إعادة تضبيط دول وثقافة الاقليم على مِسطرة العولمة..ايران وسوريا انموذجا..
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
إعادة تضبيط دول و #ثقافة_الاقليم على مِسطرة العولمة.. #ايران و #سوريا انموذجا..
ا.د #حسين_طه_محادين*
(1)
التدرج في تحقيق الاهداف.
ايدلوجياً وتكنولوجياً…يؤمن قادة فكر وعلم سياسات العولمة اللادينية والمعتمدة في فلسفتها على العلم تخطيطا وتنفيذ ، وبمعزل عن مضامين الاديان وهم؛ دول اوروبا الغربية وإسرائيل الذين اصبحوا قادة القطب الكوني الواحد في “الارض والفضاء” منذ تسعنيات القرن الماضي ، وبالتالي حُق لهم كأقوياء العمل المتدرج وبكل الوسائل ؛ على ضرورة إعادة تضبيط افكار ، وسلوكيات دول العالم الجديد بثرواته وصراعاته بشكل يخدم ايدولوجيتهم القائدة للكون حاليا رغم وجود الصين وروسيا كمنافسين لواحدية العولمة الغربية المنشأ والتاثير معاً.
اما في دول منطقتنا- الشرق الاوسط القديم والجديد معا – وبحكم استمرار صراعنا الحضاري التاريخي والعقدي ايضا مع اسرائيل النووية المحتلة ؛وهي راس الحربة للغرب المعولم في منطقتنا فيجب ان يبقى الحبل السري الغربي معها وبتفوق على كل دول وافكار دول هذا الشرق اوسط الدموي.
(2)
لقد شكل سقوط كل من:-
أ- دولة البعث “الايدلوجي” في العراق على يد ولاية الفقيه الايرانية المناوئة للشيطان الامريكي الاكبر والتي بدورها حلت هي وحلفاؤها محل النظام العراقي السابق؛ بعيد انتهاء العدوان الثلاثيني عليه وسقوط النظام فيه حيث حُل الجيش العراقي حينها !ما ادى الى ظهور المليشيات المسلحة المدعومة من ايران وغيرها في العراق.
ب- سقوط دولة الجماهيرية الليبية كصاحبة فكر ما.
كل الذي يبق ، قاد بدوره الى قيام امريكا واسرائيل ومن خلفهما دول العولمة الداعمة بالمطلق لهما فكرا واسلحة ؛ اذ نحجت في تحجيم وتقزيم التحالف الايدلوجي السياسي الطائفي بين ايران لبنان وسوريا كمحور”للمقاومة رغم تبدله نحو مفهوم الممانعة”.
ان هذا الفكر والتخطيط العميق لدى دول العولمة، قد نجح امس الاول في تغيير نظام بشار الاسد، بصورة لافته من حيث ان الثوار الذين قادوا التغيير اتسموا بتصدير نموذج جديد في واقع ومظاهر الثورات المعاصرة، حيث تجلى بالحفاظ على موجودات ومؤسسات الدولة، العسكرية ،والمدنية والقيادات السياسية، باستمرار عملها ؛ وهي نفسها التي كانت عاملة مع بشار الاسد وبقيادته…الامر الذي اشار ضمنا الى ان دول العولمة قد استفادت من اخطائها في العراق عندما حل الجيش العراقي الامر الذي خلق فوضى كبيرة في العراق ودول الاقليم نتج عنها ظهور المليشيات المسلحة في العراق والاقليم”ايران ببرنامجها النووي”الاسلامي” حيث سبق وان نادت ايدلوجيا وعسكريا بوحدة ساحاتة في معركتها مع اسرائيل وامريكا في كل من؛ لبنان وغزة واليمن وسوريا عبر دعمها الفكري شيعيا، والعسكري لكل من، حزب الله في لبنان، ومنظمة حماس والحوثيين في اليمن إذ تم انهاكهم عسكريا وبالتالي تم تغير حكم بشار الاسد في سوريا المجيء بمجلس انتقالي للحكم الجديد.
(3)
اخيرا…
بناء على ما سبق وبالترابط معه لم يبقى في الاقليم ، من هو مؤدلج شيعيا وعسكريا سوى الميليشيات المدعومة من ايران التي باعت ميدانيا حلفائها ،فهل ستبيع ايران مجددا حلفائها في العراق خلال قادم الشهور..؟ بعد اجبرت من دول العولمة ووسط صمت روسي وصيني على الانكفاء الى حدودها الجغرافية وبالتالي تخليها عن شعار وبرامجها لتصدير الثورة الذي اطلقته بداية ثمانيات القرن الماضي مع مجيء الامام الخميني، وذلك حفاظا على برنامجها النووي وأمن النظام في ظل تنامي حركات تمرد في عربستان وغيرها من القوميات التي ضمتها وبالقوة مع الجزر العربية الثلاث المحتلة من قبلها في الخليج حيث ضمت دولة بلاد فارس التي عرفت قبلا بهذا الاسم لتصبح لاحقا جمهورية ايران الاسلامية.
