محمد أبوزيد كروم: حمدوك -عميل وبليد كمان؟؟!!
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
-بعد أن إنتهت مهمة عملاء(تقدم) بفرض حظر لطيران الجيش السوداني بالفشل، وفشل توجه التدخل الدولي في البلاد الذي تبناه الفاشل البلاستيكي حمدوك، بدأت شلة العملاء في تبني خط جديد وهو رغبتهم في تكوين حكومة منفى، تشبه حالهم تماماً (من المنفى وإلى المنفى).
-ظلت هذه المجموعة البائسة تمارس معارضتها القذرة من الخارج طوال فترة حكم الإنقاذ، ولم تواجه الواقع الصعب إلا بعد أن وضعتهم المؤامرة والأقدار في مقعد الحكم ليواصلوا في نهجهم التدميري للبلاد ومقدراتها حتى أوصلوا السودان إلى الحرب ثم عادوا إلى حيث كانوا يبحثون عن تكوين حكومة المنفى التي تشبه حالهم!!
-بالطبع ليس لحمدوك موقف أو شخصية أو طعم أو مذاق، ولو أن هذه الشلة التي تسعى للإطاحة به نجحت في إبعاده عن تقدم تكون قد نجحت في إبعاد عميل بليد لن يفعل غير الضرر للجميع، ولذلك فإن حمدوك ينفذ ما تطلبه الإمارات منه بالحرف ولا يزيد.
-تجول خلال الفترة الماضية الشيخ شخبوط بن نهيان وزير الدولة بالخارجية الإماراتية، بين دول جوار السودان الأفريقي وبدأ في ترويج حمدوك للتعامل معه كرئيس وزراء شرعي للسودان، ومع ذلك لم ينجح شخبوط ولم تنجح حقائب دولاراته في تسويق البضاعة الفاسدة وعاد إلى أبوظبي خالي الوفاض.
-بالمقابل تصاعدت الخلافات بين شلة (تقدم) في اجتماعات عنتيبي الأوغندية حول حكومة المنفى، حيث يرى حمدوك أن يكون مقرها أبوظبي، بينما ترى مجموعة أخرى بقيادة الهادي إدريس والطاهر حجر وطه عثمان أن يكون مقر الحكومة في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع بدارفور، ولم ينته هذا الجدل إلى حل، بل تم ترحيل خلافات شلة تقدم إلى لجان ولجان منبثقة وهو ما يؤكد هشاشة هذا التحالف المصنوع.
-كل هذه التحركات تثبت أن الفشل والهزيمة هي التي قادت الإمارات وتقدم ومليشيا الدعم السريع لهذه الفرقعات الإعلامية التي بدأتها بما يسمى بالإدارات المدنية الفاشلة في دارفور ومدني وأخيراً بالخرطوم، ثم دعوات حظر الطيران، ثم مطالبات التدخل الأجنبي، ثم حكومة المنفى.. وأنا شخصياً في هذه الأزمة وفي كل مكوناتها وكل تجلياتها لا أخشى على السودان من العدو الداخلي أو الخارجي، بل أخشى من صفنا ومن النيران الصديقة أو التي يجب أن تكون صديقة، أنا أخشى على صفنا من صفنا!!
-أما هؤلاء السفهاء فأقول لهم تتحالفوا مع مليشيا الدعم السريع وتدافعوا عنها، تطالبوا بحظر طيران الجيش السوداني وتوقيع العقوبات عليه، أو تطالبوا بالتدخل الأجنبي، أو تهددوا بحكومة المنفى، كل هذا لا قيمة له ولا معنى ( ولو رجال تعالوا السودان ) ..
محمد أبوزيد كروم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: حکومة المنفى
إقرأ أيضاً:
لا سبيل لمدنية في حكومة مليشيا!
سألتني صديقةٌ أعتبرها مستنيرة "مجدداً عدتم إلى مربع (مدنياااو)؟ أي المطالبة بقيام دولة مدنية في السودان؟". فعقدت حاجبَيّ بدهشة لسببين أولاً، لأنها تعيش وأبناؤها الشباب في دولة متمدنة ينعمون فيها بأجواء الثقافة، واحترام القانون، وسيادة العدالة، والمواطنة المتساوية، وأميز ما فيها هو العدالة الاجتماعية، وسيادة ظواهر التراحم الإنساني. أما السبب الآخر للدهشة، فهو كيف جاز لقطاع عظيم من الذين هجّرتهم حكومة الكيزان وأبعدتهم عن الوطن، وحرمتهم من نعمة العيش في كنفه، أن ينخدعوا بتشويه صورة المدنية، كأنها عار يجب دفنه في التراب؟ وتجريم المدنيون الذين لم يرفعوا السلاح في وجه الشعب ولم يريقوا دماءه! نعم، إن المطالبة بالمدنية تخيف دكتاتوريات العسكر والحركة الإسلامية والدعم السريع، الذين تحالفوا في السابق لوأدها، ولم يتورعوا عن إقامة مجزرة القيادة العامة، وقتل الشباب وحرقهم واغتصابهم وتقييدهم، ورميهم في النيل مكبلين بالأصفاد والصخور. كان ذلك تأديباً لكل جيل من الشباب يجرؤ على رفع شعار الحكومة المدنية.
