شكل إعلان روسيا تأييدها لموقف الإمارات من الجزر الثلاث المتنازع عليها مع إيران في الخليج العربي مفاجأة غير سارة لطهران، أحرجت النظام الإيراني شعبيا، وقللت من شعبية ما يتم تسويقه من ملالي إيران على أن البلاد تنتهج سياسات خارجية متوازنة ترعى المصالح العليا، لا سيما فيما يتعلق بالتقارب مع روسيا والصين، مقابل التباعد مع الغرب والولايات المتحدة.

كان هذا خلاصة تحليل كتبه الصحفي الإيراني  كوروش زياباري، ونشره "المركز العربي واشنطن دي سي"، وترجمه "الخليج الجديد"، معتبرا أن الأجندة الخارجية التي وضعها الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي، والقائمة على التباعد مع الغرب والاستثمار "غير المتناسب" في تعميق العلاقات مع موسكو وبكين، في حالة تأزم، بعد الموقف الروسي الذي أحيا جراحا تاريخية وسياسية داخل إيران.

اقرأ أيضاً

لماذا دعمت روسيا الإمارات في مسألة الجزر الثلاث وأغضبت إيران.. 3 أسباب

البيان "الطعنة"

وكانت روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي أصدرت بيانا مشتركا في 10 يوليو/تموز الماضي أعلن – ضمنيا – تأييد مطالبات الإمارات بالجزر الثلاث (أبو طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى)، ما أدى لتدفق كبير لردود أفعال شعبية عنيفة داخل إيران أجبرت الحكومة على الحديث عن جهودها لصياغة سياسات خارجية متوازنة، ونأت بنفسها عن الاتهامات بالتقارب مع روسيا  على حساب مصالح البلاد، واستدعت سفير موسكو وأبلغته بالاحتجاج وبضرورة أن تصلح روسيا موقفها من تلك الأزمة.

لكن هذه الردود الحكومية لم تقنع الجمهور الإيراني الذي ذهب إلى مواقع التواصل، للتعبير عن إحباطهم مما يعتقدون أنه خيانة روسية، وتهديد مكشوف لوحدة أراضي إيران، واستدعوا مرويات تاريخية عن تلاعب الامبراطورية  الروسية القديمة بأراضي إيران من خلال معاهدات ما بعد الحرب في القرن التاسع عشر، كما يقول الكاتب.

ورغم أن الإيرانيون يعتقدون أن التاريخ ينصفهم ضد الإمارات في أزمة الجزر (على اعتبار أن الجزر منحت لإيران قبل تأسيس الإمارات) لكن الإماراتيون نجحوا في الاستفادة من المنظمات الدولية وعلاقاتهم المتطورة مع الغرب  والشرق وصنعوا وجهة نظر دولية مؤيدة لأبوظبي في تلك المسألة.

لكن إيران أصرت على المواجهة، ولم تستجب لدعوات الوساطة الدولية أو المحادثات حول إدارة الجزر، ويلفت الكاتب إلى أن هذا الملف من الملفات القليلة التي تحظى بإجماع داخل إيران بين النظام والجمهور.

اقرأ أيضاً

شح الحلفاء.. معضلة إيرانية عززها الموقف الروسي من الجزر المحتلة

تحالف غير متناسب

لكن الإيرانيون فسروا البيان الروسي الخليجي الذي أيد موقف الإمارات على أنه "طعنة بالظهر من قبل حليف استراتيجي مفترض"، لا سيما بعد أن انحازت طهران إلى موسكو في حرب أوكرانيا وأمدتها بالمساعدة العسكرية المتمثلة في طائرات مسيرة هجومية.

وقد ترك النظام الإيراني وسياساته الخارجية انطباعا لدى الجمهور بأنهم أيضا مدينون لروسيا، والتي لا تزال أكبر مورد عسكري للجمهورية الإسلامية، بين عامي 2000 و 2022 ، استوردت إيران كمية كبيرة من الأسلحة من روسيان، ونسق البلدان عن كثب لإبقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة، لأنه كان مخلصًا لكل من طهران وموسكو ويسعى إلى رعايتهما لإعادة إعمار البلد الذي أشرف على تدميره.

