هل انتصرت الثورة السورية؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
رأى المحلل السياسي، سيف الهاشمي، اليوم الاثنين (9 كانون الأول 2024)، وجود مقومات لانتصار الثورة في سوريا، فيما اشترط تحقيق ثلاث نقاط للحفاظ على البلاد من التقسيم.
وقال الهاشمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "ما يحدث بسوريا الان سوف يؤثر لاحقا على شكل المنطقة، فبالرغم من وجود ارادات دولية لإسقاط نظام الأسد، اخر معاقل حزب البعث في المنطقة، لكن هذا لا يعني انتصار الثورة"، مشيرا الى ان "نتائج هذه الثورة ستنعكس على شكل المنطقة برمتها".
وأضاف ان "لدى المسلحين وممن استولوا على السلطة الان مقومات لإنجاح هذه الثورة والذهاب بسوريا الى بر الأمان"، لافتا الى ان "تجاهل هذه المقومات والعمل على المصالح الشخصية يؤدي الى تقسيم البلاد الى أربعة أقاليم".
وتابع الهاشمي ان "انتصار الثورة يأتي من ممارسة ضبط النفس للمسلحين الذين دخلوا المدن وتناغمت معهم الارادات الشعبية للمضطهدين والفقراء من الشعب السوري والذي عاشته البلاد منذ اكثر من 12 عاما".
ورهن المحلل السياسي "نجاح الثورة السورية اليوم بنقطتين اساسيتين والثالثة مكملة لهما"، موضحا ان "النقطة الاولى هي عدم التعرض للمزارات الدينية والثانية عدم التعرض الطائفة العلوية كون هذا الموضوع يثير الطائفية، لان هذه الطائفة على الرغم من انتماء الاسد لها، لم تكن لها اي امتيازات على الشعب السوري لان الحكم اساسا كان بيد عائلة الاسد واشخاص من الطائفة فقط".
واشار الى ان "النقطة الثالثة وهي الاهم هل ستصدر الجماعات المسلحة ومن استولوا على الحكم قرارات بتأسيس محاكم لمحاسبة الشبيحة ورجال نظام الاسد الذين لطخت ايديهم بدماء السوريين"، مؤكدا انه "ومن خلال هذه النقاط نستدل على الوضع القادم في سوريا".
واشار المحلل السياسي الى انه "في حال تحققت هذه النقاط فيعني هذا ان هناك ارادة لتشكيل حكومة وطنية تقود البلاد وترسخ روح المواطنة، وعدى ذلك سوف تقسم سوريا".
هذا وقال الخبير في الشؤون الأمنية احمد بريسم، اليوم الاثنين (9 كانون الأول 2024)، إن العاصمة السورية دمشق دخلت في نفق الأيام السبعة، فيما أشار إلى ان عدم اجتياح المراقد المقدسة في سوريا خطوة مطمئنة.
وأوضح بريسم في حديث لـ"بغداد اليوم"، أن" سقوط نظام الأسد لم يكن مفاجئا ولكن المفاجئة هي السرعة وصولا الى مرحلة تسليم المدن وهذا يدلل على وجود حراك غير معلن لتغير النظام باقل الخسائر المادية من كل الاطراف".
وأضاف ان" دمشق ابتداءً من الاحد دخلت نفق تجربة مفتوحة الاحتمالات والأيام السبعة المقبلة هي من ستحسم الخيارات الأهم مع وجود اكثر من 20 عنوانًا مسلحًا ابرزها هيئة تحرير الشام في كيفية إدارة البلاد وتجاوز الخلافات وهل سيكون لازيز الرصاص حضور ام لا".
وأشار بريسم الى، أن عدم اجتياح المراقد المقدسة في سوريا خطوة مطمئنة على الأقل في هذه المرحلة ولكن تبقى هواجس وحالة قلق من تنظيمات متطرفة تعلن وبشكل صريح عن أفكار مثيرة للقلق لكن الأيام المقبلة هي من ستحدد إمكانية وصف مستقبل سوريا على الأقل لمرحلة ما لان فترة حرجة جدا وسط حالة من الفوضى تسود بعض المدن حاليا".
