بين تهديد الاقتصاد والسياسة.. هل يهاجر شباب العرب بلا عودة؟
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
كشف استطلاع جديد أن نحو نصف الشباب العربي في شمال أفريقيا "يحاولون أو يفكرون" في مغادرة بلدانهم، بحثًا عن فرص عمل أفضل، في ظل أوضاع اقتصادية وسياسية غير مطمئنة وليست مشجعة.
وبحسب استطلاع شركة "بي سي دابليو" السنوي، فإن "أكثر من نصف الشباب العربي في دول شرق المتوسط وشمال أفريقيا يريدون الهجرة، ويفضلون الخروج إلى الولايات المتحدة أو كندا أو ألمانيا أو بريطانيا أو فرنسا".
ويرى نحو 62 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع من دول شمال أفريقيا، أن "اقتصاد بلادهم يسير في الاتجاه الخطأ، في ظل ارتفاع مستوى البطالة والتضخم، وغيره من المؤشرات الاقتصادية التي دفعتهم للتفكير في الهجرة".
أما شباب دول مجلس التعاون الخليجي، فيشعرون بتفاؤل إلى حد كبير، بحسب الاستطلاع، حيث أشار 88 بالمئة من المشاركين إلى أن اقتصاد بلادهم "يتحرك في الاتجاه الصحيح".
تهديدات السياسة والاقتصادهاجرت الشابة الليبية رويدا بلحاج، بلادها بسبب الحرب والميليشيات المسلحة التي تنتشر في أنحاء البلاد، وتعيش حاليا في كندا دون أن تفكر في العودة، في ظل الأوضاع المتردية إلى الآن.
يذكر أن العاصمة الليبية شهدت اشتباكات بين مجموعات مسلحة خلال الأيام الماضية، راح ضحيتها نحو 55 قتيلا، وأصيب 146 آخرين.
وقالت بلحاج (34 سنة) لموقع "الحرة"، إنها "تلقت تهديدات خلال وجودها في طرابلس من الميليشيات، بسبب ملابسها وتوجهاتها السياسية، ونشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي"، وشعرت أنه "لا مفر إلا بالخروج من البلاد".
وخاضت رحلة ما بين تركيا ومصر ولبنان حتى استقر بها الوضع في كندا، وبدأت الدراسة بعد وصولها إلى هناك العام الماضي. وقالت: "فكرة أن تمشي في الشارع دون خوف، لن أتنازل عنها".
حينما هاجر الشاب مصطفى شريف مصر قبل سنوات إلى الإمارات ومنها إلى هولندا، كان التهديد بالنسبة له اقتصاديا ومهنيا، حيث لم يجد خريج الإعلام فرصة عمل جيدة.
وعن تجربته، قال: "النظام بشكل كامل لم يكن مريحًا، الزحام والروتين الحكومي.. الحياة صعبة بشكل عام".
وأضاف للحرة: "شعرت بأن كل ذلك لن يتغير، والحل الوحيد هو ترك المستنقع، وإيجاد مجتمع وبلد به نظام أفضل.. لم أكن سعيدا، إذ لم يكن هناك أمل أمام الطبقة المتوسطة التي أنتمي لها إلا بالخروج إلى بلد آخر، للبحث عن عمل والنظر إلى مستقبلي".
عاش شريف فترة في الإمارات وعمل في شركة طيران، حتى جاءت جائحة كورونا، فاستغنت عنه الشركة وقرر مع زوجته التي كان قد التقى بها في دبي، السفر إلى موطنها في هولندا. وقال: "لم أفكر في العودة إلى مصر، الوضع من سيئ إلى أسوأ".
ولفت إلى أنه "على الرغم من الرحيل إلى هولندا دون عمل، لكن "هناك نظام صحي جيد ودعم اجتماعي، خصوصا في ظل إنجابنا لطفلة، حيث ستتلقى تعليما جيدًا ورعاية أفضل".
على النقيض، قال الطبيب الشاب أحمد عبد العزيز، إنه "مر بمعاناة كبيرة بعد التخرج، واضطر للعمل لساعات طويلة غير آدمية"، لكن "حاليا اقترب من تحقيق حلمه في المجال الأكاديمي في مصر"، مشددا على أنه "لا يفكر" في السفر إلى الخارج.
وأضاف لموقع الحرة: "بالطبع هناك معاناة لشباب الأطباء والوضع ليس بجيد، لكنني بالفعل مررت بكل هذه الصعوبات خلال السنوات الماضية واقتربت مما كنت أصبو إليه".
وكشف استطلاع "بي سي دابليو" أنه مقارنة بنتائج السنوات الأربع الماضية، زاد التفاؤل بين الشباب هذا العام، حيث قال 57 بالمئة من المشاركين إنهم "سيحظون بحياة أفضل من آبائهم"، مقارنة مع 45 بالمئة في استطلاع عام 2019.
