موقع 24:
2025-02-11@13:27:11 GMT

ذيول التطرف تنمو وتتوسَّع إبان الأزمات

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

ذيول التطرف تنمو وتتوسَّع إبان الأزمات

الإرهاب لا دين له، ولا مذهب ولا قومية



الأزمة السورية الراهنة هي أزمة عربية إقليمية جديدة، تطلُّ برأسها الأسود، لتؤكد أن المنطقة العربية بأسرها ترزح تحت وطأة الأزمات المتشابكة، فلا تكاد تظهر مشكلة إلا وتتلوها مشكلة أخرى، بلا أي حل؛ مما يفتح المجال لتفاقم الأزمات ويزيد من فرص الأيادي الخارجية التي تفسد الداخل العربي.


وتظلُّ الإمارات داعمًا قويًّا لكل إخوتها في المنطقة؛ فقد أكد رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد "تضامن دولة الإمارات مع سوريا، ودعمها في محاربة الإرهاب والتطرف، "كما شدد على موقف دولة الإمارات الداعم لحل سلمي للأزمة السورية؛ بما يُحقِّق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو وحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها".
إذ إنه لا بدَّ من حلِّ هذا الوضع المخيِّب للآمال، الذي لن يتأتى بدون التركيز على وضع مبادئ وقيم السِّلم داخل منظومة الوطن، وإحياء قيم المواطنة، والحفاظ على الدولة الوطنية، وحماية مؤسساتها الرسمية؛ باعتبارها حجر الزاوية للخروج من الفوضى والعنف.
إن الإرهاب لا دين له، ولا مذهب ولا قومية، فهو عدو الإنسانية والازدهار والتسامح، الجماعات الارهابية التي تعيث فسادًا كلها مدانة ومرفوضة بغض النظر عن مذهبها الديني، لا تصنيفات للجماعات الإرهابية، ولا يمكن الحديث عن إرهاب مقبول وآخر غير مقبول، ولا يمكن الكيل بمكيالين في التعامل مع الإرهاب، موقفنا تجاه الإرهاب واحد، ولا نحاسب الجماعات على انتماءاتها المذهبية، بل على أفعالها ومدى انسجامها مع الفكر المتطرف، كما لا يمكن أن نجتث الارهاب من المنطقة إذا لم نعامل كل الكيانات الإرهابية بمنطق واحد، وهو الرفض والمواجهة.
الإرهاب نسخة مشوَّهة من الإسلام، ملؤها الغلوُّ والتطرُّف، فالذي يسقي شجرة الإرهاب يبدأ أولًا بتكفير مَن حوله، ثم يأتي الغلوُّ في الدين والتشدُّد، إلى أن نصل للإرهاب، الذي يُعبَّر عنه بالعنف وسفك الدماء.. إلخ.
إنّ العنف الذي يتخفَّى وراء قناع الدين هو تجارة قد انتعشت في عصور الانحطاط الفكري، كما يرى باحثون أنّ السلفية الجهادية تضع المسلم أمام خيارين لا ثالث لهما: فإمّا أن يكون سلفيًّا وإمَّا ألا يكون مسلمًا.
ولن يكون الغرب في أمان بأي حال من الأحوال، فربما يتلقَّى صفعات مماثلة لضربات الإرهاب، ما دام أنه يتجاهل الأصوات المنادية بإطفاء الحرائق في الشرق الأوسط، وليت الأمر يتوقف عند التجاهل، بل إن الغرب كثيرًا ما يلهو بإدارة الصراع في المناطق الملتهبة، مما يجعل ذيول التطرف تنمو بشكل متزايد في أماكن الصراع، وتتوسَّع في أوقات الأزمات.
وللأسف تعمَّق الإرهاب في المنطقة، بحيث أصبح خارج السيطرة والتحكُّم، وتفرعت منه أذرع، والكارثة أننا نعتقد أننا ألحقنا الهزيمة بالتنظيمات المتطرفة، وهذا ليس صحيحًا في الواقع؛ فإن انشطارات الجماعات الإرهابية، وتفرعها إلى خلايا صغيرة متشددة، جعل خطورتها تفوق التنظيمات الإرهابية الأم؛ لقدرتها على البقاء والمقاومة والتخفِّي. هذه الخلايا النائمة أو المتحركة تنتظر الفرصة المواتية، وعدم الاستقرار في المنطقة هو المناخ المناسب لتنمو بشكل كبير. هذه الجماعات تبحث عن التجييش والتعبئة، فهي ثمرة التقاء الفارين واللاجئين وبقايا فلول الهاربين يجمعهم فكرة التدمير والشرِّ والخراب، ليشكِّلوا تهديدًا أمنيًّا خطيرًا.
ولهذا أؤكد أنه لا بد من رسم خارطة جديدة للصراع، لمحاولة امتصاص التصعيد والتوتر القائم؛ فقد آن الأوان لذيول التنظيمات بأن تحتضر!!
إنّ أخطر وسائل التنظيمات الجهادية هي غزو الفكر من خلال الإعلام الإلكتروني والتواصل الاجتماعي الذي بات على مستوى التجنيد أو الدعاية، أو نشر التوجُّهات الضالة التي حوَّلت مسارات الجماعات بأن تصبح أكثر عنفًا ودمويَّة.
وإنَّ أهم الدروس المستفادة من قضايا التطرف هو أنَّ الحرية والكرامة مثل لقمة العيش، يجب أن تتقاسمها البشرية فيما بينهما، وإن اختلّت المعادلة في التقسيم أضحى الجميع يعاني ويتهدَّد وجوده وحضوره الإنساني.
ولن تتحقق الحرية إلا بتعزيز الحوار، وإدارة مناقشات جادة مع هؤلاء الخوارج بالحجة والبرهان، مثلما كان يفعل الخليفة عمر بن عبد العزيز، الذي تاب ورجع على يده كثيرون؛ لأن الحوار من أهم الركائز في تعزيز مفهوم السلم والأمان الداخلي للأوطان.
حفظ الله سوريا من كل سوء، وألهم كل أطراف الصراع تغليب مصلحة الوطن على المصالح الطائفية الضيقة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية تؤكد أن معرفة مصير المفقودين إبان حكم النظام البائد تعد الخطوة الأولى نحو السلام الدائم في سوريا

