استمرت فعاليات المهرجان القومي للتحطيب في دورته الرابعة عشرة،، في ساحة أبو الحجاج بمدينة الأقصر، وسط أجواء احتفالية وتراثية مبهرة، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والمهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر.

 وينظم المهرجان الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ويستمر حتى غدا الاثنين 9 ديسمبر.

شهد الفعاليات الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية ورئيس المهرجان، وعماد فتحي، رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي، إلى جانب إيمان حمدي، مدير عام المهرجانات، وحسين النوبي، مدير عام ثقافة الأقصر، وسط حضور حاشد من أهالي المحافظة والسائحين الذين أبدوا إعجابهم بالعروض.

وقد افتتحت الفعاليات بحلقات التحطيب التي شارك فيها نخبة من شيوخ اللعبة ولاعبيها من مختلف محافظات الصعيد.

وأعرب رضوان المنصورة أبو سليمان، شيخ التحطيب عن محافظة الأقصر، عن اعتزازه بالمشاركة في المهرجان، موضحا أنه كان شاهدا على بداياته منذ دورته الأولى في التسعينيات، وأكد أن المهرجان يسهم في إحياء التراث وتنشيط السياحة في المدينة.

وشهد المهرجان تقديم عروض فلكلورية وفنية متنوعة، بدأت بفرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي بقيادة منال إبراهيم التي قدمت مجموعة من الأغاني التراثية مثل "صل ع البني" و"آه يا سمر يا زين".

وأبدعت فرقة سوهاج للفنون الشعبية في استعراضات "الربابة" و"العصا" تصميم وتدريب محمد الرز.

وقدمت فرقة بني سويف للفنون الشعبية بقيادة وائل عيد، تابلوهات فنية منها "حصاد البرتقال" و"السجعة السويفية".

واستعرضت فرقة الأقصر للفنون الشعبية بقيادة مصطفى برعي لوحات فنية مثل "صعيدي عصيان" و"التحطيب".

كما عرضت فرقة المنيا للفنون الشعبية بقيادة سيد التوني استعراضات "ميناوي" و"الطهور".

وشهدت الفعاليات عروضا لفرقة أسيوط للفنون الشعبية بقيادة محمود يحيى بعرض "التحميلة"، وفرقة ملوي للفنون الشعبية بقيادة محمد شحاتة التي قدمت تابلوه "القصب".

وتعد لعبة التحطيب إحدى أقدم الفنون التراثية المصرية، حيث استوحيت من النقوش الفرعونية التي جسدت رياضة العصا على جدران المعابد. وتتميز اللعبة بعروضها الحركية التي تجمع بين المهارة والقوة، وقد أُدرجت لعبة التحطيب في عام 2016 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، تأكيدا على قيمتها التاريخية والفنية.

المهرجان يقام من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية، بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي، وتنفذه الإدارة العامة للمهرجانات والإدارة العامة للفنون الشعبية وفرع ثقافة الأقصر، ويأتي تأكيدا على دور الثقافة في الحفاظ على التراث المصري وإبراز جمالياته أمام الجمهور المحلي والسائحين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزارة الثقافة مهرجان التحطيب الاقصر مدينة الاقصر المزيد المزيد للفنون الشعبیة بقیادة

إقرأ أيضاً:

ما قصة ساحة فلسطين التي أصبحت أزمة وصراعا سياسيا بالدانمارك؟

يقول ناشطون دانماركيون إن تسمية الطرق والميادين في كوبنهاغن تتم عادة من دون الكثير من الضجة أو حتى جذب انتباه الجمهور، ولن يكتشف معظم المواطنين أن طريقا أو ساحة تمت إعادة تسميتها إلا عندما تظهر علامة جديدة على زاوية الشارع.

لكن ما حدث مع منطقة نوربرو (شمال غربي العاصمة كوبنهاغن) كان مختلفا تماما، وشهدت بلدية المنطقة فصولا من الجدل والإثارة التي استمرت على مدى أكثر من عام ونصف العام حتى حانت ساحة الحسم وصدر قرار بتسمية المنطقة "ساحة فلسطين".