اخيرا.. التساؤلات المفتوحة على التفكر والحوار بالتالي اجدى ، هل ستصمد الميلشيات الايرانية في العراق في غضون الشهور القادمة وهي أخر الاذرع المسلحة الصراعية لايدلوجية ولاية الفقيه في طهران والاقليم..؟. الى متى ستبقى قوات حماس المجاهدة التي أرهقها الحصار صابرة ومستمرة في اقبية واكناف غزة الصابرة، وهل سنرى قريبا اتفاقا ما اسراىيل للحفاظ على مقاتليها الاشداء ، ام اننا سنشهد -لاسمح الله- عمليات مسلحة جديدة قوية جدا ومختلفة عما سبق استخدامه اسرائيليا منذ على اندلاع 7 اكتوبر للقضاء عليها بعد ان تراجع دعم ومشروع الحليف الايراني من دعم لثوار غزة من جهة، ومن الجهة الاكثر خطورة، ما امر به الرئيس الامريكي ترامب الجميع قبل ايام والمتضمن، على الجميع ضرورة إنهاء الوضع في غزة واطلاق سراح المحتجزين لدى حماس قبل مباشرته سلطاته الدستورية فهل نحن جميعا على وشك تضبيطنا افرادا ،ثقافة ودول اقليم حسب مقاسات ومتطلبات العولمة اسرائيليا وامريكيا كما حصل بسرعة منذ مدة ليست طويلة مع ايران وحليفها منذ اربعين عاما حزب الله في لبنان ،وسوريا في الايام القليلة الماضية ..؟. قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ثقافة الاقليم ايران سوريا فی العراق
إقرأ أيضاً:
WP: ترامب يكره العولمة ولكن يبدو محبا للإمبريالية
تناول تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية٬ مفارقات الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب٬ الذي يكره العولمة ولكنه يحب الإمبريالية.
وأعلن ترامب على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2019 أن "المستقبل لا ينتمي إلى العولميين".
وقال التقرير، إن جمهور كبار الشخصيات في نيويورك ومعظم المحللين معتادين بالفعل على الركائز الأساسية للخطاب الانتخابي لترامب، والذي يمثل مجموعة من النخب العالمية التي لا ولاء لها لأراضي ميلادها، والتي تتحالف مع التكنوقراط الليبراليين،.
وقبل ولايته الثانية، لم يتخلّ ترامب المتجرئ عن ازدرائه لـ"العولميين". ولكن في الأسابيع الأخيرة، طغت على شعبويته أشياء أخرى: إمبريالية القرن الحادي والعشرين الجديدة. وفق الصحيفة.
ولدهشة حلفاء الولايات المتحدة، صاغ ترامب رؤية للتوسع في نصف الكرة الأرضية. لقد دعا إلى استحواذ الولايات المتحدة على غرينلاند، وهي منطقة دنماركية مستقلة. كما اقترح مرارا وتكرارا أن تصبح كندا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة.
كما أثار مسألة استعادة السيطرة على قناة بنما بالقوة، متذمرا من رسوم المرور والنفوذ الصيني على الممر المائي الاستراتيجي. وفي استفزاز ربما كان الأكثر اعتدالا، قال إن خليج المكسيك يجب أن يُعاد تسميته بخليج أمريكا.
وقد قوبلت ترهيبات ترامب بالرفض الفوري، ففي مؤتمر صحفي، أشارت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم إلى خريطة من القرن السابع عشر للعالم الجديد، حيث تم تسمية الجزء الأكبر من كتلة اليابسة في أمريكا الشمالية باسم "أمريكا المكسيكية".
وقد أطلق رسامو الخرائط على خليج المكسيك هذا الاسم قبل فترة طويلة من فوز الولايات المتحدة باستقلالها.
وفي حين وصف الرئيس المنتخب الحدود الشمالية لبلاده بأنها "خط مصطنع" يمكن محوه لإنشاء قوة عظمى قارية، فإن قِلة من الناس في كندا يوافقون على هذه "النكتة". تقول الصحيفة.
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لشبكة CNN يوم الخميس "لن يحدث هذا"، مضيفا أن حجر الزاوية في الهوية الكندية هو أنهم ليسوا أمريكيين.
وأشار إلى أن ترامب كان يحاول صرف الانتباه عن المحادثة حول الضرر الذي قد تسببه التعريفات الجمركية المقترحة على الصادرات الكندية للمستهلكين الأمريكيين.
ورد خوسيه راؤول مولينو، رئيس بنما، بأن "كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المجاورة لها ملك لبنما وستظل كذلك". وشدد الدبلوماسيون على أنه لا يوجد أي حقيقة في مزاعم ترامب ورفاقه بأن القوات الصينية تسيطر على الممر المائي المحوري.
