وزارة الصحة: لا يتم اللجوء للألبان البديلة إلا في حالات الضرورة
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
أثار قرار الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، بشأن قواعد صرف الألبان المدعمة (شبيهة لبن الأم)، جدلاً واسعاً، خاصة وأنه حدد فئات معينة فقط يحق لها الحصول على اللبن المدعم دون غيرها. القرار الذي حمل رقم 485 لسنة 2024، نص على أن صرف الألبان المدعمة شبيهة لبن الأم يقتصر على أولاً: الأطفال الذين وُلدوا توأماً أو أكثر، بشرط أن يكفي كمية اللبن لكل طفل، وكذلك الحالات التي تشمل وفاة الأم أو إصابتها بأمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي أو الكبدي، إضافة إلى الحالات التي تتطلب العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
تضمن القرار منح الألبان المدعمة للأمهات اللاتي يعانين من نوبات صرعية تؤثر على سلامة الطفل، أو للأمهات المصابات بأمراض نفسية أو عقلية شديدة، أو تلك المصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة. ومن ضمن الشروط الأخرى، تم تحديد أن الأمهات اللاتي يتم حجزهن في العناية المركزة لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام يمكنهن صرف الألبان المدعمة لأطفالهن، وفيما يتعلق بالمجموعة الثانية، نص القرار على صرف الألبان المدعمة لفترة زمنية محددة مع إعادة التقييم، تتضمن هذه الفئة الأمهات اللاتي يصبن بالدرن في أول أسبوعين من العلاج أو اللاتي يتلقين أدوية محددة.
شمل القرار المجموعة الثالثة، وهي فئة الأطفال "كريمي النسب"، الذين يحق لهم أيضاً الحصول على الألبان المدعمة وفقاً لهذه الشروط، في مادته الثانية، نص القرار على تشكيل لجنة تحت مسمى "لجنة دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية وتقييم استحقاق صرف الألبان شبيهة لبن الأم المدعمة"، وذلك في كل منطقة طبية أو إدارة صحية. وتتكون اللجنة من استشاري رضاعة، وأخصائي أطفال، وأخصائي نساء وتوليد، أو طبيب أسرة، أو طبيب بشري مدرب على أعمال حماية وتشجيع ودعم الرضاعة الطبيعية.
انتقادات للقرار
لكن القرار أثار اعتراضات من قبل بعض الجهات، التي اعتبرت أن الشروط الموضوعة قد تكون مجحفة بالنسبة لبعض الفئات الأخرى، خاصة وأنه لم يأخذ في اعتباره الحالات التي لا تنطبق عليها هذه الشروط ولكنهما في أمس الحاجة إلى اللبن المدعّم. وعقب صدور القرار الخاص بقواعد صرف الألبان المدعمة، أصدر المركز المصري للحق في الدواء بيانًا استنكر فيه القرار، مؤكدًا أن الشروط المقررة هي "مجحفة ومتعسفة". وأوضح المركز في بيانه أن وزارة الصحة كان من الأجدر بها أن تركز على معالجة فساد توزيع الألبان بدلاً من إصدار هذا القرار الذي لم يراعِ الآلاف من الحالات التي تحتاج إلى الدعم.
أشار المركز إلى أن وزارة الصحة كان بإمكانها وضع هذه الشروط في مرحلة لاحقة، أي في المرحلة الثانية التي تبدأ من عمر عام، حيث يكون الرضيع قد بدأ في تناول طعامه التكاملي، بدلاً من وضعها في المرحلة الأولى التي تمتد من عمر يوم حتى 12 شهرًا، حيث يظل الرضيع يعتمد على اللبن كغذاءه الوحيد، وأعلن المركز أن مصر تستهلك أقل من 730 ألف عبوة من الألبان المدعمة من خلال أكثر من 1130 منفذًا، وذلك بعد إجراء 250 لجنة فحص. كما أشار إلى وجود 140 منفذًا تابعًا للتأمين الصحي يساهم في توزيع الألبان المدعمة.
وتساءل المركز المصري للحق في الدواء، كيف يمكن للسيدات اللاتي يخضعن لبرنامج "تكافل وكرامة" أو للنساء العاملات، وعددهن بالملايين، أن يتحملن تكلفة شراء من 4 إلى 6 عبوات من الألبان الصناعية شهريًا، والتي تتراوح تكلفتها من 1200 إلى 2000 جنيه. وأكد المركز في بيانه أن مصر سنويًا تستقبل حوالي مليون و400 ألف رضيع، وأغلب جمعيات الأطفال تؤكد أن ما بين 15% إلى 20% منهم فقط هم من يستحقون الألبان المدعمة. وأضاف المركز أن منظمة الصحة العالمية صنفت مصر ضمن 60 دولة من بين الأسوأ في تغذية الأطفال على مستوى العالم.
