الجزيرة:
2025-04-13@14:26:30 GMT

الدماغ يعزز تعلم اللغات الجديدة أثناء النوم

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

الدماغ يعزز تعلم اللغات الجديدة أثناء النوم

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة جنوب أستراليا ونُشرت في مجلة "جورنال أو نيروساينس" سلطت الضوء على كيفية تمكين النوم للدماغ في ترسيخ الكلمات الجديدة والقواعد النحوية المعقدة، أثناء تعلم لغة جديدة.

تناولت الدراسة 35 شخصا لغتهم الأم هي الإنجليزية ليخضعوا جميعا لدورة تعلم لغة مصطنعة تُدعى "الميني باينين"، مستوحاة من اللغة المندرينية الصينية ولكنها بشكل مبسّط تتناسب مع القواعد الإنجليزية، وتحتوي هذه اللغة المبسطة على 32 فعلا و25 اسما يمكن تكوين 576 جملة مفيدة بواسطتهم.

قسّم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين: المجموعة الأولى وُجّهت لتعلم اللغة المبسطة في الصباح وخضعت للاختبار في المساء، بينما كان دور المجموعة الثانية لتعلم اللغة مساء، قبل أن ينام المشاركون ليلة كاملة بعدها في المختبر، ثم يُجرى اختبارهم في صباح اليوم التالي.

وكانت المفاجأة فيما أظهرته النتائج هو فرق واضح؛ فأولئك الذين حصلوا على قسط كافٍ من النوم بعد التعلم حققوا أداء أفضل من نظرائهم، ويعزو الباحث الرئيس الدكتور زكريا كروس هذا التحسن إلى التزامن والترابط بين نمطين من موجات الدماغ خلال ما يُعرف بمراحل "نوم حركة العين غير السريعة" أو النوم "غير الريمي"، وهذان النمطان هما التذبذبات البطيئة ومغازل النوم، بحسب بيان صحفي رسمي من جامعة جنوب أستراليا.

إعلان سر النشاط

والتذبذبات البطيئة تشير إلى أنماط من النشاط الكهربائي منخفض التردد في الدماغ تحدث أثناء النوم العميق، وتُعد هذه التذبذبات مهمة لأنها تُنسّق بين مناطق مختلفة في الدماغ لنقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى (الحُصين) إلى الذاكرة طويلة المدى (القشرة الدماغية)، وهذا يُعزز عملية تثبيت الذكريات والتعلم.

أما مغازل النوم فهي نوع من أنماط موجات الدماغ المعروفة أنها تحدث في المراحل الأولى من النوم غير الريمي، وترتبط بتوحيد الذاكرة.

ويعمل هذا التزامن على نقل المعلومات من الحُصين، المسؤول عن الذاكرة قصيرة المدى، إلى القشرة الدماغية، حيث تُخزن الذكريات طويلة المدى، ويُعزز هذا التنسيق الاحتفاظ بالمفردات والقواعد المعقدة، وهذا يجعل النوم حالة نشطة ومحوّلة للدماغ لتعلم اللغات بدلا من أن يكون في حالة استرخاء كاملة.

وتمتد آثار هذه النتائج إلى مجالات تتجاوز مجرد اكتساب مهارة تعلم لغات جديدة، إذ تقترح الدراسة نماذج علاجية جديدة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات لغوية مثل اضطراب طيف التوحد أو الحبسة الكلامية، والذين غالبا ما يواجهون صعوبات في النوم.

ومن المعروف أن التذبذبات البطيئة أثناء النوم تلعب دورا أساسيا في تعزيز المرونة العصبية، وهي قدرة الدماغ على التكيف مع التجارب الجديدة أو التعافي من الإصابات العصبية، ويقترح الدكتور كروس أن تقنيات مثل التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة يمكن أن تُستخدم لتعزيز هذه التذبذبات، مما يسرّع عملية علاج النطق واللغة لدى المصابين بالحبسة الكلامية.

