الثوار يفرضون الأمن في دمشق ويسيطرون على اللاذقية وطرطوس
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
أفاد مراسل الجزيرة في دمشق بأن قوات حفظ الأمن وقوات الشرطة التابعة لحكومة الإنقاذ السورية بدأت الانتشار في العاصمة السورية لحماية الأمن ومؤسسات الدولة بعد يوم من الإطاحة بنظام بشار الأسد، وفراره إلى موسكو، يتزامن ذلك مع فرض قوات الثوار سيطرتها بشكل كامل على محافظتي طرطوس واللاذقية على ساحل البحر المتوسط وفق ما نقلت وكالة تاس الروسية عن مسؤول في محافظة اللاذقية.
وقد رصد مراسل الجزيرة في دمشق عمر الحاج انتشار لقوات الأمن والشرطة التابعة لحكومة الإنقاذ في مناطق عدة من العاصمة خاصة في سوق الحميدية ومناطق حيوية أخرى لفرض الأمن ومنع حدوث أعمال نهب وسرقات.
وقال مراسل الجزيرة عمر الحاج من سوق الحميدية في قلب دمشق إنه من المبكر الحديث عن عودة طبيعة للحياة بشكل كامل في دمشق وتحديدا على سوق الحميدية- وهو شريان اقتصادي رئيسي في العاصمة السورية ويقع على امتداد 1.5 كليومتر ويقع في آخره الجامع الأموي- حيث لم تفتح أبواب محاله على الإطلاق.
وأوضح المراسل أن التجار اختاروا اليوم عدم العودة إلى محالهم وأعمالهم بانتظار وعود قوات الثوار التي تعهدت بالحفاظ على الأمن وطمئنة السوريين.
كما رصد المراسل انتشار الأمن العام وقوات الشرطة التابعة لحكومة الإنقاذ في سوق الحميدية وتفرعاته الكثيرة، وانتشار سيارات لشرطة المرور التي تنشط في الشمال السوري المحرر، حيث شهدت حركة السيارات انتظاما وتحسنا نسبيا بعد يوم من الفوضى المرروية.
إعلانوشاهد المراسل بعض الفرق التابعة للمنظمات الاغاثية والمجتمع المدني التي كانت تعمل للوقوف على الاحتياجات الأساسية خاصة مادة الخبز والأفران من الطحين، حيث كانت دمشق تعاني شحنا شديدا أيام نظام الأسد المخلوع ويصطفون في طوابير.
وكان آلاف من قوات النخبة وحفظ النظام التابعة لإدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة وصلت إلى العاصمة دمشق عصر أمس الأحد لتأمينها وفرضت حظر تجول مسائي.
وكان القائد العام لغرفة عمليات المعارضة أحمد الشرع (الجولاني) قال لدى دخوله دمشق أمس الأحد إن المؤسسات العامة ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسليمها رسميا. ودعا الشرع قوات المعارضة للحفاظ على مؤسسات الدولة.
في هذه الأثناء تواصل قوات الثوار محاولات الإفراج عن معتقلين في سجن صيدنايا محتجزين في جناح بالسجن يعرف بالسجن الأحمر. وأظهرت صور محاولات لفتح سراديب وزنازين تحت الأرض في السجن.
في غضون ذلك نقلت وكالة تاس الروسية اليوم الإثنين عن مسؤول في محافظة اللاذقية قوله إن المعارضة المسلحة تسيطر بشكل كامل على محافظتي طرطوس واللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط غربي البلاد. وأضافت أن قوات الثوار لا تعتزم اقتحام القواعد العسكرية الروسية التي تعمل بشكل طبيعي في المنطقة
وكانت مواقع عسكرية روسية قالت إن قوات المعارضة السورية المسلحة سيطرت على مدينة جبلة في ريف محافظة اللاذقية قرب قاعدة حميميم الروسية. وأضافت المواقع أنه بعد سيطرة المعارضة المسلحة على جبلة تم عزل قاعدة حميميم في اللاذقية.
وقال مصدر في الكرملين إن المسؤولين الروس يجرون اتصالات مع قادة المعارضة السورية المسلحة التي ضمنت أمن القواعد العسكرية الروسية والمؤسسات الدبلوماسية الروسية على الأراضي السورية.
إعلانوفي التطورات الميدانية شمال البلاد أعلن الثوار سيطرتهم على مدينة منبج في ريف حلب التي كانت تسيطر عليها ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية.
وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة التي أطلقت عملية "ردع العدوان"، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في الريف الغربي لمحافظة حلب، وسيطرت الفصائل خلالها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق واستكملوا اليوم السيطرة على مدن الساحل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
قوات الحكومة السورية تنتشر في محيط سد تشرين باتفاق مع القوات الكردية
انتشرت قوات الجيش والأمن العام التابعة للسلطات السورية الجديدة، اليوم السبت، في محيط سد استراتيجي في شمال سوريا، وذلك وفقا لاتفاق تم التوصّل إليه مع الإدارة الذاتية الكردية، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي.
وأوضحت عدد من التقارير الإعلامية، المُتفرّقة، أن قوات سوريا الديموقراطية، الذراع العسكري للإدارة الذاتية، تُسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، بينها سدّ تشرين في ريف مدينة منبج في محافظة حلب.
والسبت، قال مصدر كردي لوكالة "فرانس برس" إنّ: "الاتفاق بين الطرفين والذي يشرف عليه التحالف الدولي المناهض للجهاديين بقيادة واشنطن، ينص على بقاء السد خاضعا للإدارة المدنية الكردية على أن تكون حمايته مشتركة".
وفي السياق نفسه، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، اليوم السبت، بـ"بدء دخول قوات الجيش العربي السوري وقوى الأمن العام إلى سد تشرين بريف حلب الشرقي لفرض الأمن والاستقرار؛ وذلك تنفيذا للاتفاق المبرم مع قوات سوريا الديموقراطية".
إلى ذلك، ينصّ الاتفاق على إنشاء قوة عسكرية مشتركة بين قوات سوريا الديموقراطية والسلطات الجديدة لحماية السد وانسحاب الفصائل المدعومة من أنقرة "التي تحاول عرقلة هذا الاتفاق" من المنطقة، بحسب المصدر الكردي.
وتجدر الإشارة إلى أن ذلك يأتي في إطار اتفاق أشمل، قد تم التوصل إليه خلال الشهر الماضي، بين قائد قوات سوريا الديموقراطية، مظلوم عبدي، والرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، وهو الذي تبعه الشهر الحالي ما عرف بـ"انسحاب مئات من القوات الكردية من حيين فيهما غالبية كردية في مدينة حلب، وتقليص الوجود العسكري لفصائل موالية لأنقرة في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية".
وبعد أيام من وصول السلطة الجديدة إلى دمشق في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، تعرّض السد إلى ضربات متتالية شنتها مسيرات تركية، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين، وفق ما أعلن الأكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
كذلك شنّت فصائل سورية موالية لأنقرة هجمات على المقاتلين الأكراد في محيطه. فيما يشار إلى أنّ للسد أهمية استراتيجية، حيث يوفر الكهرباء لمناطق واسعة في سوريا، كما يعد مدخلا لمنطقة شرق الفرات الواقعة تحت سيطرة الإدارة الكردية.