لذلك، ظنت مليشيات الدعم السريع أن أقرب السبل لكسب الشرعية في هذه الحرب الآثمة هو التحايل برفع شعار حكومة ديمقراطية، الذي اتكأ عليه مؤخراً بعض قادة تحالف القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) ليكسبهم شرعية إقامة حكومة موازية، حين فشل طرفا القتال في تحقيق انتصار حاسم في المعارك الدائرة بينهم، أو الجلوس على طاولة المفاوضات. وإنها الحرب بالتفاوض. ودعوة إقامة حكومة تعد خطوة انتحارية لـ (تقدم) في المقام الأول، وعلى التحقيق، إقامة حكومتين ليست بدعة في حاضر الدولة المنقسمة المتخلفة. لكنها قولاً واحدًا لن تحقق أسباب الأمن والاستقرار الذي يقود إلى بناء حكومة تخدم مواطنيها وترفع عنهم المظالم. إذ إن انعدام الفكرة والتأسيس لمليشيات الدعم السريع وطبيعة تكوينهم كمليشيات قبلية، تقودها أسرة آل دقلو الوالغة في الفساد الإخواني، وأنها قوات باطشة للشعب، استخدمتها الحركة الإسلامية كأداة لتثبيت وإطالة عمر سلطتها، ليس بسر خافي على أحد! بل أكثر من ذلك، لن تكون شرعيتها محط احترام المجتمع الدولي (فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائد الدعم السريع حميدتي لارتكابه فظائع ممنهجة ضد الشعب السوداني، كما فرضت عقوبات على 7 شركات مملوكة لقوات الدعم السريع توجد في الإمارات) 7يناير 2025
بالطبع، هذا يناقض دفوعات الأستاذ محمد التعايشي، القيادي في "تقدم"، بشأن إقامة حكومة موازية في أراضي الدعم السريع، والتي من المتوقع أن تكون حكومة مدنية وليست عسكرية! (إن شرعية الحكومة المزمع تكوينها تستند إلى شرعية أخلاقية وسياسية من أجل إنهاء الحرب وإحلال السلام).. وهذه دعاوى لا تستند إلى الحقائق، بل تمزج بين الغايات والوسائل بصورة تثير الرثاء، وتفقدهم الموالين الذين يقدرون بالفعل جهودهم المخلصة الحثيثة في إحلال السلام ووقف الحرب. كما تكسب الطرف الآخر كثيرًا من المواطنين الشاهدين على فِرية الأخلاق لدى الدعم السريع، وجرائم أقرّ بها قادتها أنفسهم، مع تأكيد فشلهم التام في ضبط قواتهم وممارساتهم اللاأخلاقية تجاه المواطنين العزل. ثم، هل يخفي على التعايشي وهو الذي عاش في دولة متمدنة، أن المدنية ما هي إلا قمة الأخلاق، الممارسة في المجتمعات المتحضرة، والتي تستند إلى قوانين صارمة لا تعفي مجرمي الحرب من فظائع انتهاكات حقوق الإنسان؟!
وفي الجانب الآخر، استند الكيزان في حكومة الأمر الواقع، بعد هروب حكومتهم من الخرطوم إلى بورتسودان، إلى براهين شرعية حكومتهم بحجج مشابهة لتلك التي يرفعها بعض مؤيدي إقامة حكومة الدعم السريع. كذلك يملكون البندقية والمساندة السياسية، إذ يزعمون أنهم يديرون معركة "كرامة" من أجل حماية الأخلاق. ومع ذلك، لم تعفهم تلك الدعاوى من التهم الموجهة إليهم بارتكاب جرائم لا تمت للأخلاق والقيم، بل ضد الإنسانية في حق المواطنين العزل. حيث سادت التفرقة العنصرية والقبلية، وترسخ قانون الوجوه الغربية بالاستناد العرقي، وتهم العمالة ضد الأبرياء لمجرد أنهم لم يغادروا منازلهم في حواضن الدعم السريع.
يصرح ضباطها الجهاديون بأنه لا صوت يعلو فوق صوت "البراؤون"، الأعداء الأصليون لمطالب المدنية والعدالة، ويصفونها بأنها دعاوى العلمانية والانحلال! والشاهد أنهم لا يأبهون بالمؤسسة العسكرية، يناصرونها من أجل استعادة مشروعهم المنهزم، بالعودة إلى سابق المخصصات والفساد والاستبداد باسم الدين! والشعب يعلم أن "الكوز لا دين ولا أخلاق له". (جمعية القرآن الكريم كانت تملك أكثر من 150 عقارًا استثماريًا وأراضي راعية في السودان، بما فيها شركة ساو للإنتاج الذهب، إضافة إلى 14 حسابًا مصرفيًا). انتهى. — نصر الدين مفرح، وزير الشؤون الدينية والأوقاف السابق.
في حين يعول طرفا القتال على مواصلته، غير آبهين بفناء أرواح المواطنين، وقسمة البلاد وإهدار مواردها، يتجاهلون أنه لا سبيل لشرعية لدول متسلطة وباطشة. كما أنه لا منتصر لحامل سلاح مهما طال أمد الحرب، فحتميتها هي وقفها. وأنه لا سبيل لرفعة الشعب من وهاد التخلف إلى التحضر والاستقرار إلا في ظل حكم يتيح السلام، ويوفر فرص النضج السياسي ونمو الوعي الشعبي.
tina.terwis@gmail.com