عاجل - الدولار يشتعل أمام الليرة السورية: انهيار تاريخي بعد رحيل الأسد
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
شهد سعر الدولار الأمريكي في سوريا قفزة غير مسبوقة، اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024، مع انهيار سريع لليرة السورية في السوق السوداء، عقب التطورات السياسية الحاسمة التي شهدتها البلاد برحيل الرئيس بشار الأسد وسقوط نظامه.
تحولات جذرية في المشهد السوري: الليرة تحت الضغط
أدى دخول قوات المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق فجر الأحد إلى انهيار حاد في قيمة الليرة السورية.
رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي، دعا في خطاب رسمي إلى الحفاظ على المؤسسات العامة وتجنب أي عمليات نهب أو تدمير، مؤكدًا استعداده للتعاون مع أي قيادة جديدة يختارها الشعب.
الجلالي أشار إلى تواصله مع قائد المعارضة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، معربًا عن أمله في تحقيق مصالحة وطنية تضمن استقرار البلاد.
الأسد في موسكو: مرحلة جديدة لسورياأفادت تقارير بأن بشار الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو بعد التفاوض على مغادرته السلطة. وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن هذه الخطوة جاءت عقب مفاوضات مكثفة بين أطراف النزاع.
روسيا دعت في بيان رسمي إلى وحدة وطنية في سوريا، مشددة على أهمية تحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين خلال هذه المرحلة الانتقالية.
السوق السوداء: أسعار الدولار واليورو تحلق عاليًا
في دمشق:
سجل الدولار في السوق السوداء 22000 ليرة للشراء و27000 ليرة للبيع، بزيادة بلغت أكثر من 42%.
في حلب:
بلغ سعر الدولار 36000 ليرة للشراء و41000 ليرة للبيع، ما يعكس ارتفاعًا مذهلًا بنسبة 64%.
في الحسكة:
قفز السعر إلى 29000 ليرة للشراء و31000 ليرة للبيع، بزيادة تجاوزت 55%.
أما اليورو، فقد استقر عند مستويات مرتفعة أيضًا، حيث بلغ في السوق السوداء 23270 ليرة للشراء و28564 ليرة للبيع.
الليرة التركية والدولار: أسعار مرتفعة وموجات صعود متواصلة
سجلت الليرة التركية في السوق السوداء قيمة 632 ليرة للشراء و778 ليرة للبيع، بينما يعادل تحويل 100 دولار أمريكي اليوم 1.36 مليون ليرة في البنوك الرسمية.
أزمة اقتصادية خانقة: ماذا بعد؟
يتساءل السوريون عن مستقبل الاقتصاد وسط هذه الأزمة العاصفة. انهيار الليرة والارتفاع الجنوني لسعر الدولار يعكس حالة من الركود والضبابية الاقتصادية التي قد تطول. ومع الدعوات الدولية لإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار، يبقى السؤال الأهم: كيف ستتعافى سوريا؟
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدولار الليرة السورية السوق السوداء بشار الأسد المعارضة السورية الأزمة الاقتصادية سعر الصرف العملات الأجنبية دمشق موسكو فی السوق السوداء لیرة للشراء لیرة للبیع
إقرأ أيضاً:
الدبلوماسية السورية في عهد جديد.. أين تقف دمشق من العالم؟
بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي، بدأت الحكومة السورية الانتقالية جهودا حثيثة لإعادة بناء علاقات دمشق الدبلوماسية مع الدول العربية والغربية.
وشهدت الشهور القليلة الأخيرة حراكا دبلوماسيا كثيفا في دمشق والعديد من الدول العربية والغربية، حيث تبادلت الحكومة السورية الجديدة الزيارات مع العديد من الدول على مستوى وفود رفيعة المستوى ما أفضى إلى إلى إعادة فتح سفارات وتعليق عقوبات غربية أوروبية فرضت على سوريا خلال عهد الأسد.
وأجرى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني منذ تولي مهام منصبه العديد من الجولات المكوكية بهدف ترميم العلاقات السورية على الصعيد الإقليمي والدولي.
