CNN Arabic:
2025-02-11@18:17:22 GMT

سقط نظام بشار الأسد.. فما الذي ينتظر سوريا بعد ذلك؟

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

(CNN)-- أثارت أنباء الإطاحة ببشار الأسد الابتهاج في شوارع دمشق وفي المجتمعات السورية بجميع أنحاء العالم. ولكن مع سيطرة المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية - التي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية أجنبية - على السلطة، فإن مستقبل البلاد التي مزقتها الحرب لا يزال غير مؤكد.

وذات يوم، كان زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني يقاتل لصالح تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة في العراق، لكنه قال إن جماعته تبنت نهجا معتدلا منذ ذلك الحين، وتخطط لإدخال الحريات الديمقراطية في سوريا.

وقال خبراء بشؤون الشرق الأوسط لجيم سيوتو من شبكة CNN إنهم يأملون أن تتمكن هيئة تحرير الشام من تقديم مستقبل أكثر إشراقا للسوريين، الذين عاشوا تحت دكتاتورية ساحقة لأكثر من خمسة عقود.

وقالت كيم غطاس، الصحفية اللبنانية والكاتبة المساهمة في مجلة أتلانتيك: "من الصعب أن يتفوق أحد على بشار الأسد من حيث كونه سيئا لسوريا وسيئا للعالم".

ومن جانبها، قالت ناتاشا هول، الزميلة البارزة في برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "يبدو أن هيئة تحرير الشام تقول كل الأشياء الصحيحة، ولا تكتفي بما تقول بل تفعل".

وأضافت ناتاشا هول أن أصدقاءها في سوريا أخبروها أنه تم طمأنة الأقليات الدينية، وأن هيئة تحرير الشام احتفظت ببعض المناصب الحكومية في بعض المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة النظام سابقا.

وقالت: "يبدو أن هيئة تحرير الشام تعلمت الكثير من أخطائها السابقة، ولكن حتى من أخطاء الولايات المتحدة السابقة"، في إشارة إلى سياسة الولايات المتحدة في "اجتثاث البعث" أثناء غزوها للعراق، والتي تضمنت إزالة نفوذ حزب البعث الذي كان يتزعمه صدام حسين.

وقالت غطاس إن السوريين "يحلمون بهذه اللحظة منذ 13 عاما. أعتقد أنهم يمتلكون القدرة حاليا على التوافق معا".

لكن تحقيق انتقال منظم وسلمي للسلطة سيحتاج إلى دعم دولي، حسبما أضافت غطاس.

وقالت: "سيتطلب الأمر من اللاعبين الإقليميين، تركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل وإيران دعم هذا الانتقال، فضلا عن عدم إعادة لعبة التنافس على السلطة الخاصة بهم إلى سوريا".

وأردفت: "آمل في مستقبل أفضل، لكنه ربما قد يكون أملا خطيرا".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الثورة السورية الحكومة السورية المعارضة السورية بشار الأسد الولایات المتحدة هیئة تحریر الشام

إقرأ أيضاً:

هل انتهت القومية العربية بسقوط بشار الأسد؟

جاء سقوط نظام الأسد في سوريا ليكرّس سقوط مقولات القومية العربية ويؤكد فشلها سياسيًا. فسوريا التي حكمها حزب البعث العربي الاشتراكي منذ عام 1963 انتهى الحال بها إلى حرب أهلية بتدخلات أجنبية.

نشأ حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1947 كصدى لحركات الاستقلال على يد زكي الأرسوزي (1899 – 1968)، وميشيل عفلق (1910 – 1989)، وصلاح البيطار (1912 – 1980).

الإشكالية التي واجهها هؤلاء هي إغراءات السلطة، فقد تولّوا مسؤوليات سياسية في أنظمة قمعية ومركزية قابضة على السلطة بقوة، فصاروا شركاء لها ثم ضحايا لها. فالبيطار، الذي أصبح رئيسًا لوزراء سوريا، اضطر إلى مغادرتها عام 1966، ثم اغتاله النظام السوري في باريس عام 1980.

هل كل هذا مؤشر على مستقبل القومية العربية؟

في حقيقة الأمر، شهدت القومية العربية أزمات متعددة، لكن نكبتها الكبرى الأولى كانت في هزيمة 1967، والتي كانت سببًا في القول بفشل الدولة القومية العربية في مرحلة ما بعد الاستقلال. فصارت الناصرية كنموذج في مهبّ الريح، ثم جاءت وفاة جمال عبدالناصر وصعود أنور السادات فتراجعت القومية في مصر، في حين كان النموذجان البعثيان في العراق وسوريا في صراع دامٍ، خاصة بعد عام 1980.

وكانت قبضة حافظ الأسد القاسية على الحكم في سوريا منذ عام 1971 سببًا في استمرارية حزب البعث في حكم سوريا حتى عام 2024.

إعلان

حقق حزب البعث في العراق نجاحًا وتنمية غير مسبوقة في سبعينيات القرن العشرين، حتى كان يُشار إلى العراق كنموذج للتنمية التي شملت التعليم والصحة وغيرها، غير أنَّ مغامرات صدام حسين أدت إلى نهاية حكمه في عام 2003.

ويمكن القول إن ارتباط القومية العربية بأنظمة الحكم التي صعدت بها إلى السلطة عبر الاستيلاء القسري، لم يُتح للأحزاب القومية العربية التجذر في المجتمعات العربية، فصارت أحزابًا سطحيّة.