الساحة تقع ضمن بلدية كوبنهاغن في منطقة نوربرو (الصحافة الدانماركية)

فما القصة؟

بدأت القصة في المجلس البلدي لمدينة كوبنهاغن عندما تقدمت 4 أحزاب (القائمة الموحدة، والشعب الاشتراكي، والبديل، والراديكالي اليساري) وكلها داعمة للقضية الفلسطينية بطلب، من أجل تسمية ساحة في منطقة نوربرو باسم "ساحة فلسطين"، وكان ذلك في أغسطس/آب 2023.

لكن قبل مناقشة الطلب بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فطلبت أحزاب المعارضة تأجيل البت في المقترح، بحجة أن ذلك قد يثير جدلا وأزمات سياسية في ظل "الصراع المستمر بين إسرائيل وفلسطين".

ولم يتوقف الجدل هنا، إذ تقدمت أحزاب اليسار بشكوى للهيئة العليا للمراقبة بشأن القضية، واستندت هذه الأحزاب إلى أن صراعات السياسة الخارجية لا يمكن للمجالس المحلية التعامل معها، ولذلك قررت الهيئة المضي قدما في مشروع تسمية الساحة.

إعلان

وتصاعدت القضية أكثر عندما تحول الملف إلى بلدية كوبنهاغن من أجل الاستشارة الفنية في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وتلقت البلدية 162 استفسارا حول التسمية، وكانت أغلبها (153) إيجابية، ولم تتلق إلا 9 اعتراضات فقط لتسمية المنطقة المعنية، ولذلك قررت لجنة التكنولوجيا والبيئة الموافقة على مقترح "ساحة فلسطين".

والخميس الماضي، صوتت الأغلبية في مجلس بلدية كوبنهاغن لصالح تسمية "ساحة فلسطين" بموافقة 29 صوتا من أصل 55 عضوا، وصدر القرار بالموافقة على التسمية التي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أبريل/نيسان القادم.

خلافات سياسية

وقد يمثل الجدل المصاحب لمقترح التسمية هذا انعكاسا لطبيعة الصراع بين الأحزاب المحلية في كوبنهاغن، وكذلك الحساسية السياسية المحيطة بالقضية الفلسطينية.

لذلك يقول كاشف أحمد العضو في الحزب الراديكالي اليساري، وهو أحد الأحزاب التي قدمت مقترح التسمية، "إننا واجهنا عدة أطراف حاولت تعطيل عملية التسمية، أو تدفعنا للتراجع عن قرارنا"، متذرعة بأن التسمية تتعلق بالسياسة الخارجية وستثير الجدل ويجب رفضها.

وأضاف أحمد -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن منطقة الساحة يسكنها أفراد متعددو الثقافات والعرقيات، وبعضهم من خلفيات شرق أوسطية، و"ساحة فلسطين" ستوفر حضورا واعترافا بهذه المجتمعات وإسهاماتها في الحياة الثقافية في كوبنهاغن، كما "ستعزز الحوار ومناقشة المواضيع الشائكة بدل تجاهلها وصولا لمصالحة مجتمعية وفهم مشترك".

وأشار عضو الحزب الراديكالي إلى أن "ساحة فلسطين" ستكون رمزا للسلام والاعتراف بالفلسطينيين في كوبنهاغن، و"ستشجع على النقاشات والحوار بشأن السلام والعدالة والتعايش، حيث يمكن للهويات المختلفة أن تتفاعل معا وتحترم التاريخ المغاير لدى كل منها".

رمزية سياسية

ربما لا تشغل الساحة التي يدور الحديث عنها مساحة كبيرة من الأرض، أو قد تكون مجرد ساحة مثل غيرها من الساحات ضمن بلدية المدينة الكبيرة، لكنها لدى الناشطين في الدانمارك تمثل رمزية سياسية ذات دلالات مؤثرة، خاصة في هذا التوقيت.

إعلان

ولهذا يقول عيسى طه نائب رئيس المنتدى الفلسطيني في الدانمارك إن هناك صراعا حقيقيا حول من يتصدر المشهد ويمثل الرأي العام هنا في كوبنهاغن، وذلك عبر ما تسمى "حرب السرديات"، لا سيما أن الدعم المقدم للقضية الفلسطينية بعد الإبادة الجماعية على قطاع غزة وفلسطين في ازدياد، وشمل جوانب عدة مثل العمل القضائي والحقوقي والإغاثي والنقابي والطبي والشعبي والسياسي.

