ذيول التطرف تنمو وتتوسَّع إبان الأزمات
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
الإرهاب لا دين له، ولا مذهب ولا قومية
الأزمة السورية الراهنة هي أزمة عربية إقليمية جديدة، تطلُّ برأسها الأسود، لتؤكد أن المنطقة العربية بأسرها ترزح تحت وطأة الأزمات المتشابكة، فلا تكاد تظهر مشكلة إلا وتتلوها مشكلة أخرى، بلا أي حل؛ مما يفتح المجال لتفاقم الأزمات ويزيد من فرص الأيادي الخارجية التي تفسد الداخل العربي.
وتظلُّ الإمارات داعمًا قويًّا لكل إخوتها في المنطقة؛ فقد أكد رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد "تضامن دولة الإمارات مع سوريا، ودعمها في محاربة الإرهاب والتطرف، "كما شدد على موقف دولة الإمارات الداعم لحل سلمي للأزمة السورية؛ بما يُحقِّق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو وحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها".
إذ إنه لا بدَّ من حلِّ هذا الوضع المخيِّب للآمال، الذي لن يتأتى بدون التركيز على وضع مبادئ وقيم السِّلم داخل منظومة الوطن، وإحياء قيم المواطنة، والحفاظ على الدولة الوطنية، وحماية مؤسساتها الرسمية؛ باعتبارها حجر الزاوية للخروج من الفوضى والعنف.
إن الإرهاب لا دين له، ولا مذهب ولا قومية، فهو عدو الإنسانية والازدهار والتسامح، الجماعات الارهابية التي تعيث فسادًا كلها مدانة ومرفوضة بغض النظر عن مذهبها الديني، لا تصنيفات للجماعات الإرهابية، ولا يمكن الحديث عن إرهاب مقبول وآخر غير مقبول، ولا يمكن الكيل بمكيالين في التعامل مع الإرهاب، موقفنا تجاه الإرهاب واحد، ولا نحاسب الجماعات على انتماءاتها المذهبية، بل على أفعالها ومدى انسجامها مع الفكر المتطرف، كما لا يمكن أن نجتث الارهاب من المنطقة إذا لم نعامل كل الكيانات الإرهابية بمنطق واحد، وهو الرفض والمواجهة.
الإرهاب نسخة مشوَّهة من الإسلام، ملؤها الغلوُّ والتطرُّف، فالذي يسقي شجرة الإرهاب يبدأ أولًا بتكفير مَن حوله، ثم يأتي الغلوُّ في الدين والتشدُّد، إلى أن نصل للإرهاب، الذي يُعبَّر عنه بالعنف وسفك الدماء.. إلخ.
إنّ العنف الذي يتخفَّى وراء قناع الدين هو تجارة قد انتعشت في عصور الانحطاط الفكري، كما يرى باحثون أنّ السلفية الجهادية تضع المسلم أمام خيارين لا ثالث لهما: فإمّا أن يكون سلفيًّا وإمَّا ألا يكون مسلمًا.
ولن يكون الغرب في أمان بأي حال من الأحوال، فربما يتلقَّى صفعات مماثلة لضربات الإرهاب، ما دام أنه يتجاهل الأصوات المنادية بإطفاء الحرائق في الشرق الأوسط، وليت الأمر يتوقف عند التجاهل، بل إن الغرب كثيرًا ما يلهو بإدارة الصراع في المناطق الملتهبة، مما يجعل ذيول التطرف تنمو بشكل متزايد في أماكن الصراع، وتتوسَّع في أوقات الأزمات.
وللأسف تعمَّق الإرهاب في المنطقة، بحيث أصبح خارج السيطرة والتحكُّم، وتفرعت منه أذرع، والكارثة أننا نعتقد أننا ألحقنا الهزيمة بالتنظيمات المتطرفة، وهذا ليس صحيحًا في الواقع؛ فإن انشطارات الجماعات الإرهابية، وتفرعها إلى خلايا صغيرة متشددة، جعل خطورتها تفوق التنظيمات الإرهابية الأم؛ لقدرتها على البقاء والمقاومة والتخفِّي. هذه الخلايا النائمة أو المتحركة تنتظر الفرصة المواتية، وعدم الاستقرار في المنطقة هو المناخ المناسب لتنمو بشكل كبير. هذه الجماعات تبحث عن التجييش والتعبئة، فهي ثمرة التقاء الفارين واللاجئين وبقايا فلول الهاربين يجمعهم فكرة التدمير والشرِّ والخراب، ليشكِّلوا تهديدًا أمنيًّا خطيرًا.
