شبكة اخبار العراق:
2025-04-14@23:50:45 GMT

سوريا تبتعد عن قيامتها أكثر

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

سوريا تبتعد عن قيامتها أكثر

آخر تحديث: 9 دجنبر 2024 - 10:42 صبقلم: فاروق يوسف في سياق ما يجري في سوريا من أحداث متسارعة يمني البعض نفسه باقتراب نهاية الفيلم السوري الحزين. وهي أمنية للأسف ليست في محلها وما من شيء يدعمها. ذلك لأن كل النتائج ستعيد إنتاج الأزمة الإنسانية بغض النظر عن تنوع وتعدد أشكالها وأقنعة رموزها. فلا النظام أثبت عبر أكثر من عقد من الزمان أنه قادر على استعادة سوريا وإعادتها إلى شكلها المستقر على الرغم من رثاثته ولا المعارضة بصبغتها العقائدية المتشددة تحمل للسوريين أنباء سارة عن نهاية معاناتهم التي لم تبدأ حين تحول حراكهم السياسي المتمرد إلى حرب أهلية.

فحرب المعارضة على النظام ستتحول إلى حرب على السوريين مثلما سبق لحرب النظام على معارضيه أن تحولت إلى حرب عليهم؛ بمعنى أن هناك ضحية ثالثة جاهزة لطرفي المعادلة. وهو ما يفتح الطرق كلها على نهايات مسدودة. لا لشيء إلا لأن صورة سوريا باعتبارها دولة كانت قد محيت لتحل محلها صورة سوريا التي هي مجموعة من الإقطاعيات التي تتبع كل واحدة منها طرفا عالميا أو إقليميا ينفق عليها ويريدها قاعدة لمستقبل نفوذه في المنطقة. وهكذا يكون الأسد والجولاني مجرد أداتين لتنفيذ مشاريع مؤقتة لا علاقة لها بمستقبل سوريا أو مصائر السوريين. وإذا كانت سوريا قد سقطت في هاوية التجاذب الروسي – الإيراني حين تم انتشالها من سيطرة التنظيمات والجماعات الدينية المسلحة فإنها ستتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات المتأخرة إذا سقط المزيد من مدنها في أيدي أفراد المعارضة الذين هم ليسوا سوريي الانتماء والولاء بالضرورة. وليس علينا أن نصدق أن المعارضة التي كانت يوما ما تُسمى جبهة النصرة والتي صُنفت باعتبارها فصيلا إرهابيا كانت عبر سنوات السبات التي عاشتها في إدلب قد تشبعت بالأفكار الحرة الديمقراطية وصارت حركة ثورية يهدف وجودها إلى إنقاذ سوريا والسوريين من نظام الأسد المتهالك الذي انتهت صلاحيته منذ عقود. فذلك التنظيم ما كان من الممكن أن يتم الإنفاق عليه عبر تلك السنوات الطويلة لولا أنه قد ازداد تعصبا وتشددا ولولا أنه لا يحمل لسوريا إلا الأفكار الظلامية والممارسات القمعية. مستقبل سوريا المرسوم من خارجها هو أسوأ من ذلك المستقبل المقيد بوجود عائلة الأسد مسنودة بحزب البعث الذي لم يعد سوى جهاز أمني. أما أن يكون تجدد القتال واجتياح المدن هو محاولة لإنهاء النفوذ الإيراني تكريسا لما حدث لحزب الله في لبنان فتلك كذبة الدليل عليها أن النفوذ الإيراني في العراق يتسع ويتصلب مع الوقت حتى يمكن القول إن الحكومة التي عينها تحالف الإطار التنسيقي (مجموعة الأحزاب الشيعية) هي الأكثر إيرانية من سابقاتها. ومن المعروف أن إيران تنفق في سوريا ولبنان أما في العراق فإنها عثرت على البقرة التي تُدر ذهبا. العراق هو درة التاج الإيراني وليس حزب الله كما يُقال دائما. كما أتوقع فإن إيران ستكف عن محاولتها الاقتراب من إسرائيل وسترفع يدها عن الحوثيين بعد أن تحولوا إلى قراصنة مطلوبين للعدالة لتتفرغ لشؤونها في العراق الذي يُدار من قبل وكلائها بطريقة سلسة ومريحة. هو فصل جديد مضاف من فصول مأساة الشعب السوري، من خلاله ستتصاعد أرقام المهجرين والمشردين والنازحين واليائسين. وهو ما يؤكد أن سوريا وقد تحولت منذ سنوات إلى ساحة لصراعات القوى الإقليمية والعالمية ستمعن أكثر في خرابها وضياع بوصلتها وستكف عن أن تكون المكان الموعود بعودة أبنائه. أما كذبة أن يكون المرتزقة ثوارا فإنها سرعان ما ستفتضح وسيعرف أبناء المدن التي يتم تدميرها مرة أخرى أن الطريق إلى القيامة ستزداد طولا بما يعني أن آلامهم ستزداد شدة وأن ضياعهم سيزداد غموضا. ولكن ما موقف روسيا من كل ما يجري في سوريا؟ من المؤكد أن روسيا تعلم أن الجولاني لم يحرك جيشه إلا بعد أن تلقى تعليمات من الولايات المتحدة سمحت له بخرق الاتفاق السابق الذي جعله قادرا على تأسيس إمارته في إدلب من غير أن يشعر بتهديد من الطيران الروسي. وكما أعتقد أن الأمر يتخطى تركيا باعتبارها الحائط الذي يستند التنظيم عليه أو قطر باعتبارها الخزانة التي تموله بالمال، أعتقد أن الدوائر الأميركية المعنية بالمسألة السورية أرادت أن تسبق وصول ترامب إلى البيت الأبيض بإحداث تغيير جوهري في سوريا وفرض ما ينتج عن ذلك التغيير أمرا واقعا. ذلك هو السؤال الذي لن يبقى حائرا ومُحيرا زمنا طويلا.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الرئاسي: اللافي ناقش مبادرته باعتبارها مسارًا جامعًا لاستعادة المشروعية الوطنية

