بطريركية أنطاكية للروم الأرثوذكس دعت السوريين الى الحفاظ على الممتلكات: لضمان كرامة كل مواطن
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
صدر عن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البيان الآتي:
"الله في وسطها فلن تتزعزع". كانت سوريا ولازالت بلداً ميزه الله كمهدٍ لرسائله السماوية وكموطئٍ لأقدام رسله وأنبيائه رغم كل ما مر عليها من حقب تاريخية. وها هي اليوم على مفترق جديد من تاريخها، يوجه أنظارها إلى مستقبلٍ زاهرٍ يحلم فيه كل سوري، مستقبلٍ يعكس هوية سوريا أرضِ الحضارة ومهدِ التاريخ".
أضاف: "تحتاج هذه المرحلة إلى تعقلٍ وتضامنٍ وتضافرٍ للجهود. وتحتاج قبل كل شيء إلى الثقة بالله وإلى الاتكال عليه طلباً لرحمته وحكمة تدبيره، سعياً إلى الثبات في محبة الوطن وصون كرامة إنسانه".
تابع: "بناء على ذلك، وككنيسةٍ متجذرةٍ في هذا الشرق العظيم، سنعمل على متابعة مسيرتها في خدمة الإنسان ونشر السلام والوئام بين الناس في بلد يسوده القانون وعملُ المؤسسات الديموقراطية".
أضاف: "لذلك، في هذه المرحلة الدقيقة، تهيب الكنيسة بكل أبناء رعاياها، وبكل مواطن سوري على تنوع انتمائه العرقي والسياسي والديني، ممارسة واجبه الوطني في السعي إلى رص الصفوف، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وزرع الأمان في محيطه، وضبط النفس تجاه كل ما قد يتعرض له والتحلي بالتعقل والرويّة، ومد اليد إلى مَن هم في مسؤولية رعاية هذا البلد الطيب. تدعو الكنيسة جميع المعنيين إلى السعي إلى ضبط المخالفات وإلى ضمان كرامة كل مواطن، حتى نمضي سوية إلى غدٍ مشرقٍ".
وختم: "أخيراً نرفع صلاتنا إلى طفل المغارة، ونحن في غمرة التحضير للاحتفال بمولده، أن يحل السلام في بلد السلام لما في ذلك من خير لجميع أبناء هذا البلد الحبيب".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المفتي: اتفقت الشرائع السماوية على أصول العقيدة والشريعة والأخلاق
ألقى الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، كلمة في ندوة: "القِيَم المشتركة بين الأديان" لطلاب مدارس أسيوط باستضافة كريمة من مدرسة الجامعة الإعدادية الموحَّدة بمحافظة أسيوط.
مفتي الجمهورية: الحروب الفكرية معاركُ بلا جيوش وميادين بلا مدافع مفتي الجمهورية يشارك في احتفالات محافظة الدقهلية بعيدها القومي
وقد استهلَّ الكلمة بتقديم التهنئة للحاضرين بمناسبة قُرب حلول شهر رمضان المبارك، سائلًا اللهَ أن يعيده على الوطن والأمة الإسلامية بالخير والبركات. كما توجَّه بالشكر للأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، والأستاذ محمد إبراهيم الدسوقي وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، والأستاذ أمين السيد الدسوقي مدير الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية بوزارة التربية والتعليم وجميع الحاضرين، مشيدًا بأهمية هذا اللقاء الذي يجمع بين الأساتذة والطلاب لبيان المشتركات الإنسانية بين الأديان، والتأكيد على الواجب نحو الوطن.
وفي هذا السياق أكد أن الدين واحد منذ سيدنا آدم إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن معناه الحقيقي هو السلام والاستسلام لله. وأوضح أن مفهوم الإسلام يمتدُّ ليشمل كل رسالة سماوية، رغم اختلاف الشرائع والأمم التي أُرسلت إليها الأديان.
وأشار إلى أن الشرائع السماوية اتفقت على أصول العقيدة، والشريعة، والأخلاق. مستشهِدًا بما ورد في الكتب السماوية حول الدعوة إلى التوحيد؛ حيث قال الله عز وجل لموسى عليه السلام: "أنا الرب إلهك إله واحد لا يكن لك صنم تعبده أو تمثال"، وقال لعيسى عليه السلام: "أنا الرب إلهك أَحِبَّ الربَّ من كل قلبك، لا يكن لك إله غيري"، وقال مخاطبًا نبيَّه سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].
وأوضح أن الحق لا يختلف باختلاف الزمان والمكان، وأن التوحيد هو الأصل الذي يجمع الشرائع والأخلاق، وإذا ابتعدت المجتمعات عن قِيَم الأديان، انتشرت الرذائل، مشيرًا إلى رسالة سيدنا شعيب عليه السلام {فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ} [الأعراف: 85]، ورسالة لوط عليه السلام في مواجهة قوم انتكسَتْ فِطرتهم.
ونبَّه على أن صاحب الدِّين الحقيقي يمتلك ضميرًا حيًّا يضبط أخلاقه؛ إذ يوقن بأنَّ الله مطَّلِع عليه مراقِبٌ أفعالَه، فيمتنع عن مُفسدات العبادة ومساوئ الأخلاق. مشيرًا إلى موقف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان حريصًا أشدَّ الحرص على إقامة العدل.
وأوضح أن الأديان السماوية اتفقت على الدعوة إلى احترام الإنسان، ومراعاة الدين، والالتزام بأخلاقه، وحُسن المعاملة مع الغير، مشيرًا إلى أن المشتركات الإنسانية في الأديان تضمن المحافظة على النفس والمال والعرض؛ لأنها تأمر الإنسان باحترام المخالف وصيانة نفسه وماله وعرضه، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا».
كما أكد فضيلتُه ضرورة احترام الاختلاف بين الأديان دون السعي إلى إذابة الفوارق بينها، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: 118]. ودعا إلى التعارُف والتكامُل لتحقيق البناء والعمران من خلال الإحسان في المظهر والجوهر، مما يُسهم في إشاعة روح المحبَّة والتآلف.
وحذَّر من الأفكار التدميرية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى إثارة الفتن الطائفية والتخريب، مستشهدًا بإرسال النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى الحبشة عندما اشتد عليهم الأذى، حيث وجدوا فيها ملكًا عادلًا رغم كونه غير مسلم. كما أشار إلى وثيقة المدينة المنورة التي أرسَتْ مبادئ المواطنة والعيش المشترك.
وفي ختام الندوة خاطب فضيلة المفتي الطلابَ قائلًا: "أنتم حاضر اليوم، ومستقبل الغد، وبكم تُبنَى الأوطان".
ومن جهته، أشاد الأستاذ محمد إبراهيم الدسوقي، وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، بجهود فضيلة المفتي في رفع الوعي لدى الشباب. وشهدت الندوة حضور الأستاذ أمين الدسوقي، مدير عام الأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية بوزارة التربية والتعليم، الذي رحَّب بفضيلة المفتي وقدَّم الشكر له ولجميع الحاضرين. كما شهدت الندوة حضور عدد كبير من المدرسين والإخصائيين والطلاب من مدارس المحافظة.