ولهذا أؤكد أنه لا بد من رسم خارطة جديدة للصراع، لمحاولة امتصاص التصعيد والتوتر القائم؛ فقد آن الأوان لذيول التنظيمات بأن تحتضر!!
إنّ أخطر وسائل التنظيمات الجهادية هي غزو الفكر من خلال الإعلام الإلكتروني والتواصل الاجتماعي الذي بات على مستوى التجنيد أو الدعاية، أو نشر التوجُّهات الضالة التي حوَّلت مسارات الجماعات بأن تصبح أكثر عنفًا ودمويَّة.
وإنَّ أهم الدروس المستفادة من قضايا التطرف هو أنَّ الحرية والكرامة مثل لقمة العيش، يجب أن تتقاسمها البشرية فيما بينهما، وإن اختلّت المعادلة في التقسيم أضحى الجميع يعاني ويتهدَّد وجوده وحضوره الإنساني.
ولن تتحقق الحرية إلا بتعزيز الحوار، وإدارة مناقشات جادة مع هؤلاء الخوارج بالحجة والبرهان، مثلما كان يفعل الخليفة عمر بن عبد العزيز، الذي تاب ورجع على يده كثيرون؛ لأن الحوار من أهم الركائز في تعزيز مفهوم السلم والأمان الداخلي للأوطان.
حفظ الله سوريا من كل سوء، وألهم كل أطراف الصراع تغليب مصلحة الوطن على المصالح الطائفية الضيقة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا
إقرأ أيضاً:
المحمداوي: العراق يرفض أن يكون الإرهاب جزءاً من حالة سياسية في سوريا
بغداد اليوم- بغداد
أكد نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي، اليوم الإثنين، (9 كانون الأول 2024)، أن العراق استعد مبكراً لتعزيز وحماية حدوده الغربية وتأمين جبهته الداخلية، مشيرا الى "رفض العراق ان يكون الإرهاب جزءاً من حالة سياسية في سوريا".
وأشار المحمداوي في تصريح صحفي، الى، أن "هناك موقفاً ثابتا يدعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها"، لافتا إلى أن "موقف العراق يشدد على أن لا يكون الإرهاب جزءاً من أية حالة سياسية أو تشكيل جديد هناك، ولن يسمح بأن يهدد أمنه واستقراره".
وأوضح "وفق رؤية القائد العام للقوات المسلحة استعد العراق مبكراً وبأسبقية عالية لتعزيز حماية حدود العراق مع سوريا والتحسب لكل التحديات وإعطاء أسبقية لتأمينها وكذلك تعزيز الأمن الداخلي وتهيئة الاحتياطات"، مبيناً أن "القوات المسلحة عززت الحدود عبر التحصينات والخطوط الدفاعية والمناورة في القطعات".
وأضاف، إن "موقف العراق ثابت بدعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها واحترام جميع مكوناتها، وأن لا يكون الإرهاب والمجاميع الإرهابية جزءا من حالة سياسية أو تشكيل جديد أو أي عنوان لأن العراق سبق وأن عانى من تداعيات التطورات في سوريا التي أفرزت مجاميع إرهابية عبرت الحدود وهاجمت مدن عراقية وفي سبيل مواجهتها ودحرها قدمنا تضحيات غالية جدا، ونحن لن نسمح بأي تهديد".
وتابع المحمداوي "نحن في العراق نحترم إرادة الشعب السوري ونقدر مواقفه مع الشعب العراقي ويهمنا جداً أن نؤمن الحدود وأن لا نسمح بأية تطورات تؤثر على العراق، لأن مسرح العمليات في سوريا كان تأثيره كبير بالنسبة للعراق على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي في عام 2014 أيام هجوم عصابات داعش الإرهابية".
وكان الاجتماع المشترك للرئاسات وائتلاف إدارة الدولة، قد أكد في اجتماع لها مساء أمس الأحد، عند رئاسة الجمهورية ببغداد "موقف العراق الثابت بضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، "مشدداً على "أهمية احترام سيادة الأراضي السورية وخيارات الشعب السوري في العيش بأمان وسلام، ودعوة المجتمع الدولي لبذل الجهود من أجل دعم جادّ لاستقرار المنطقة".
وشدد أيضاً على أنّ الموقف العراقي موحد تجاه التطورات الإقليمية، ووضع خارطة طريق لتحديد العلاقة بين العراق وسوريا، وتكثيف الاتصالات مع الدول العربية والصديقة.