شيعة سوريا يستغيثون: الضمانات الدولية لهم واجب شرعي ومطلب سياسي واعتبار أخلاقي
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
9 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: غيوم سوداء تتلبد في سماء مرقد السيدة زينب ع، رمز الكرامة والشرف، شاهدة على صمت يوشك أن يتحول إلى كارثة. أصواتٌ خافتة من مواطنين ورجال دين ترتفع في زحمة التخاذل: تحركوا قبل أن تُهان الكرامات وتُدنَّس المقدسات ويُراق الدم الشيعي البريء.
مرقد السيدة زينب ليس مجرد بناء من الحجارة، بل هو حصنٌ للهوية ومأوى للذاكرة الشيعية.
اليوم، يُترك وحده، مع شيعة سوريا، خاليًا من الحمايات والزوار، وكأنه غريب في أرضه.
هذا النداء ليس ترفًا بل واجب، نداء إلى القلوب الحية والعقول المستنيرة، إلى كل من يرى في الدفاع عن الكرامة فرضًا لا خيارًا.
ينبغي أن يضمن الساسة الشيعة في العراق، خصوصا، حقوق ومصالح شيعة سوريا من خلال السعي للحصول على ضمانات واضحة عبر قنوات دبلوماسية وسياسية، تشمل الضغط على الجهات المؤثرة مثل قطر وتركيا، اللتين تعدان من الداعمين الرئيسيين لجبهة النصرة وبعض فصائل المعارضة السورية.
ما نفع الشعارات والخطابات إذا بقيت عاجزة عن تحريك الساكن؟ ما قيمة الكلمات إذا لم تتحول إلى فعلٍ يحمي الدماء ويحفظ المقدسات؟ أقل الواجب أن تتحركوا، أن تتواصلوا مع الدول المؤثرة على المشهد السوري، مثل قطر وتركيا، لدفعهم نحو ضمانات تحفظ المرقد وزائريه من أي عدوان.
هذا التحدي هو اختبار للمرجعيات الدينية والسياسية العراقية، امتحان لوعيهم ومسؤوليتهم في تجنب ما لا يحمد عقباه. التقاعس اليوم يعني المشاركة في الجريمة، والتماهل يعني تحميل أوزار الدماء التي ستُسفك.
الشعارات التي تملأ الساحة اليوم في سوريا لا تدعو إلى الاطمئنان، بل هي ناقوس خطر يُقرع في وجه الجميع. إن كنتم حقًا على مستوى المسؤولية، فهذه لحظة الحقيقة؛ لحظة تظهر فيها الزعامات قدرتها على مواجهة الكوارث قبل أن تقع.
الكرامة ليست كلمة تُقال، بل فعل يُمارَس. والمقدسات ليست إرثًا للتأريخ فقط، بل هي مسؤولية أمام الله والتاريخ. فمن يجرؤ على التخاذل في هذه اللحظة، فليستعد للحساب أمام الله.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر يطلق دعوة لاعتماد ميثاق أخلاقي عالمي للإعلام
أكدت الدكتورة رهام عبد الله سلامة، الأستاذ المساعد بجامعة الأزهر والمدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على الدور المحوري للإعلام العالمي في ترسيخ السلام والتصدي لخطاب الكراهية.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقتها في المؤتمر الدولي حول "الجوانب القانونية لمكافحة الكراهية وإرساء مبادئ التسامح والسلام" والمنعقد بجامعة المدينة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال يومي 14 و15 أبريل، حيث شاركت بورقة بحثية بعنوان "الدور الدولي لوسائل الإعلام في بناء السلام ومواجهة الكراهية" استعرضت فيها التحديات والأساليب اللازمة لحماية المجتمعات من خطر الإعلام المتطرف.
وأشارت سلامة، إلى أن الإعلام يمتلك قوة تأثير تفوق الجيوش، مستعرضة كيف استغلت التنظيمات الإرهابية هذه القوة لنشر أفكارها وتجنيد الشباب. وشددت على ضرورة السعي نحو إعلام واعٍ وهادف، يقوم على البناء والوعي، ويحافظ على الخصوصيات الثقافية.
ولفتت إلى أهمية اتحاد المؤسسات الإعلامية العالمية لمواجهة الفكر المتطرف، مع التركيز على المشتركات الإنسانية وتعزيز قيم التعايش واحترام حقوق الإنسان. واقترحت آليات عملية لتحقيق ذلك، منها نشر ثقافة التسامح، والتصدي لخطاب الكراهية، وإبراز النماذج الإيجابية للتعايش، وتعزيز الحوار بين الثقافات.
في سياق متصل، استعرضت الدكتورة سلامة جهود مرصد الأزهر في مكافحة التطرف، من خلال التقارير الدورية والحملات التوعوية والأبحاث المتخصصة، بالإضافة إلى دوره في تفنيد المفاهيم المغلوطة التي تروج لها الجماعات المتطرفة.
وقدمت مجموعة من التوصيات الهامة، أبرزها:
* تبني ميثاق أخلاقي عالمي للإعلام يقوم على المشتركات الإنسانية والقانون الدولي.
* دعم إنشاء "محكمة دولية للإعلام" للنظر في انتهاكات التحريض والتحيز.
* تحسين خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي لإعطاء الأولوية للمحتوى المعزز للسلام.
* تعزيز الشراكات الإعلامية الدولية لإنتاج محتوى يدعم الحوار ويحد من التضليل.
* إدخال التربية الإعلامية في المناهج الدراسية لتمكين الأجيال الجديدة من تحليل الأخبار بوعي.
* تطوير "مرصد عالمي" لرصد خطاب الكراهية وتقييم جهود الإعلام في تعزيز السلام تحت مظلة الأمم المتحدة، مع استعداد مرصد الأزهر للمشاركة الفعالة في هذا العمل.
ودعت إلى تضافر الجهود لضمان إعلام نزيه يخدم الإنسانية ويسهم في بناء مجتمعات أكثر انسجامًا وعدالة.