أحداث الشرق الأوسط تهدد آمال نتانياهو برئاسة ترامب
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
بمجرد إعلان فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي أجريت الشهر الماضي، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى تهئنة الرئيس المنتخب، واصفاً فوزه بأنه "أعظم عودة في التاريخ".
وإذا كان تأييد ترامب القوي لإسرائيل في ولايته الأولى وترشيحاته لشغل المناصب العليا في إدارته الجديد مؤشراً على سياسته المستقبلية، يصبح ابتهاج نتانياهو مبرراً.
???????????????????? Donald Trump stated that Netanyahu DOES NOT want to resolve the situation with PALESTINE.
"I thought the Palestinians were impossible and that the Israelis would do anything to make peace and a deal. I found that not to be true.” pic.twitter.com/ju1JieFZJb
لكن تغييرات كثيرة حدثت منذ ترك ترامب البيت الأبيض في مطلع 2021 وحتى عودته إليه بعد أسابيع. مقبلة، الحروب في الشرق الأوسط والطموحات شديدة التطرف للائتلاف اليميني المتطرف الحاكم بقيادة نتانياهو والعلاقة الشخصية بين ترامب ونتانياهو يمكن أن يكبح هذا الحماس ويعقد ما يبدو على السطح كتحالف سلس بينهما.
تقول الصحفية الإسرائيلية مؤلفة السيرة الذاتية لنتانياهو مزال معلم: "بالنسبة لبيبي (اسم الشهرة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو) هذا هو حلمه. كان يريد ذلك.. بالنسبة لبيبي كان (فوز ترامب) أمراً بالغ الأهمية.
وفي الوقت الذي يستعد فيه نتانياهو للمثول أمام المحكمة بتهمة الفساد وصادر له أمر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، يصبح دعم ترامب له أكثر أهمية.
وخلال ولايته الأولى، تبنى ترامب الكثير من السياسات المنحازة بدرجة كبيرة لنتانياهو. وتجاهل السياسة الأمريكية المتبعة منذ وقت طويل بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرئيل ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المتنازع عليها، متجاهلاً الاعتراضات الفلسطينية والعربية.
كما اعترف ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي يعتبرها المجتمع الدولي أرضاً سورية محتلة، كما غض الطرف عن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وقدم خطة سلام تبقي على عشرات المستوطنات في الأرض الفلسطينية.
ويطالب الفلسطينيون بإقامة دولتهم المستقبلية على كامل أرض الضفة الغربية المحتلة في عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات في الضفة الغربية والفدس الشرقية غير شرعية.
Is Netanyahu emboldened enough now to go after the Iranian regime? @IgnatiusPost on how Trump might affect matters in the Middle East. pic.twitter.com/CTmOub5KpP
— Charlie Rose (@charlierose) November 30, 2024 ترامب وإيرانكما قرر ترامب في ولايته الأولى الانسحاب من الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية وأعاد فرض العقوبات على طهران. كما اغتالت الولايات المتحدة في عهده قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني.
وفي الأيام الأخيرة من رئاسته الأولى نجح ترامب في عقد سلسلة معاهدات دبلوماسية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية مبدداً افتراضاً ظل قائماً لوقت طويل بأن الدول العربية لن تطبع علاقاتها مع تل أبيب دون التقدم نحو إقامة دولة فلسطينية. وشكلت هذه الاتفاقيات إنجازاً كبيراً للسياسة الخارجية لنتانياهو.
ومن المحتمل أن يأمل نتانياهو أن يتنبى ترامب موقفاً أشد صرامة ضد إيران وربما تزويد إسرائيل بالأسلحة التي تحتاجها لتوجيه ضربة قاصمة للبرنامج النووي الإيراني. كما أن نتانياهو سيرغب في تحقيق تقدم نحو تطبيع العلاقات مع السعودية، وتقليص التنازلات التي يمكن أن تقدمها إسرائيل للفلسطينيين مقابل ذلك. كما يتوقع نتانياهو أن يطلق ترامب يد إسرائيل في غزة ولا يضغط عليها للانسحاب من القطاع حتى وإن كان ذلك في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار.
ومنذ إعادة انتخاب ترامب، يتحدث نتانياهو وحلفاؤه عن عودة الأوقات السعيدة بعد توتر العلاقات مع إدارة بايدن.
يقول أفيف بوشينسكي المستشار السابق لنتانياهو "الاعتقاد الآن هو أن ترامب سيحقق كل مطالب نتانياهو"، مضيفاً أن تعيين نتانياهو السياسي المتطرف المؤيد للاستيطان في الأراضي الفلسطينية سفيرا لدى واشنطن إشارة إلى ثقة رئيس الوزراء الإسرائيلي في المستقبل في ظل حكم ترامب. ورغم ذلك لا يوجد ما يضمن حصول نتانياهو على ما يريده من ترامب.
في البداية، من غير الواضح ما إذا كانت علاقتهما قوية كما كانت في السابق. فقد أزعج نتانياهو ترامب عندما هنأ الرئيس جو بايدن على فوزه في عام 2020، على الرغم من مزاعم ترامب بسرقة الانتخابات منه. كما أن ترامب يعود إلى البيت الأبيض، والشرق الأوسط أصبح مليئاً بالصراعات، التي قد تؤدي إلى إرباك تحالف نتانياهو وترامب.