أيضا تحتاج إيران إلى حق الفيتو الروسي في مجلس الأمن لإحباط المحاولات الغربية لفرض عقوبات جديدة أو الموافقة على إجراءات أشد قسوة، رغم أن موسكو سمحت بتمرير عقوبات سابقة.

ويقول الكاتب: "لا يتفق الإيرانيون مع قادتهم على ضرورة الحفاظ على العلاقات مع روسيا على حساب علاقة متوازنة وعملية مع دول عبر الطيف الجغرافي، بما في ذلك الولايات المتحدة والقوى الأوروبية".

اقرأ أيضاً

إيران تستدعي سفير روسيا بسبب "الجزر الإماراتية"

وبغض النظر عن سنوات من المحاولات التي قامت بها الجمهورية الإسلامية لتصوير روسيا كصديق حميم ومخلص، فإن الشك تجاه نظام بوتين وتجاه روسيا يتعمق بشكل عام بين الإيرانيين.

ووفقًا لأحد الاستطلاعات ، فإن 50% من الإيرانيين لديهم مشاعر سلبية تجاه روسيا، بينما يعبر 15% فقط عن وجهات نظر إيجابية تجاه البلاد.

ويخلص الكاتب إلى أن روسيا بات من الواضح أمام الجمهور الإيراني، وحتى النظام، أنها ليست حليفا مخلصا تماما، لكن مع ذلك فإن إيران كنظام ليست مستعدة تماما لترك الحادث يتحول إلى أزمة أوسع أو مواجهة مريرة للطرف الآخر، فمع قلة من الأصدقاء والحلفاء ، أجبرت طهران نفسها على الرقص على أنغام موسكو.

المصدر | كوروش زياباري / المركز العربي واشنطن دي سي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات الإيرانية الروسية الجزر الثلاث

إقرأ أيضاً:

لجنة محمية جزر النخل تعلن انتهاء موسم الزيارات الاثنين

 أعلنت لجنة محمية جزر النخل في طرابلس- الميناء، في بيان صادر عن رئيسها المهندس عامر حداد، " ان موسم زيارة المحمية امام الزوار ينتهي يوم الاثنين الواقع في 30 ايلول 2024".

وامل حداد ان "يكون الزوار قد استمتعوا برواعة جمال الجزر والاستجمام والاستمتاع بالرمال الناعمة والمياه الصافية والجو اللطيف والاسترخاء على شاطىء جزيرة النخيل "الارانب وسائر الجزر"، معلنا اغلاق باب الزيارة يوم غد الاثنين 30/9/2024 ، "على ان نلتقي في الصيف المقبل على شواطىء المحمية بخدمات سياحية بيئية ونشاطات مميزة".

مقالات مشابهة

  • البرلمان الإيراني: لو كنتم تعلمون ما أعد لكم لتوقفتم الآن عن تهديد إيران
  • مسؤول إيراني كبير: طهران أبلغت موسكو وواشنطن قبل شن هجمات على إسرائيل
  • الإمارات.. طقس الأربعاء صحو إلى غائم جزئياً
  • ماذا نعرف عن الهجوم الإيراني المحتمل على إسرائيل؟
  • تعرف إلى طقس الإمارات غداً الثلاثاء
  • الطقس المتوقع على الإمارات غدا
  • رئيسي الجمهورية والوزراء يؤكدان على الاستمرار في خدمة المشروع الإيراني
  • أوكرانيا تستهدف مستودع ذخيرة رئيسي في روسيا
  • إيران "المخترقة".. هل يفتح اغتيال حسن نصر الله ملف مقتل رئيسي؟
  • لجنة محمية جزر النخل تعلن انتهاء موسم الزيارات الاثنين