عقد النائب بالمجلس الرئاسي، عبد الله اللافي ما يسمى بـ«اللقاء الحواري الوطني»، لمناقشة المبادرة السياسية التي تقدم بها، بالشراكة مع عدد من الفاعلين السياسيين، في إطار مشروع وطني متكامل يسعى إلى تجاوز الانسداد السياسي واستعادة زمام المبادرة الوطنية، على حد تعبيره.

وبحسب بيان المجلس الرئاسي، فإن اللقاء جمع عدداً من أعضاء مجلس النواب، ورؤساء الأحزاب، والتكتلات والتيارات السياسية، في حوار وصف البيان بـ”الصريح والمسؤول”، تمحور حول استشراف سُبل تفعيل المبادرة المطروحة، باعتبارها مسارًا جامعًا لاستعادة المشروعية الوطنية، وتعزيز مبدأ الملكية الليبية الخالصة للعملية السياسية
.
كما تناولت النقاشات الأدوار المحورية للأحزاب السياسية في بناء الثقة بين الفاعلين السياسيين والمجتمع، من خلال تبنّي خطاب واقعي يعكس تطلعات المواطنين، ويحصّن المسار الوطني من التأثيرات والتدخلات الخارجية، على وصف البيان الصادر.
ويُمثل هذا اللقاء محطة مفصلية في مسار البحث عن حل سياسي شامل ومستدام للأزمة الليبية، حيث طُرحت فيه مقاربات متعددة الزوايا—تشريعية، تنفيذية، إقليمية ودولية—تعكس إدراكًا عميقًا لتعقيدات المشهد، وتؤكد ضرورة إعادة بناء التوافق الوطني، على أسس واضحة تؤمن بالتعددية، وتحترم إرادة الليبيين، على حد تعبير البيان الصادر.

ولفت، إلى أن هذه المبادرة في سياق الدفع نحو بلورة مشروع إنقاذ وطني، يُعيد رسم ملامح المرحلة المقبلة، من خلال شراكة سياسية مسؤولة، ورؤية استراتيجية تستند إلى مرتكزات السيادة الوطنية، ووحدة القرار الليبي، بحسب ما جاء في البيان.

الوسومالرئاسي اللافي لاستعادة المشروعية الوطنية مسار جامع

مقالات مشابهة

  • موقع غازي متخصص:استهلاك العراق من الغاز الطبيعي بلغ أكثر من 19 مليار م3 خلال العام الحالي
  • حرب الرسوم.. ما أكثر السلع الصينية التي يعتمد عليها الأميركيون؟
  • الرئاسي: اللافي ناقش مبادرته باعتبارها مسارًا جامعًا لاستعادة المشروعية الوطنية
  • صنع في العراق.. ما الذي يعيق عودتها للسوق المحلية؟
  • مصدر حكومي:وزير النفط الإيراني قريباً في بغداد لتصدير نفط بلاده على أساس أنه عراقي بوثائق مزورة
  • كانت آتية من سوريا.. ضبط شاحنة محمّلة بمعدات لتصنيع الكبتاغون
  • سوريا.. نسبة التجارة مع العراق انخفضت إلى 5%
  • أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب؟
  • رشيد يطمئن الرئيس الإيراني بأن العراق يشكل الخط الدفاعي الأول عن إيران ورئتها الثانية
  • وزير الخارجية:طريق التنمية يُفيد تركيا اقتصاديا وتجاريا أكثر من العراق