بوابة الفجر:
2025-01-11@06:56:34 GMT

مؤمن الجندي يكتب: حين تتلاشى الألوان

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

في زوايا الحياة، حيث تتشابك الخطوط وتختلط الأصوات، تبرز فكرة المسؤولية كضوء خافت في عتمة التباين.. إنها تلك القوة الخفية التي تدعونا للتوحد، حتى عندما لا تتفق قلوبنا مع الاتجاه أو الفكرة! فالوقوف صفًا واحدًا ليس دائمًا انعكاسًا للتأييد المطلق، بل هو اختيار واعٍ لحماية صورة أكبر، لحمل راية تعلو فوق اختلافاتنا الصغيرة، وفي عالم مليء بالفرقة، يصبح الاتحاد معجزة تُولد حين ندرك أن وجودنا معًا أقوى من أصواتنا منفردة! فهل نختار أن نكون جزءًا من البناء، أم نتخلى عن الدور لأننا فقط لا نتفق مع الطوب؟

مؤمن الجندي يكتب: بين الثواني والسراب.

. موعد مع المجهول مؤمن الجندي يكتب: حسن "سبانخ" الكرة المصرية

لكن ماذا يحدث عندما يقرر البعض ألا يكونوا جزءًا من هذه اللحظة؟ أن يقفوا على الجانب الآخر، متفرجين أو مجاهرين بالعداوة فقط لأن المنافس ليس ناديهم المفضل؟

في بطولة العالم للأندية، حيث يقف الأهلي ممثلًا للوطن بأسره -نعم هذه وجهة نظري سواء أهلي أو زمالك أو غيرهما- فما يقال سوى الأهلي المصري أو الزمالك المصري! نجد أنفسنا أمام مشهد يحمل أكثر من معنى، إنه ليس مجرد فريق يرتدي الأحمر ويدافع عن شعاره، بل هو سفير يحمل راية ينتمي إليها، ليرفعها عاليًا أمام العالم.

تشجيع المنافس هنا لا يعني التخلي عن انتماءاتنا الرياضية، بل هو إدراك لحقيقة أعمق! أن الأندية حين تخرج للمنافسات العالمية، تصبح ممثلة للهوية الوطنية أولًا، إنها مسؤولية يجب أن نتشاركها جميعًا، لأنها ليست فقط عن مباراة أو لقب، بل عن صورة وطن نرسمها أمام الآخرين.

ومع ذلك، هناك من يعلن صراحة أنه لن يشجع الأهلي وهذا حقه، لأن الانتماء المحلي قد أعمى البصيرة الوطنية! هل أصبحت الأندية أعلامًا منفصلة؟ وهل تفوقت الانتماءات الصغيرة على الانتماء الكبير؟ لنكن واضحين.. النقد الرياضي مقبول، والمنافسة بين الأندية محببة، لكنها تبقى داخل حدود الوطن! أما عندما نخرج إلى العالم، فنحن نحتاج إلى أن نقف صفًا واحدًا، نتشارك الفرحة والانتصار.

لا يفرقنا لون أو شعار

من وجهة نظري، تشجيع الأهلي أو أي نادٍ عربي في بطولة عالمية ليس موقفًا رياضيًا فقط! بل هو اختبار للوعي الجمعي، ومدى قدرتنا على تجاوز الخلافات الصغيرة من أجل مصلحة أكبر.. دعونا نتذكر أن الرياضة ليست فقط عن الألقاب، بل عن الروح التي تحملها.. وفي اللحظات الكبرى، تكون الوطنية هي ما يجمعنا، قبل أن يفرقنا أي لون أو شعار!

وفي النهاية، يبقى لكل إنسان حرية اختياره، وحقه في أن يشجع من يشاء أو يلتزم الحياد إن أرادَ لكن الحرية تأتي دائمًا محاطة بسياج من المسؤولية، فاختلاف الميول لا يعني أن تتحول المنافسة إلى معاداة، ولا أن يكون الصوت المرفوع هادمًا بدل أن يكون صامتًا أو مشجعًا للبناء.. المجاهرة بمعاداة ممثل الوطن في ساحة عالمية ليست تعبيرًا عن رأي بقدر ما هي كسر لوحدة الصورة التي نسعى جميعًا للحفاظ عليها.. فالوطن، بجميع ألوانه وشعاراته، يعلو فوق الانقسامات الصغيرة! والرياضة، بكل ما تحمله من شغف، تظل مرآة تعكس قيمنا قبل أن تعكس انتماءاتنا.

لذلك، دعونا نترك مساحة للتسامح والاحترام، ونحتفظ بمشاعرنا داخل حدود المنافسة المحلية، بينما نرتقي بأفعالنا وكلماتنا إلى مستوى اللحظة! لأننا في النهاية، عندما نكون وجهًا للوطن، فإن العالم لا يرى ألوان الأندية، بل يرى لون العلم الذي يجمعنا جميعًا.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الأهلي الزمالك كاس العالم للاندية تشجيع الأهلي ميدو طارق السيد أيمن عبد العزيز مؤمن الجندي مؤمن الجندی

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: ضعف الانتماء يزيد من التشدد

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هناك مشكلة حقيقية تتعلق بضعف الانتماء، وهو ما يسبب العديد من الأزمات الاجتماعية والفكرية.