وقالت الدنمارك مرارا وتكرارا إن غرينلاند ليست للبيع للولايات المتحدة. عقدت رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن اجتماعا لقادة الأحزاب الدنماركية يوم أمس الخميس لبحث كيفية الرد على تهديدات ترامب. وقالت بيبالوك لينغ، وهي مشرعة من غرينلاند، لبوليتيكو إن الولايات المتحدة يجب أن تأخذ في الاعتبار تاريخها الخاص في إساءة معاملة الشعوب الأصلية في القطب الشمالي قبل المطالبة بأراضي الآخرين.
وأضافت لينغ: "نحن نعلم كيف يعاملون الإنويت في ألاسكا. اجعلوا ذلك عظيما قبل محاولة غزونا".
بعد رفض ترامب استبعاد استخدام القوة الاقتصادية أو العسكرية لتحقيق أهدافه في غرينلاند، أصدر عدد من الزعماء الأوروبيين بياناتهم الخاصة التي تعبر عن القلق. قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن هناك "بعض عدم الفهم" حول تصريحات ترامب. وقال: "إن مبدأ حرمة الحدود ينطبق على كل دولة بغض النظر عما إذا كانت في الشرق أو الغرب"، في إشارة إلى المعارضة الغربية للاستيلاء الروسي على الأراضي في أوكرانيا.
إذن ما الذي يلعبه ترامب؟ تتساءل الصحيفة في تقريرها، زعمت هيئة التحرير المحافظة في صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب، في حالة كندا، "يتصرف بشكل استفزازي".
لكن تصاميمه بشأن غرينلاند قد تكون أكثر جوهرية، وتستغل افتتان الولايات المتحدة القديم بغرينلاند، والذي كان المسؤولون الأمريكيون يراقبونه أيضا في الوقت الذي اشتروا فيه ألاسكا في منتصف القرن التاسع عشر. وقالت إن مواردها المعدنية وموقعها الاستراتيجي في القطب الشمالي تجعلها أكثر أهمية من الناحية الجيوسياسية في القرن الحادي والعشرين.
الأربعاء الماضي، اصطحب نجل ترامب، دونالد ترامب جونيور، حاشية في زيارة خاصة للجزيرة، مليئة بالتقاط الصور مع سكان غرينلاند الذين يرتدون قبعات حمراء على غرار قبعات MAGA.
بالنسبة لترامب، فإن الحديث عن الضم والتوسع هو جزء من أسلوبه الشعبوي. قال تشارلي كيرك، وهو مؤثر من أقصى اليمين رافق دونالد ترامب جونيور في رحلته إلى غرينلاند، في بودكاست حديث: "إنه يجعل أمريكا تحلم مرة أخرى، بأننا لسنا مجرد هذا الذكر الحزين منخفض التستوستيرون، الضعيف، الجالس على كرسي، مما يسمح للعالم أن يدهسنا.. إنه إحياء للطاقة الأمريكية الذكورية. إنه عودة القدر الواضح"، [القدر الواضح مصطلح استخدمه الأمريكيون في القرن الثامن عشر لتبرير تمددهم غربا].
قدم بعض المحللين تفسيرا أقل مجازيا لتحركات ترامب الأخيرة. قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب والذي تحول إلى منتقد صريح له، لوكالة أسوشيتد برس إن استراتيجية ترامب "معاملاتية، ومرتجلة، ومتقطعة، ويُنظر إليها حقا من منظور كيف تساعد دونالد ترامب". لطالما تأمل المحللون في فعالية نهج ترامب "المجنون" في الشؤون الخارجية، وتهديده للحلفاء واستخدامه المتكرر للتهديدات. لكن ليس من الواضح ما الذي قد يكسبه من هذه الحلقة الأخيرة.
قال بولتون: "عندما تفعل أشياء تقلل من احتمالية تحقيقك للأهداف، فهذا ليس مساومة متقنة، هذا جنون".
يمكن القول إنه لا يوجد تناقض بين عدوانية ترامب الإمبريالية الجديدة وأمريكا أولا، الشعبوية المناهضة للعولمة التي عبر عنها طوال معظم حياته السياسية. في نهاية المطاف، كانت المذهبية التجارية في القرن التاسع عشر ــ السلف للنظرة الاقتصادية العالمية التي يبدو أنها تسيطر على ترامب وأنصار التعريفات الجمركية وغيرها من التدابير الحمائية في معسكره ــ عنصرا أساسيا في الإمبريالية في القرن التاسع عشر. ويبدو أن مطالب الرئيس المنتخب الأخيرة تشير إلى أنه بدأ يكشر عن أنيابه.
كتب ستيفن والت في مجلة فورين بوليسي: "يبدو أن ترامب وإيلون ماسك وأتباعهما مقتنعون بأنهم قادرون على ترهيب العالم بأسره. ويتجاوز هذا النهج إلى حد كبير المعاملات التجارية القائمة على المقايضة؛ إنه محاولة صارخة لابتزاز الآخرين وترهيبهم وإجبارهم على تقديم تنازلات استباقية، استنادا إلى خوفهم مما قد يفعله ترامب لإيذائهم".