لا يزال الوضع غير مستقر في كوريا الجنوبية، وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اليوم الاثنين الموافق 9 ديسمبر، إن الرئيس يون سوك يول لا يزال القائد الأعلى للقوات المسلحة ولا يوجد أي تعطيل للتحالف مع الولايات المتحدة وذلك بعد الكشف عن أن يون يخضع لتحقيق جنائي لإعلانه الأحكام العرفية الأسبوع الماضي.
ووفق لوكالة رويترز للأنباء، قد أصبحت قبضة يون على السلطة موضع تساؤل مع تنامي المعارضة بين كبار الضباط العسكريين ضد الرئيس، وقول حزبه إنه سينشئ فريق عمل للتعامل مع استقالته المحتملة.

أزمة دستورية في كوريا الجنوبية 

ورغم أن يون نجا من التصويت على عزله في البرلمان يوم السبت، فإن قرار حزبه بتفويض السلطة الرئاسية لرئيس الوزراء دفع كوريا الجنوبية الحليفة الرئيسية للولايات المتحدة إلى أزمة دستورية.
ورفض يون الدعوات، بما في ذلك بعض الدعوات من داخل حزبه الحاكم، للاستقالة، لكن مستقبله بدا أكثر غموضا خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء أنه يخضع لتحقيق جنائي بتهمة الخيانة المزعومة.
وذكرت وكالة يونهاب ووسائل إعلام أخرى يوم الاثنين أن الشرطة تدرس أيضا منعه من مغادرة البلاد.
وألقت النيابة العامة في كوريا الجنوبية القبض على وزير الدفاع السابق كيم يونج هيون، الأحد، بسبب دوره المزعوم في إعلان الأحكام العرفية، حسبما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء.
وفي الثالث من ديسمبر الجاري، منح يون الجيش سلطات طوارئ شاملة للقضاء على ما أسماه "القوى المعادية للدولة" والمعارضين السياسيين المعرقلين، ثم ألغى الأمر بعد ست ساعات، بعد أن تحدى البرلمان القيود العسكرية والشرطية للتصويت بالإجماع ضد المرسوم.

مطالبة بسحب صلاحيات الرئيس الكوري في السيطرة على الجيش

وفي ظل ردود الفعل العنيفة، قال عدد من المسؤولين العسكريين، بمن فيهم القائم بأعمال وزير الدفاع، إنهم لن يمتثلوا لأي أمر جديد بفرض الأحكام العرفية مرة أخرى.
وطالب حزب المعارضة الرئيسي الديمقراطي بسحب صلاحيات يون في السيطرة على الجيش، كما طالب الحزب الديمقراطي باعتقال يون وأي مسؤولين عسكريين متورطين في فضيحة الأحكام العرفية.
وقال متحدث باسم حزب قوة الشعب الذي يتزعمه يون اليوم الاثنين إن الحزب شكل فريق عمل للتعامل مع "الاستقرار السياسي بعد الأحكام العرفية واستقالة (يون) المبكرة المنظمة"، من بين أمور أخرى.
وقال زعيم حزب الشعب التقدمي هان دونج هون أمس الأحد إن الرئيس سوف يُستبعد من الشئون الخارجية وغيرها من شئون الدولة، وسوف يدير رئيس الوزراء هان دوك سو شئون الحكومة حتى يتنحى يون في النهاية.
وقد أثار هذا الاقتراح انتقادات من جانب المعارضة التي تقول إنه غير دستوري، وتقول المعارضة إنه يتعين عزل يون أو الاستقالة ومواجهة الملاحقة القانونية، وتخطط لتقديم مشروع قانون آخر للعزل يوم السبت.
وحذر زعيم المعارضة لي جاي ميونج اليوم من أن الأزمة السياسية تهدد بإحداث ضرر لا رجعة فيه لاقتصاد رابع أكبر اقتصاد في آسيا والمورد العالمي الرئيسي لشرائح الذاكرة.
قالت وزارة المالية والهيئات التنظيمية في كوريا الجنوبية إنها ستبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق الاستقرار في الأسواق المالية من خلال نشر خطط الطوارئ وتعزيز السيولة بحلول نهاية ديسمبر.