واقر الخبير الأمني بأن" انهيار المؤسسة العسكرية السورية كان بقرار مباشر واتفاق مسبق خاصة في الأيام الأخيرة ويبدو ان هناك اسرارًا كثيرة هي من تقف وراء مجريات ما حدث في دمشق فجر أمس".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
أوستن تايس.. صحفي أميركي فُقد أثناء تغطيته الثورة السورية عام 2012
أوستن تايس صحفي أميركي مستقل ولد في ولاية تكساس، وخدم في القوات البحرية الأميركية، ودرس الخدمة الدبلوماسية في جامعة جورج تاون قبل أن يلتحق بكلية القانون في الجامعة ذاتها. اختفى في سوريا يوم 14 أغسطس/آب 2012 أثناء تغطيته أحداث الثورة السورية، واتهمت واشنطن حينها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بالمسؤولية عن اعتقاله.
المولد والنشأةولد أوستن بينيت تايس يوم 11 أغسطس/آب 1981 في مدينة بلانو بولاية تكساس في الولايات المتحدة الأميركية.
وكان تايس جنديا سابقا في سلاح البحرية الأميركي، وحصل على رتبة نقيب.
الدراسة والتكوين العلميالتحق تايس بجامعة هيوستن، لكنه انتقل بعد عام إلى جامعة جورج تاون، حيث درس الخدمة الدبلوماسية وتخرج عام 2002.
توجه لاحقا لدراسة القانون في الجامعة ذاتها، بيد أنه قرر أثناء العطلة الصيفية التي سبقت عامه الدراسي الأخير، تغطية أحداث الثورة السورية بصفته صحفيا مستقلا.
التجربة الصحفية والاعتقالقُبيل تخرجه في جامعة جورج تاون، قرر تايس في مايو/أيار 2012 السفر إلى سوريا والعمل صحفيا مستقلا لتغطية الثورة السورية ومعاناة المدنيين لصالح صحف ووكالات أنباء عديدة، منها واشنطن بوست وأسوشيتد برس وماكلاتشي وغيرها.
ويوم 14 أغسطس/آب من العام ذاته، خطط تايس للذهاب إلى لبنان، فاستقل سيارة في ضاحية مدينة داريا جنوب العاصمة السورية دمشق، لكنه أُوقف عند نقطة تفتيش.
وبعد 5 أسابيع، نُشر مقطع فيديو مدته 43 ثانية بعنوان "أوستن تايس على قيد الحياة"، وظهر فيه الصحفي الأميركي محتجزا على يد مجموعة مسلحة مجهولة الهوية.
صرحت عائلته حينها أنها لم تتلق أي معلومات عنه أو عن هوية محتجزيه أو أي مطالب لإطلاق سراحه، لكنها رجحت أنه لا يزال على قيد الحياة.
إعلانأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان احتجازه.
وبعد سنوات على اختفائه، التقى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما -قبيل مغادرته منصبه- والد تايس ووالدته.
وفي أغسطس/آب 2020، أعرب الرئيس دونالد ترامب عن تضامنه مع عائلة تايس، وقال "نقف إلى جانب العائلة، ولن نرتاح حتى نعيده إلى المنزل".
من جهته، قدم الرئيس الأميركي جو بايدن التزامات للعائلة بدعم جهود البحث عن تايس واستعادته، والتقى العائلة مرات عدة في فترة ولايته. وقال بايدن -في تصريح صحفي- إن بلاده على يقين بأن "تايس محتجز لدى النظام السوري".
وفي بيان بمناسبة مرور 12 عاما على اختفاء تايس، اتهمت وزارة الخارجية الأميركية نظام بشار الأسد باحتجازه، وقالت إنها عرضت مرارا التعاون لإيجاد حل لإعادته إلى بلاده، لكن نظام الأسد نفى احتجازه.
ودعت الخارجية الأميركية النظام السابق إلى التعاون معها لإنهاء احتجازه وتقديم توضيح بشأن مصير الأميركيين الآخرين المفقودين في سوريا.
وبعدما تمكنت المعارضة السورية من إسقاط النظام السوري في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 وتفريغها السجون من المعتقلين، تواردت أنباء عن العثور على أوستن، لكن تبين فيما بعد أن المعتقل الذي عثروا عليه هو الصحفي الأميركي ترافيس تيمرمان، وهو من مواليد ولاية ميزوري.
الجوائز والأوسمة جائزة جورج بولك في مجال تقارير الحروب عام 2012. جائزة رئيس وكالة "ماكلاتشي نيوز" عام 2012. جائزة حرية الصحافة من نادي الصحافة الوطني عام 2015. جائزة الضمير في الإعلام عام 2015 من الجمعية الأميركية للصحفيين والمؤلفين.