موقع 24:
2025-01-11@10:02:30 GMT

ذيول التطرف تنمو وتتوسَّع إبان الأزمات

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

ذيول التطرف تنمو وتتوسَّع إبان الأزمات

الإرهاب لا دين له، ولا مذهب ولا قومية



الأزمة السورية الراهنة هي أزمة عربية إقليمية جديدة، تطلُّ برأسها الأسود، لتؤكد أن المنطقة العربية بأسرها ترزح تحت وطأة الأزمات المتشابكة، فلا تكاد تظهر مشكلة إلا وتتلوها مشكلة أخرى، بلا أي حل؛ مما يفتح المجال لتفاقم الأزمات ويزيد من فرص الأيادي الخارجية التي تفسد الداخل العربي.


وتظلُّ الإمارات داعمًا قويًّا لكل إخوتها في المنطقة؛ فقد أكد رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد "تضامن دولة الإمارات مع سوريا، ودعمها في محاربة الإرهاب والتطرف، "كما شدد على موقف دولة الإمارات الداعم لحل سلمي للأزمة السورية؛ بما يُحقِّق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو وحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها".
إذ إنه لا بدَّ من حلِّ هذا الوضع المخيِّب للآمال، الذي لن يتأتى بدون التركيز على وضع مبادئ وقيم السِّلم داخل منظومة الوطن، وإحياء قيم المواطنة، والحفاظ على الدولة الوطنية، وحماية مؤسساتها الرسمية؛ باعتبارها حجر الزاوية للخروج من الفوضى والعنف.
إن الإرهاب لا دين له، ولا مذهب ولا قومية، فهو عدو الإنسانية والازدهار والتسامح، الجماعات الارهابية التي تعيث فسادًا كلها مدانة ومرفوضة بغض النظر عن مذهبها الديني، لا تصنيفات للجماعات الإرهابية، ولا يمكن الحديث عن إرهاب مقبول وآخر غير مقبول، ولا يمكن الكيل بمكيالين في التعامل مع الإرهاب، موقفنا تجاه الإرهاب واحد، ولا نحاسب الجماعات على انتماءاتها المذهبية، بل على أفعالها ومدى انسجامها مع الفكر المتطرف، كما لا يمكن أن نجتث الارهاب من المنطقة إذا لم نعامل كل الكيانات الإرهابية بمنطق واحد، وهو الرفض والمواجهة.
الإرهاب نسخة مشوَّهة من الإسلام، ملؤها الغلوُّ والتطرُّف، فالذي يسقي شجرة الإرهاب يبدأ أولًا بتكفير مَن حوله، ثم يأتي الغلوُّ في الدين والتشدُّد، إلى أن نصل للإرهاب، الذي يُعبَّر عنه بالعنف وسفك الدماء.. إلخ.
إنّ العنف الذي يتخفَّى وراء قناع الدين هو تجارة قد انتعشت في عصور الانحطاط الفكري، كما يرى باحثون أنّ السلفية الجهادية تضع المسلم أمام خيارين لا ثالث لهما: فإمّا أن يكون سلفيًّا وإمَّا ألا يكون مسلمًا.
ولن يكون الغرب في أمان بأي حال من الأحوال، فربما يتلقَّى صفعات مماثلة لضربات الإرهاب، ما دام أنه يتجاهل الأصوات المنادية بإطفاء الحرائق في الشرق الأوسط، وليت الأمر يتوقف عند التجاهل، بل إن الغرب كثيرًا ما يلهو بإدارة الصراع في المناطق الملتهبة، مما يجعل ذيول التطرف تنمو بشكل متزايد في أماكن الصراع، وتتوسَّع في أوقات الأزمات.
وللأسف تعمَّق الإرهاب في المنطقة، بحيث أصبح خارج السيطرة والتحكُّم، وتفرعت منه أذرع، والكارثة أننا نعتقد أننا ألحقنا الهزيمة بالتنظيمات المتطرفة، وهذا ليس صحيحًا في الواقع؛ فإن انشطارات الجماعات الإرهابية، وتفرعها إلى خلايا صغيرة متشددة، جعل خطورتها تفوق التنظيمات الإرهابية الأم؛ لقدرتها على البقاء والمقاومة والتخفِّي. هذه الخلايا النائمة أو المتحركة تنتظر الفرصة المواتية، وعدم الاستقرار في المنطقة هو المناخ المناسب لتنمو بشكل كبير. هذه الجماعات تبحث عن التجييش والتعبئة، فهي ثمرة التقاء الفارين واللاجئين وبقايا فلول الهاربين يجمعهم فكرة التدمير والشرِّ والخراب، ليشكِّلوا تهديدًا أمنيًّا خطيرًا.
ولهذا أؤكد أنه لا بد من رسم خارطة جديدة للصراع، لمحاولة امتصاص التصعيد والتوتر القائم؛ فقد آن الأوان لذيول التنظيمات بأن تحتضر!!
إنّ أخطر وسائل التنظيمات الجهادية هي غزو الفكر من خلال الإعلام الإلكتروني والتواصل الاجتماعي الذي بات على مستوى التجنيد أو الدعاية، أو نشر التوجُّهات الضالة التي حوَّلت مسارات الجماعات بأن تصبح أكثر عنفًا ودمويَّة.
وإنَّ أهم الدروس المستفادة من قضايا التطرف هو أنَّ الحرية والكرامة مثل لقمة العيش، يجب أن تتقاسمها البشرية فيما بينهما، وإن اختلّت المعادلة في التقسيم أضحى الجميع يعاني ويتهدَّد وجوده وحضوره الإنساني.
ولن تتحقق الحرية إلا بتعزيز الحوار، وإدارة مناقشات جادة مع هؤلاء الخوارج بالحجة والبرهان، مثلما كان يفعل الخليفة عمر بن عبد العزيز، الذي تاب ورجع على يده كثيرون؛ لأن الحوار من أهم الركائز في تعزيز مفهوم السلم والأمان الداخلي للأوطان.
حفظ الله سوريا من كل سوء، وألهم كل أطراف الصراع تغليب مصلحة الوطن على المصالح الطائفية الضيقة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا

إقرأ أيضاً:

فرنسا تدعو الجماعات المسلحة بالكونغو الديمقراطية إلى الحوار وإلقاء السلاح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دعت فرنسا، جميع الجماعات المسلحة النشطة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بما في ذلك حركة "23 مارس"، إلى استئناف الحوار وإلقاء السلاح. 

وذكرت السفارة الفرنسية في الكونغو الديمقراطية - في بيان أذاعته وكالة الأنباء الكونغولية اليوم الجمعة - أن " فرنسا تؤكد التزامها بوحدة أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية وسيادتها. ونظرا لأن الأزمة الحالية لها عواقب إنسانية خطيرة؛ فإن فرنسا تدعو كل الجماعات المسلحة، بما في ذلك حركة 23 مارس، إلى إلقاء أسلحتها واستئناف الحوار لوضع حد للعنف وحماية السكان المدنيين".

كما دانت فرنسا، الاشتباكات الأخيرة في شمال كيفو، بشرق الكونغو الديمقراطية. وأعربت عن قلقها بشأن الاستيلاء على مدينة ماسيسي؛ وهو ما يشكل خرقا لوقف إطلاق النار المبرم خلال 31 يوليو 2024؛ في إطار عملية لواندا.
 

مقالات مشابهة

  • عبد القادر مؤمن.. زعيم جديد لتنظيم داعش قد يغير موازين القوة الإرهابية في العالم
  • السنوار الذي أسقط الأسد.. عن الجانب الصحيح من التاريخ
  • طالبان تجيز قتل أعضاء حزب التحرير الأفغاني
  • جماعات مهجورة تستنزف ميزانيات ضخمة
  • فرنسا تدعو الجماعات المسلحة بالكونغو الديمقراطية إلى الحوار وإلقاء السلاح
  • حرائق الغابات تلتهم منزل مايلز تيلر الذي يقدر بـ 7.5 مليون دولار .. شاهد القصر بعد الحريق
  • أكرم حسني يشيد بابتكار جديد لــ مجدي يعقوب في جراحة صمامات القلب «صورة»
  • إنجاز مجدي يعقوب الجديد.. ماذا نعرف عن صمامات القلب التي تنمو بالجسم؟
  • حكومة تشاد تحبط "محاولة انقلاب" من جماعة بوكو حرام الإرهابية
  • المشدد 10 سنوات لـ«خلية أكتوبر الإرهابية»