ومن الدول التي زارها الشيباني ضمن وفود رفيعة المستوى، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة قطر والأردن وتركيا وسويسرا وألمانيا وفرنسا وهولندا.
وشارك الوزير السوري خلال هذه الزيارات بمؤتمرات دولية وإقليمية منها مؤتمر ميونخ للأمن ومؤتمر دافوس الاقتصادي ومؤتمر باريس بشأن سوريا ومؤتمر الويب قطر 2025 والقمة العالمية للحكومات في دبي بالإضافة إلى اجتماعات الرياض بشأن سوريا واجتماع دول جوار سوريا في الأردن.
كما أسفر الحراك الدبلوماسي السوري عن عودة سوريا إلى منظمة التعاون الإسلامي بعد 13 عاما من تعليق عضويتها، بالإضافة إلى استعادة عضويتها الكاملة في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو".
واستقبلت دمشق منذ سقوط نظام الأسد إلى غاية الأول من شهر آذار /مارس أكثر من 45 وفدا، في حين أجرى الشيباني ما يقرب من 35 لقاء مع سياسيين ووزراء، حسب وزارة الخارجية السورية.
كما استقبل الرئيس السوري أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة دمشق في أول زيارة لزعيم دولة بعد سقوط الأسد.
من جهته، أجرى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع عددا من الزيارة الخارجية عقب تسلمه مهام منصبه في نهاية كانون الثاني /يناير الماضي، حيث كانت وجهته الخارجية الأولى إلى المملكة العربية السعودية.
ولاحقا، أجرى الشرع زيارات خاطفة إلى كل من تركيا والأردن ومصر التي وصل إليها بهدف المشاركة بالقمة العربية الطارئة بشأن فلسطين.
والتقى الشرع على هامش القمة العربية بالعديد من القادة والرؤساء من بينهم الرئيس اللبناني جوزيف عون، والمصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وكان الشرع استقبل في 30 كانون الثاني /يناير الماضي أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة دمشق، في أول زيارة لزعيم دولة بعد سقوط الأسد.
وفي سياق متصل، أعادت العديد من الدول افتتاح سفاراتها في دمشق من بينها تركيا وإيطاليا والسعودية ومصر والعراق والأردن وسلطنة عمان والإمارات وقطر والاتحاد الأوروبي، في حين أعلنت كندا عن تعيين سفيرتها في بيروت سفيرة غيرة مقيمة في دمشق، ما يعكس اعترافا دوليا متصاعدا بالسلطات السورية الجديدة.
"كسر العزلة" وتعليق العقوبات
أوضحت وزارة الخارجية السورية أن الحراك الدبلوماسي للحكومة الجديدة أسفر عن كسر العزلة المفروضة على سوريا ورفع وتخفيض بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، بالإضافة إلى بناء وتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية والأجنبية.
وفي خطوة مشروطة، أعلن الاتحاد الأوروبي تعليق عددا من العقوبات المفروضة على سوريا خلال عهد النظام المخلوع، مستهدفا قطاعات المصارف والطاقة والنقل.
كما أصدرت الولايات المتحدة إعفاء من العقوبات على بعض معاملات الطاقة والتحويلات الشخصية في سوريا لمدة ستة أشهر في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية عقب سقوط نظام الأسد.
ومن ناحية أخرى، وجهت المفوضية الأوروبية دعوة إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لحضور قمة دولية لمانحي سوريا في العاصمة البلجيكية بروكسل يوم 17 آذار/ مارس الجاري.
ويعقد الاتحاد الأوروبي مؤتمرا للمانحين لدعم سوريا في بروكسل منذ عام 2017، حيث يلتزم الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بتقديم المنح والقروض لسوريا والمجتمعات المضيفة لهم في المنطقة، بحسب وكالة الأناضول.
ويعتبر مؤتمر المانحين المقبل المقرر انعقاده هذا العام تحت عنوان "الوقوف إلى جانب سوريا: تلبية احتياجات انتقال ناجح"، الأول من نوعه مع مشاركة الحكومة السورية الجديدة أيضا.