"انهار الأمل"ومع انتفاضات الربيع العربي قبل أكثر من 10 سنوات، كان التفاؤل كبيرا بين الشباب، وقالت بلحاج: "شعرنا في البداية بأمل وطموح، وأن هناك تغيير وفرص للأفضل، لكن اصطدمنا بالواقع وانهار هذا الأمل، وأصبحت الميليشيات تسيطر على الشوارع".
المغربية أمال غنام، لم تكن تفكر في السابق بالبحث عن عمل بالخارج، حيث تقول للحرة إنها كمهندسة كهرباء "مطلوبة في سوق العمل" في بلادها، مشيرة إلى أن "العاملين في مجالات أخرى ربما يفكرون في السفر بحثا عن فرص عمل".
لكنها لفتت إلى أنها بدأت مؤخرًا البحث عن فرصة عمل بالخارج "ولكن في الإمارات أو دولة أفريقية، وليس في أوروبا أو الولايات المتحدة، حيث الثقافة مختلفة والضغوط أكبر".
وأوضحت: "ما جعلني أغير تفكيري بالهجرة هو أنني وجدت أن القوانين لا تحمي الموظفين مثلي، وتعمل لصالح أصحاب العمل الذين يستغلون الموظف. هناك نصوص في القانون بالفعل تحميني، لكن أمام الأمر الواقع هناك ثغرات قانونية يصبح بسببها لدى أصحاب العمل، السلطة العليا على الموظف".
ونوهت غنام إل حالة هجرة أخرى تتمثل في أحد أقاربها، ويدعى مهدي (صيدلي)، موضحة أنه "هاجر بالفعل إلى كندا منذ 3 أشهر، رفقة زوجته الأوكرانية، حيث لم يتحمل البقاء في المغرب".
عودة محتملة؟وقال رئيس الشركة المسؤولة عن الاستطلاع، سونيل جون، إن "الرغبة الكبيرة والمتنامية لدى الشباب العربي بشأن الهجرة تعود إلى خيبة أملهم إزاء الحصول على تعليم جيد وحياة مهنية ناجحة في بلدانهم، وتوقهم لبناء مستقبلهم".
وتابع: "تشكل هجرة الشباب استنزافا كبيرا لاقتصاد العالم العربي، ولا بد من وقفها إذا أرادت المنطقة أن تستفيد من إمكانات شبابها. فهي تعتبر من أكثر المناطق فتيةً في العالم، حيث أن أكثر من 60 بالمئة من سكانها لا يتجاوزون 30 عاما، بتعداد يتجاوز 200 مليون شاب وشابة".
وعن خطط ما بعد الهجرة وإمكانية العودة إلى بلدانهم، قالت الشابة الليبية إنها تعيش في كندا حاليا و"تخطط للمستقبل بعدما لم يكن هناك خطة".
وتابعت: "ضاعت سنوات عمري. لا يوجد أمل هناك ولن أتنازل عن أية ذرة أمل هنا".
أما شريف فيقول إنه "يمكنه التفكير في العودة إلى الإمارات لو حصل على فرصة عمل جيدة"، لكن بخصوص مصر فقد أكد أنه يزورها، مضيفا: "لا أشعر بأي تفاؤل أو حافز للعودة، في ظل الوضع السياسي والاقتصادي الحالي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: بالمئة من إلى أن
إقرأ أيضاً:
47 ألف مستفيد من أنشطة مبادرة اجازتك عندنا بمراكز شباب القليوبية
صرح الدكتور وليد الفرماوى مدير عام الشباب والرياضة بالقليوبية بأن مراكز شباب القليوبية استقبلت أكثر من 47 الف مستفيد خلال إجازة نصف العام التى بدأت من 25 يناير ولمده أسبوعين.
تضمنت العديد من الأنشطة المتنوعة منها الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية والعروض الفنية للطلائع، وحفلات الترفية لذوي الهمم وتتضمن الأنشطة الرياضية كرة قدم وكاراتيه كونغ فو وتنس طاولة وأنشطة خاصه بالكشافة والجوالة، وكذلك تنفيذ دورى الاكاديميات وكرة القدم النسائية.
بالإضافة إلى الرحلات الترفيهية ومنها رحلات الى معرض الكتاب والمعالم الأثرية كما تم تنفيذ أنشطة خاصة بالبرلمان والتعليم المدنى وكذلك والتدريب على الحرف اليدوية كما تنفيذ مبادرة الموكب السارى احتفالا بذكرى الاسراء والمعراج التى شارك فيها أكثر من 15 ألف مشارك على مستوى مراكز الشباب.
وأشار الفرماوى بأن المبادرة تأتي في إطار جهود الدولة لتعزيز دور مراكز الشباب في استغلال أوقات فراغ النشء والشباب وتوجيهات الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة بأن تكون مراكز الشباب مراكز خدمة مجتمعية، والمهندس أيمن عطية محافظ القليوبية.
و أشار بأن رؤية الدولة المصرية تسعى إلى بناءً مجتمع قوي متماسك من خلال تعزيز التعاون والتكامل بين فئات المجتمع ومؤسسات الدولة المختلفة.