ويتوقع الباحثون أن يسهم هذا الاكتشاف المبتكر في إحداث تطورات كبيرة في إستراتيجيات التعليم وأساليب إعادة التأهيل، مما يمهد الطريق لتحقيق إنجازات جديدة في مجال تحسين القدرات اللغوية والمعرفية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

لا تُشوّهوا الذاكرة… ولا تُفرّطوا بالوطن

#سواليف

لا تُشوّهوا الذاكرة… ولا تُفرّطوا بالوطن
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

بكل وضوح وشفافية، أكتب هذه السطور بوصفي أستاذًا في العلوم السياسية ومتابعًا للشأن العام، لا أنتمي إلى جماعة #الإخوان_المسلمين، ولا إلى ذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي، ولا إلى أي حزب سياسي أو جهة تنظيمية. أنا مستقل تمامًا، وكتابتي هذه لا تهدف إلى الدفاع عن الإخوان أو سواهم، وإنما هي دفاع عن #الحق و #الحقيقة، ومن أجل #المصلحة_الوطنية العليا لوطننا العزيز #الأردن، في ظل القيادة الهاشمية .

لقد تابعت مؤخرًا حملة إعلامية ممنهجة تستهدف تشويه جماعة الإخوان المسلمين، وتحميلها وزر الإخفاقات السياسية والاقتصادية التي تتخبط بها البلاد. وهنا أجد لزامًا عليّ أن أقول كلمة الحق، لأن الصمت في لحظة التزييف هو خيانة للحقيقة.

مقالات ذات صلة “العمل الإسلامي” يستنكر منع فعالية الأغوار ويدعو لوقف النهج الأمني 2025/04/11

من غير المنصف – بل من المخجل – إنكار حقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن طارئة على المشهد السياسي الأردني. لقد نشأت الجماعة من رحم الدولة، وتربت في كنفها، بل واعتمدت عليها في محطات تاريخية حاسمة لتوازن المعادلات الداخلية ومواجهة تحديات إقليمية خطيرة. ولعبت الجماعة أدوارًا محورية في ترسيخ الاستقرار المجتمعي والسياسي لعقود طويلة.

ما يحدث اليوم من بعض الأقلام التي تتصدر المشهد الإعلامي لا يعدو كونه محاولة يائسة لحرف الأنظار عن الأزمة الحقيقية: إفلاس النخبة السياسية التي تتصدر المشهد الإعلامي وتدافع عن سياسات حكومية عاجزة عن تقديم حلول واقعية. هذه النخبة، التي اختارت أن تكون بوقًا للسلطة لا صوتًا للشعب، ساهمت في تعميق الفجوة بين الدولة والمجتمع، وتركت فراغًا سياسيًا ملأته المعارضة، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.

وهنا، لا بد من التوقف عند خطأ جسيم يتكرر مرارًا ويكلّف الوطن الكثير. فهناك وجوه بائسة، منبوذة من الشارع، مرفوضة من الناس، تُدفع إلى الواجهة لتتكلم باسم الوطن وتدافع عن قضاياه، فتسيء دون أن تدري، وتُضعف دون أن تعي، وتُنفّر بدلاً من أن تُقنع.
بهذه الطريقة، لا تحتاج الدولة إلى أعداء خارجيين لتخسر قضاياها؛ يكفيها أن تسيء الاختيار، فتُفرّغ القضايا من مضمونها، وتفقدها مصداقيتها، وتحول الحق إلى باطل في أعين المواطنين، وتهدم في لحظات ما بنته الدولة خلال عقود من الجهد والثقة والمكانة.
الوطن لا يحتاج إلى أصوات تستفز ولا إلى وجوه تستحضر الغضب، بل يحتاج إلى من يمثلونه بصدق، إلى العقلاء والحكماء، إلى من يحملون حب الوطن في قلوبهم واحترام الناس في سلوكهم، ويملكون لغة تقنع وتبني ولا تهدم.
احذروا من أن تجهضوا القضايا الوطنية العادلة بأشخاص لا يليقون بها… فبعض الوجوه حين تظهر، وبعض الأصوات حين تُسمع، تكون أقرب إلى خدمة خصوم الوطن من خدمته.

إن معالجة الأزمات الوطنية لا تكون بتشويه الآخر أو بخطاب الإقصاء والتخوين، بل بالمكاشفة والمصارحة وتحمل المسؤولية بشجاعة. لا يجوز أن يكون الدفاع عن الحكومة مبررًا لتزييف الوعي وتضليل الرأي العام، فالمواطَنة الحقة لا تعني التطبيل، بل تعني النقد البناء والبحث عن الأفضل.

تاريخ الجماعة – سواء اتفقنا معه أو اختلفنا – هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الدولة الأردنية. ولا يجوز القفز عليه أو شطبه بجرة قلم أو بحملة إعلامية مدفوعة الأهداف. وإذا كانت هناك ملاحظات أو انتقادات على الجماعة، فلتكن من منطلقات وطنية وأخلاقية، لا من دوافع انتقامية أو تصفية حسابات.