طالب المركز المسؤولين بإعادة النظر في هذا القرار الذي وصفه بالمتعسف، داعيًا إلى وضع شروط أكثر إنسانية وأخلاقية تضمن عدم حرمان مئات الآلاف من المواليد من حقهم في تناول وجبتهم الوحيدة على مدار عامين كاملين. وأكد المركز على أهمية تشجيع الرضاعة الطبيعية، ولكن مع مراعاة الظروف الإنسانية لهذه الفئات. كما وجه دعوته إلى مجالس الحماية المجتمعية للمرأة والطفل، ومجلسي النواب والشيوخ، لإعادة النظر في القرار الذي قد يكون له تأثيرات سلبية على الأطفال في حاجة إلى الرعاية.
الموقف الرسمي
ردًا على ذلك، وتعقيبًا على القرار، أكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن منظمة الصحة العالمية وكافة المنظمات الصحية المعنية بالأطفال، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، تؤكد على ضرورة الرضاعة الطبيعية كوسيلة وحيدة ومثلى لتغذية الأطفال. وأوضح المتحدث الرسمي أن الأصل في تغذية الأطفال هو الرضاعة الطبيعية، ولا ينبغي اللجوء إلى أي وسيلة أخرى إلا في حالات الضرورة التي تمنع الطفل من الحصول على حقه في الرضاعة الطبيعية. وأضاف أن الرضاعة الطبيعية هي الطريقة الأفضل لنمو الطفل بشكل صحي، فهي تساهم في الحفاظ على قدراته الذهنية والإدراكية، بالإضافة إلى تقوية جهازه المناعي وتقليل فرص إصابته بالأمراض.
وأشار إلى أن الحالات الضرورية التي لا يمكن فيها تغذية الطفل من خلال الرضاعة الطبيعية تشمل وفاة الأم، أو إصابة الأم بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والكلى، أو الأورام التي تستدعي العلاج الكيميائي. ولفت إلى أن هذه الحالات يمكن تحديدها من خلال الفحص الطبي. وأوضح أنه في هذه الحالات يمكن تغذية الطفل بألبان شبيهة لبن الأم أو ألبان صناعية خلال المرحلة الأولى والثانية من عمره، التي تشمل الفترة من يوم إلى 6 أشهر، ومن 6 أشهر إلى سنة. وفيما يتعلق بالنساء اللاتي يعانين من قلة إدرار اللبن في الفترة الأولى من الرضاعة الطبيعية، أكد الدكتور حسام عبد الغفار أنه لا ينبغي اللجوء بشكل فوري إلى الألبان البديلة إلا بعد استشارة الطبيب، واستنفاد كل الوسائل المتاحة لزيادة إدرار لبن الثدي.
وأعلن الدكتور حسام عبد الغفار أن وزارة الصحة والسكان تقوم بشكل دوري بتحديث البروتوكولات الخاصة بالاستخدامات العلاجية، وذلك للحفاظ على الصحة العامة وفقًا للمعلومات التي تثبتها الأبحاث العلمية. وأشار إلى أن هناك تغييرات قد حدثت في التوصيات المتعلقة بالرضاعة الطبيعية، حيث كانت هناك توصيات قديمة تنصح بعدم ممارسة الرضاعة الطبيعية للأمهات المصابات بالسكر أو ضغط الدم. ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن الرضاعة الطبيعية للأم المصابة بالسكر تساعدها في الحفاظ على معدلات السكر، وأن إرضاع الطفل لا يسبب أي ضرر لها.
أما فيما يخص منظومة ميكنة صرف الألبان بديلة الأم والألبان العلاجية، فقد أكد عبد الغفار أن هذه المنظومة تضمن عدالة التوزيع، بالإضافة إلى ضمان حصول المستحقين على الألبان بسهولة ويسر. كما لفت إلى أن المنظومة تساهم في متابعة سلاسل الإمداد وضمان توافر الألبان في أماكن الصرف. وأوضح أن الميكنة ستمنع الممارسات السلبية التي قد تحدث في نظام التوزيع، حيث أثبتت المتابعة أن بعض الأمهات تقوم بصرف اللبن لنفس الطفل من أكثر من مركز ووحدة رعاية أساسية في محافظات مختلفة. كما تبين استمرار صرف الألبان لعدد من الأطفال بعد وفاتهم، وهو ما تم اكتشافه بفضل النظام المميكن.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شبيهة لبن الأم قرار صرف الألبان المدعمة نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة مئات الآلاف من الأطفال صرف الألبان المدعمة الرضاعة الطبیعیة شبیهة لبن الأم الحالات التی القرار الذی وزارة الصحة عبد الغفار إلى أن
إقرأ أيضاً:
الصحة تعلن القضاء على الملاريا وشلل الأطفال والحصبة.. رسميا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في إطار سعي الدولة المصرية إلى تعزيز منظومة الوقاية الصحية ورفع كفاءة خدمات الرعاية الأولية، حققت وزارة الصحة والسكان إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سجل النجاحات في مجال الصحة العامة، حيث أعلنت أن مصر أصبحت خالية من الحصبة والحصبة الألمانية والملاريا وشلل الأطفال، وذلك استنادًا إلى الشهادة الدولية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، والتي تُعد اعترافًا رسميًا بالجهود المستمرة التي تبذلها الدولة في مجال التطعيمات.
