ترامب: عدد المختطفين الأحياء في غزة أقل بكثير مما تتوقع إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
قال دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب، إن "عدد المختطفين الذين يعيشون في قطاع غزة أقل بكثير مما تعتقده إسرائيل".
وأضاف ترامب في مقابلة متلفزة الليلة الماضية مع قناة "إن بي سي:"، "لست مؤمنا بشدة بوجود عدد كبير جدا منهم على قيد الحياة، ولسوء الحظ لقد رأيت كيف تم معاملتهم ورأيت فتاة صغيرة يتم سحبها بعنف من شعرها وإلقائها في الجزء الخلفي من السيارة كما لو كانت كيسا من البطاطس".
وتابع "أكره أن أقول ذلك لكنني أعتقد أن عدد المختطفين الأحياء أقل بكثير من المتوقع، ويعتقد الناس أن هذا مجرد رأيي لكنني كنت على حق في كل شيء تقريبا".
وفي رده على سؤال فيما إذا كان سيضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب بغزة، قال "بالتأكيد أريده أن ينهيها لكن يجب أن يكون هناك نصر حتى لا يتكرر مثل هذا الهجوم الفظيع".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
الأحياء التخليقية وتغيير الإنسان
أ.د. حيدر بن أحمد اللواتي **
إذا كان هناك شبه اتفاق على أنَّ المصلحة الإنسانية هي الحاكمة في إجراء تغييرات على أشكال الحياة المختلفة، فإنَّ هناك خلاف كبير حول السماح بإجراء تغييرات على الخارطة الجينية للإنسان، حتى وإن كان ذلك في مصلحته.
يقول أحد علماء الأحياء التخليقية في كتابه "Regenesis" بأنه يمكن إجراء التغييرات المطلوبة على جينوم الخلايا الجذعية للإنسان بحيث يكون الجينوم الجديد يُشابه أو يُماثل إنسان النياندرتال (الإنسان البدائي)، ومن ثم يمكن استنساخ النياندرتال بواسطة أم بديلة، هذا إذا رأت البشرية قيمة للتنوع البشري.
وكما نلاحظ فإنَّ هذا التنوع البشري ليس تنوعًا في الأعراق والأجناس بل هو تنوع في نوع الكائن البشري!
وقد يرى البعض أن هذا التنوع له أضرار بليغة وليست له فوائد تُذكر، ولكن ماذا لو أننا قمنا بانتقاء جينات مُعينة من إنسان النياندرتال وأضفناها إلى جينياتنا لحل بعض التحديات الصحية، فمن المعلوم أن النياندرتال كان يمتلك عظامًا قوية وصلبة للغاية، واليوم تُعاني الكثير من النساء مع تقدم العمر من مرض هشاشة العظام، ألا يمكن الاستعانة بجينات النياندرتال لحل هذا التحدي. وهنا لا بُد من التوضيح أننا سنقوم بتغيير في الخلايا الجنسية للبشر، ولذا فإن هذا التغير هو تغير سيرثه أبناؤنا فيما بعد.
قد يطرح البعض بأن ذلك سيولِّد آثارًا سلبية أخرى، وهذا ممكن بل سيحصل قطعًا، ولكن لنفترض أن الإيجابيات أكثر بكثير من السلبيات، فهل يصح لنا القيام بذلك؟ وهل هناك تجاوزات أخلاقية لأنَّ ذلك يُعد تغييرًا حقيقيًا في الطبيعة البشرية؟!
بالمقابل هل هناك حرج من تغيير الطبيعة البشرية؟ بحيث يصبح الإنسان أكثر قوة وصلابة في مواجهة الأمراض المختلفة، فنحن لا نجد حرجًا في معالجة الإنسان من المرض، فلماذا التحرج من وقايته من تلك الأمراض، بأن يتم تغيير جيناته بحيث تصبح أكثر قدرة على مواجهة تلك الأمراض؟
وإذا كان ذلك أمراً لا حرج فيه، لننتقل إلى خطوة أكثر جرأة، ونتساءل ماذا عن محاولة تحسين صورته وإضفاء بعض لمسات الجمال عليه، فمثلًا يمكن للأبوين اختيار لون العينين اللذين يرغبان به لولديهما.
