بقلم : حسين الذكر ..

في سبعينات القرن المنصرم مورست كرة القدم اليابانية بشكل بسيط لا حضور مؤثر له في اسيا لا على مستوى الأندية ولا المنتخبات .. فهي لم تشكل رقما تنافسيا لاي مجموعة تقع فيها بل ان المنتخبات تفرح لوجودهم معها لاعتبارات الفوز وتسجل اكثر اهدفا بشباكهم ..
مطلع الثمانينات تصدرت اليابان المشهد كدولة صناعية كبرى عالميا من انتاج السيارات الى اصغر أجهزة الراديو وماركات الساعات وغدت تمثل الجودة والقوة عالميا .

. بمعنى آخر حق لها دخول النادي الصناعي والتجاري العالمي حتى طمحوا بمقعد دائم بمجلس الامن الى جانب الدول الخمسة الكبرى بدليل واضح على ما عبرته من مراحل تطور لجميع مفاصل الدولة .
بعد ذاك تطلعت اليابان لدور مؤثر بالراي العام العالمي وليس فقط بدول وعواصم ومؤسسات العالم ليعبر عن قوتها وحضورها المتنامي وما تمتلك من طموح يمكن ترجمته من خلال ملفات حياتية عدة .. فالتجات للملف الثقافي بالفن والتمثيل وعقد المؤتمرات وإقامت المعارض وبيع وشراء التحف العالمية ثم استدارت نحو كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى عالميا ( لتكون الرياضة والثقافة ) رئيسيين باعتبارهما قوى ناعمة لا بد لها ان توزاي تطورها الصناعي وليس كما يتوهم البعض بانها تريد الحصول على كاس العالم لذاته .ثم بدا التخطيط لدخول اللعبة كتعبير وهوية للقوة الناعمة اليابانية لتنسجم وتتحد مع القوة الثقيلة ودعم بعضهما البعض .. بمعنى آخر ان القضية برمتها ليست لعب ( كوورة ) كما يعتقد ويذهب جهابذة المحللين .
لبلوغ الهدف الطموح وضع المفكر الياباني استراتيج يليق بعظمة وإمكانات الساموراي كدولة وشعب وثقافة وفكر وقوة متحققة على الواقع الميا وليس وطنيا فحسب .. فرفع شعار الحصول على كاس العالم .. من خلال بناء المؤسسات والأندية والمدارس الكروية الاحترافية والتوسع بالمنشئات والملاعب وسن القوانين اللازمة. وهي اهداف قومية مدعومة من قبل النخب وبقية الطبقات الواثقة بحكومتهم .
فانطلقت الأندية منذ ذلك الحين تسعى بتؤدة قاريا حتى تسيدت آسيا في التسعينات ثم ظهرت بالمونديال كضيف دائم ومنافس لا يزاح بسهولة وبشعار واضح : ( ان الكومبيوتر على الطريق الصحيح في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القوة الناعم بعد ان حققها في القوة الثقيلة ).
ببداهة لا يعني ان اليابان ستفوز بكاس العالم خلال عقدين قادمة .. فالمفكر الياباني لم ينظر لها بهذه السذاجة – فكرة القدم – لعبة تنافس وتحكمها ظروف وجزيئات .. لكنهم اصبحوا أسياد العالم بتوظيف القوة الناعمة وان لم يحققوا كاس العالم .. وهذا هو المطلوب .. يقول سقراط : ( ليس المهم ان تتولى المنصب .. بل الأهم ان تكون قادر على توليه بكامل الاهلية متى ما اتيحت الفرصة ) .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات کاس العالم

إقرأ أيضاً:

193 مليار دولار فائض الحساب الجاري في اليابان خلال 2024

 سجلت اليابان فائضاً في الحساب الجاري بقيمة 29.26 تريليون ين “193 مليار دولار” خلال عام 2024، وفق بيانات صادرة اليوم عن وزارة المالية اليابانية.

ونقلت وكالة أنباء “كيودو” ، عن وزارة المالية قولها، إن الفائض في ميزان الحساب الجاري، وهو أحد أوسع مقاييس التجارة الدولية، نما بنسبة 29.5% مقارنة بالعام السابق، ليرتفع للعام الثاني على التوالي ويمثل أعلى مستوى منذ أن أصبحت البيانات القابلة للمقارنة متاحة في عام 1985.

وقالت الوزارة في تقريرها الأولي إن الدخل الأولي، الذي يعكس مقدار ما حققته اليابان من الاستثمارات الخارجية، ارتفع بنسبة 11.3% عن العام السابق إلى 40.21 تريليون ين، وقد تعزز الدخل الأساسي لليابان بفضل العائدات من الاستثمارات الأجنبية المباشرة من جانب الشركات المحلية ودخل الأرباح في الخارج، مع ارتفاع قيمة هذه العائدات.

وسجلت تجارة السلع عجزا قدره 3.90 تريليون ين، بانخفاض 40%، مع ارتفاع الصادرات بنسبة 4.5% إلى 104.87 تريليون ين، كما ارتفعت الواردات أيضا بنسبة 1.8% إلى 108.77 تريليون ين .


مقالات مشابهة

  • العراق بالمرتبة (140) عالميا بالفساد
  • كرة القدم .. عباقرة السر وبهلوانية العلن !
  • يقتل وليس له اسم .. مأساة مرض يصيب طـ.ـفلا بريطانيا من بين 23 حالة في العالم
  • كيف يساعدنا شهر شعبان على بلوغ رمضان.. الأزهر يوضح
  • راموس يتطلع إلى لقب جديد في كأس العالم للأندية
  • 193 مليار دولار فائض الحساب الجاري في اليابان خلال 2024
  • الإعلامية منى شكر: اليابان تلقت تطمينات من ترامب بخصوص العلاقات السياسية والعسكرية
  • أفضل لاعبي كرة القدم في 2025: من تصدر قائمة الأفضل هذا الموسم؟
  • الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الأداة الناعمة لنفوذ الولايات المتحدة
  • صلاح.. ملك الإنسانية.. من أرضية الملعب إلى ميادين الأخلاق.. «أبو مكة» يلهم العالم بأفعاله وإنجازاته.. الفرعون المصري أيقونة كروية تتجاوز المستطيل الأخضر.. «مو» سفير الخير وقوة مصر الناعمة في أوروبا