فكرة من داخل الصندوق.. تسليم اللقاحات عن طريق لدغة البعوض
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
من مخاطر لدغ البعوض احتمالية الإصابة بأمراض مثل الملاريا، ولكن نجح فريق من الباحثين في إعادة توظيف البعوض لنشر وتوزيع اللقاحات بدلًا من الأمراض.
وفي التجارب البشرية، أثبتت هذه اللقاحات التي يحملها البعوض فعاليتها بنسبة 90% تقريبًا، وفقًا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية New England Journal of Medicine.
قام فريق الباحثين من “جامعة لندن كوليدج” بتحويل البعوض إلى سرب محمول جوًا من أنظمة توصيل اللقاحات العضوية التي من شأنها أن تطبق كل حكمة ملايين السنين من التطور لحقن مجموعات سكانية بأكملها باللقاحات والجرعات المعززة المنتظمة، ولم يضطروا حتى إلى تعديل البعوض بأنفسهم، كما تبين فيما بعد.
مخاطر الطفيل وحيد الخلية
فحص فريق البحث، من كلية الصحة والطب الاستوائي بـ”جامعة لندن كوليدج”، طفيل متصورة منجلية Plasmodium falciparum، الذي يعتبر أكثر الطفيليات فتكًا بالبشر ومسببات العدوى بمرض الملاريا. تركب هذه الأوليات الصغيرة الكريهة ذات الخلية الواحدة جنبًا إلى جنب مع إناث بعوض الأنوفيلة في انتظار إطعامها، وتختبئ في الغدد اللعابية جنبًا إلى جنب مع إنزيمات البعوض الطبيعية المضادة للالتهابات والمضادة للتخثر.
وعندما يتعرض الشخص للدغة البعوض، يدخل ما يصل إلى 200 من ركاب طفيل المتصورة المنجلية إلى مجرى الدم، الذي ينزلق بحثًا عن خلايا الكبد ويختبئ فيها ثم يبدأ في التكاثر والتحول. وفي غضون أسبوع، ستقوم كل وحدة من هذه الوحدات المنفردة بإفراز ما يقرب من 100,000 طفيل جديد في مجرى الدم، حيث تبدأ في غزو خلايا الدم الحمراء وقتلها أثناء تكاثرها في موجات دورية تبدأ في الظهور كأعراض الملاريا: الحمى، والقشعريرة، والإرهاق، وتجلط الدم، ومجموعة من المضاعفات الخطيرة الأخرى.
وفيات مرض الملاريا
ولا يزال مرض الملاريا يمثل مشكلة كبيرة. وتقدر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، أن هناك حوالي 249 مليون حالة إصابة بشرية في عام 2022، مما أدى إلى حوالي 608,000 حالة وفاة “في العديد من البلدان المتضررة من الملاريا.
لقاح مضاد للملاريا
وأجرى باحثو “جامعة لندن كوليدج” أبحاث لتعديل طفيل P. falciparum وراثيا ليكون بمثابة لقاح بدلا من كونه ناقلًا للمرض – واستقروا على نهج يسمح للطفيل بالتصرف كالمعتاد، وصولًا إلى النقطة التي يستقر فيها. في خلايا الكبد البشرية ويبدأ في التكاثر.
وبعد حوالي ستة أيام من الإصابة، تتوقف طفيليات GA2 المعدلة التي طورها الفريق عن التطور. إنهم لا يطلقون تلك الطفيليات الثانوية في مجرى الدم. لكنها تطلق مجموعة كاملة من المستضدات، التي تزود جهاز المناعة البشري باستجابة التهابية قوية – وهي استجابة يتم تحفيزها بسرعة في المرة التالية التي يظهر فيها طفيل غير معدل يحمل الملاريا في خلية الكبد.
وجاء في بيان صحافي لفريق الباحثين أنه “بخلاف الحكة المرتبطة بلدغات البعوض، كانت الآثار الجانبية محدودة”. ويأمل الفريق حاليًا في إجراء تجربة أكبر بكثير لتكرار نتائجهم وتأكيدها.
