لبنان ٢٤:
2024-12-12@01:55:17 GMT

بعد سقوط النظام في سوريا..الفوضى نظام اقليمي جديد؟

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

سقط نظام الرئيس السوري بشار الاسد بعد ١٤ عاما من الحروب والاضطرابات التي عاشتها سوريا، لكن سقوطه جاء دراماتيكيا، الامر الذي فتح الباب للاسئلة الكبرى حول مستقبل المنطقة ككل في ظل المساعي الحثيثة لكل الدول من اجل الحفاظ على مصالحها في الداخل السوري، من الخليج العربي الى تركيا فإيران وصولا الى اميركا والغرب.



لم تبدأ المعركة في سوريا بعد فسقوط الاسد جاء من دون معارك عسكرية فعلية، وعليه يمكن القول بأن الكباش الجدي سيبدأ في المرحلة المقبلة، خصوصا ان الاطراف المعنيين لا تريد عودة الفوضى والمعارك الى المحافظات وتوافقت على وحدة الاراضي السورية، اقله خلال المرحلة الحالية.

واذا كانت اسرائيل اسرع من يحاول الاستثمار من خلال الغارات الجوية التي تستهدف مخازن اسلحة متطورة في مختلف المحافظات، ومن خلال فتح ابواب التواصل مع فئات ومجموعات سورية محددة مثل الاكراد وغيرهم، فإن الثلاثي الروسي - الايراني والتركي يسعى ليكون اكبر الرابحين في المشهد مع اختلاف مستوى ارباحهم.

فروسيا وايران خسرتا حليفهما وان كانتا موافقتين على المسار الحالي، وهذا سيؤدي الى استنزاف طويل المدى لكي يحفظ كل منهما مصالحه الاستراتيجية في سوريا، اقتصاديا وعسكريا. في المحصلة، لن يكون الحكم الجديد في سوريا بغض النظر عن شكل التسوية وتوازناتها، قريبا من موسكو وطهران كما كان النظام السابق.

تقول مصادر مطلعة ان المنطقة تتجه نحو الاستقرار، لكن مصادر اخرى تعتبر ان العراق واليمن سيكونان على لائحة الاحداث خصوصا وأن اسرائيل وكذلك الولايات المتحدة الاميركية لا تريدان ان تحصل حروب في المنطقة خلال العقود المقبلة ويجب ان تتلقى كل الدول التي تعادي اسرائيل ضربات قاسمة وهذا ما حصل في غزة وسوريا ولبنان.


الا ان اتجاهات تحليلية اخرى تقول بأن ايران لاعب اساسي بما يحصل في سوريا وليست متلقية، بل على العكس فان اسرائيل هي من تعاطت مع المشهد وتتعايش معه، من دون معرفة المسار الفعلي للحكم في سوريا، كيف سيكون وأي اتجاه سيسلك.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی سوریا

إقرأ أيضاً:

صراع النفوذ الروسي-التركي وأثره على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا

بقلم: لنا مهدي
شهدت سوريا منذ اندلاع أزمتها في عام 2011 تدخلات إقليمية ودولية غير مسبوقة، جعلت من البلاد ساحة لصراعات القوى الكبرى، خاصة روسيا وتركيا. تصاعد التنافس بين هاتين الدولتين على النفوذ في سوريا ساهم في تحديد مسار الأحداث، وبرز تأثيره بشكل واضح في إضعاف نظام بشار الأسد وصولاً إلى سقوطه. هذا المقال يستعرض كيفية تأثير هذا الصراع على مصير النظام السوري، مع تسليط الضوء على المصالح المتضاربة والأدوار المتباينة لكل من روسيا وتركيا.

منذ البداية، كانت روسيا الحليف الرئيسي لنظام بشار الأسد، حيث قدمت دعماً عسكرياً وسياسياً كبيراً للحفاظ على بقائه. اعتبرت موسكو أن سقوط النظام سيؤثر على نفوذها في الشرق الأوسط، خاصة أن سوريا تمثل نقطة استراتيجية تتيح لروسيا الوصول إلى البحر المتوسط وتعزز وجودها في المنطقة. لذلك، لم تدخر روسيا جهداً في استخدام قوتها الجوية لدعم جيش النظام، وتزويده بالأسلحة، ودعمه في المحافل الدولية مثل مجلس الأمن.