الوطن يحتاج إلى كل أبنائه، وإلى توسيع هوامش المشاركة، لا تضييقها. يحتاج إلى بدائل سياسية حقيقية، تحمل مشروعًا وطنيًا جامعًا، لا إلى أصوات متشنجة تُقصي وتُخوِّن وتُجَرِّم. المشكلة ليست في وجود الإخوان أو غيرهم، بل في غياب خطاب سياسي وطني جامع، يعيد الثقة بين الدولة والمجتمع.

لقد أثبتت التجارب أن من لا يرى الواقع كما هو، أو يتعمد تجاهله، لا يمكنه أن يساهم في صناعة مستقبل أفضل. وأقولها بصدق: إننا في لحظة وطنية حرجة، تتطلب من الجميع – موالاةً ومعارضة – أن يرتفعوا إلى مستوى المسؤولية، وأن يقدموا المصلحة العامة على الأجندات الخاصة، وأن يصونوا الأردن من العبث والتشويه وطمس الذاكرة.

إن حماية الأردن، وصون وحدته الوطنية، لا تكون بالإقصاء، بل بالاحتواء. لا تكون بالتخوين، بل بالحوار. لا تكون بالاتهامات، بل بالحلول. فليتوقف البعض عن إعادة إنتاج خطاب الخوف والتخويف، ولْنبدأ حديثًا جديدًا: حديث الثقة، الشراكة، والحق في الاختلاف ضمن ثوابت الدولة وقيادتها الهاشمية.

لقد آن الأوان لأن نعيد التوازن للمشهد، ونعترف بأن الأزمة أعمق من جماعة أو حزب. إنها أزمة مشروع، ورؤية، وثقة. فهل من يسمع؟

وفي الختام نقول: هناك، غرب النهر، يقف عدو غاصب، لا يهدأ له بال، ولا تخبو نيرانه، يحمل في جعبته مشروعًا خبيثًا، يتربص بنا ويتوعد وجودنا، ويهدد مستقبل أجيالنا. هذا العدو لا يكتفي باغتصاب الأرض وقتل البشر، بل يسعى لتحويل وطننا إلى بديلٍ عن فلسطين، وتصفيـة القضية الفلسطينية على حساب الأردن وهويته ومستقبله.

إن ما نواجهه ليس مجرد خلاف سياسي أو جدل عابر، بل مؤامرة كبرى تستهدف كياننا، وتمس جوهر وجودنا، وتضع حاضرنا ومستقبلنا في مهب الريح. فعدونا يمتلك مخططًا غادرًا، يعمل ليل نهار، لفرض أمر واقع يقلب المعادلات، ويجعل من الأردن ضحية جديدة لمشروع استيطاني توسعي لا يعترف إلا بالقوة.

علينا أن ندرك أن الوقت ليس في صالحنا، وأن الفرقة خيانة، والصمت تواطؤ، والتقاعس جريمة بحق أنفسنا وأوطاننا وأجيالنا القادمة. لا خيار أمامنا سوى أن نوحّد الصفوف، ونجمع الطاقات، ونرفع الصوت عاليًا: لن نسمح بمرور هذا المشروع، وسنفشل مخططاته بكل وسيلة ممكنة، دفاعًا عن كرامتنا، وهويتنا الوطنية، وحقنا في تقرير مصيرنا على أرضنا.

الوطن ينادينا، والأهل غرب النهر يستغيثون، والمستقبل ينتظر قرارنا… فهل نلبي النداء؟

مقالات مشابهة

  • حلقة عمل لتعليم الخياطة النسائية وتصميم الأزياء بجعلان بني بو حسن
  • النمر: السهر يؤدي إلي ضغط الدم والجلطات على المدى البعيد
  • القيلولة مثالية أثناء النهار.. اتبع هذه النصائح واعرف الفوائد والأضرار
  • محاكمة حداد مسلح قتـ ل زوجته حرقا أثناء النوم.. غدًا
  • كيف نحافظ على ذاكرتنا في سن الشيخوخة؟
  • 3 عادات سيئة تضعف الذاكرة
  • المصريين الأحرار يعزز صفوف الهيئة العليا للحزب بتعيينات جديدة
  • لا تُشوّهوا الذاكرة… ولا تُفرّطوا بالوطن
  • زيادة جديدة في أسعار البنزين والسولار في مصر.. تعرف على الأسعار الجديدة
  • تركيزك ضايع .. اعرف الأسباب وحيل غير متوقعة تزيد الذكاء والانتباه