعي يظهر أن الشعور بالظلم الجماعي لدى مكونات الأغلبية السنية في سوريا قد يغذي شعوراً مماثلاً في العراق. التغيير قد لا يكون فقط سياسياً، بل مجتمعياً أيضاً، حيث يمكن أن تتجدد مطالب المساواة والشراكة الفعلية في الحكم”.

لكن تحليلات حذرت من تبعات هذه النظرة، معتبرة أن الرهان على انهيار النفوذ الإيراني في المنطقة هو “رهان خاسر”.

وقال تحليل ان: “النفوذ لا يعتمد فقط على شخص أو نظام، بل هو جزء من شبكة علاقات وتحالفات أعمق، ولن تزول بزوال الأسد”.

وفيما تترقب القوى المختلفة ما ستؤول إليه الأمور، يبقى السؤال: هل سقوط نظام الأسد سيعيد رسم خارطة النفوذ الإقليمي؟ أم أنه سيكشف فقط عن تعقيداتها؟

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

أحمد ياسر يكتب: هل تعود إيران إلى سوريا؟

مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية في الجغرافيا السياسية المعقدة للشرق الأوسط ما بعد الأسد

انهار نظام الأمن الإيراني على جناحها الغربي.

لقد تراجع حضور إيران في الشرق الأوسط بشكل كبير مع سقوط بشار الأسد… والسؤال الآن هو، في ظل الظروف الحالية، هل من الممكن أن تعود إيران إلى سوريا؟

لقد انتهى حكم بشار الأسد  بعد أكثر من نصف قرن، وبدأ عصر جديد في سوريا، والأمر المهم بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو فقدان حليف قديم ومهم للغاية في العالم العربي.

لقد مدت حكومة البعث السورية يد الصداقة للحكومة الثورية الجديدة منذ بداية انتصار الثورة الإيرانية وكان العداء المشترك مع إسرائيل وإلى حد ما مع الولايات المتحدة، وعداء الجانبين لصدام حسين وحكومة البعث في العراق، من العوامل الرئيسية في الصداقة بين إيران وسوريا، والتي وصلت إلى مستوى التحالف الاستراتيجي.

في ثمانينيات القرن العشرين، سارعت سوريا إلى مساعدة النظام الثوري للجمهورية الإسلامية بقطع صادرات النفط العراقية عبر البحر الأبيض المتوسط وتزويد إيران بالأسلحة والذخيرة.

ورغم أن الحكومة البعثية  في سوريا كانت عدوة للجماعات الإسلامية، فإن هذا لم يمنعها من الاتحاد مع إيران الإسلامية الشيعية، كما لم تكن الطبيعة العلوية لحكام سوريا البعثيين خالية من التأثير في التحالف مع إيران الشيعية. ومنذ ثمانينيات القرن العشرين، توصل البلدان إلى إطار للتعاون ضد إسرائيل في لبنان.

كانت سوريا الطريق الرئيسي للمساعدات الإيرانية لحزب الله في لبنان، وكان انتصار حزب الله في طرد القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000 ثم إيقاف الجيش الإسرائيلي في حرب الـ 33 يومًا في عام 2006 أمرًا لا يمكن تصوره دون المساعدة السورية، وعندما تورط نظام الأسد في حرب أهلية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وما بعده، سارعت إيران إلى مساعدته وتمكنت من إنقاذ الأسد من الإطاحة به لمدة 14 عامًا على الأقل.

ولولا المساعدات الاقتصادية والعسكرية الإيرانية، وخاصة نشر قوات الدفاع عن الحرم الشريف، وبالطبع، لولا الدعم الروسي منذ عام 2015، لكان استمرار حكم الأسد مستحيلًا. ولكن الآن سقط نظام الأسد وحزب البعث في سوريا، وخسر العلويون مكانتهم السياسية والأمنية في البلاد.

ولم تخسر إيران حليفًا مهمًا فحسب، بل شهدت أيضًا صعود تيارات سياسية وعسكرية معادية بشدة للجمهورية الإسلامية، وهي معادية بشدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، سواء في النسخة القومية (مثل الجيش السوري الحر) أو النسخة الإسلامية (من تحرير الشام والجماعات الجهادية الأجنبية التابعة لها إلى جماعات الإخوان المسلمين مثل فيلق الشام). كما أصبحت سوريا الآن ملاذًا لبعض الحركات السنية المسلحة في إيران التي كانت قريبة إيديولوجيًا أو عملياتيًا من الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة.

