بقلم- محسن الشامي
لا شك أن سكرة التقدمات التي تحرزها فصائل المعارضة في سوريا والسيطرة على العديد من المحافظات أسهمت كثيراً في رفع منسوب الجانب المعنوي وأوجدت حالة من النشوة عند المرتزقة وأسيادهم، وأصبحوا يظنون أن بالإمكان استنساخ مخطط تلك العمليات إلى اليمن، وبدأ الترتيب والجهوزية تحت إشراف أمريكي بريطاني للعمل على خطوات انتقامية تجاه اليمن وثنيه عن عملياته المساندة لغزة.وتبدأ هذه الخطوات باستنساخ غرف عمليات مشابهة لغرف عمليات فصائل المعارضة السورية من تركيا إلى السعودية، وفتح عدد من المعسكرات على الحدود مع السعوديّ بإشراف أمريكي، وترميز شخصيات على أنها توافقية بين الأطراف المتصادمة من المرتزقة، وتنشيط ما يسمى بالقاعدة في بعض المحافظات المحتلة خاصة ذات الحواضن المفخخة بالثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة.
ثم تأتي الخطوة الثانية بتجهيز ماكنة إعلامية لتضخيم الأحداث ونشر الكثير من الشبه والدعايات المغرضة ضد حكومة التغيير والبناء، وإثارة الكثير من المشاكل الداخلية، وتهيئة الرأي العام حسب زعمهم لعملية كبرى لتحرير اليمن، ومحاولة القيام باغتيالات لشخصيات فاعلة، وتحريك العديد من الجبهات تجاه المحافظات التي يعتقدون أن لهم فيها حاضنة شعبية، والمناطق المفتوحة جغرافياً لصناعة نصر وهمي في المناطق الصحراوية، بالتزامن مع تحريك ملف التفاوض لتتويه صنعاء والتمويه على نشاطهم العسكري.
كما تشمل الخطوة الثانية الدفع بطارق عفاش للتحرك عسكريًّا باتجاه حيس والتحيتا يصاحبه غطاء جوي أمريكي بريطاني، وبروز الدور الأمريكي عبر مجلس الأمن لشرعنة عدوانه وإيجاد تحالفات، تحت ذريعة تأمين الملاحة البحرية، وشن عمليات جوية مشتركة لثلاثي الشر لتحيد القوات الجوية والبحرية اليمنية، إضافة إلى تحريك جبهات الجنوب بقيادة الإمارات، وتعزيز الحرب الاقتصادية، للانتقام من الحاضنة الشعبية الصامدة، وكُلّ هذا بعد الدفع بالرياض وأبو ظبي، لاستئناف غاراتهم الجوية كغطاء لعمليات مرتزقتهم، وإيهامهم بتحقيق نصر فشلوا بنيله خلال 9 أعوام متتالية.
وأمام هذه السيناريوهات يجب على شعبنا اليمني وقيادتنا السياسية والثقافية والإعلامية، والفكرية والوجاهات الاجتماعية، وعلى مختلف المستويات، وكلاً من موقع المسؤولية، التعامل بجدية مع الموجهات التي أكّد عليها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” في كلمته الأخيرة إلى ضرورة التعبئة العامة والجهوزية المستمرة، والالتفاتة الجادة الى القرآن الكريم الذي شخص لنا طبيعة العدو ونواياه وأساليبه الشيطانية، وأن يحمل الناس الروحية الجهادية، وضرورة إعداد العدة على كُلّ المستويات قدر الممكن والمستطاع، والتحلي بروح المسؤولية وأهمية الالتحاق بالدورات بكل أنواعها، لنفشل مخططات الأعداء ومؤامراتهم؛ فتكون نتائج عدوانهم ومآلاته الهزيمة المدوية بفضل الله، وما النصر إلا من عند الله.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
عاجل: المبعوث الأممي إلى اليمن يكشف عن ابرز بنود خارطة الطريق التي ترعاها الامم المتحدة أمام مجلس الأمن
كشف اليوم المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ امام مجلس الأمن عن ابرز بنود خارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة
حيث أكد ان وضع خريطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة، سوف تتضمن التزام الأطراف تنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة، وستنشئ خريطة الطريق أيضاً آليات للتنفيذ، وستعد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة.
كما دعا المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم الأربعاء، جميع الأطراف اليمنية للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خارطة الطريق، والدخول بعملية سياسية شاملة، بهدف إحلال السلام في اليمن.
جاء ذلك في إحاطة جديدة للمبعوث الأممي قدمها لمجلس الأمن الذي عقد جلسة لمناقشة الملف اليمني وجهود عملية السلام المتعثرة منذ أكثر من عام.
وأكد غروندبرغ خلال إحاطته أمام مجلس الأمن أن هذا الهدف لا يزال قابلاً للتحقيق، قائلاً: "ومع ذلك، إن اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن أمر ضروري، إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين، وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام".
وقال غروندبرغ لمجلس الأمن مخاطبا الأطراف اليمنية: "أدعو للانخراط بجدية مع الجهود التي أقودها لتنفيذ خارطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة. أؤمن بشدة أن هذا الهدف لا يزال قابلاً للتحقيق."
وأوضح غروندبرغ، أن "هذا الشهر (ديسمبر) يصادف مرور ستة أشهر على بدء جماعة أنصار الله حملة إعتقالات تعسفية، وهذا يشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، ولا يزال البعض محرومين حتى من أبسط الحقوق الإنسانية المتمثلة في إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم".
وأشار المبعوث الأممي، إلى "أعمال العنف الأخيرة في تعز، بما في ذلك الغارة الجوية القاتلة التي شنتها طائرة بدون طيار على سوق في مقبنة"، مؤكدا أنها "تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى احترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين".
ولفت إلى أن حادثة استهداف المدنيين في مقبنة تعز تؤكد "على الحاجة الملحة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
وقال المبعوث الأممي، إنه "من المقلق أن المصالح الحزبية تتسبب بشكل متزايد في تهديد المجتمع المدني، وتضييق الفضاء المدني، واستهداف المشاركين في الاجتماعات". مشيرا إلى أن "هذا الأمر لا يقتصر على تقييد عملهم وترهيبهم، بل يُعد أيضاً انتهاكاً لحقوقهم، مما يُضعف الأسس الضرورية لعملية شاملة".
وأفاد غروندبرغ، أن اليمنيين خسروا كثيرا خلال الأشهر الأخيرة ويحتاجون اليوم إلى الاستقرار، مؤكدا مواصلة الجهود للإفراج عن جميع المعتقلين في اليمن ضمن صفقة شاملة