على الجانب الآخر، كانت تركيا في موقف متناقض تماماً. اعتبرت أن بقاء نظام بشار الأسد يشكل تهديداً لأمنها القومي، خاصة في ظل تعاونه مع الفصائل الكردية التي تسعى إلى تحقيق استقلال ذاتي على الحدود التركية-السورية. تركيا دعمت المعارضة السورية منذ المراحل الأولى للصراع، ووفرت ملاذاً آمناً للمعارضين، وساعدت في تسليح الفصائل المسلحة، وهو ما جعلها لاعباً رئيسياً في جهود إسقاط النظام.

صراع النفوذ بين روسيا وتركيا تجلى بوضوح في المناطق السورية الساخنة. في الشمال السوري، قامت تركيا بعدة عمليات عسكرية مثل “درع الفرات” و”غصن الزيتون” لإبعاد القوات الكردية والسيطرة على مناطق المعارضة. وفي الوقت نفسه، دعمت روسيا تقدم قوات النظام السوري في إدلب ومناطق أخرى بهدف استعادة السيطرة على الأراضي التي خرجت عن نفوذه. هذا الصراع خلق حالة من الاستنزاف العسكري للنظام، حيث بات يواجه ضغوطاً متعددة من المعارضة المسلحة المدعومة تركياً، ومن العمليات العسكرية الروسية التي تركزت على مصالحها الخاصة أكثر من إنقاذ النظام.

مع استمرار الصراع، تحولت التفاهمات بين روسيا وتركيا إلى مواجهات غير مباشرة. على الرغم من توقيع اتفاقيات مثل أستانا وسوتشي، التي هدفت إلى تهدئة الأوضاع، إلا أن هذه التفاهمات كانت هشّة. غالباً ما كانت تنتهي بانهيار الهدن وتصاعد العنف، مما دفع النظام إلى فقدان المزيد من السيطرة على الأرض. تركيا ركزت على تقويض النظام في الشمال الغربي، بينما سعت روسيا لإعادة فرض هيمنته في الجنوب والوسط.

الدور التركي كان أكثر تأثيراً في تعزيز الانقسامات الداخلية داخل النظام السوري. تركيا استغلت حالة الضعف الاقتصادي للنظام وسعت إلى قطع موارده من خلال دعم المعارضة في المناطق الغنية بالموارد، مثل الشمال الشرقي حيث الثروة النفطية. وفي المقابل، على الرغم من الدعم الروسي الكبير، لم تتمكن موسكو من تحقيق استقرار دائم للنظام بسبب محدودية الموارد وتكاليف التدخل.

ساهم صراع النفوذ بين روسيا وتركيا في تسريع سقوط نظام بشار الأسد عبر تعميق الانقسامات الداخلية واستنزاف قدراته العسكرية والسياسية. روسيا ركزت على حماية مصالحها الاستراتيجية دون تقديم حلول مستدامة للنظام، بينما استغلت تركيا هشاشته لتوسيع نفوذها وتأمين مصالحها الحدودية. في نهاية المطاف، أدى هذا الصراع إلى انهيار التوازن الداخلي للنظام، وفقدانه القدرة على مواجهة التحديات المتزايدة، ما أدى إلى سقوطه في ظل صراعات إقليمية ودولية مستمرة.

الصراع الروسي-التركي على سوريا لم يكن مجرد تنافس جيوسياسي بين قوتين إقليميتين، بل كان عاملاً رئيسياً في إعادة تشكيل مستقبل البلاد. تأثير هذا الصراع على سقوط نظام بشار الأسد يظهر كيف يمكن لتضارب المصالح الدولية أن يغير مصير دول بأكملها، ويخلق واقعاً جديداً مليئاً بالتحديات. سوريا اليوم ليست فقط مسرحاً للصراع، بل أيضاً مثالاً على العواقب الكارثية لصراع النفوذ الإقليمي والدولي.

lanamahdi1st@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • داود أوغلو يوجه رسالة للشعب السوري عقب سقوط النظام.. قدم رؤية لإعادة بناء البلاد
  • بعد سقوط نظام الأسد.. كيف تنعكس تطورات سوريا على الداخل اللبناني؟!
  • من البداية لـ النهاية.. كل ما تريد معرفته عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا
  • العراق يدين استيلاء اسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا
  • سقوط النظام السوري وولادة سوريا الجديدة
  • ما الذي يكشفه انهيار النظام السوري عن المنطقة العربية؟
  • صدمة حقيقية.. هل من دور للعراق في سوريا بعد سقوط الأسد؟
  • صراع النفوذ الروسي-التركي وأثره على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا
  • السقوط المروّع لنظام سوريا بعد نصف قرن