خلافات داخل صفوف الجيش في كوريا الجنوبية 

وفي أحدث إشارة إلى الخلافات داخل صفوف الجيش، قال قائد القوات الخاصة في كوريا الجنوبية إنه تلقى أوامر بإرسال قواته إلى البرلمان الأسبوع الماضي لوقف التصويت على رفض الأحكام العرفية.
وقال العقيد كيم هيون تاي، قائد مجموعة المهام الخاصة 707، للصحفيين إنه يتحمل المسؤولية عن تصرفات قواته لكنه كان يتصرف بناء على أوامر من وزير الدفاع آنذاك كيم يونج هيون.
وقال العقيد للصحفيين خارج وزارة الدفاع في سيول "كنا جميعا ضحايا استغلهم وزير الدفاع السابق" مؤكداً أنه لم يخبر الجيش عن خطته للتحدث إلى وسائل الإعلام خوفًا من أن يتم إيقافه.
وأثار قرار يون بإعلان حالة الطوارئ ومنح الجيش سلطات واسعة النطاق، احتجاجات في الشوارع وأثار القلق بين حلفاء سيول.
وألغى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خططه للسفر إلى كوريا الجنوبية، واتصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن بنظيره الكوري الجنوبي، قائلا إنه يتوقع أن تسود العملية الديمقراطية.
وتحتفظ الولايات المتحدة بـ 28500 جندي متمركز في كوريا الجنوبية كإرث للحرب الكورية التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953.
وتأتي الاضطرابات في سيول في لحظة جيوسياسية مهمة في المنطقة، حيث ترددت أنباء عن قيام كوريا الشمالية بإرسال قوات لمساعدة روسيا في حربها ضد أوكرانيا وسط تنامي العلاقات العسكرية بين موسكو وبيونج يانج.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كوريا كوريا الجنوبية وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الولايات المتحدة الرئيس يون سوك يول فی کوریا الجنوبیة الأحکام العرفیة وزیر الدفاع

إقرأ أيضاً:

اعتصام مفتوح أمام إقامة رئيس كوريا الجنوبية وشائعات عن فراره

واصل المئات من أنصار الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول اعتصامهم اليوم الأربعاء أمام مقر إقامته، استعدادا لعرقلة أي محاولة جديدة لتوقيفه، بينما تعمل السلطات على تتبع مكانه في ظل شائعات عن فراره من مقر إقامته.

ويتحدى أنصار الرئيس المعزول ومعارضوه البرد القارس ويعتصمون أمام منزله منذ أيام، ويطالب بعضهم بإلغاء قرار عزل الرئيس من قبل البرلمان، وآخرون يطالبون بتوقيفه بشكل فوري.

وانتقد النائب عن المعارضة يون كون يونغ الوضع قائلا إن مقر إقامة يون "يتحول إلى قلعة" محصنة.

واعتبر أحد مناصريه ويدعى جانغ يونغ هون (30 عاما) أن وضع يون "سيئ" مضيفا "أعتقد أننا سنكون قادرين على منع اعتقاله".

وأفلت يون من محاولة توقيف أولى -يوم الجمعة- ضمن التحقيقات بسبب محاولته إعلان الأحكام العرفية لفترة وجيزة مطلع ديسمبر/كانون الأول، مستفيدا من وجود نحو 200 عنصر من حرسه الذين منعوا المحققين من الوصول إليه وأجبروهم على التراجع.

ولكن هذه المرة، يحظى المحققون بمؤازرة الشرطة التي على الرغم من رفضها تولي تنفيذ مذكرة التوقيف فإنها أكدت أنها ستوقف أي عنصر من حرس الرئيس يحاول عرقلة العملية.

وقد حث تشوي سانغ موك القائم بأعمال الرئيس السلطاتِ اليوم على "بذل قصارى جهدها لمنع تعرض المواطنين لأي إصابات أو نشوب مواجهة بين الأجهزة الحكومية" أثناء تنفيذ مذكرة اعتقال يون.

إعلان

ووافق القضاء أمس على طلب مكتب مكافحة الفساد -الذي يتولى التحقيقات- إصدار مذكرة توقيف جديدة بعد انتهاء المهلة الأولى، وقال رئيس المكتب أوه دونغ وون "سنستعد بعناية لتنفيذ المذكرة الثانية، مع التصميم الراسخ على أنها ستكون الأخيرة".