جنيف-سانا

أكدت رئيسة المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا كارلا كينتانا أن معرفة مصير المفقودين إبان حكم النظام البائد، تعد الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام الدائم في البلاد.

وشددت كينتانا في ختام زيارتها الأولى إلى سوريا وفق ما نقل مركز أنباء الأمم المتحدة، على ضرورة إدراك حجم المأساة بعد أكثر من خمسين عاماً من حكم النظام البائد، بما في ذلك 14 عاماً من الحرب اتسمت بانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان.

وقالت كينتانا: إن الواقع الجديد في سوريا المفعم بالأمل بدأ يُظِهر فرصاً للبحث عن عشرات الآلاف من المفقودين، الأمر الذي لم يكن من الممكن تصوره من قبل.

وأشارت كينتانا إلى ضرورة الوفاء بحق العائلات في معرفة الحقيقة حول ما حدث لذويهم، معربة عن التزام المؤسسة بدعم الجهود الدولية والمحلية لتحديد مصير المفقودين، وذلك بالتوازي مع جهود بناء ذاكرة جماعية، وتعزيز التعافي المبكر في سوريا.

وأعربت كينتانا عن تقديرها للتعاون الذي أبدته الجهات الحكومية السورية، والانفتاح على مناقشة ضرورة تنسيق الجهود لكشف مصير المفقودين، وكشفت أن المؤسسة ستطرح في الأسابيع المقبلة مشروعاً للسلطات السورية لمناقشته مع المسؤولين والعائلات، بهدف توحيد الجهود في البحث عن الحقيقة والمساعدة في كشف مصير المفقودين.