توظيف البعوض لنشر اللقاح
ويرى الباحثون أنه إذا تم إطلاق أعداد كبيرة من الحشرات الحاملة لـ GA2 في البرية في المناطق المنكوبة بالملاريا، فإن شهيتها الطبيعية ستضمن حصول جميع السكان على لقاحات معززة منتظمة خلال الأجزاء الدافئة الرطبة من العام عندما يكون خطر الإصابة بالعدوى منخفضًا. الأعلى – دون الحاجة إلى سلاسل التوريد المبردة والإبر الصحية والأطباء المدربين.
وقت طويل وتكاليف باهظة
ومن المتوقع أن تستغرق تلك الخطوات وقتًا وتكاليف باهظة حيث أن إدخال طفيليات GA2 إلى الحشرات يتطلب حاليًا عمالة مكثفة جدًا – حيث يتم زراعة الطفيليات في المختبر على خلايا الدم البشرية، ثم يتم تغذية هذا الدم للبعوض، حيث يستغرق الأمر ما يصل إلى أسبوعين قبل أن يصبح البعوض جاهزًا لنشره عبر الحشرات.
إنها فكرة رائعة، ومن المؤكد أن هناك برامج أخرى تستهدف الملاريا والتي تضمنت تربية وإطلاق البعوض المعدل وراثيًا، ويبقى انتظار النتائج لتحديد جدوى الفكرة المبتكرة.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
"الإمارات للألمنيوم" تبدأ أعمال إنشاء خلايا صهر بتقنية "EX"
أعلنت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، اليوم الإثنين، بدء أعمال التأسيس لإنشاء 10 خلايا اختزال تجريبية تعمل بتقنية EX، الجيل القادم من تقنيات صهر الألمنيوم التي طورتها الشركة، وستستخدم في موقع الطويلة لاستعراض أحدث ابتكارات الثورة الصناعية الرابعة في قطاع صناعة الألمنيوم.
ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في خلايا الاختزال التجريبية، التي تعمل بالتقنية الجديدة، في النصف الأول من 2025، فيما تستهدف الشركة استخدام تقنية EX في عملية التصنيع واسعة النطاق، بما في ذلك تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة بحلول عام 2028.
زيادة القدرة الإنتاجيةوتهدف تقنية EX الجديدة إلى زيادة القدرة الإنتاجية بنسبة تصل إلى 22% مع خفض استهلاك الطاقة والانبعاثات، حيث تم تصميمها بالاعتماد على نمطين مختلفين للعمليات، أحدهما لزيادة الإنتاجية والآخر لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، كما تستند في تصميمها إلى أجهزة استشعار وشبكة اتصال تعتمد على إنترنت الأشياء لتسهيل جمع البيانات مباشرةً.
ويُتوقَّع أن تؤدي التقنية الجديدة إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة لكل طن من الألمنيوم بحوالي 5% بالنسبة للتصميم الذي يعزز الإنتاجية، وحوالي 12% للتصميم الذي يتميز بكفاءة استهلاك الطاقة.
وتعتزم الإمارات العالمية للألمنيوم دمج جميع تطبيقات تقنيات الثورة الصناعية الرابعة الحالية في تقنية EX، وتطوير تقنيات رقمية حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وأدوات تحليل البيانات المتقدمة.
وتهدف الشركة من هذه الزيادة في أجهزة الاستشعار والبيانات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التحكم الآلي في خلايا الصهر، والرافعات، والمركبات، مما يسهم في تحسين كفاءة عمليات خطوط خلايا الصهر وتكاملها، وخفض نسبة الأعطال والاضطرابات فيها، وستعمل تطبيقات تعلم الآلة في التطوير المستمر للعمليات وزيادة دقة تخطيط المهام للوصول إلى إمكانات الأداء النظرية الكاملة لتقنية EX.
وأكد عبد الناصر بن كلبان، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، تصدر الشركة مشهد الابتكار في تطوير تقنياتها الخاصة لعمليات صهر الألمنيوم على مدار ثلاثين عاماً، موضحا أن الإنجاز الجديد المتمثل في تطوير تقنية EX المبتكرة، يعد خطوة بارزة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للشركة بالاعتماد على تطبيقات الثروة الصناعية الرابعة، ودعم تشكيل مستقبل مستدام لصناعة الألمنيوم.