اللبنانيون في السجون السورية.. بارقة امل في النفق الاسود ومسعى حكومي لكشف مصيرهم
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
من خيمة نصبت منذ عشرات السنوات أمام مبنى الاونيسكو في وسط بيروت، انطلقت صرخة مجموعة من الاهالي التي كانت تبحث عن ابنائها في اقبية سجون النظام السوري السابق. مئات من الشباب اللبناني اعتقلوا مع نهاية الحرب وقبلها، وانتفى خبرهم من يومها ولا زال اهلهم يبحثون عنهم.
ومع سقوط النظام السوري، وتحرير السجناء من "معتقلات النظام" لاحت بارقة امل في عتمة النفق الاسود، بان اللقاء بات قريباً، بمن ابعدتهم سنوات الاعتقال، وبحث في السجلات والاخبار عن معلومة تثلج قلب الاهالي بعد سنوات الانتظار.
الاهالي ينتظرون الفرج
متسمّرون امام شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي ينتظر اهالي اللبنانيين المعتقلين في سوريا خبراً من خارج الحدود عمن انتظروهم لسنوات وسعوا لمعرفة خبر عنهم . ساعات ثقيلة تمر على الاهالي بانتظار سماع اسم ذويهم في لائحة السجناء المحررين.
وفي هذا الاطار، تشير مصادر الاهل في حديث عبر "لبنان 24" الى ان الامور تحتاج الى ما يقل عن 72 ساعة لكشف مصير جميع المعتقلين، سواء اكانوا احياء او امواتا، معتبرين ان اي كلام في هذا الموضوع لن يؤدي الى اي نتيجة بانتظار ما ستؤول اليه الاتصالات التي تقوم بها الجهات المعنية مع الجيش السوري الحر لكشف مصير جميع المعتقلين.
علي ابو دهن: نقوم بكل ما يجب ان نقوم به
في الموازاة، أكد رئيس "لجنة المعتقلين السياسيين اللبنانيين المحررين من السجون السورية" علي أبو دهن في حديث عبر "لبنان 24" ان اللجنة تقوم بكل ما يمكن ان تقوم به للوصول الى الخواتيم السعيدة في قضية اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية، مشيراً الى ان الاتصالات تتكثف مع تركيا وسويسرا التي تسعى الى التواصل مع المعارضة في سوريا للتدقيق في اسماء اللبنانيين المفرج عنهم ومعرفة مصيرهم.
وأشار ابو دهن، الى انه لا يمكن بعد الحديث عن اعداد المعتقلين ، خصوصاً وان الامور لا تزال غامضة حتى الساعة، لافتاً الى انه من المستحيل لاي سجين ان يتواصل مع اهله بعد اكثر من 40 سنة من الانقطاع.
ورداً على سؤال عم اعداد اللبنانيين في السجون السورية، لفت ابو دهن الى ان اللوائح الموجودة لدى الهيئة تضم ما يقارب الـ622 اسماً والاسماء موثقة لدى الدول اللبنانية الا ان هذه الارقام مرشحة للارتفاع في الساعات المقبلة، اذا كانت هناك سجون غير مصرح بها، مشدداً على ان هذا الرقم غير نهائي بل هو نتيجة الاسماء الموثقة، خصوصاً وان العديد من الاهالي رفضوا تسجيل اولادهم، ومؤكدا ان سجن صيدنايا يحتوي على اكبر عدد من السجناء اللبنانيين وبالتالي فان معرفة مصيرهم يحتاج الى بعض الوقت.
حكوميا، طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية التواصل مع "الهيئة الوطنيّة للمفقودين والمخفيين قسراً في لبنان" التي تم إنشاؤها بموجب القانون105 /2018 الخاص بالمفقودين والمخفيين قسراً، ومع لجنة معالجة قضية اللبنانيين المعتقلين في سوريا المؤلفة بموجب القرار رقم ٢٠٠٥/٤٣.
وشدد رئيس الحكومة "على وضع كل الامكانات المتوافرة والتواصل مع الجهات المعنية في ضوء الافراج عن مئات السجناء من السجون السورية".
وعلى الاثر ومن جهته اتصل الامين العام لمجلس الوزراء بالهيئة واللجنة وطلب منهم الاجتماع بصورة عاجلة لاجراء الترتيبات اللازمة لمتابعة الملف. وتبلغ ان الهيئة واللجنة ستجتمعان في الساعات المقبلة.
اذا، اخبار مفرحة ينتظرها اللبنانيون في الساعات المقبلة، تكون هدية على ابواب الاعياد انتظروها طويلاً، ولوائح جديدة من المتوقع ان تصدر في الساعات المقبلة، تحمل اسماء اشخاص حلموا بالعودة الى حضن وطن تناسى قضيتهم ورماها في ادراج النسيان، وبقيت صورتهم معلقة على حائط خيمة كانت تعبر عن وجع والم واشتياق. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الساعات المقبلة السجون السوریة الى ان
إقرأ أيضاً:
نداء من سفير سابق إلى اللبنانيين: حكموا ضمائركم
وجه سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة رغيد الشماع، اليوم الثلاثاء، نداء إلى اللبنانيين دعا فيه إلى "العودة إلى الوطن للعبور به إلى الدولة القادرة، والعادلة، والسيدة، والحرة، والمستقلة". وقال الشماع: "إلى إخوتي في الوطن والوطنية والمواطنة، لا يمكن الوقوف بعد اليوم مكتوفي الأيدي، أو على قارعة أرصفة بعض الدول الإقليمية لاستجداء أحقاد إيديولوجية بعضنا على بعض. لقد جربنا، نحن اللبنانيين جميعا، أن يربح كل منا على حدة، فكانت النتيجة أن خسرنا بعضنا بعضا، وخسرنا لبنان. اليوم، اليوم وليس غدا، أنتم مدعوون للعودة إلى الوطن، لنعبر معا به إلى الدولة القادرة، والعادلة، والسيدة، والحرة، والمستقلة، فهذا الوطن يستحق منا ومنكم كل التضحيات، لا الأحقاد الإثنيةَ الدفينة، ولا التزلمات الإقليميةَ على حساب وجوديته". أضاف: "معا نعبر إلى الدولة ونبني لبنان الجديد، لبنان العيش معا، لا التعايش على أنقاض تجارب الماضي. معا نتسامح، ونتصالح، ونتصارح، فلبنان الغد يستحق منا أن نحب بعضنا بعضا، ليبقى الجامع بيننا. معا نبني لبنان الغد، لبنان الذي يكون على قدر طموحات شهدائنا جميعا، بكل اختلافاتهم، وعلى قدر أحلام أولادنا وأحفادنا، ليبقوا هنا، وليبقى الوطن". وتابع: "هذه دعوتنا لكم، حكموا ضمائركم، وتحلوا بشجاعة الشجعان، وضعوا يدكم بيد الذين هم أولى ببقائكم ركنا ركينا في الأخوة الوطنية، ليبقى لبنان". وختم: "لبنان لنا جميعا، معا ننهض به ليبقى ديننا بعد دين الله لبنان وطائفتنا لبنان".