وكانت كينتانا أكدت أواخر الشهر الماضي حرصها على العمل جنباً إلى جنب مع سوريا لمعرفة وتحديد مصير المفقودين فيها، واصفة ما جرى مؤخراً في البلاد وزوال النظام البائد بأنه لحظة محورية في السعي المستمر للسوريين من أجل الحقيقة والعدالة.

يذكر أن المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا هي الكيان الوحيد الذي تم إنشاؤه خصيصاً لمعالجة هذه القضية، ويأتي تفويضها من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بعد الجهود الدؤوبة لعائلات المفقودين السوريين.

مسؤولة أممية 2025-02-11Remسابق القاص إبراهيم صموئيل…في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق انظر ايضاً مسؤولة أممية: معاناة سكان غزة لا يمكن لأي إنسان تحملها

نيويورك-سانا حذرت جويس مسويا الرئيسة بالوكالة لمكتب الأمم المتحدة

آخر الأخبار 2025-02-11مسؤولة أممية تؤكد أن معرفة مصير المفقودين إبان حكم النظام البائد تعد الخطوة الأولى نحو السلام الدائم في سوريا 2025-02-10محافظ حلب يستقبل وفداً من أهالي مدينة نبل وبلدة الزهراء 2025-02-10قائد المنطقة الغربية بإدارة أمن الحدود: ضبطنا عدداً كبيراً من معامل صناعة الحشيش وحبوب الكبتاغون 2025-02-10عودة 100,905 مواطن سوري عبر المنافذ الحدودية مع تركيا خلال شهرين من تحرير سوريا 2025-02-10مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش لـ سانا: خلال شهرين من تحرير سوريا من النظام البائد، استقبلت المنافذ الحدودية مع تركيا 100,905 مواطنين من أهلنا السوريين العائدين للاستقرار النهائي في وطنهم 2025-02-10الصحة تبحث مع الدفاع المدني التعاون فيما يخص حالات الإسعاف والإحالة 2025-02-10وزير التجارة الداخلية ومحافظ حمص يتفقدان الأسواق والواقع التمويني في المحافظة 2025-02-10اتصالات حمص.. جهود مكثفة لتحسين الخدمات وتلبية الاحتياجات ‏ 2025-02-10رئيس هيئة الاستثمار: العقوبات على البنوك السورية تعوق الاستثمار 2025-02-10وحدة تعبئة مياه عين الفيجة تستأنف إنتاجها بجودة عالية وأسعار مناسبة

صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23 الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين ‏دبلوماسيين 2024-12-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • مستشار الأمن القومي: نقل 12 ألف عراقي من مخيم الهول واسترداد 3000 إرهابي
  • الاعرجي: استرددنا 3000 إرهابي ونقلنا 12 ألف مواطن من مخيم الهول الى العراق
  • الإستقلال يمهد لفك التحالف مع البام في الجماعات المحلية وسط تصاعد الخلافات
  • مسؤولة أممية تؤكد أن معرفة مصير المفقودين إبان حكم النظام البائد تعد الخطوة الأولى نحو السلام الدائم في سوريا
  • التعليم في مواجهة الأزمات.. هل يمكن أن يكون مفتاحًا للسلام والاستدامة؟
  • استقالات تأجيلات و صراعات.. المصالح الضيقة تعطل دورة فبراير في مجالس الجماعات
  • مستوى التراجع الإيراني الذي يخدم مصالح المنطقة
  • شهادات الادخار في مصرف أبو ظبي الإسلامي مصر تنمو لـ 42.425 مليار جنيه بنهاية 2024
  • خبير سياسي روسي لـ"البوابة نيوز": الحرب الطائفية قادمة في سوريا والنزاع سيستمر بسبب الجماعات الإرهابية
  • بوريطة: يمكن للعراق أن يكون منصة للقطاع الخاص المغربي وفي كل المنطقة المجاورة إليه