يُضاف إلى ذلك عنف السلطات الذي وصل إلى حدّ التطرف في التعامل مع الشعب في كل الحالات، وإن تفاوت هذا العنف من مصر إلى العراق إلى المجازر في سوريا. فهل فقدت القومية العربية بريقها نتيجة لذلك؟

مع سقوط الأسد، لم يعد حزب البعث كما كان، ومع سقوط صدام حُلّ حزب البعث، وبدأ يتلاشى مع مرور الزمن. في حين بقي للناصرية حضور حتى اليوم في مصر، ويعبر عنها أكثر من حزب سياسي، كما أن سياسات عبدالناصر في البناء الاقتصادي والتعليم والعدالة الاجتماعية أوجدت للنموذج الناصري روحًا لا تزال باقية في الوجدان المصري.

سيصبح حزب البعث جزءًا من الماضي في سوريا، وسيصبح مثالًا لفشل القومية العربية، وسينشأ لدينا فراغ فكري أو أيديولوجي يقود السياسة، ليصبح الإسلاميون هم من يحملون رؤى تنظيرية وفكرية قائمة على الدين.

وفي وسط كل هذا، أصبح العرب يبحثون عن طريق جديد، وهذا ما وُلِد في مظاهرات بغداد في ساحة التحرير المناهضة للطائفية واحتكار السلطة باسمها، وفي بيروت حيث يؤسس الشباب لنهج جديد بعيدًا عن المحاصصة، حتى نجحوا في دخول البرلمان، وفي تونس والجزائر.

هذا التيار، الذي يمكن أن نطلق عليه "الطريق الثالث"، هو وليد فشل الإسلاميين في العراق على أرضية مذهبية (شيعة/سنة)، وفشل القوميين العرب في السلطة.

لذا، فإن الطريق الثالث هو نموذج يبلور رؤى وطنية بحتة لا تنكر الروابط العربية القائمة على اللغة العربية والتاريخ المشترك والمصالح المشتركة. إنه طريق الجيل الجديد، الذي يبحث عن نموذج جديد يعبر عنه، وفي ذات الوقت يعترف بالتنوع والتعددية الإثنية، ويبحث عن المصالح العليا للوطن والشعب.

إعلان

إن المتتبع للحالة السورية الحالية سيجد أن حلم التحرر من قبضة الأسد سيذهب مع الوقت ليواجه الناسُ سؤالًا: من سيحكم؟ وعلى أي قاعدة فكرية سيحكم؟ هل يستطيع السوريون تشكيل أحزاب قوية تتفادى مآسي الماضي وتعيد بناء دولة عصرية؟ أم سيرضخون لواقع مفروض عليهم؟

في الواقع، إن ما يتبلور في العراق ولبنان من طريق جديد سيكون صداه في سوريا أوضح، إذ إن السوريين الذين تشردوا وعانوا الأمرّين وشاهدوا نماذج حكم مختلفة لن يقبلوا غير الحرية، وإلا فإن دورة جديدة من العنف والعنف المضاد ستبدأ هناك.

وبناء على ما سبق، فإن الأزمة الحقيقية هي في بناء أفكار لطريق جديد يقود سوريا سياسيًا. ويبدو أن من أسقطوا بشار الأسد يسعون إلى استلهام نموذج رجب طيب أردوغان بما يتحلى به من حنكة براغماتية، أو بناء نموذج آخر مختلف، وهذا ما يجب أن يراهن عليه السوريون، ليكونوا نموذجًا يُحتذى به عربيًا.

سقطت القومية العربية، نعم، لكنها كفكرة لم تسقط، بل باتت في حاجة ماسة إلى أن تتجدد. إن محاولات النقد البناء لأفكارها وممارساتها التي يقوم بها البعض، جعلت إطفاء أي شعلة فكرية أمرًا صعبًا. لكن اتباع هذا الفكر أو ذاك لا يتم عبر السلطة، كما حدث في النموذجين السوري والعراقي، بل يحتاج إلى البناء الأيديولوجي، وهو أمر ليس سهلًا في زمن "الحداثة السائلة" التي لا تؤمن بالأيديولوجيا.

وبغير ذلك البناء الأيديولوجي، لن يكون لكثير من الأنظمة روح، وستحكم تحت مظلة المصالح في صورة براغماتية بحتة، لينتهي بذلك زمن الأيديولوجيا، حتى وإن تمسّحت بصورة عروبية أو إسلامية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • أكثر من 100 ألف لاجئ سوري عادوا من تركيا إلى بلادهم خلال شهرين
  • 34,690 سوريا غادروا الأردن منذ سقوط نظام الأسد
  • ما هو الكثير الذي تقدمه الولايات المتحدة لمصر والأردن؟
  • هل انتهت القومية العربية بسقوط بشار الأسد؟
  • إلغاء مسيرة قافلة عسكرية روسية في سوريا بعد تدخل وزارة الدفاع
  • هدوء حذر على الحدود اللبنانية السورية بعد اعتداءات لـ |هيئة تحرير الشام”
  • لبنان: قذائف مصدرها “هيئة تحرير الشام” تسقط في جرود الهرمل الحدودية مع سوريا
  • النسيان يتهدد آلاف السوريين ببريطانيا بعد تجميد طلبات لجوئهم
  • مدبّر مجزرة التضامن.. "صقر" نظام الأسد يثير الغضب في سوريا
  • كيف تبدو أسعار العقارات في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