هناك بحوث مستمرة- وإن كانت تواجه تحديات كبيرة- عن الذكاء وربطه بالخارطة الجينية، كما إن هناك بحوث حول إطالة عمر الإنسان وهي محاولات جادة وواعدة، فهل يحق للبشر هندسة الإنسان وتطويره بحيث يمكنه العيش فترات أطول وبصحة أفضل؟
وهناك بحوث جريئة وخطيرة فقد تم وبنجاح إنتاج فئران من ذكرين من الفئران ودون الحاجة إلى بويضة أنثى، وذلك بتحويل الخلايا الجذعية من أحد الفئران الذكور إلى بويضة وتلقيح تلك البويضة بالحيوان المنوي، وقد نشر البحث في مجلة "نيتشر" العالمية ذائعة الصيت وأشارت المجلة بأن تطبيق التقنية على البشر لازال يواجه الكثير من التحديات والصعوبات.
إنَّ البحث العلمي الأخير يُشير إلى توجهات خطيرة تنحو إليها هذه البحوث فهذا يعني أن فكرة الإنجاب من الشواذ جنسيًا فكرة مُمكِنة، وربما ينجح البحث العلمي مستقبلًا أن ينحو هذا المنحى الخطير إذا لم توضع ضوابط قانونية.
كما إن هناك بحوثًا أخرى حول تطوير جنين في مختبر؛ وذلك بهدف فهم آلية تكون الجنين بصورة مفصلة، وعلى الرغم من أن القوانين في أغلب الدول تفرض قيودًا مشددة على هذا النوع من البحوث العلمية، وهذه القيود قائمة في بعض الدول على فكرة أخلاقية مفادها أنه لا يحق للأبوين التحكم بالجنين وإجراء تغييرات جينية على خارطته الجينية بهدف تحسين قدراته أو إضفاء لمسات جمالية على جسده.
كما إن أغلب الدول تسمح بعمل هذا النوع من الدراسات على ألا تمتد مدة تكوين الجنين 14 يومًا، وبعد ذلك يجب القضاء على الجنين المتوَلِّد.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هذا الموقف هو موقف مبدأي لن يتغير حتى مع تطور التقنيات والتحقق من سلامتها وأمنها؟ أم أن التحريم لأسباب أخرى مثل المخاطر المرتبطة بالتقنيات والخوف من الآثار السلبية؟
فإذا تطورت التقنيات بصورة كبيرة، فإن الموقف سيتغير وسيُسمح للوالدين بهندسة أطفالهما والحصول على أطفال حسب طلبهما!
هناك شركة صينية تعرف بمجموعة BGI تقوم بجمع الخارطة الجينية لملايين البشر، وتحاول من خلال قراءة الشفرات الوراثية للخرائط الجينية أن تتعرف على الشفرات الوراثية المشتركة التي تتواجد في الرياضيين والعلماء والعباقرة، وتدّعي الشركة بأنها قادرة على تعزيز ذكاء الطفل من خلال إجراء تغييرات بسيطة على خارطته الجينية لمستوى يصل الى ارتفاع عشرين نقطة في اختبار مستوى الذكاء (IQ test).
ومن هنا، يرى البعض بأن الصين من أكثر الدول المهيأة للسماح في المستقبل القريب الى اجراء عمليات تحسين وتعزيز للخارطة الجينية للصينيين، لأسباب عدة، من أهمها ضعف الثقافة الدينية عندهم مقارنة بالدول الغربية، كما إن الصينين وحسب معتقداتهم وفلسفاتهم القديمة، يعتقدون بأن الحياة تنمو في الكائن الحي بعد ولادته وليس قبل ذلك، ولذا فالتلاعب بالجينات للأجنة أمر لا حرج فيه من الناحية الأخلاقية.
هذا إضافة الى الطموح الكبير الذي يمتلكهم، كما إن الصين تتميز بتوفر الأرضية والإمكانات اللازمة، وإذا حدث أمر كهذا فإنَّ ذلك سيدفع الخصوم السياسيين الى إجراءات شبيهة وتخفيف القيود على مثل هذه العمليات، وبذلك سنشهد صراعًا من نوع جديد، صراعاً نحو تصنيع إنسان بإمكانات جسدية وعقلية غير مسبوقة!
للحديث بقية.
** سلسة من المقالات عن تاريخ علوم الحياة وحاضرها وفلسفتها والتقنيات القائمة عليها
** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس
رابط مختصر