وعلاوة على ذلك، انهار نظام الأمن الإيراني على جناحها الغربي…مع خسارة سوريا، خسرت إيران العديد من الفرص والقدرات الجيوسياسية:

أولًا، مسار مساعدة إيران لحزب الله؛ إن حزب الله، الذي شهد تدمير قدراته البشرية والعتادية بعد عام من الحرب المستمرة مع إسرائيل، سيواجه الآن مسارًا أكثر صعوبة لإعادة بناء قدراته البشرية والعسكرية.

ثانيًا، لقد فقدت إيران أيضًا وجودها العسكري والاستخباراتي في سوريا، والذي منحها ميزة في المواجهة مع إسرائيل وحتى الولايات المتحدة،  لم تعد إيران قادرة على الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط وباتت أقل قدرة على المنافسة مع تركيا.. جزء من محور المقاومة، الذي نظر إلى سوريا كمنصة لتسليح الضفة الغربية، يرى الآن خسارة قدرة مهمة.

كان محور المقاومة ينوي تسليح الضفة الغربية ضد الاحتلال الإسرائيلي من خلال طريق سوريا والأردن، ولكن الآن فقدت هذه القدرة، التي كانت مصدر قلق كبير لإسرائيل.، بالإضافة إلى ذلك، لم تعد جبهة مرتفعات الجولان، التي كان من الممكن أن تكثف الضغوط على إسرائيل إلى جانب جنوب لبنان، موجودة اليوم. ثالثًا، قد تشعر إيران بالقلق بشأن الجبهة العراقية.

ورغم أنه من المبكر القول إن التطورات في سوريا تشكل تهديدًا للعراق، إلا أن العراق يضم أقلية سنية، بعضها كان من بين من أطلقوا فتنة داعش، ومن الممكن أن ترغب الحركات الجهادية في سوريا في التدفق إلى العراق، لكن هذا التهديد قد يؤثر على العراق، وبالتالي على إيران.

ورغم قوة الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، إلا أن الحقيقة هي أنهما سيواجهان مشاكل كثيرة إذا ما شنت موجات من الهجمات من قبل الميليشيات الجهادية، خاصة وأن الولايات المتحدة أعلنت انسحابها من العراق. ومن الواضح أن الانسحاب الأميركي من العراق سيشجع ويشجع الجهاديين السنة، ولا تستطيع الحكومة العراقية أن تعتمد على الدعم الأمريكي في منع "داعش رقم 2". ومن الممكن بشكل خاص أن يقرر الجولاني نفسه والقوات الحاكمة الحالية في سوريا إرسالهم إلى المسلخ العراقي للتخلص من القوى المتطرفة.

ويجب أن نتذكر أيضًا أنه إذا رافقت الهجمات التي تشنها القوات الجهادية من سوريا على العراق هجمات إسرائيلية على العراق، فإن فرص النجاح ستكون أكبر.

في مثل هذا الوضع، هل من الممكن أن تعود إيران إلى سوريا؟ هناك بعض التكهنات بأن إيران قد تعيد بناء وجودها ونفوذها في سوريا… أحد الخيارات بالنسبة لإيران هو الأكراد.

وللحديث بقية….

مقالات مشابهة

  • رسالة مؤثرة من شابين سوريين عاشا في المملكة ويزوران سوريا لأول مرة .. فيديو
  • عراقجي: نؤيد مبادرات العراق الدبلوماسية
  • عين الأسد تغذّي الحسكة.. أمريكا تتذرع بـمكافحة داعش لإدامة وجودها في سوريا
  • عين الأسد تغذّي الحسكة.. أمريكا تتذرع بـمكافحة داعش لإدامة وجودها في سوريا - عاجل
  • تركيا بديلة إيران.. قلق إسرائيلي من عدو جديد بعد سقوط الأسد
  • استراتيجية البقاء بعد الزلزال السوري: واشنطن تبرر وجودها في العراق
  • بعد شهر من سقوط نظام الأسد..وفد بحريني يبحث في سوريا العلاقات بين البلدين
  • مسعى حثيث لاستقطاب سوريا لخدمة المصالح الأوروبية بعد سقوط نظام الأسد.. فيديو
  • ردود حذرة ومتأنية.. ماذا يعني سقوط الأسد لدول الخليج؟
  • أحمد ياسر يكتب: هل تعود إيران إلى سوريا؟