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، أضاف طه أن القرار في حد ذاته له دلالات رمزية سياسية، ويمثل صفعة لكل من يناصر الاحتلال ويدعي أن الدانمارك ومؤسساتها الحكومية وغير الحكومية تدعم الاحتلال الإسرائيلي، "بينما الواقع يقول عكس ذلك ولدينا 3 منظمات غير حكومية (أمنستي وأوكسفام وأكشن إيد) رفعت قضية على الحكومة الدانماركية لتصديرها السلاح لإسرائيل.

ويشرح نائب رئيس المنتدى الفلسطيني التركيبة السياسية في الدانمارك بأن الأحزاب التي تبنت مشروع "ساحة فلسطين" تمثل أغلبية في بلدية مدينة كوبنهاغن، وهي كلها داعمة للحق الفلسطيني. بينما الحكومة الدانماركية تتألف من أحزاب اليمين والوسط واليسار، وهي أحزاب مناصرة للاحتلال الإسرائيلي.

ولعل هذا ما يفسر العديد من المبادرات التي تثبت أن الشارع الدانماركي له رأي مختلف عما يقوله السياسيون، ومشروع التسمية هذا يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، ولعله جزء من الدور التراكمي الذي يصب في خدمة القضية الفلسطينية، حسب ما قاله عيسى طه.

الدعم الشعبي

والاختلاف السياسي الذي أشار إليه عيسى طه سابقا، يضرب عليه مثالا الناشط والإعلامي الدانماركي نيلز بريك بأنهم قدموا العام الماضي مقترحا شعبيًا للاعتراف بخطر الإبادة الجماعية في غزة، ولكن أقل من 7% فقط من أعضاء البرلمان صوّتوا لصالحه. مؤكدا "أن هناك دعمًا أكبر في كوبنهاغن لحقوق الإنسان والحرية والعدالة لجميع الناس، بما في ذلك الفلسطينيون، ولهذا السبب لدينا ساحة فلسطين في كوبنهاغن اليوم".

إعلان

وأضاف بريك -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن الحركة المؤيدة لفلسطين في كوبنهاغن "شاركت في مظاهرات كل أسبوع تقريبا على مدى أكثر من عام في جميع أنواع الطقس". مبينا أن هذا الحراك الشعبي أسهم في تهيئة المناخ السياسي الذي وافق على أن تكون هناك ساحة في كوبنهاغن تسمى ساحة فلسطين.

وأشار بريك إلى أن الحركة المؤيدة لفلسطين بذلت جهدًا كبيرًا في انتقاد الإعلام عندما كان يحرّف الأحداث أو يعتمد فقط على الرواية الإسرائيلية ودعايتها ونشرها الأكاذيب. قائلا "إننا فعلنا ما بوسعنا لضمان وصول أكبر قدر ممكن من الحقيقة إلى عامة الناس، وبالطبع الحقيقة التي تخدم القضية الفلسطينية".

مقالات مشابهة

  • «السبكى» : 11 مليون خدمة طبية بمستشفيات هيئة الرعاية بالأقصر بـ«التأمين الشامل»
  • بحضور نخبة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين.. «فرقة أبو سراج والمجموعة» تقيم حفل إفطارها السنوي
  • فرقة أسوان للفنون الشعبية تشارك فى إحياء برنامج ليالى رمضان الثقافية
  • فرقة أسوان للفنون الشعبية تشارك في إحياء برنامج ليالي رمضان الثقافية والفنية
  • "ليالي رمضان" تواصل تألقها على مسرح السامر بعروض فنية متنوعة
  • مجلس الوزراء يوافق على تحديد الكتل المبنية القريبة من الأحوزة العمرانية بالأقصر
  • ضمن ليالي رمضان.. فرقة الغربية للفنون الشعبية تتألق على مسرح 23 يوليو بالمحلة
  • ما قصة ساحة فلسطين التي أصبحت أزمة وصراعا سياسيا بالدانمارك؟
  • "بأطوال 1500 متر".. وكيل زراعة الأقصر يعلن تطهير مساقى خصوصية بإسنا وأرمنت
  • انطلاق فعاليات ليالي ظواهر الرمضانية بالأقصر بحضور نائب المحافظ.. صور