شبكة اخبار العراق:
2025-02-11@08:15:18 GMT

سوريا تبتعد عن قيامتها أكثر

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

سوريا تبتعد عن قيامتها أكثر

آخر تحديث: 9 دجنبر 2024 - 10:42 صبقلم: فاروق يوسف في سياق ما يجري في سوريا من أحداث متسارعة يمني البعض نفسه باقتراب نهاية الفيلم السوري الحزين. وهي أمنية للأسف ليست في محلها وما من شيء يدعمها. ذلك لأن كل النتائج ستعيد إنتاج الأزمة الإنسانية بغض النظر عن تنوع وتعدد أشكالها وأقنعة رموزها. فلا النظام أثبت عبر أكثر من عقد من الزمان أنه قادر على استعادة سوريا وإعادتها إلى شكلها المستقر على الرغم من رثاثته ولا المعارضة بصبغتها العقائدية المتشددة تحمل للسوريين أنباء سارة عن نهاية معاناتهم التي لم تبدأ حين تحول حراكهم السياسي المتمرد إلى حرب أهلية.

فحرب المعارضة على النظام ستتحول إلى حرب على السوريين مثلما سبق لحرب النظام على معارضيه أن تحولت إلى حرب عليهم؛ بمعنى أن هناك ضحية ثالثة جاهزة لطرفي المعادلة. وهو ما يفتح الطرق كلها على نهايات مسدودة. لا لشيء إلا لأن صورة سوريا باعتبارها دولة كانت قد محيت لتحل محلها صورة سوريا التي هي مجموعة من الإقطاعيات التي تتبع كل واحدة منها طرفا عالميا أو إقليميا ينفق عليها ويريدها قاعدة لمستقبل نفوذه في المنطقة. وهكذا يكون الأسد والجولاني مجرد أداتين لتنفيذ مشاريع مؤقتة لا علاقة لها بمستقبل سوريا أو مصائر السوريين. وإذا كانت سوريا قد سقطت في هاوية التجاذب الروسي – الإيراني حين تم انتشالها من سيطرة التنظيمات والجماعات الدينية المسلحة فإنها ستتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات المتأخرة إذا سقط المزيد من مدنها في أيدي أفراد المعارضة الذين هم ليسوا سوريي الانتماء والولاء بالضرورة. وليس علينا أن نصدق أن المعارضة التي كانت يوما ما تُسمى جبهة النصرة والتي صُنفت باعتبارها فصيلا إرهابيا كانت عبر سنوات السبات التي عاشتها في إدلب قد تشبعت بالأفكار الحرة الديمقراطية وصارت حركة ثورية يهدف وجودها إلى إنقاذ سوريا والسوريين من نظام الأسد المتهالك الذي انتهت صلاحيته منذ عقود. فذلك التنظيم ما كان من الممكن أن يتم الإنفاق عليه عبر تلك السنوات الطويلة لولا أنه قد ازداد تعصبا وتشددا ولولا أنه لا يحمل لسوريا إلا الأفكار الظلامية والممارسات القمعية. مستقبل سوريا المرسوم من خارجها هو أسوأ من ذلك المستقبل المقيد بوجود عائلة الأسد مسنودة بحزب البعث الذي لم يعد سوى جهاز أمني. أما أن يكون تجدد القتال واجتياح المدن هو محاولة لإنهاء النفوذ الإيراني تكريسا لما حدث لحزب الله في لبنان فتلك كذبة الدليل عليها أن النفوذ الإيراني في العراق يتسع ويتصلب مع الوقت حتى يمكن القول إن الحكومة التي عينها تحالف الإطار التنسيقي (مجموعة الأحزاب الشيعية) هي الأكثر إيرانية من سابقاتها. ومن المعروف أن إيران تنفق في سوريا ولبنان أما في العراق فإنها عثرت على البقرة التي تُدر ذهبا. العراق هو درة التاج الإيراني وليس حزب الله كما يُقال دائما. كما أتوقع فإن إيران ستكف عن محاولتها الاقتراب من إسرائيل وسترفع يدها عن الحوثيين بعد أن تحولوا إلى قراصنة مطلوبين للعدالة لتتفرغ لشؤونها في العراق الذي يُدار من قبل وكلائها بطريقة سلسة ومريحة. هو فصل جديد مضاف من فصول مأساة الشعب السوري، من خلاله ستتصاعد أرقام المهجرين والمشردين والنازحين واليائسين. وهو ما يؤكد أن سوريا وقد تحولت منذ سنوات إلى ساحة لصراعات القوى الإقليمية والعالمية ستمعن أكثر في خرابها وضياع بوصلتها وستكف عن أن تكون المكان الموعود بعودة أبنائه. أما كذبة أن يكون المرتزقة ثوارا فإنها سرعان ما ستفتضح وسيعرف أبناء المدن التي يتم تدميرها مرة أخرى أن الطريق إلى القيامة ستزداد طولا بما يعني أن آلامهم ستزداد شدة وأن ضياعهم سيزداد غموضا. ولكن ما موقف روسيا من كل ما يجري في سوريا؟ من المؤكد أن روسيا تعلم أن الجولاني لم يحرك جيشه إلا بعد أن تلقى تعليمات من الولايات المتحدة سمحت له بخرق الاتفاق السابق الذي جعله قادرا على تأسيس إمارته في إدلب من غير أن يشعر بتهديد من الطيران الروسي. وكما أعتقد أن الأمر يتخطى تركيا باعتبارها الحائط الذي يستند التنظيم عليه أو قطر باعتبارها الخزانة التي تموله بالمال، أعتقد أن الدوائر الأميركية المعنية بالمسألة السورية أرادت أن تسبق وصول ترامب إلى البيت الأبيض بإحداث تغيير جوهري في سوريا وفرض ما ينتج عن ذلك التغيير أمرا واقعا. ذلك هو السؤال الذي لن يبقى حائرا ومُحيرا زمنا طويلا.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: فی سوریا