وأوضح الجندي خلال حلقة خاصة تحت عنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج"لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء: "نحن نتحدث عن قضية كبيرة تتعلق بتنشئة الأجيال الحالية، وهذه المشكلة تنبع من ضعف الانتماء، سواء كان الانتماء للوطن أو للأسرة أو للمجتمع بشكل عام".

خالد الجندي يوضح أنواع هجر القرآن.. فيديو هل المسلم على ملة إبراهيم عليه السلام.. الشيخ خالد الجندي يجيب (فيديو)

وأضاف أن ضعف هذا الانتماء يؤدي إلى مشكلات عديدة، مثل التشدد الفكري الذي يظهر في عدة جوانب من الحياة اليومية.

وتطرق الجندي إلى تأثير ضعف الانتماء على العلاقة بين أفراد الأسرة، قائلاً: "عندما يضعف انتماؤك للأسرة، قد تجد نفسك تحترم أصدقاءك أكثر من أفراد أسرتك، وهذا أمر خطير". 
كما أشار إلى أن هذه الظاهرة تظهر بشكل أكثر وضوحا في المواقف الرياضية، وأن بعض الأشخاص يتعصبون للأندية الرياضية بشكل غير مبرر، ويصل الأمر إلى العنف والتشدد.

وأشار إلى حوادث العنف التي وقعت بين مشجعي الأندية الرياضية، والتي أسفرت عن العديد من الضحايا، قائلاً: "ما يحدث في الملاعب من تشاحن وعنف بين الجماهير هو نتيجة مباشرة لضعف الانتماء، نحن نشجع الألوان والشعارات، ولكننا لا نشجع على الروح الرياضية والتعاون المشترك".

وشدد على ضرورة تعزيز الانتماء الوطني داخل المجتمع، مشدداً على أهمية التربية السليمة والوعي الثقافي لتفادي هذه الآثار السلبية.

وفي حلقة أمس قال إن موضوع هام ورد في كتاب الإمام ابن القيم حول "أنواع هجر القرآن" مشيرًا إلى أن الكثير من المسلمين قد يغفلون عن هذه الأنواع رغم تأثيرها الكبير في حياتهم.

وأوضح، أن هجر القرآن ليس مقتصرًا على الابتعاد عن قراءته فحسب بل له عدة صور يجب أن يتفكر فيها المسلمون، موضحا أن هناك خمسة أنواع من هجر القرآن كما ذكرها الإمام ابن القيم.


وتابع: "أولاً هجر السماع حيث يتجنب بعض الناس الاستماع إلى القرآن أو لا يتحملون سماعه وهذا النوع من الهجر هو هجر في النفس ولا يقتصر على قراءة القرآن فقط بل يشمل الابتعاد عن سماعه أيضًا، ثانيًا هجر العمل وهنا بعض الناس يقرأون القرآن ولكنهم لا يعملون بما فيه مثل الذين يتبعون أفعالًا محرمة رغم أن القرآن يحث على اجتنابها".

وأضاف: "ثالثًا هجر التحكيم وهو عندما يرفض الإنسان تحكيم القرآن في مشاكله وحياته اليومية مثلًا عندما تواجهه مشكلة مع شخص آخر فيرفض أن يبحث عن الحلول التي يقدمها القرآن الكريم، ورابعًا هجر التدبر هو عدم التأمل في معاني القرآن والتفكر فيها حيث يجب على المسلم أن يتدبر آيات الله ويأخذ منها العبر والنصائح في حياته اليومية، وخامسًا هجر التداوي ويتعلق هذا النوع بعدم الاستفادة من بركة القرآن في الشفاء الروحي والجسدي فالقرآن الكريم يشتمل على شفاء للقلوب والأجساد كما قال الله تعالى "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ" (الإسراء: 82)".

ووجه رسالة قائلا: "راجعوا حالكم مع القرآن هل أنتم حقًا تداومون على سماعه وتعملون به وتدبرون معانيه؟ هل تجلبون شفاء قلوبكم وأجسادكم من خلاله؟"

مقالات مشابهة

  • أفكار رائعة لتغيير ديكور المنزل بالشتاء
  • عبد القادر مؤمن.. زعيم جديد لتنظيم داعش قد يغير موازين القوة الإرهابية في العالم
  • ابتكار جهاز «راوتر» بمواصفات مميزة و«لينوفو» تدخل عالم الحواسب الصغيرة
  • الرباط الصليبي «سلاح فتاك» يضرب نجوم العالم في «مقتل».. ويؤثر على نتائج الأندية
  • إعجاز القرآن: الفتيل والنقير والقطمير.. معانٍ عميقة للأشياء الصغيرة
  • شبانة : الأهلي نقل الكرة المصرية إلى العالمية .. وتصريحات عدم دعمه في المونديال مستفزة
  • نيمار يؤكد: المونديال القادم هو الأخير في مشواري الكروي
  • خالد الجندي: ضعف الانتماء يزيد من التشدد
  • الشباب والرياضة بالغربية تواصل دوري خماسي كرة القدم للأندية الصغيرة
  • فيلسوف قال : (ملكت العالم عندما لم أشتهي شيئا ولم اخاف أحدا