شائعات الهروب

وقالت الشرطة الكورية الجنوبية اليوم إنها تتتبع موقع الرئيس المعزول وسط شائعات تشير إلى أنه ربما فر من مقر إقامته، وقال أحد مسؤوليها لوكالة أنباء يونهاب للأنباء "لا يمكننا الإفصاح
بشكل محدد عن موقع الرئيس يون. نحن نواصل تتبع موقعه".

وفي رده على سؤال لأحد النواب حول ما إذا كان يون "متواريا أو هرب" قال رئيس مكتب مكافحة الفساد إن ذلك محتمل.

ومن جانبه انتقد يون كاب كيون أحد محامي الرئيس المعزول "الشائعات المغرضة" قائلا إنه ذهب شخصيا أمس إلى المقر الرسمي، والتقى موكله.

وقد شوهد جهاز الأمن الرئاسي هذا الأسبوع يحصن المجمع بالأسلاك الشائكة والحواجز مع استخدام الحافلات لمنع الوصول إلى مقر الإقامة، وهو عبارة عن فيلا على تل بمنطقة راقية تعرف باسم بيفرلي هيلز كوريا.

وتواجه كوريا الجنوبية أزمة سياسية لم تشهد مثيلا لها منذ عقود، بعد إعلان الرئيس المحافظ (يون) في الثالث من ديسمبر/كانون الأول فرض الأحكام العرفية، قبل أن يتراجع عن ذلك بعد ساعات إثر تصويت في البرلمان.

وقد عزل البرلمان يون من منصبه في 14 ديسمبر/كانون الأول، ورُفعت شكوى ضده بتهمة "التمرد" وهي جريمة عقوبتها الإعدام وبتهمة "إساءة استخدام السلطة" وعقوبتها السجن 5 سنوات.

وبرر يون -الذي طالما واجه عملُه السياسي عرقلةً من البرلمان ذي الغالبية المعارضة- هذا الإجراء لكونه يريد حماية البلاد من "القوى الشيوعية الكورية الشمالية، والقضاء على العناصر المعادية للدولة".

واضطرّ الرئيس للتراجع عن خطوته المفاجئة بعد ساعات من إعلانها، وتمكّن النواب من الاجتماع في البرلمان الذي طوّقته القوات العسكرية، والتصويت لصالح رفع الأحكام العرفية، تحت ضغط آلاف المتظاهرين.

إعلان

وتعهد يون الأسبوع الماضي في بيان بـ"القتال حتى النهاية". وطعن محاموه في قانونية مذكرة التوقيف واختصاص مكتب مكافحة الفساد.

ورغم عزل البرلمان يون مما أدى إلى كفّ يده عن مزاولة مهماته الرئاسية، فإنه لا يزال رئيسا بانتظار بتّ المحكمة الدستورية بقرار العزل بحلول منتصف يونيو/حزيران.

وفي حال توقيفه، سيكون يون أول رئيس كوري جنوبي يُعتقل وهو لا يزال في منصبه.

مقالات مشابهة

  • مظاهرات في كوريا الجنوبية للمطالبة باعتقال الرئيس السابق
  • كوريا الجنوبية: قبول استقالة رئيس الأمن الرئاسي بعد استجوابه في قضية عرقلة اعتقال الرئيس المعزول
  • كوريا الجنوبية: تحذيرات من العنف أثناء اعتقال الرئيس المعزول
  • صادرات كوريا الجنوبية في قطاع الطاقة النووية تصل لمستوى قياسي
  • موجة برد تجتاح كوريا الجنوبية وانخفاض الحرارة إلى 15 تحت الصفر
  • مؤيدو رئيس كوريا الجنوبية المعزول يتظاهرون أمام مقر إقامته.. فيديو
  • ما حقيقة هروب رئيس كوريا الجنوبية المعزول؟
  • رئيس كوريا الجنوبية المعزول يتوارى عن الأنظار.. والشرطة تُكثف ملاحقته
  • فشل محاولة الاعتقال الثانية لرئيس كوريا الجنوبية المعزول
  • اعتصام مفتوح أمام إقامة رئيس كوريا الجنوبية وشائعات عن فراره