إقرأ أيضاً:

العراق يفاوض سوريا الجديدة بشأن الحصص المائية لنهر الفرات

بغداد اليوم -  بغداد

كشفت لجنة الزراعة والمياه النيابية، اليوم الثلاثاء (11 شباط 2025)، عن إجراء مفاوضات مع الجانب السوري حول الحصص المائية لنهر الفرات، وذلك في إطار الجهود المبذولة لضمان تدفق مياه النهر إلى العراق بشكل عادل ومنصف.  

وأكد عضو اللجنة النائب ثائر الجبوري في حديث لـ"بغداد اليوم" أن "ملف مياه نهر الفرات يعد من الملفات المهمة والاستراتيجية التي توليها الحكومة العراقية اهتماماً كبيراً. وأشار إلى أن هناك تحسناً ملحوظاً في إطلاقات المياه من الجانب السوري خلال الأسابيع الماضية، خاصة بعد الثامن من كانون الأول الماضي".  

وأوضح الجبوري أن "قوات قسد كانت تسيطر على أحد السدود الواقعة على نهر الفرات، مما أدى إلى قطع المياه عن العراق لفترات طويلة، لكن الوضع تحسن حالياً مع زيادة الإطلاقات المائية باتجاه العراق".  

وأضاف أن "المفاوضات مع الجانب السوري تركز على تعزيز الإطلاقات المائية وتقليل أزمة الجفاف التي عانى منها حوض الفرات في السنوات الأخيرة". كما أشار إلى أن "العراق عالج أزمة الجفاف جزئياً من خلال نقل المياه من نهر دجلة إلى نهر الفرات عبر ما يعرف بذراع نهر دجلة".  

وأوضح الجبوري أن "الحكومة العراقية تسعى جاهدة لضمان حصول العراق على حصته العادلة من مياه نهر الفرات، خاصة أن النهر يغذي مناطق واسعة تضم ملايين السكان، بالإضافة إلى القطاع الزراعي والقطاعات الأخرى التي تعتمد بشكل كبير على المياه".  

وكان قد كشف رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية فالح الخزعلي للجريدة الرسمية عن متابعة اللجنة لملف المياه مع دول الجوار، بما في ذلك ملف إنعاش الأهوار والتوزيع العادل للمياه. 

مقالات مشابهة

  • العراق يفاوض سوريا الجديدة بشأن الحصص المائية لنهر الفرات
  • الحقيل يوضح أكثر المناطق التي ستشهد نشاط للرياح
  • أكثر خطورة من الكوكايين والماريجوانا.. ماذا تعرفون عن الفنتانيل الذي يحاربه ترامب؟
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • مستوى التراجع الإيراني الذي يخدم مصالح المنطقة
  • الإطار:”قد” يحضر الشرع لمؤتمر القمة الذي سيعقد في بغداد
  • أكثر من 6 ملايين برميل من النفط صادرات العراق لأمريكا خلال شهر
  • زعيم المعارضة التركية يتهم أردوغان بالتخلي عن فلسطين.. ما علاقة سوريا؟
  • خلال شهر.. موانئ العراق تصدر أكثر من 3 آلاف حاوية لمنتجات وطنية (صور)
  • السوداني لترامب:الرجاء الموافقة على استمرار توريد الغاز الإيراني !!