ورغم المؤشرات على صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، مازالت إسرائيل تحارب الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 14 شهراً في الوقت نفسه أشار ترامب إلى رغبته في انتهاء الحرب الإسرائيلية ضد القطاع الفلسطيني، لكنه لم يقل كيف يمكن أن يحدث ذلك. كما يطالب بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة قبل أن يؤدي يمينه الدستورية في يناير(كانون الثاني) محذرا بإنه إذا لم يتم إطلاق سراحهم فسيواجه الشرق الأوسط الجحيم، دون أن يقدم أي تفاصيل.
⚡️⚠️☠️ ???? Trump promises to wage war on the entire Middle East for the sake of the "Chosen People of God."
He will expand the Zionist fake crusade on the Middle East that Biden started pic.twitter.com/uUP3qzmdoV
لم يتضح حتى الآن ما إذا كان ترامب سيقبل برؤية نتانياهو للأوضاع في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب بما في ذلك استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقطاع إلى أجل غير مسمى.
كما يمكن أن يكون لدى ترامب خططاً أكبر لمنطقة الشرق الأوسط ككل. كان ترامب يتحدث في الماضي عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية.
وكانت خطته للسلام في ولايته الأولى منحازة بشدة لإسرائيل، لكنها تدعو إلى قيام دولة فلسطينية وإن كانت أصغر كثيراً مما يطالب به الفلسطينيون. وسيحتاج التقدم على مساري التطبيع مع السعودية، وتسوية القضية الفلسطينية إلى تقديم تنازلات من إسرائيل للفلسطينيين.
وكتب المعلق في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عاموس هارئيل إن "نتانياهو مقتنع بقدرته على تجنيد ترامب لتحقيق أهدافه كما حدث في الماضي. ومع ذلك أرسل الرئيس الأمريكي المنتخب وكما هي عادته رسائل يصعب فهمها منذ فوزه في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني)".
ويقول خبير العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية إيتان جلبوع، إن استراتيجية ترامب تجاه إيران غامضة أيضاً. وأضاف أن نتانياهو يتوقع أن يستأنف ترامب ممارسة "أقصى ضغط" على طهران لتفكيك برنامجها النووي، لكن الرئيس الأمريكي المنتخب قد يعطي المفاوضات مع الإيرانيين فرصة في ولايته الثانية، لكي يصبح صانعاً للسلام.
إن المواقف المحتملة لترامب بشأن أي من هذه القضايا قد تجبر نتنياهو على اختيار ما بين الأحزاب اليمينية المتطرفة، التي تمتلك مفتاح بقائه السياسي، أو ترامب.
يقول جلبوع: "وصف نتانياهو ترامب بأنه أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض. وإذا طلب منه ترامب شيئاً، فلن يكون قادراً على قول لا" وانطلاقاً من هذه الحقيقة يمكن أن تنشأ هنا كل أنواع المشاكل لرئيس وزراء إسرائيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية نتانياهو فوز ترامب المجتمع الدولي عودة ترامب إسرائيل نتانياهو سقوط الأسد إسرائيل وحزب الله الحرب في سوريا عام على حرب غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل ولایته الأولى الشرق الأوسط فی ولایته یمکن أن Middle East
إقرأ أيضاً:
معهد التخطيط والقومي لدراسات الشرق الأوسط يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وقع معهد التخطيط القومي والمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط مذكرة تفاهم تهدف إلى توطيد الشراكة بين الجانبين في مجالات البحث العلمي والتخطيط الاستراتيجي ودراسات التنمية.
وذلك في إطار تعزيز التعاون البحثي والاستراتيجي في قضايا التخطيط والتنمية.
جرت مراسم التوقيع بمقر المعهد، بحضور الدكتور أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي، واللواء طارق عبد العظيم، رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إلى جانب نخبة من الخبراء والمتخصصين من الجانبين.
ويهدف هذا التعاون إلى تبادل الخبرات الأكاديمية والبحثية، وتنظيم الفعاليات العلمية وورش العمل، وتطوير برامج تدريبية متخصصة، وإجراء دراسات استراتيجية مشتركة تتعلق بقضايا التخطيط والتنمية، بالإضافة إلى تحليل التغيرات الإقليمية وتأثيراتها على المنطقة. كما ستعمل المؤسستان على تنسيق الجهود لتقديم استشارات ودراسات تدعم صناع القرار في مصر والمنطقة.
وأكد الدكتور أشرف العربي في كلمته خلال حفل التوقيع أن هذا التعاون يمثل خطوة استراتيجية نحو التكامل البحثي، ويعكس رؤية معهد التخطيط القومي في بناء شراكات فعالة مع المؤسسات البحثية الرائدة في المنطقة، بما يسهم في تطوير آليات التخطيط لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
من جانبه، أوضح اللواء طارق عبد العظيم أن هذه الشراكة تسهم في تحليل القضايا الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة العربية، مما يدعم صناع القرار من خلال توفير دراسات استراتيجية مبنية على أحدث الأبحاث والتحليلات، بما يسهم في دعم السياسات العامة وتعزيز فهم التغيرات التي تؤثر على الشرق الأوسط.
واتفق الطرفان على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ بنود مذكرة التفاهم وتفعيل التعاون في المجالات المتفق عليها، بما يحقق المصالح المشتركة لكلا المؤسستين ويعزز دورهما في خدمة قضايا التنمية والتخطيط على المستويين الوطني والإقليمي.