أهمية التطعيمات في حماية الصحة العامة
هذا الإعلان يعكس أهمية برامج التحصين التي تنفذها الوزارة على نطاق واسع، حيث تمثل التطعيمات واحدة من أهم أدوات الوقاية التي ساهمت في حماية المواطنين من العديد من الأمراض المعدية والخطيرة مثل الحصبة وشلل الأطفال والدفتيريا والتيتانوس والإنفلونزا، وغيرها من الأمراض التي قد تُعرض حياة الإنسان للخطر. كما أن التطعيمات تلعب دورًا محوريًا في تعزيز مناعة الجسم من خلال تعريف الجهاز المناعي على الفيروسات والبكتيريا الضارة وتكوين استجابة دفاعية ضدها، الأمر الذي يقلل من احتمالية الإصابة عند التعرض للعدوى.
وامتدادًا لذلك تسهم حملات التطعيم الجماعي في تقليص انتشار الأمراض بين أفراد المجتمع عن طريق رفع معدلات المناعة العامة، مما يؤدي إلى كسر سلاسل العدوى ويضمن حماية الفئات الأضعف التي قد لا تستطيع تلقي اللقاحات بسبب ظروف صحية خاصة، وتُعد الوقاية من المضاعفات الصحية واحدة من أبرز المزايا التي توفرها برامج التحصين، حيث إن العديد من الأمراض التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة وربما الوفاة في بعض الحالات، وهو ما تنجح اللقاحات في منعه بنسبة كبيرة.
التطعيم استثمار في تقليل تكاليف العلاج
وعلى صعيد التكاليف، فإن الاستثمار في الوقاية يحقق وفورات مالية كبيرة مقارنة بتكاليف العلاج، إذ تسهم التطعيمات في تقليل معدلات دخول المستشفيات والاعتماد على الأدوية والعلاجات المكلفة، الأمر الذي يخفف الأعباء عن المنظومة الصحية ككل.
حملات التطعيم مستمرة لضمان الاستدامة
نفذت وزارة الصحة خلال مارس 2024 حملة قومية للتطعيم ضد الحصبة والحصبة الألمانية، شملت فئات عمرية متعددة من عمر تسعة شهور وحتى اثني عشر عامًا، في إطار خطة موسعة لتعزيز المناعة المجتمعية وضمان عدم عودة المرض. وقد شملت استعدادات الحملة حصرًا دقيقًا لأعداد الأطفال المستهدفين، إلى جانب التنسيق مع مديريات الشئون الصحية لتوفير كل الاحتياجات اللوجستية، فيما رافقت الحملة خطة توعية إعلامية متكاملة لرفع وعي المواطنين بأهمية التطعيم، من خلال القنوات التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي.
مصر ضمن أربع دول في الإقليم خالية من المرض
كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في يونيو 2022 أن مصر أصبحت ضمن أربع دول فقط في إقليم شرق المتوسط نجحت في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، وذلك عقب تقديم وزارة الصحة ملفًا شاملًا عن الوضع الوبائي ومؤشرات الترصد ونسب التغطية بالتطعيم.
برامج مستدامة وتغطية تتجاوز 95%
استهدف البرنامج الموسع للتطعيمات، الأطفال منذ الميلاد وحتى عمر 24 شهرًا، مؤكدين أن نسب التغطية بلغت أكثر من 95%، وهو ما يمثل نموذجًا يُحتذى به في برامج الوقاية على المستويين الإقليمي والدولي.
التطعيم وتعزيز المناعة الجماعية
أكدت الدكتورة إيمان يسري، استشارية طب الأطفال، لـ "البوابة"، أن التطعيمات ضد الحصبة والحصبة الألمانية تُعد من أهم أدوات الوقاية التي تحمي صحة الأطفال وتدعم المناعة الجماعية داخل المجتمع.
وأوضح أن اللقاحات تعمل على تحفيز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة متخصصة تهاجم الفيروسات وتمنعها من التسبب في العدوى.
كما شدد على أن الوصول إلى نسب تغطية تطعيمية تتجاوز 95% يؤدي إلى تحقيق ما يُعرف بالمناعة المجتمعية، وهي حالة تقل فيها احتمالية انتشار الفيروس بين السكان، وتحمي بذلك حتى الأطفال غير المطعّمين والذين يعانون من ضعف في المناعة.
درع وقائي ضد مضاعفات خطيرة
وأشارت "يسري" إلى أن الحصبة والحصبة الألمانية ليستا أمراضًا بسيطة كما يتصور البعض، بل يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات شديدة تؤثر على حياة الطفل.
وبيّن أن الحصبة قد تسبب التهابات حادة في الرئة أو الدماغ، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة، بينما تمثل الحصبة الألمانية خطرًا كبيرًا في حال إصابة النساء الحوامل بها، إذ قد تتسبب في تشوهات خلقية خطيرة لدى الأجنة، مثل العمى أو ضعف السمع أو أمراض القلب. لذلك، فإن الالتزام بتطعيم الأطفال في مواعيدهم المحددة هو خط الدفاع الأول لحمايتهم من هذه المخاطر.